آهٍ عَلَى زَمَنِ الشَّبَابِ
وَلَّى الشَّبَـابُ مُوَدِّعًـا إِحْسَاسِي = وَمَضَى بِرَوْنَقِـهِ إِلَى الأَرْمَـاسِ
وَلَّى الشَّبَابُ كَأَنَّهُ طَيْـفُ الْكَرَى = أَوْ كَالسَّرَابِ يَعِيْـشُ فِيْ أَنْفَاسِي
وَلَّى الشَّبَـابُ بِحُسْنِـهِ وَبَهَـائِهِ = وَبِلَوْنِـهِ الْوَضَّـاءِ كَالأَلْمَـاسِ
وَلَّى الشَّبَابُ بِمَا حَوَى مِنْ خُضْرَةٍ = وَنَضَــارَةٍ وَ بِثَوْبِـهِ الْمَيَّـاسِ
وَلَّى الشَّبَـابُ وَمَاهُنَـالِكَ عَوْدَةٌ = وَأَتَى الْمَشِيْبُ كَخِفَّـةِ الْقِرْطَاسِ
هَبَّ الْمَشِيْـبُ بِرَعْشَـةٍ وَتَثَاؤُبٍ = وَبِقُـوَّةٍ تَـدْنُـو إِلَى الإِفْـلاَسِ
هَبَّ الْمَشِيْبُ وَقَدْ طَـوَى أَكْفَانَهُ = وَدُمُوْعُـهُ تَجْـرِيْ بِغَيْـرِ قِيَاسِ
آهٍ عَلَى زَمَـنِ الشَّبَـابِ خَسِرْتُهُ = مَازِلْـتُ أَذْكُـرُهُ وَ لَسْتُ بِنَاسِي
آهٍ عَلَى زَمَـنِ الشَّبَـابِ أَضَعْتُهُ = فِيْ مُنْتَـدَى الأَصْحَابِ وَالْجُلاَّسِ
لَمْ أَبْنِ فِيْهِ سِوَى النَّدَامَـةِ وَالشَّقَا = وَسَبَحْتُ فِيْ بَحْـرٍ مِنَ الْوَسْوَاسِ
لَمْ أَبْنِ فِيْهِ سِـوَى التَّهَوُّرِ وَالأَذَى = وَكَأَنَّ شَيْطَانًا يَجُـوْلُ بِـرَاسِي
رَبَّاهُ إِنِّي فِي الْحُقُـوْقِ مُقَصِّـرٌ = وَالْقَلْبُ مِنْ عِظَمِ الذُّنُوْبِ لَقَاسِي
وَاحَسْرَتَا مِمَّا جَنَتْهُ يَـدُ الصِّبَـا = وَيَدُ الشَّبَابِ ضُحىً وَ فِيْ إِغْلاَسِ
فَاغْفِرْ ذُنُوْبِي وَاعْفُ عَفْـوَ تَكَرُّمٍ = وَاسْتُرْ فَسِتْـرُكَ عِـزَّتِيْ وَ لِبَاسِي
*********
د. عبد الرحمن بن عبد الرحمن شميلة الأهدل