ثانيا : أهمية الدعوة بالنسبة للدعاة
الداعي إلى الله وهو يؤدي رسالته ، يحقق لنفسه الفائدة في العاجلة ، وجزيل الثواب في الآجلة ، مما يعكس مدى أهمية الدعوة بالنسبه له ، وهو ما يمكن توضيحه في نقطيتين رئيستين :
أ - أهمية الدعوة وفوائدها في الحياة الدنيا :
1- الشعور بالسعادة وتحقيق الأمن النفسي : إن الداعية إلى الله وهو يتفاعل مع مناهج الدعوة الإسلامية ، وما تتضمنه من أساليب في الإعداد والتربية الروحية وغيرها ، إنما يرقى ليكون ربانيا ، وهو ما يحقق له السعادة الروحية والطمأنينة والأمن النفسي.
2- اكتساب خبرات دعوية متجددة والاستفادة من الأخطاء الواقعة والمتوقعة : إن الداعية الناجح كالطبيب الحذق ، الذي يقدم العلاج الناجع لمحتلف الأمراض التي تخضع لاختصاصه ، إلا أن هذا الدور يستلزم أن يزود صاحبه بالتوجيهات والتعليمات ، التي يكتسبها من ميادين الدعوة العملية ومن العاملين معه بساحة الدعوة ، ممن سيزوده بعصارة خبراتهم وتجاربهم ، عندها يعرض تجاربه على خبرات الآخرين ، لتقييم سلوكه وخطواته ، ليقف على أخطاء نفسه فيصل إلى الأصوب والأفضل ، مما يحقق النجاح لدعوته .
3- صقل شخصة الداعية وتنمية قدراته على مواجهة الابتلاء : إن مواصلة الداعية في لعمله في مجال الدعوة يزوده بالصبر والإيمان ، ويكسبه القدرة على الصمود والثبات ويفيده مرونة التعامل مع شتى صنوف الابتلاءات .
4- كسب عناصر جديدة لصالح العمل الإسلامي : إن من يهتدي على يد الداعية يكون عوناً للداعية على أداء رسالته ، ويضم جهده إلى جهد الداعية ، وهكذا الإسلام لا ينتشر إلا عن طريق الدعوة إليه ، ولا يتقوى إلا بالعناصر الجديدة الرافدة ، وهذا يقوى شوكة الدعاة ويساهم في نجاح دعوتهم وانتشارها .
5- النجاة من الهلاك في الحياة الدنيا : إن الإنسان إذا قصر في واجب الدعوة وتقاعس عن تبليغها ، فإنه يستحق عقاب الله الذي وعد ، دون أن يجد منه ملاذاً أو ملجأ إلا إليه ، ومن ناحية أخرى فإن الدعوة إلى الله منجاة للدعاة من الذل في الدنيا .
ب - أهمية الدعوة وفوائدها يوم القيامة :
1- الثواب والأجر العظيم في الآخرة : ويتحقق للدعاة من جهتين :
الأولى : الثواب المترتب على دعوة الآخرين دون أن يكون مشروطا بهدايتهم ما دام مقصد العمل هو مرضاة الله عز وجل .
الثانية : تضاعف الثواب وتناميه بقدر ما يكسبه الدعاة المخلصون من أنصار لصالح الإسلام .
2- النجاة من العذاب يوم القيامة ومن سوء المنقلب : إذا كان العقاب والطرد من رحمة الله يصيب يوم القيامة المقصرين عن واجب الدعوة إلى الله ، فإنه يرتفع بأدائها وبإزالة التقصير المقترن بها ، عندها تكون النجاة لفريق الداعين إلى الله من ذلك العقاب .
....
ثالثاً : أهمية الدعوة بالنسبة للمدعوين :
1- تحقيق السعادة في الدنيا والآخرة : قال تعالى : { من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون } .
2- النجاة من الهلاك في الحياة الدنيا : بشرت سنة النبي صلى الله عليه وسلم المدعوين إذا قصروا تجاه أوامر الله تعالى بالهلاك ، وبالنجاة إذا استقاموا عليها ، واستجابوا لأحكامها .
3- إنقاذ الناس من ظلام المعصية إلى نور الطاعة : إن من أعظم آثار الدعوة إخراج الناس من ظلام الكفر إلى نور الهدى والإيمان ، وبالدعوة إلى الله تستنير البصائر وتهتدي العقول ، ويتحول المجتمع من الشقاء إلى السعادة .
4- الإرتقاء بالأمة إلى أعلى درجات العز والمجد والسيادة : قال تعالى : { ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين } ، ولا يكون علو الشأن للمؤمنين دون قيام الدعاة بواجبهم ، والمدعوين باستجابتهم لأمر الدعوة ، وبقدر تحقيق ذلك تصل الأمة إلى أعلى درجات العز والسيادة.
5- تفجير الطاقات الكامنة في نفس المدعوة نحو بناء مجتمع قوي .