للأسف الشديد كل القنوات التي تمدنا بالثقافة هي قنوات موجهه من التلفزيون إلى الصحافة إلى وسائل الإتصال الاجتماعي
حتى كتب ومثقفي عصورنا الحالية وكذا المدرسة والحياة برمتها أين تتجه فأنت موجه شئت أم أبيت
نحن بعيدين جدا عن جذورنا ببعدنا عن ديننا الحنيف ووعائه اللطيف اللغة العربية ومعينها الصافي وتراثها العريق
سأذكر لكم قصة تستنتجون منها غربتنا حتى عن واقعنا الأليم.
يقال أن رجلا من أهل المدينة في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذبح شاة ونفدت ولم يبق منها إلا الرأس فقال يجب أن لا
أرميه وأبحث عن فقراء المدينةفسأل فقيل له ليس هناك أفقر من بيت الخليفة عمر فذهب وطرق بيت عمر فخرج عليه عمر فقال
له هذا الرأس فقال عمر ولكن هناك من هو افقر مني إذهب إلى بلال بن رباح فذهب الرجل يحمل الرأس ولما وصل بلال قال له إذهب إلى عمار بن ياسر وهكذا كل صحابي يرسله لمن يظن أن أخا له هو أشد حاجة حتى عاد الرجل الى عمر فلما وصل له
تسلم الرأس وقال للرجل ادعوا كل من ذهبت إليهم لنأكله سويا وطبخوا الرأس ليأكلوه ويبارك لهم فيه . نقلا عن الشيخ عمر عبد الكافي.
تأملوا في واقعنا لو ذبحت تيسا لرجل من رجال اليوم لقال هذا ماهو قدري وكف يده وربما عيروا صاحب التيس.
عاد من زين قدرك يا رجال كل وأشكر.
تأملوا أخلاق وسعة صدر هذا الرجل وهو يدور بالرأس بين الصحب الأبطال الذين عاصروا غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم
يجتمعون على رأس شاة ويدعون الله أن بارك لنا فيه يااااه
لنقس الآن أنفسنا أمام تلك الهامات السامقة
تأملوا عمر بن الخطاب بلال بن رباح مجردة من الألقاب
هذا هو التواضع وهذا هو الطيب واولئك هم الرجال
صدق راحوا الطيبين