أخي العزيز سيف المهند ---- سلمه الله
بارك الله فيك وفي مداخلاتك الجريئة
لا يمكن أن نربط انتشار الرذيلة في مجتمع بسبب التقدم والتحضر والانفتاح
(التناسب الطردي كما ذكرت)وإلا لا بارك الله في حضارة تهوي بالقيم الإنسانية
إلى الانحطاط الأخلاقي ولا يمكن ربط الفضيلة في مجتمع بالتخلف والبداوة
وإلا أصبح مصير ذلك المجتمع في مزبلة التاريخ
والشواهد والقرائن في عصرنا الحديث كثيرة فالرذيلة كما هي موجودة في
المجتمع الغربي المتقدم فهي أيضا موجودة في مجتمعات جنوب شرق آسيا
وتعتبر من دول العالم الثالث
والفضيلة موجودة في المجتمع الياباني المتحفظ وهو من المجتمعات المتقدمة
كما هي موجودة في بعض المجتمعات من دول العالم الثالث الأخرى
وبين هاذين المثالين ترتفع وتنخفض الفضيلة والرذيلة بنسب متفاوتة من مجتمع
لآخر بل ربما في داخل شرائح المجتمع الواحد
إذا ومع هذا الواقع الآنف الذكر يظهر لنا سؤال في غاية الأهمية وهو
ماهي إذا مسببات الرذيلة والفضيلة في عموم المجتمعات ؟
ويمكن أن نوجزها في التالي:-
1-الوازع الديني (أي دين) في المجتمع – إن المجتمع الذي يؤمن بعقيدته
الدينية مهما كان مصدرها تجد للفضيلة أهمية قصوى بين أفراده
2-التعليم وما تتضمنه المناهج التعليمية بدور الفضيلة والرذيلة لحياه الإنسان
الفرد من حيث كرامته واحترامه لشخصية
3-الفقر والجهل في أي مجتمع يدفع البعض من أفراده لسلوك الرذيلة
عن وعي أو بدون إرادة
4-وبما أن الأسرة نواه المجتمع فالتربية الأسرية لها دور كبير في التوجيه
والقدوة الحسنه لأطفالها
5-الرقابة الاجتماعية الذاتية في الأحياء والقرى تفرض على إفرادها
الحرص والحذر من الوقوع في فخ الرذيلة وتدفعهم للتنافس على الفضيلة
لما لذلك من تأثير على مستقبلهم في المحيط الذي يعيشون فيه
6-الاختلاط بين المجتمعات فتتبادل الثقافات السيئ منها والحسن وتختلف
معايير النظرة للسلوكيات فربما سلوك معين يعتبر في مجتمع ما عادي
في حين يعتبره مجتمع آخر سيء للغاية
7- واخيرا دور الإعلام المريءوالمقروء والمسموع بعد أن تنامى شأنه
في عصر تكنولوجيا الإتصالات
لا عدمناك أخي سيف المهند فلقد شحذت همتي لأضيف لهذا
الموضوع فائدة بدلا من مجرد خبر منقول
ولك من كل الود والاحترام وعناية الرب ترعاك
بدر القايدي