ملتقى قبيلة حرب الرسمي - المساجد التاريخية مقصد رئيسي يزوره الحجاج في المدينة المنورة

المساجد التاريخية مقصد رئيسي يزوره الحجاج في المدينة المنورة

مثلما تتفخر دولة مثل تركيا بضخامة المآذن والمساجد فيها وهي بذلك مقصد لكثير من الزوار، فان المدينة المنورة تضم بين جنباتها مساجد تاريخية يحكي كل منها قصته مع الرسول صلى الله عليه وسلم ومع صحابته.
* مسجد قباء

* مسجد قباء هو أول مكان للعبادة بناه النبي صلى الله عليه وسلم عند قدومه مهاجراً مكة المكرمة الى المدينة المنورة، وهو كما ذكره المولى سبحانه وتعالى «أول مسجد أسس على التقوى»، وتوالى تجديد مسجد قباء من الطين ثم كان تجديد الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز ـ أمير المدينة المنورة وقتها ـ وظل المسجد على حاله، أي بالمساحة التي كانت عليه وان توالت عمليات البناء والترميم على مر العصور، الى أن وجه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز بتوسعته، وكانت مساحة المسجد قبل التوسعة 1352 مترا مربعا، لترتفع بعد التوسعة الى 7456 مترا مربعا.

* مسجد الجمعة

* بعد ان انتهى الرسول عليه السلام من بناء اول مسجد أسس للتقوى اتجه نحو المدينة المنورة وقد جعل قباء خلفه فكان اتجاهه عليه الصلاة والسلام من الشمال الى الجنوب حيث اصبحت منازل بني النجار بهذا المسير على يمينه من ناحية الشرق، وكان ذلك صباح يوم الجمعة، وتسارع بنو النجار داعين المصطفى عليه الصلاة والسلام للبقاء عندهم والسكن معهم واخذوا يتجاذبون خطام ناقته «القصواء» باعتبارهم اخواله، وكان النبي يجيبهم «دعوها فانها مأمورة» حتى اذا بلغ المكان الذي به المسجد الآن ادركته صلاة الجمعة، وهو في بني النجار وقد توفرت شروطها باكتمال العدد.حيث ادى الصلاة في المكان، وحدد فيها واجبات صلاة الجمعة بالخطبتين والاقامة واكتمال العدد، وهي اول صلاة جمعة تقام في الاسلام، وأول جمعة تؤدى في المدينة المنورة، وبها سمي هذا المسجد. وقد اصدر الملك فهد بن عبد العزيز اوامره بتعمير وتوسعة مسجد الجمعة، وفق منظور العمارة الاسلامية باستخدام احدث وسائل التقنية في بناء المسجد.

* مسجد الميقات

* يعرف هذا المسجد بعدة أسماء فهو مسجد الاحرام او الميقات لأن أهل المدينة والذين يمرون عليه من غير أهلها يحرمون منه، وهو من المواقيت التي حددها النبي عليه السلام، كما يعرف بمسجد «ابيار علي» وسمي بهذا الاسم لأن الخليفة الراشد علي بن ابي طالب كرم الله وجهه قام بحفر آبار عندما اقام في ذي الحليفة في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه.

كما يعرف باسم مسجد الشجرة ومسجد «المعرس»، ويقع هذا المسجد ضمن امتداد وادي العقيق، وهو واد مبارك كما اطلق عليه النبي هذا اللقب، وبنى المسجد بعد الرسول عليه السلام عمر بن عبد العزيز، ثم توالت الترميمات والتجديدات، الى عهد خادم الحرمين الشريفين، الذي أعاد بناءه وفق العمارة الاسلامية، وأشرف على كل صغيرة وكبيرة فيه حتى أصبح معلماً بارزاً من المعالم الاسلامية.

* مسجد القبلتين

* وهو المسجد الذي شهد تحول القبلة من المسجد الأقصى الى الكعبة المشرفة، وجاء في الأثر بينما كان النبي عليه الصلاة والسلام يصلي الظهر في هذا الموضع ومعه نفر من المسلمين اذ هبط عليه الروح الأمين بتعليمات من رب العزة والجلال فتحول النبي ومن معه من القبلة الأولى «القدس» الى مكة المكرمة حيث الكعبة المعظمة، وقد أقيم المسجد في ذلك الموضع، حيث اصبح منتصف شهر شعبان من السنة الثانية للهجرة هو التاريخ الفاصل في العالم الاسلامي ليكون البيت الحرام والكعبة المشرفة قبلتهم ورمز وحدتهم، ويقع مسجد القبلتين شمال غرب المدينة، وفي عام 1987 دشن الملك فهد بن عبد العزيز مشروع اعادة بناء وتوسعة مسجد القبلتين، الذي تم الانتهاء منه وخرج بأحدث ما يكون في فن العمارة الاسلامية مع استغلال التشكيل الضوئي بما يوحي وقدسية المكان.

* المساجد السبع

* وهي مساجد بناها النبي عليه الصلاة والسلام ابان حفره للخندق عندما استنهضت قريش حلفاءها من القبائل العربية الأخرى لمحاربة المسلمين، وعندما أشار الصحابي الجليل سلمان الفارسي للرسول الكريم بحفر ذلك الفندق في الحرتين يتدرع به المسلمون، وتم بناء عريشة للرسول على جبل سلع لبني النجار حيث اقيم مسجد الخندق، وأخذ المسلمون في حفر الخندق، والرسول عليه السلام يعمل معهم بيده، وفي ذلك المكان ـ سلع ـ وقف النبي يراقب المشركين ويسأل الله النصر من عنده، فانزل تعالى على رسوله البشرى بأمرين هامين «بشرى بفتح مكة، والتبشير بالنصر في معركة الأحزاب» وعندما نصر الله رسوله تم بناء مسجد الفتح في المكان الذي شهد فيه التبشير للنبي بالنصر، ثم بنيت مساجد أخرى على سفح الجبل، وهي: مسجد سلمان الفارسي، ومسجد ابي بكر الصديق، ومسجد عمر بن الخطاب، ومسجد فاطمة الزهراء، ومسجد علي بن ابي طالب، وهي جميعاً تسمى بالمساجد السبع، وهي من ضمن الاماكن والآثار الاسلامية التي يحرص الحجاج وزوار المدينة المنورة على ارتيادها في مواسم الحج والعمرة والزيارة.

* مسجد الغمامة

* اطلق اصحاب الرسول هذا الاسم على المسجد، عندما خرج يستسقي فبدأ بالخطبة ثم صلى وقال: «هذا مجمعنا ومستمطرنا ومدعانا لعيدنا لفطرنا وأضحانا فلا تبني فيه لبنة أو خيمة» وبعد دعاء الاستسقاء ظللته الغمامة ونزل عليه المطر اجابة لدعائه، وذلك الموضع أطلقت عليه الصحابة اسم مسجد الغمامة.

* مسجد الصديق

* ذكرت احدى الروايات ان ابا بكر الصديق رضى الله عنه صلى في هذا المسجد العيد ايام خلافته ولهذا سمي المسجد بأسمه كما انه من المساجد التى صلى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم العيد ايضا.

* مسجد الخطاب

* يقع قبلى مسجد المصلى الغمامة القريب من المسجد النبوي ولم تذكر كتب المصادر شيئا عن هذا المسجد المنسوب لعمر بن الخطاب ولكن هذا المسجد الاثري ربما كان فى موضع الدرة وربما صلى فيه عمر بن الخطاب العيد زمن خلافته فنسب اليه.

* مسجد المغسلة

* كان يسمى بمسجد بني دينار بن النجار من الخزرج، وكان الرسول عليه السلام كثيراً ما يصلي في مسجد بني دينار عند الغسالين، وهو الآن موجود داخل ال خلف المدرسة العسكرية في وسط المنطقة التي تعرف باسم لمالحة.

* مسجد الاجابة

* أو مسجد بني معاوية كما كان يعرف زمن النبي، وتعود تسميته «الاجابة» الى حادث جسيم يرويه عامر بن سعد عن ابيه: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل ذات يوم من العالية حتى اذا مر بمسجد بني معاوية دخل فركع ركعتين وصلينا معه ودعا ربه طويلاً ثم انصرف الينا فقال عليه السلام: سألت ربي ثلاثاً فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة، سألته ألا يهلك أمتي بالسنة ـ أي الجدب ـ فأعطانيها، وسألته ألا تهلك أمتي بالغرق فأعطانيها، وسألته الا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها».ويقع المسجد شمال البقيع على يسار القاصد مسجد سيدنا علي بن ابي طالب رضي الله عنه.

* المزارات الاخرى

* بقيع الغرقد

* وهي المقبرة المعروفة باسم «البقيع» منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وتذكر بعض الروايات انه قد دفن في البقيع ما يزيد على 10 آلاف صحابي من اصحاب الرسول عليه السلام. وجاء في الأثر أن أول من يبعث أهل البقيع، وتستحب زيارة البقيع والدعاء لمن فيه من الصحابة وأمهات المؤمنين ومن التابعين والسلف الصالح، وقد دفن في البقيع أمهات المؤمنين زوجات النبي ـ عدا السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها ـ وايضاً السيدة ميمونة، ومن اسماء بعض من دفنوا في البقيع من الصحابة والسلف: قبر العباس عم النبي، والحسن والسيدة فاطمة الزهراء، وابراهيم ابن النبي وعثمان بن مظعون وهو اول مهاجر دفن في البقيع، وعبد الرحمن بن عوف، وعثمان بن عفان، وفاطمة بنت اسد ام علي بن ابي طالب، وصفية عمة النبي، والامام مالك امام المدينة، وشيخة نافع، واسماعيل بن جعفر الصادق رضي الله عنهم.

ويقع البقيع في الجهة الشرقية من المسجد النبوي الشريف، وقد أصبح بعد التوسعة الاخيرة للمسجد النبوي الشريف التي اضطلع بها خادم الحرمين الشريفين قريباً جداً من المسجد النبوي ولا يفصله عنه سوى شارع للزوار ولقاصدي المسجد.

*وادي العقيق

* وهو واد مبارك، وجاء في صحيح البخاري: «ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أتاني الليلة آتٍ من ربي، فقال: هذا الوادي المبارك ـ يعني وادي العقيق ـ»ويقع الوادي غرب المدينة المنورة، حيث تنتهي اليه حرتها الغربية، وبدايته من حرة بني سليم على بعد 220 كلم تقريباً، وينتهي مسمى الوادي شمال المدينة المنورة بنحو 28 كلم تقريبا.

* الحدائق

* بالرغم من أن منطقة المدينة المنورة اشتهرت بالجبال والأراضي الصخرية الا أنه كثرت بين أرجائها المزارع والبساتين والحدائق العامة، والتي منها: منتزه المدينة العام، والمنتزه البري، وحديقة النخيل، والاسواف، والقبلتين، والسد، و الجامعات، و الخالدية، والقاضي، والانشراح، والفتح، والصافية، والكوثر، والصديق، والسلام، والندوة، والرحاب، واحمد بن حنبل، والنور، والمداح، والنسيم، والربيع، والامانة، والخنساء، والانوار، والنصر، والعباس، والمستراح، والزهور، والكردي، والوفاء، والسرور، والهجرة، والعاقول، والمختار، وسقيفة بني ساعدة، والبيداء، والشباب، والعقيق، والخندق، والربيع، والرحمة، والوادي، والمنارات، والشهداء، والصفا.

* الحرة الشرقية

* حرة واقم والتي تعرف بالحرة الشرقية من أهم معالم المدينة المنورة فقد وردت كثيراً في الأحاديث النبوية وذلك كونها احد حدود حرم المدينة المنورة من جهة الشرق.

وتحتل الحرة الشرقية مساحة كبيرة جداً من تلك الجهة وهي آثار الثوران البركاني الذي حدث في النصف الأول من التاريخ الهجري 654 هـ تقريباً، وسميت الحرة الشرقية اصطلاحاً لمجموعة الحرات المتجاورة مع بعضها البعض يتقدمها من جهة الشرق منطقة حرة واقم الذي يصل طولها نحو 14 كم تقريباً من الشمال الى الجنوب في حين يصل عرضها باتجاه الشرق نحو 4 كم ويجاورها بعد هذه المساحة حرة الناعمة والقفيف، وتتميز الحرة الشرقية بخفة وزن صخورها لكثرة المناسم التي تتخللها ولذلك فهي هشة الى حد كبير يمكن تكسيرها بسهولة أو تفتيتها.

وتعتبر تلك المنطقة منطقة تنزه لاهالي المدينة من المواطنين والمقيمين ولا سيما عند اعتدال الجو وفي اجازات نهاية الأسبوع، حيث يزدحم جانبا طريق الملك عبدالعزيز بالعوائل وأطفالهم وكذلك مجموعات من الشباب لساعات طويلة تصل الى منتصف الليل، يستطيع الزائر الوصول الى تلك المنطقة اما عن طريق غير المسلمين المتفرع من ميدان طريق المطار أو عن طريق الملك عبدالعزيز بعد تقاطعه وامتداده من الطريق الدائري الثاني.

* محطة القطار

* في العام 1324هـ تم انشاء محطة القطار، والتي بدأ تشغيلها بعد ذلك بعامين من انشائها، ليبدأ عملها بنقل الحجاج والمعتمرين والتجار من المدينة المنورة الى مدن ودول مجاروة، وقد أقيمت هذه المحطة على ميدان العنبرية الذي يوجد به مسجد العنبرية، ولمتانة بنيان مباني هذه المحطة فقد ظلت صامدة وقوية وجميلة حتى الآن رغم الفترة الزمنية التي مرت عليها، وكانت المحطة تحتوي على عدة مبان أنشئت لخدمات الركاب المسافرين وكذلك الموظفين العاملين بالمحطة وأيضاً المشرفين المسؤلين عنها اضافة الى مباني للمرافق الصحية ومستودعات وكراجات لصيانة القطارات، كما توجد الآن في المحطة بقايا واجزاء من القطارات التي كانت تستخدم آنذاك بالاضافة الى جميع المباني التي كانت تستغل في تشغيل المحطة ومن بينها مسجد السفيا، ويستطيع الزائر رؤيتها دون عناء حيث أن موقع المحطة يقع في قلب المدينة وطريق عمر بن الخطاب أحد الطرق الرئيسية المؤدية اليها.