حال بنات آدم في الجنة
تأليف الشيخ: سرحان بن غزاي العتيبي
( حال بنات آدم في الجنة )
إذا كان الله جل وعلا قد امتدح الحور وأعطاهن من الجمال أمراً عظيماً وهن لم يقمن بعبادة الله في الدنيا فكيف بحال العابدات التقيات الصائمات المصليات لا شك أن الله سيعطيهن أضعاف أضعاف ما أعطى الحور من الحسن والجمال ومن ظنَّ غير ذلك فقد ظنَّ بربه ظنَّ السوء كما قال تعالى في وصف حال المنافقين { بَلْ ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَنقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنتُمْ قَوْمًا بُورًا } (12) سورة الفتح وقال تعالى:{ وَطَآئِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ } (154) سورة آل عمران وقال تعالى{ مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاء ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ } (15) سورة الحـج فهذه ظنون ضعاف العلم والإيمان يظنون أن الله لا ينصر نبيه ولا أولياؤه ولا يعلي مكانهم في الدنيا ولا في الآخرة فهذا ظن السوء بالله وهكذا من يظن أن الله تعالى يخذل العابدات الصالحات اللواتي تركن شهوات الدنيا وملذاتها طلباً لرضى الرب جل وعلا صمن النهار وقمن بالأسحار وبكين من خشية الملك الجبار فمن ظنَّ أن الله يخذلهن وينشئ خلقاً آخر لم يؤدي من تلك العبادات شيء ثم يُجْعَلُ له العلو في الجنة عليهن فقد ظنَّ بربه ظنَّ السوء 0
وقد نصَّ أهل العلم على أن كل وصفٍ ذكر للحور فإن لبنات آدم من أهل الجنة أكمله وأوفره 0قال القرطبي: عن حبان بن أبي جبلة قال: إن نساء الآدميات من دخل منهن الجنة فضلن على الحور العين بما عملن في الدنيا. وروي مرفوعاً ( إن الآدميات أفضل من الحور العين سبعين ألف ضعف) انتهى من تفسيره.
******