ملتقى قبيلة حرب الرسمي - باحث حرب يكتب عن صدام

كتب الباحث التاريخي والمؤلف

مساعد البهيمه الحربي:

بسم الله الرحمن الرحيم
" الأعــــــياد الجـــــارحــة "
قال المعتمد بن عبّـاد صاحب أشبيلية :

فِيمَا مَضَىْ كُنْتُ بِالأعْيَادِ مَسْرُوراًفَسَاءَكَ الْعِيد فِي أَغْمَاتِ مَأْسُورَا
تَرَىْ بَنَاتُكَ فِيْ الأَطْمَـارِ جَائِعَـةٌيَغْزِلْنَ لِلنَّاسِ لا يَمْلِكْنَ قَطْمِيـرَا
خَرَجْنَ نَحْوكَ للتْسّلِيـمِ خَاشِعَـةأبْصَارُهُنّ حَسِيـراتٌ مَكاسِيـرَا
يَطَأنَ فِي الْطِّينِ والأقْدَامُ حَافِيـةٌكَأنَّهَا لَمْ تَطأ مِسْكـاً و كافُـورا

ترى ماذا يقال عند التضحية بالرئيس العراقي ( صـدام حسيـن ) واختيار قتله في هذا اليوم المبارك يوم النحر وهو اليوم الذي نزلت فيه آية المـائدة وأكمل الله به الدين . ورغم ما يقال عن مظالم الرئيس واعتدائه على الأنفس والأموال الا أن مشهد قتل زعيم بهذه الصورة يحذرنا من الركون إلى الذين ظلموا فكم نهج رئيس العراق نهج القوم الذين يتربصون بالمسلمين الدوائر وكأن هذه العملية في يوم الحج الأكبر رسالة إلى زعماء العالم الإسلامي وهم الذين كانوا في بداية الأمر يضحون بالخارجين على الدين من أهل البدع .
فقد ضحى أمير العراق ( خالد بن عبدالله القسري ) بالجعد بن درهم المعتزلي فقال في خطبته :
" ضَحّـوا أيها الناس تقبل الله ضحاياكم فإني مضحٍّ بالجعد بن درهم لزعمه أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً ولم يكلم موسـى تكليماً " ثم نزل فضرب عنقه .
وعند التأمل نرى أن لفظ المحاكم الأمريكية " ضحّـوا أيها الناس بأضحياتكم فإنا نضحّـي بالرئيس العراقي السابق لأنـه أطاعنا في أول الأمر وعصانا في آخره " .
لقد أخطأ أمير العراق ( صدام حسين ) وأخطأنا بالسكوت عن مظالمه وانتهاكاته فتجرّعنا الغصّـة مثل ما تجرّعها أو أشد والله المستعـان .