أخي الفاضل سيف المهند ----- سلمه الله
مقدمة
أولا أود أن أعترف بأن هذه الاستفسارات الكثيرة تحتاج فعلا إلى
وقفة طويلة للتأمل والتفكير علاوة على أنها شائكة والجواب عليها
يحتاج المرور على طريق موحل مزروع بالمعوقات المخيفة اقلها
الرمال المتحركة التي ربما تأخذنا سويا للمجهول
ثانيا أعود لما ذكرت من استفسارات
إن ما ذكرت له شقين تاريخي واجتماعي وسياسي
من الناحية التاريخية
نعم إن الفكر العربي على الرغم من أنه بداء بداية قوية
في صدر الإسلام والعصر الأموي وبداية العصر العباسي
عندما وجد التوجيه الصحيح في تعاليم الإسلام
غير أنه وللأسف مر بانتكاسة شديدة بعد أن تخلى العرب
عن حكم أنفسهم وتوالت الشعوب الأخرى على حكم العرب
بداية من السلاجقة وحتى عصرنا الحديث
هذا ولد شعورا قويا عند العرب بفعلهم تارة وبتأثير حكم
غيرهم تارة أخرى أن هناك انتقاص فكرى لديهم مقارنة مع
الشعوب الأخرى وظل هذا التأثير إلى يومنا هذا
من الناحية الاجتماعية
إن الفكر الخلاق والثقة في النفس تبدءا من الطفولة ومن الأسرة التي
تستطيع أن تنمي أو تهدم هذا الفكر وقد تجعل منه فكرا خلاقا ملهما
يحلق في أجواء الفكر بكل ثقة وبراعة متسلحا بالمهارة والمعرفة.
وقد تخطيء الأسرة في طريقة التربية وتهدم كل شيء مشرق في
فكر ابنهم بسبب ما ورثته من الماضي البغيض
من الناحية السياسية
هو باختصار ما ذكره صاحبنا الصحفي الياباني عن الوضع السياسي
العربي وحكم الرئيس الواحد مما جعل هذه الشعوب تصل أحيانا إلى تأليه
الرئيس في كل قراراته وأقواله وأفعاله وهذا تماما ينطبق أيضا على الوزير
وعلى المدير العام والمدير في المصالح الحكومية أو المؤسسات العامة
أو الخاصة فأصبح لا مكان لأفكار المرؤوسين فتقتل في مهدها
وهذا دليل واضح أن الفكر العربي فكر خلاق وقوي وجريء لا يقل عن غيره
من أفكرا الشعوب الأخرى
ولكن تلك العوامل جعلته كامنا في قمقمه ينتظر الوقت المناسب ليخرج منه.
ودمت أخي سيف المهند في رعاية الله
بدر القايدي