>
يتميز مجتمع البادية ببساطة التفكير في حكمه على الأخر , فهو عاطفي إلى درجة مبالغ بها بينما تختفي الى حد بعيد العقلانية في إصدار تلك الأحكام التقييمية , ليحضر القلب المنفعل والمتجهة الى الحب او الكراهية ليغطي حيزا كبيرمن الآراء العقلية التقييمية للاخروهذا ماجعل ذلك التشدد في المحبة او الكراهية تكون فوق مستوى المعقول والواقع , وأكثر مايهمني في تلك العاطفة المنفعلة هي عاطفة الكراهية الجائرة والمتضخمة الى درجة المرض , وهي التي سوف ادخل من خلالها الى نظرتي فكرتي التي سوف اطرحها.
الهفوات عند أهل البادية غير مغفورة – ولا اقصد الهفوات تلك الهفوات الكبيرة – والأخطاء غير منسية, والأحداث لها عقول تذكرها ولا تنفك عن ترديدها وتهويلها وتكرارها من أجل إعلاء الذات ولو كان على سبيل إنقاص الآخرين. ومن هنا فان السبيل الوحيد لمن أراد مسح ذلك الماضي الكئيب هو النزوح إلى التدين – وهنا لا استطيع ان أعمم ولا يستطيع احد ان ينكر وجود هذه الظاهرة الا المكابر – فبعد ان ينتقل ذلك الرجل المحطم من مجتمعه الذي ينظر اليه نظرة دونية نتيجة أعمال سابقة له إلى التدين تبدء هنا الاحداث المتتابعة والمتسارعة في نفس الوقت نحو طريق العنف والتشدد . ولكن لماذا ؟؟؟؟ سأقول لكم
شاب محطم ويائس ينقلب وضعه الاجتماعي رأسا على عقب , فبعد ان كان منبوذا اصبح محبوبا , وبعد ان كان شرذمة اصبح علما وبعد ان كان نبراسا للشر اصبح قدوة للخير .ولاتنفك هذه السعادة بهذا التحول الاجتماعي عند الشخص من دغدغة عواطفه واستنشاقه للنشوة , وأكثرها نشوة وطربا ذلك التبدل في نظرة المجتمع من أقصى اليسار الى أقصى اليمين , وهذا بطبيعة الحال راجع الى طبيعة المجتمع البدوي وتفكيرة البسيط المليء بالعاطفة .
يتبع بإذن الله تعالى
<