الأحد 27/3/1428هـ جريدة الجزيرة عبدالإله بن سعود السعدون
إن أسمى أنواع التضحية والفداء أن يقدم الإنسان حياته ودمه لله أولاً وللوطن دفاعاً عن مبادئ ثابتة آمن بها، ولا يمكن القبول بأي اعتداء يهدمها ويخرب بنيتها، هكذا كان شهيد الواجب حمود بن عايض الحربي الذي قدم حياته الغالية هدية لوطنه وأمته والتزاما بالحب والولاء لقيادته المخلصة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمين سلطان الخير وحكومته الرشيدة. هذا الفداء الغالي جاء برضانا على التمسك بالحق والعدل ومنع أي تخريب لمكاسب هذه الدولة الفتية الناهضة؛ فالفئات الضالة من المتطرفين المغالين في فرض أهدافهم المنبوذة بالقوة دون رادع من دين أو ضمير حي يردعهم من تعكير صفو الأمن في هذه المملكة المزدهرة والتي رقت -ولله الحمد- أعلى مستويات التنمية بكل صنوفها من اقتصادية واجتماعية، ومركز محترم في المجالين الإقليمي والدولي، وأضحت محوراً إيجابياً للسياسة الحكيمة الصادقة في محيطنا العربي والإسلامي وما قدمته قيادتها المخلصة المباركة لخير الشعوب العربية والإسلامية لا يمكن حصره وتعداده في مقال مختصر، ولنترك الأفعال بعيداً عن الأقوال؛ فحكومتنا الرشيدة تعطي الأهمية القصوى لبرامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتضع الخطط المتوازية للنمو الاقتصادي والملائم لخاصية أوضاعنا الاجتماعية، وتحاول جاهدة أن تعتمد سياسة الأمن الوقائي الذي يرتكز على التوعية الاجتماعية لأخطار الإرهاب والجريمة المنظمة على مجتمعنا الإسلامي المسالم، وكيفية مكافحة ناقليه ومؤيديه في مجتمعنا ومجتمع الجوار، ولا بد من تعاون جاد وصادق بين المواطنين ورجال الأمن الأشاوس وأن يكون كل فرد منا درعاً واقياً بوجه أخطار العصابات الإرهابية وكشفهم قبل تدميرهم مجتمعنا ومكاسبنا الاجتماعية والاقتصادية. وجاءت مبادرة الوفاء والشهامة والفداء بتبرع المواطن عايض الحربي والد الشهيد حمود الحربي بعشر قطع سكنية في مشروع الديليمية في منطقة القصيم ليقام عليها مشاريع خيرية من مسجد ومدرسة تبرعاً كريماً من رجل قدم فلذة كبده من أجل إعلاء كلمة الله والحق وواجب الوطن، وما قدمه لهذا المشروع الإسكاني الكبير من تبرع سخي يؤكد وبصورة فعلية وصادقة التلاحم بين المواطن الصالح وقيادته المخلصة والتمسك الحقيقي بالوطن، ومثالاً حيا لحب المواطن لأرضه وأشقائه المواطنين المحتاجين لخدمة الإسكان، ولطمة قوية في وجوه كل المشككين بوحدتنا الوطنية ومروجي الإشاعات الرخيصة المعتمدة على أكاذيب مدسوسة وهؤلاء الخارجين عن إجماع الأمة بحقد شخصي أو مغسولة أدمغتهم المتأخرة أن بأعمالهم هذه وأبواقهم الفضائية تقدم خدمة مجانية أو مدفوعة الأجر للإعلام المعادي المأجور ضد بلادنا الغالية واعتداء على أمن وحرية المواطنين بتعكير أمنهم وإرهابهم باعتداء إجرامي مضاد للحق والقانون، وقد تصدى لهم رجال الأمن المخلصون بتطويقهم بتنفيذ استراتيجية وطنية لمكافحة الإرهاب وصنوف الإجرام الأخرى، خطط أسسها أمير الأمن والأمان الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية الذي بإشرافه - حفظه الله - تم تجفيف برك الإرهاب ومصادر تمويله وبسط الاستقرار في ربوع وطننا الغالي. إنها لفتة تكريم مستحقة لشهيد الواجب حمود الحربي بإطلاق اسمه على الشارع الرئيسي في مشروع الديليمية وما تفضل أمير منطقة القصيم الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز راعي المشروع بالتوجيه بتسمية هذا الشارع باسم الشهيد إلا تثميناً حياً لبطولته وشجاعته في الدفاع عن الوطن الغالي، رحم الله شهداء الواجب الأبرار وأسكنهم جنات النعيم. قال تعالى {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}. صدق الله العظيم.