المجارير:
جاء هذا اللفظ من جر الصوت أي مده واطال فيه وفي الوسيط: (جرجر البعير أي ردد صوته) واما ما نعرفه اليوم فهي قصائد شعرية تنشد بأوزان تقليدية تم تكييفها كي تناسب وتلحن تلحيناً معيناً بحيث تصبح قابلة للانشاد . وتميل في الغالب للاغراض الغزلية ذات الطابع الوجداني لذا نلمس في الحانها نوعاً من الرقة والعذوبة المحببة للنفس وتؤدى في الاعياد والمناسبات السعيدة .
فرقة المجرور
تنقسم الى صفين متقابلين و يتراوح عددها من ( 15 ) الى ( 20 ) اقل او اكثر
ومن بين اللاعبين في الصفين يكون واحد منهم حافظ النص عن ظهر قلب ويلقنه كلا الصفين .وبعد ذلك
يبدأ احد افراد الصفين يغني بصوت مرتفع ويشاركه افراد صفه وعند الانتهاء من الشطر الاول للبيت المغنى
يبدأ الصف الثاني بنفس الشطر المذكور و يكرر الشطر ثلاث مرات لكل صف ثم الثاني وهكذا حتى نهاية الكلمات
دورها في الحفظ:
ولقد استطاعت هذه المجارير من حفظ كثير من القصائد الشعرية في وقت انعدمت فيه الكتابة المدونة للشعر وظلت وعاءً يحفظها من الضياع ولولاها لضاع كثير من القصائد الشعرية، كما ساهم لحنها في ربطها بالذاكرة فأصبح اللحن مرتبطاً بشكل قوي بالذاكرة اللحنية فما ان يصل المنشد للحن حتى تنهال القصيدة بكاملها، وتتداعى تداعي السبحة مما يؤكد عمقها في الذاكرة وقدرة اللحن على استدعاء الذهنية.
وهناك بعض من ابيات المجارير:
كريم الرجــــــــــــاء يابارقٍ في مزونه يلوحي*****سرى في عراض المزن وانا عيوني تخيـله
ابى الغيث يقبل جاي والغيث غادي يروحي*****عسى الله يقوده ياهبوب الرياح اذرحي له
**********************
يقول المغني وان بدا عالي القنه*****شريق الضحى العالي شريق الضحى العالي
سوى لحونٍ من ضميـري تراونه*****كما ذوق العسل حالي كما ذوق العسل حالي
*********************
يقوله من بدا سام الحجا في راس مبرية***** يغني باللحون الطيبات وزين الأمثالي
يخيل دارنا الضــــــــــامي وديرتنا السنوية*****وياجال الهموم انك لتجلى هم متكالي
**********************
هيـــــض عليه نهــارٍ فيه جانا الخيال*****يوم الضوامي على الحيضان يسقونها
مابان هضبة جليل وبين صدر الجبال*****في ديــــــرة ما عرفها غيـــــر يطرونــها
وكل نص شعري له (لحن معين) يناسبه ويخضع لمفهوم التجاوب النفسي وصيغة اللحن الذاتية فمجرورنا له الحاناً ولا يمكن تجاوز هذه القوالب اللحنية بشكل عشوائي