بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وكفى والصلاة السلام على المصطفى
أما بعد:
نكمل حديثنا,
بعد ذكر الآيات والأحاديث الحاثة على التجارة,
نذكر حال الصحابة والسلف،
أولا أبو بكر الصديق,
تقول ابنته عائشة-رضي الله عنهما-(( كان أبي من أتجر قريش حتى دخل في الإمارة))
قلت :وليس العكس.
ولما تولى الخلافة أصبح غاديا إلى السوق وعلى رأسه أثواب يتجر بها, فلقيه عمر بن الخطاب
وأبو عبيدة بن الجراح فقالا له: كيف تصنع هذا وقد وليت أمر المسلمين؟؟
قال:فمن أين أطعم عيالي؟!
قالوا : نفرض لك .
ففرضوا له كل يوم شطر شاة.
وقال أبو بكر -رضي الله عنه-:لقد علم قومي أن حرفتي لم تكن تعجز عن مؤنة أهلي
وشغلت بأم المسلمين فسيأكل آل أبي بكر من هذا المال وأحترف للمسلمين فيه.
أما عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فإنه لما حدثه أبي موسى الأشعري-رضي الله عنه-
بحديث الإستئذان طلب البينة منه فجاءه بعض الصحابة فشهدوا لأبي موسى
فقال عمر:ألهاني عنه الصفق بالأسواق.
ولما توفي كان ورث كل ابن من ابنائه مائة ألف.
وسئل الحسن البصري:هل أوصى عمر بثلث ماله أربعين ألفأً؟
قال:لا والله فماله كان أكثر من أن يكون ثلثه أربعين ألف.
ولما دخل عمر على فتيان يتعبدون بالمسجد ضربهم بالدرة وقال:
أن السماء لا تمطر فضة ولا ذهباً, اذهبوا فاعملوا.
وأما عثمان بن عفان -رضي الله عنه- فقد كان تاجرا وتبرع في يوم العسرة
بألف دينار قال فيه صلى الله عليه وسلم :ماضر عثمان مافعل بعد اليوم.
وعند تجهيز الجيش تبرع بثلاثمائة بعير بأحلاسها وأقتابها.
وأما علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- فقد كان اشترى إزار بخمسة دراهم ,
فقال((اشتريته بخمسة دراهم ولو أربحني رجل فيه درهما واحدا لبعته عليه))
فهذا من الحث على التجارة منه رضي الله عنه, فحتى ثوبه مستعد لأن يتاجر فيه.
وأما طلحة بن عبيدالله-رضي الله عنه-فقد كان يسمى بطلحة الفيًاض لكرمه وجوده
وكان ربحه يوميا ألف دينار.
ولما مات طلحة سأل معاوية بن أبي سفيان-رضي الله عنه-ولده موسى بن طلحة:
فقال له:كم ترك أبوك؟
فقال موسى:ترك ألفي ألف درهم ومئتي ألف درهم هذا من الفضة,
أما من الذهب فخلف مائتي ألف دينار.
فقال معاوية:عاش حميدا سخيا شريفا ومات شهيدا.
وأما الزبير بن العوام-رضي الله عنه- فكان له ألف مملوك يؤدون له الخراج
فلا يدخل بيته من هذا الخراج شيء,
وكان ميراثه خمسين مليونا ومئتا ألف درهم.
....للحديث بقية