يبدو أن رئيس الوزراء العراقي جواد نوري المالكي قد دخل مرحلة حساسة جدا في فترة حكمه بعد تلقيه عروضا جادة من العشائر السنية لمساعدته ، في الوقت الذي يواجه فيه غضبا من الميليشيات الشيعية المسلحة التي ترفض نزع أسلحتها.
فقد التقى زعماء عشائر سنية تعهدوا بطرد تنظيم القاعدة من محافظة الانبار أشد محافظات العراق اضطرابا مع رئيس الوزراء نوري المالكي الأربعاء فيما يؤشر على ما تأمل واشنطن بأن يكون تحالفا مهما ضد المسلحين.
وقال ستار البزيعي أحد شيوخ عشائر السنة بالانبار والذي برز خلال الاسابيع القليلة الاخيرة كزعيم لتحالف عشائري ضد تنظيم القاعدة في العراق انه عرض هو ونحو 15 من شيوخ العشائر الاخرين التعاون على رئيس الوزراء نوري المالكي.
وقال البزيعي لوكالة رويترز انهم لم يتفقوا مع المالكي على شيء محدد وانما اتفقوا على التعاون.
وقال زعيم عشائري اخر يدعى حميد فرحان ان أغلب العشائر تؤيد الاتفاق وأن أفضل السبل للمضي قدما تكمن في تجنيد رجال العشائر بالجيش والشرطة في الانبار.
وقال لقناة العراقية التلفزيونية الرسمية انه اذا وفرت لهم الحكومة الدعم فسترى ما يمكنهم فعله وأضاف أن المالكي تعهد بارسال قوات عراقية الى الانبار.
وأصدر مكتب المالكي بيانا أثنى فيه على زعماء العشائر لالتزامهم بمحاربة المسلحين.
وهذه هي المرة الاولى التي يلتقي فيها المالكي مع شيوخ العشائر منذ تعهدوا بمحاربة تنظيم القاعدة خلال اجتماع لهم بمجمع تابع للبزيعي في مدينة الرمادي العاصمة الاقليمية للانبار قبل نحو أسبوعين.
ويتعرض المالكي لضغوط كبيرة للقضاء على الميليشيات الشيعية المسلحة التي يلقى عليها اللوم في أغلب أحداث العنف الراهنة .
وقال جنرال أميركي بارز إن القادة الأميركيين في العراق يتطلعون لتحديد المالكي متى يمكن لقوات الامن بدء حملة على ميليشيات الاحزاب.
وقال الجنرال بيتر تشيارلي الرجل الثاني في القيادة العسكرية الامريكية في العراق للصحفيين -يتعين علينا حل مسألة الميليشيات هذه. لا يمكننا تحمل ميليشيات مسلحة تنافس قوات الامن العراقية.-
وأضاف في تصريحات يبدو انها تلقي المسؤولية على رئيس الوزراء العراقي في إعطاء الضوء الاخضر لبدء الحملة -لكني يجب ان اولي الثقة لرئيس الوزراء في تقرير متى يمكننا القيام بذلك.-
وشنت القوات الأميركية والعراقية حملات مكثفة في أجزاء من بغداد على مدى الشهرين الماضيين فيما وصفته بأنه جهود حاسمة لاجتثاث جذور الميليشيات وتجنب حرب أهلية بين الشيعة والسنة.
وشكا بعض زعماء السنة من انهم لم يبذلوا ما فيه الكفاية في التعامل مع ميليشيات تدين بالولاء لبعض رفاق المالكي في الحكومة. وتعهد المالكي في مايو أيار بضمان سيطرة الدولة على القوات المسلحة.
لكن قوات الشرطة والجيش لم تنفذ عمليات كبيرة في مدينة الصدر معقل جيش المهدي الموالي لرجل الدين مقتدى الصدر الذي كان تأييده ضروريا في ضمان حصول المالكي على منصب رئيس الوزراء في ابريل نيسان بعد مشاحنات بين الفصائل الشيعة استمر شهورا.
وتواجه المالكي صعوبات في تنفيذ تعهداته في الحمل على الجماعات المسلحة الموالية لحلفائه في الحكومة.
وقال مسؤول عسكري أميركي الاربعاء -نحن الان في وقت لدينا فيه تأثير محدود هناك. وسيأتي وقت أقول أننا سنضطر فيه لفرض هذه المسألة.-
وبشكل عام يشعر الجيش الاميركي بالقلق من أن الاحزاب السياسية المشاركة في حكومة الوحدة الوطنية تدير الوزارات لتحقيق منافع حزبية ولا تتعاون مع جهود تحسين أوضاع أغلب العراقيين واقرار الامن.
وقال المسؤول -يمكنني أن أقول في كل وزارة كيف يستغلون الوزارة لملء خزائن الاحزاب السياسية... انهم يفعلون ذلك لان هذا بالتحديد ما كان يفعله صدام حسين.-
وقال مسؤول اخر بالجيش الاميركي يوم السبت الماضي -يتعين التعامل مع هذا الامر ويتعين التعامل معه عن طريق رئيس الوزراء ورجال الحكومة. وأعتقد أن الوقت المتاح أمامهم للقيام بذلك قصير.- .