إلتفت سعد إلى الوراء ولمح قط يتبعه ..
وعرف مصدر الصوت الذي كان يخيفه منذ قليل ..
واستمر سعد يمشي بخطى متسارعه .. تحت جنح الظلام .. في تلك الازقه المهجوره .. ينتظر الخروج لإقرب طريق عام ليتوقف عند صاحب بوفيه يكاد ينتهي من غسيل مطعمه ليذهب لزوجته وابناءه ..
ايها الرفيق ..
ألا اجد عندك تلفون ...؟!
ـ لا ياعزيزي التلفون عطلان ..
أتستطيع ان تقلني .. هل معك سياره ؟!
ـ لا يوجد معي سياره .. فأنا اسكن هنا بجوار البوفيه .. ولا احتاج سياره ..!
شكراً لك .. سلام
ـ سلام ..؟!
توقف ليموزين يقوده رجل من غرب آسيا .. يصل ذقنه حتى منتصف صدره .. وركب سعد معه دون أن يدقق في وجهه .. وطلب منه إيصاله لأقرب نقطة شرطة ..
وعند بوابة الشرطه .. طلب الليموزين عشرون ريالاً .. ولم يكن في جيب سعد سوى خمسة ريالات ..؟!
واضطر صاحب الليموزين للنزول مع سعد للشرطه ..
ودخل الإثنان لملاقاة ضابط الخفر .. مع فارق " الحاجه " ..
قابلهم الشرطي المسؤل عن مكتب الضابط .. وطلب منهم إخباره عن رغبتهم ..
اجابه سعد انه يريد مقابلة الضابط شخصياً .. وكذلك طلب سائق الليموزين ..
دخل الإثنان معاً .. استقبلهم الضابط بنظرات " من تحت لفوق " .. وقال :
ـ خير وش عندكم ..؟!
سعد : حضرة الضابط .. انا .. انا ..
ـ انت ايش ؟! .. تكلم إش بك منت على بعضك .. انت محشش ؟!
سعد : ابداً ولكن دع هذا الصديق يتكلم اولاً ..
ـ تكلم صديق إيش فيه ؟!
الصديق : حزرة الزابط .. هازا نفر كلام يبغى شرطه انا كلام مافيه مشكله يوصل انتا شرطه عشرين ريال .. انا يوصل هنا بعشرين ريال هو كلام مافيه الا خمسه ريال ؟! .. هازا حرام والله
ـ طيب ياصديق خذ هذي خمسطعش ريال من عندي وخلاص ماصار الا الخير ..
( وسعد ينظر للضابط وهو يعطي السائق خمس عشرة ريالاً وكادت تخنقه العبره ) ..
وذهب السائق وبقي سعد ..
ـ وانت ياسعد وش عندك تبي الشرطه ..؟!
ابداً ياحضرة الضابط .. بس كنت بقولك ترى سائق الليموزين هذا نزل بنتين في العشرينات تقريباً عند " عزبة شباب " .. وتبعته بعد ان اشتبهت فيهم وهذا الوقت المتأخر .. ولكن سيارتي تعطلت واضطررت للركوب معه لإيصالي الشرطه ..