الأخ الفاضل سبف المهند
سؤال وجيه جدا لماذا غلبية هؤلأ من أبناء البادية ؟
ولكن من يقوم بهذه الأعمال أخي سيف ليس فقط من أبناء البادية
وليس فقط من السعوديين وليس فقط من العرب بل بينهم قوميات أخرى
هندية وباكستانية وأندونوسية وتركية وشيشانية وفلبينية
إذا المسألة ليس لها علاقة إطلاقا بأبناء البادية أم الحاضرة أم القوميات
المسألة واضحة جدا وتتلخص بالتالي
الظلم والإستبداد يدفع للثأر والإنتقام
الفقر والجهل يدفع لليأس
الدور الإعلامي والخطابي الذ ي يلهب المشاعر ضد الغير
الفراغ وإساءة إستغلاله
التعامل مع الأحداث بالعاطفة المفرطة وغياب الحكمة والتروي
تسمية الأفعال بغير مسمياتها الحقيقية
فالأرهاب لا جنسية له ولا وطن ولا قومية ولا ديانة
فعندما يُمعن القوي في ظلم الضعيف ويسلبه أرضه وماله وعرضه ويصدر
القرا رات والأحكام مفصلة بالمقاس كما يريدها -- فإن الضعيف لا محالة
سيقاتل بكل مالدية من إمكانيات حتى وهو يعلم بأنها معركة غير متكافئة
وسيخصر فيها أغلى مالدية -- روحه --
وعندما يستشري الجهل والفقر في مجتمع فأي كلمه تثيره ويسهل توجيهه
وقيادته من المغرضين ويعاني من الفقر والعوز فتمكن منه اليأس فلا شيء
يخسره --- فلما لا يجرب هذا الطريق الوعر ؟
وعندما يشاهد القصص المحزنة عن بني قومه وأهله في الدين والعقيده
ويرى تلك الصور البشعة عن القتل والإغتصاب والسجون والتعذيب وعندما
تصاغ له بصورة ملهبة للمشاعر -- فلماذا لا يندفع بإحساس النصرة ؟
وعندما يكون هناك فراغ طويل في حياة الشباب بسبب البطالة أو لعدم
تمكنه من تكملة دراسته فتتقاذفه التيارات الإنحرافية أو تلك المتطرفة
فإنه يهذا أضحى صيد سهل لأي الفريقين
والإنسان بطبعه عاطفي ذو تكوين من المشاعر والأحاسيس المعقدة
فلا يستطيع أن ينأى بنفسه عن محيطه والأحداث التي تدور فيه --
ولسؤ حظنا فإن عالمنا العربي يحضى بنصيب الأسد من هذه الأحداث
فخلقت عند العرب جيلا يتعامل مع الأحداث بعاطفة مفرطة ولا أدل على
ذلك برنامج الإتجاه المعاكس حيث تتجلى العاطفة في التحاور وتختفي
العقلانية من بعض المحاورين وهم من الطبقة المثقفة
وعندما تسمي الأفعال البغيضة بطولات وألإنتحار إستشهاد فإنها مغالطات
خبيثة فكيف يجوز قتل المسلم لأخيه المسلم ؟ كما حصل لإخوتنا الفرنسيين
شمال المدينة --وكيف يجوز قتل غير المسلمين من أهل الذمة الذين لا يحملون
سلاحا ضدنا وإنما أستقدموا لبلادنا بطريقة نظامية لمشاركتنا في نهضتها ؟
فهل هذه بطولات وإستشهاد ؟
إنه من الجيد أن تموت من أجل بلدك ولكن من الأجود أن تحي
وتعيش من أجلها وتشارك في بناءها
ختاما أخي سيف لك مني خالص الود والتقدير
بدر القايدي