تشير إحصائيات السنوات الأخيرة في إسبانيا، إلى أن العلاقات الزوجية تتعرض للاهتزاز بعد العطلة الصيفية، وان حالات طلب الطلاق تتضاعف في هذه الفترة.
وعلى الرغم من أن الباحثين والمحللين مختلفون حول أسباب الافتراق والطلاق، إلا أنهم متفقون على ارتفاع نسبتها بعد عطلة الصيف. وحسب إحصائيات دائرة التسجيل المدني فإن هناك 200000 حالة زواج سنويا في إسبانيا، ينتهي 50000 منها بالطلاق، وان 90% من حالات طلب الطلاق محصورة بين شهري سبتمبر (أيلول) ويناير (كانون الثاني)، وأكثرها بعد عطلة الصيف.

ويعلل بعض الباحثين السبب بانشغال الزوجين اليومي بالعمل خلال السنة، بما لا يسمح لهما بمناقشة خلافاتهما أو قضاياهما المشتركة، التي تتأجل باستمرار وتتراكم بسبب عدم توفر الوقت، حتى إذا حلت العطلة الصيفية وجدا وقتا كافيا لمناقشتها، وعندها يقع الصدام. ويرجع آخرون السبب في ارتفاع حالات الطلاق بعد العطلة، إلى أن فترة العطلة توفر للزوج والزوجة إقامة علاقات خاصة على انفراد، وهذا يؤدي أحيانا إلى زعزعة العلاقة بين الزوجين، وفي رأي الدكتور اغناثيو مونكادا فإن «للعوامل الفسيولوجية أثرا كبيرا في تصاعد نسبة الطلاق بعد العطلة الصيفية، إذ في هذه الفترة تتوفر عادة الشمس والبحر والعلاقات المفتوحة لكلا الجنسين، وهذه العلاقة تزداد قوة بزيادة حرارة الشمس، فكلما تعرض الجسم ساعات أكثر إلى أشعة الشمس أدى ذلك إلى تنشيط الدوافع الجنسية»، بينما ترى الدكتورة كريستينا مارتينيث أن «مشكلة الطلاق والافتراق بين الزوجين بعد عطلة الصيف، تصيب تلك العوائل التي تكون فيها العلاقة بين الرجل والمرأة بالأساس هشة، أما في تلك العوائل التي تكون فيها العلاقة بين الطرفين سليمة وقائمة على أسس صحيحة، فإن العطلة لا تؤثر فيها، بل على العكس تزيدها قوة».