عرض مشاركة واحدة
قديم 04-04-07, 01:30 PM   #1
إداري سابق

 











 

سلطان الغيداني غير متواجد حالياً

سلطان الغيداني has a reputation beyond reputeسلطان الغيداني has a reputation beyond reputeسلطان الغيداني has a reputation beyond reputeسلطان الغيداني has a reputation beyond reputeسلطان الغيداني has a reputation beyond reputeسلطان الغيداني has a reputation beyond reputeسلطان الغيداني has a reputation beyond reputeسلطان الغيداني has a reputation beyond reputeسلطان الغيداني has a reputation beyond reputeسلطان الغيداني has a reputation beyond reputeسلطان الغيداني has a reputation beyond repute

Post مقال الدكتورة دلال بنت مخلد الحربي في الجزيرة

الأربعاء 16/3/1428هـ

البوارح
انتهاك كرامة الميت
د. دلال بنت مخلد الحربي

كيف يكون موقفك وأنت تجد جثة إنسان في برميل نفاية، أو في قطعة قماش ملقى بها قرب حاوية زبالة.

ما شعورك وأنت ترى جثة إنسان كرمه الله سبحانه وتعالى مهانة على ذلك الوضع المقزز.

ما الأسباب التي أخلت القلوب من قيمة إنسانية كبرى، وهي حفظ كرامة الإنسان الميت، وعدم العبث بها وإهانتها.

مشاعر متضاربة تثور في الأعماق

خجل وأسف.

شفقة ورحمة.

غضب وألم.

كل ذلك يتجمع في دواخلنا ونحن نتابع من وقتٍ لآخر أخباراً عن أجساد لأمواتٍ ملقاة بلا ضمير كما لو كانت جيف حيوانات، أو قطع أثاث قديم، أو مجرد شيء لا قيمة له.

قبل أيام نُشر في أكثر من صحيفة خبر عن العثور على جثة داخل برميل نفايات بجدة وجاء في الخبر أن عاملاً في مطعم بجدة أبلغ الجهات الأمنية عن العثور على جثة امرأة في الثلاثين من عمرها داخل برميل ملفوفة بملاءة وموضوعة داخل كيس قمامة، وعند فحص الجثة تبين أنها خالية من أي إصابات جنائية وأن الوفاة طبيعية، وهذا الخبر ورد في جريدة الوطن (الأحد 13 ربيع الأول 1428هـ) وقبله قرأت عن امرأة ميتة لفت في لحاف وألقي بها في مكان قريب من مقلب نفايات.

إن تكرار مثل هذا العمل المشين يستدعي البحث الدقيق عن الدوافع، فإذا كان الأمر غير جنائي فما الأسباب، هل هناك علاقة بين الإقامة غير الشرعية، ومثل هذه الطريقة في التخلص من الميتة، لأن الدفن عادة يتطلب إجراءات رسمية، والمقيمون غير الشرعيين يخشون في حالة كهذه أن يقعوا في يد رجل الأمن لمخالفتهم النظام عند الإبلاغ عن الميت، وهم إن فعلوا ذلك يضيفون بعملهم هذا جريمة سيلقون جزاءها عند الله سبحانه وتعالى قبل العقاب الدنيوي.

كم هو مؤلم أن يتجرد الإنسان من قيمه وأخلاقه وهو يواجه موقفاً أوجده هو لنفسه فخشي العقاب العاجل فلجأ إلى مثل هذا العمل المشين غير متذكر أن العقاب الآجل أشد وأقسى يوم يواجه رب العالمين.

***

جريدة الجزيرة عدد يوم الأربعاء 16/3/1428هـ




التوقيع :
    رد مع اقتباس