عرض مشاركة واحدة
قديم 25-04-07, 01:21 AM   #2
عضو نشط

 










 

عوض العياضي غير متواجد حالياً

عوض العياضي is on a distinguished road

افتراضي

1- أهميتها بالنسبه لموضوعها ( الإسلام )
2- أهميتها للدعاة
3- أهميتها للمدعوين


ودرسنا اليوم سيكون عن أهمية الدعوة بالنسبة لموضوعها ( الإسلام )

المطلب الثاني : أهمية الدعوة وفوائدها

أولا : أهمية الدعوة بالنسبة لموضوعها ( الإسلام )



تبرز أهمية الدعوة إلى الله ، بالنسبة لموضوعها في حياة رسالة الإسلام ، وظهورها وبقائها وعدم فنائها ، فقد اقتضت سنة الله في الدعوات أن ترتبط حياتها بمدى إخلاص حملتها ، وإيمانهم بها ، وعملهم المتواصل على نشرها وتبليغها ، لذلك كانت بعثة الرسل عليهم السلام ، ودورهم في تقرير التوحيد وإرساء الدين في الأرض ، ومنهجهم في تخريج الدعاة مثالاً واضحاً ، ومعيناً لا ينضب في بيان أهمية الدعوة ، وإذكاء روح العمل الجاد لترسيخ مفاهيمها ، وهو ما أوضحته الآية الكريمة : { هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً }.

لقد أكدت الحقائق التاريخية ، أن الله عز وجل خلق الدعاة لتقرير دعوته -بدءاً بخلق آدم عليه السلام - أو تجديدها وإحيائها ، وهو ما يقوم به الدعاة المجددون ، لذا لا انفكاك بين الدعوة والدعاة ، فالأولى تخرج أفواج الدعاة ليحققوا لها استمراريتها ، من خلال ما تتضمنه من مناهج ومبادئ وأحكام ، تعمل على إحياء القلوب وتفجير الطاقات نحو العمل الجاد لصالح دعوة الله تعالى ، والدعاة يرسخون مفاهيم الدعوة ، وينشرونها في الأرض بعد أن أصبحت جزءاً أصيلاً في كيانهم .

وقد بشر النبي صلى الله عليه وسلم بالتمكين لهذا الدين وانتشاره في الأرض ما دام الدعاة قائمون على حدود دعوتهم ، ولأن الغلبة ستكون لهم وأن الهزيمة والتتبير ستحيق بأعدائهم .

عن تميم الداري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( ليبلغن هذا الدين ما بلغ الليل والنهار ، ولا يترك بيت مدر ولا وبر ، إلا أدخله الله هذا الدين ، بعز عزيز ، أو بذل ذليل ، عزاً يعز الله به الإسلام ، وذلاً يذل به الكفر )

إنه لا يكتفي لبقاء الدعوة الإسلامية وخلودها أن تكون ملائمة للفطر السليمة ، وموافقة للعقول الصحيحة ، إلى جانب آثارها الإيجابية في حياة الناس والمجتمع ، بل تستلزم إلى جانب ذلك كله حماة يذودون عنها ، ويهبوا لها كل ما في وسعهم من طاقة وجهد ، إذ بقيامهم بأمر الدعوة إلى الله حياة الدين .

وترك الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سيؤدي إلى حلول القيم الهابطة ، والأخلاق المرذولة بدلاً من الفضائل والتعاليم الدينية التي تدعو إلى الانضباط والاستقامة .

وعند ابن ماجه بإسناد صحيح ..عن أنس بن مالك قال : ( قيل يا رسول الله متى نترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، قال : " إذا ظهر فيكم ما ظهر في الأمم قبلكم ، قلنا : يا رسول الله وما ظهر في الأمم قبلنا ؟ قال : المُلك في صغاركم ، والفاحشة في كباركم ، والعلم في رُذالتكم ) ، أي إذا كان العلم في الفساق .

..

نافلة القول أن ديناً فقد مقومات وجوده ، وأسباب انتشاره بالإمساك عن إعداد المزيد من الدعاة العاملين أو بالإقلاع عن الدعوة إليه سيبقى حبيساً في صدور من تبقى من حملته وأتباعه ، حتى يكون وجودهم بالنسبة إليه حينئذ ، أشبه بجثث الموتى المتناثرة هنا وهناك ، لأنهم بذلك يكونوا قد فقدوا عنصر الحياة ، الذي به تحيا القلوب الموات ، وتلتئم الأشلاء المتناثرة ، وتتحد القوى المتنافرة ، وتحقق به النصر والبقاء والتمكين وهو ما وعد الله به عباده العاملين . { وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض ....} الآية .




التوقيع :
    رد مع اقتباس