لوز مخدر
شعاع الراشد
لا أدرى حقيقة أي من الاجابات أصح، لسؤال طالما لوح بوجاهته، كلما سمعنا عن بيانات وزارة الداخلية عن إلقاء القبض من قبل رجال الامن فى مكافحة المخدرات، على متهمين حاولوا تهريب مخدرات للمملكة وصل الامر فيه إلى حشو ثمار اللوز بالحبوب المخدرة من باب التضليل ومحاولات الخداع.
هل لدينا اسواق مستهلكة لهذه الدرجة تحتاج لهذه الكميات الهائلة من المخدرات كي تتوالى الشحنات والمحاولات لادخالها إلى البلاد؟
اليوم طرحت السؤال لمن حولي فى شبه اعتقاد، لا يرتكز على احصائيات بالطبع، بانه لابد ان يكون هناك مشتر إن كانت كمية المخدرات ومنذ اشهر عديدة تتجاوز قيمتها السوقية 1,9 مليار ريال!
غير ان اجابة اخرى ظهرت قد تكون اكثر منطقية ويجب الانتباه لها، وهي انه قد يكون هناك من يحاول ايجاد سوق ضخم لهذه الآفة فى بلادنا وليس بالضرورة وجودها بهذه الضخامة من الاساس، يفعلون ذلك من اجل المال وتخريب عقول الاجيال لاسباب لا تخفى على احد، إن علمنا انها من اساليب الحرب التى تلجأ اليها بعض الدول ضد اخرى، من خلال التغلغل لبنية شبابها وتدميره عمدا.
والواقع ان نقاش تأثير المخدرات والمؤثرات العقلية للعقول لا يحتاح لمحاولة اقناع، فيكفي ان نتأمل جرائم المدمنين فى المجتمع لنرى كيف تغير المخدرات مراكز الشعور لدى الانسان وتخرب فطرته.
واليوم مثلا قرأت فى سبق عن تنفيذ حكم القصاص فى مدمن حشيش وخمور اعتاد اغتصاب ابنته وتعذيبها بعد طلاق والدتها..
والذي يقرأ عن حالات التحرش التى تحدث فى المجتمعات لابد ان تمر المخدرات فى ذهنه كمسبب جوهرى تدفع لهذه السلوكيات الشاذة، وربما تكون احد اسباب ازدياد نسبة الجرائم والتحرش مع اعتبار انتشار الاباحية فى وسائل الاعلام العصري وتزين الحريات غير المسؤولة كعنصر ساهم لاشك فى ازدياد تلك الظاهرة او حرض عليها على الاقل.
الآن بات العلماء وأخصائيو الصحة النفسية يفيقون فى مراكز البحوث وفى الجامعات من تبني بعض المفاهيم الخاطئة للموضوع سابقا، باتت تبحث فى مضار المارجوانا على الاداء العقلي..
ففى دراسة اجريت فى كينغز كوليدج لندن وجامعة ديوك ربطت بين التدخين المستمر للمارجوانا بين المراهقين الذين قاموا بتدخينها بشكل منتظم بنسبة اكثر للتعرض للاصابة بمشاكل متعلقة بالانتباه والذاكرة فى مراحل لاحقة من الحياة. ويقول البروفيسور تيرى موفيت، من معهد علوم النفس والذي شارك فى الدراسة التى نشرت فى احدى المجلات العلمية بأن المدخنين المثابرين والذين بدأوا فى عمر مبكر جدا تراجعوا بفارق 8 نقاط على مستوى الذكاء فى سن 38 عاما مقارنة مع انفسهم فى سن 13 عاما.
ووفقا للدراسة، فإن الاستعمال المستمر للحشيش ارتبط بتراجع فى تركيبة الدماغ العصبية بشكل ملحوظ وفى جوانب مهمة مثل المهارات الدراسية، حتى بعد التوقف عن التدخين. كذلك قال المشاركون بأنهم لاحظوا مشاكل سلوكية عند المدخنين الشرهين.
ويعتبر المراهقون فى خطر اكبر لان ادمغتهم تكون فى فترة تطور فى هذه السن الحرجة. لذا لن ندهش بتوالي الوعي المعرفي والعلمي فى محاربة آفات المخدرات بأنواعها وليس على مستوى اجهزة المكافحة فقط.
غير اننا الان نوجه كل الشكر والتقدير لرجال مكافحة المخدرات.. لعيون الوطن الساهرة وتضحياتها.