![]() |
المسؤولية الاجتماعية للشركات
المسؤولية الاجتماعية للشركات
د. شجاع بن متعب بن غميض البيضاني أصبح الحديث عن مصطلح المسؤولية الاجتماعية للشركات في الوقت الحالي أكثر تداول عبر وسائل الإعلام، لأهميته والحاجة الملحة لتفعيله، وهذا المفهوم مألوفاً في أنحاء كثيرة من العالم، وهو مسؤولية دينية ووطنية، قبل أن يكون مفهوم مشاركة القطاع الخاص للقطاع العام لتحقيق التنمية المستدامة، من خلال الخطط والبرامج والإستراتيجيات التي تتبناها أجهزة الدولة. والمسؤولية الاجتماعية أو «التكافل الاجتماعي» مفهوم متأصل عبر ثقافة المجتمع السعودي وأصالته حتى وإن تعددت مسمياته، توارثها الأبناء عن الأجداد في هذه الأرض المباركة، وتطورت صوره وأشكاله مع تطور المجتمع وانتقاله من مرحلة لأخرى عبر عشرات السنين، وفقاً لحاجات الناس والإمكانات المتوفرة، فعندما كانت متطلبات الحياة بسيطة ومتفقة مع بساطة المجتمع، كان التبرع بالجهد والعمل اليدوي من قبل بعض الأفراد للمشاركة فيما يحتاجه عامة الناس كحفر آبار السقي أو غيرها من الأعمال التي يتم إنجازها في حينها ولا تحتاج للتخطيط والدراسة، من الصور الواضحة للتكافل والمسؤولية الاجتماعية، ومع التطور الذي شمل كافة مناحي الحياة وظهور متطلبات وحاجات اجتماعية أخرى مختلفة تماما مع ما مضى، جعل الناس يتفقوا على أهمية العمل الخيري المبني على التنظيم المؤسسي لضمان ديمومته واستمراره وشموليته لأكبر عدد ممكن من المحتاجين له، ثم استمر التطور في هذا الأمر حتى ظهر مصطلح المسؤولية الاجتماعية للشركات والذي يعني المشاركة والمساهمة في التنمية المستدامة من خلال تحسين أوضاع الموظفين العامين في الشركة وعوائلهم والمجتمع المحيط، لكن في هذا الوطن المبارك تجاوز كثير من رجال المال والأعمال هذا المعنى، وسبقوا منذُ زمن طويل إلى تفعيل مصطلح المسؤولية الاجتماعية للشركات وتحقيق المسؤولية الاجتماعية بشكل أكثر شمولية، ولم يقتصر على العاملين في نطاق شركاتهم ومسؤولياتهم، وأصبح هناك نماذج مشرفة من رجال أوفياء تحملوا المسؤولية منذ زمن بعيد احتساباً للأجر والثواب من الله، منهم من حافظ على سرية أعماله، ومنهم من أصبحت أعماله الخيرية معالم لا يمكن إخفاؤها والتحفظ على معلوماتها لاتساع الشريحة المستفيدة من تلك الأعمال الخيرية، وهذه النماذج التي يفخر بها كل مواطن يسمع ويشاهد معالمهم وأعمالهم الخيرة - ولله الحمد - كثيرة، قبل فترة قريبة اطلعت على تقرير للأعمال الخيرية التي تقدمها إحدى الشركات الوطنية، جاء فيه أعمالٌ جليلة ومشاريع مباركة، لخدمة الفقراء والأيتام والأسر المحتاجة، وفق نظام مؤسسي ثابت ودائم، يعطي دلالة على التحول النوعي للعمل الخيري. فالعمل الخيري أخذ منهجاً عملياً مختلفا يهدف إلى إيجاد الحلول العملية لجذور المشكلة الاجتماعية، ولم يكتف بالمساهمة المؤقتة في الحل وهذا شكل جديد وصورة جديدة للتطور الذي حصل لتحقيق المسؤولية الاجتماعية، فمشروع ابتعاث بعض الطلبة المتميزين من أبناء الأسر المحتاجة، مشروع رائد في فكرته وتنفيذه، وموجه لمحاربة آفة الجهل وتحقيق نقيضه، ومشروع بناء المساكن للفقراء والمحتاجين، ومشروع الأوقاف المخصص ريعها لدعم الأسر المحتاجة، ومشروع دعم الشباب المقبلين على الزواج ماديا وعينيا، كلها مشاريع نوعية حديثة في مفهومها وأهدافها، تساهم بشكل أو بآخر في تحقيق الأمن بالمفهوم الشامل، والوطن يستحق الكثير منها، ومهما قدم هؤلاء للوطن من واجب يظل قليل، فما أفاء الله عليهم، يحتاج للأمن والاستقرار وهذا متوفر في مملكة الإنسانية. ولعلنا ندرك أن الأعمال الخيرية هي أعمال تطوعية تحتاج منا جميعاً المساهمة فيما نستطيع، وأقلها تحفيز من قدم شيئا منها أو القادرين على أدائها، فالعاملون في هذا الميدان الخيري هم أحوج الناس لأن يقال لهم بارك الله فيكم ولكم، وكتب لكم التوفيق وسدد على الخير خطاكم لتواصلوا أعمالكم الخيرية وأن يجزيكم الله خير الجزاء. ..والله ولي التوفيق ،،، |
الله يعطيك العافيه |
مقال رائع لأبن غميض
مشكور يامتعب والله يعافيك ومبروك عليك الشهر الفضيل |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() الساعة الآن 03:09 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir