اخي الحبيب: لا بد للإنسان في هذه الحياة أن يخالط الناس،
فحوله الجيران والأقارب ، وهناك الزملاء في قاعات الدراسة،
وهناك آخرون في أماكن العمل.
وبحكم هذه المخالطة مع أنواع مختلفة وأنماط متباينة
فإنه لا بد وأن يصدر من بعض الناس شيء من الإساءة يقل أو يكثر ،
بقصد أو بغير قصد ، فلو تخيلنا أن كل إساءة ستُقابَل بمثلها
لتحولت المجتمعات إلى ما يشبه الغابات، ولتخلى الناس عن خصال الخير، ولغدوا بلا ضوابط ولا روابط.
وحتى لا يتحول مجتمع المسلمين إلى ما يشبه هذه الصورة المنفرة
فقد أمر الله تعالى عباده المؤمنين بأن يدفعوا السيئة بالحسنة :
(وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ).