الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد :فيقول الله تعالى ( الم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد وثمود الذين جابوا الصخر بالواد وفرعون ذي الأوتاد الذين طغوا في البلاد فاأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك سوط عذاب ان ربك لبالمرصاد) وفي سورة هود التي شيبت برسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الله لنا عز وجل قصص اقوام وقرى منها قائم ومنها ماهو حصيد منها مابقيت اثاره ومنها مامحيت آثاره قال الله تعالى ( ذلك انباء القرى نقصها عليك منها قائم وحصيد)
ويقول الله تعالى (كذلك نقص عليك انباء ماقد سبق وقد اتيناك من لدنا ذكرا) فكل قرية وأمة اخذها الله عز وجل بذنوبها وآثامها وجازاها بماتستحق من العقوبة بقدر المعصية التي ارتكبتها قال الله تعالى ( فكلاً اخذنا بذنبه فمنهم من ارسلنا عليه حاصبا ومنهم من اخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من اغرقنا وماكان الله ليظلمهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون ) فعذاب الله ليس له زمن محدد او حجم مقدر بل كلما تمادى العبد او تمادت الأمة في معصية الله وطغت اتاها عذاب الله وهي آمنة فقد يأتي عذاب الله ليلا او نهارا قال الله تعالى (افاأمن اهل القرى ان يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون أو امن اهل القرى ان يأتيهم بأسنا ضحىً وهم يلعبون افا امنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون)
عبادالله : مانحن فيه من رياح حمراء وسيول عارمة لأمر منذر بخطر انها آيات من الله ترمي بشرر كالقصر وقوارع لم تكن قريبة من ديارنا بل باتت في قعر دارنا وعد الله ان الله لايخلف الميعاد
الأرض تزللت والماء فاض والشمس كسفت والقمر خسف والرياح اتت حمراء مظلمة مليئة بالأتربة والغبار ومازال قومنا في غمرتهم ساهون وقلوبهم لاهية بل وفي غيهم يعمهون وكأنهم من عذاب الله آمنون
كلا ياعبادالله ليس مايفعله الناس اليوم هو التعامل الصحيح مع ايات الله الكونية من امطار ورياح يهرعون الى تنظيف المنازل وغسيل السيارات عن آثار الغبار ، والصحيح هو تنظيف القلوب وتطهير النفوس من المعاصي والآثام ، و تنظيف المجتمع والأسواق من المنكرات ، و تنظيف المنازل من المخالفات الشرعية ، والمطلوب عبادالله هو التوبة والعودة الى الله ، المطلوب هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمناصحة والدعوة الى الله بين افراد المجتمع بلا استثناء من غير مجاملة لكبير او صغير قريب او بعيد حتى لايكثر الخبث ويطغى الشر على الخير فاإذا كثر الخبث هلك الصالحون وغيرهم بعقوبة الله تعالى كما قال صلى الله عليه وسلم
عبادالله : تزللت الأرض في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه فصعد المنبر وذكر الناس باآيات الله ولعلمه ويقينه ان الزلزلة عقوبة من الله لعباده وليس من الطبيعة كما هو حال الناس اليوم قال لقومه رضي الله عنه ( والله لأساكنكم المدينة اذا هي تزلزلت مرة اخرى )
وكان حبيبنا صلى الله عليه وسلم اذا رأى غيم في السماء دخل وخرج واقبل وادبر وتغير وجهه خشية ان يكون عذاب من الله ويقول جابر بن عبدالله رضي الله عنه ( اذا اراد الله بقوم خيرا ارسل عليهم المطر وحبس عنهم الريح ،واذا اراد الله بقوم شرا حبس عنهم المطر وسلط عليهم كثرة الرياح )
فاافيقوا ياعباد الله فمانزل بلاء الا بذنب ، فااعتبروا من هذه الآيات فانها امر منذر بحلول خطر انها آيات توجب التوبة من كل ذنب صغر ام كبر ،
افيقوا عبادالله قبل ان تصحوا على اعجاز نخل خاوية وديار من النعم والأمن خالية ،
افيقوا عبادالله قبل ان لاتجدوا من القوم باقية كأنهم اعجاز نخل منقعر فهل لهذا الأمر من واع ومدكر
قال الله تعالى ( اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون مايأتيهم من ذكر من ربهم محدث الا استمعوه وهم يلعبون لاهية قلوبهم )
نسأل الله التوبة والمغفرة من كل ذنب صغير وكبير لنا ولسائر المسلمين في كل مكان وصلى الله وسلم على نبينا محمد