إخواني الأعزاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يقولون: شر البلية ما يضحك، فاسمحوا أن أحكي لكم ما حدث لي أنا وحوالي 250 راكبا يوم الخميس الماضي (17 شوال 1432هـ) حيث كان من المقرر أن أسافر من الرياض إلى تبوك على الرحلة رقم 1527 التي تقلع الساعة العاشرة وخمس وثلاثين دقيقة صباحا، لحضور حفل زواج ابن العم نواف بن عبيد بن عايش البدراني مساء ذلك اليوم، وقد حجزت على تلك الرحلة قبل موعدها بشهر كامل.. وفي صباح ذلك اليوم حملت هداياي وفرحتي بهذه المناسبة، وحضرت إلى المطار قبل موعد الرحلة بساعتين، وفي المطار هاتفت الأحبة في تبوك وأخبرتهم بأني قادم إلى تبوك، ورتبت مع بعضهم برنامجا للقاءات والزيارات، وكان من ضمنهم زميلنا الخلوق سعد المحمدي الذي فرح بمجيءي، وأصر على أن أشرب القهوة في منزله بعد عصر ذلك اليوم، ودعى كثيرا من الأصدقاء والمحبين في منزله، كما أصر أحد الأصدقاء على استقبالي في المطار وأخذي إلى فندق صحارى الذي كنت حاجزا فيه..

وأعود للرحلة سيئة الذكر؛ فإنه عندما جاءت الساعة العاشرة والنصف، ونحن في انتظار صعود الطائرة، فوجئنا بتأجيلها إلى الساعة الثانية عشرة والنصف.. فصبرنا وسلمنا أمرنا إلى الله..
وفي الثانية عشرة والنصف أركبونا في طائرة بديلة، فركبنا فرحين وربطنا أحزمتنا، ودفعوها إلى الخلف بتثاقل وعلعلة كما يدفع الثور الحرون، وكنا نتصبب عرقا لأن مكيفاتها لم تكن فعالة.. وبعد أن وضوعوها في مدرجها الذي يفترض أن تنطلق منه، وحاول كابتنها الأجنبي، أن يدوس على دعاساتها وجد أن أحد المحركات لا يقبل التشغيل، وبعد عدة محاولات أخبرنا بالحقيقة، وهو يقول : أشكركم على اختيار الخطوط السعودية!!
ثم طلب الكابتن المسكين آلة أخرى لسحبنا و‘ادتنا إلى حيث كنا.. وأنزلونا مكرهين ومخذولين إلى الصالة لنتظر المجهول!!

وفي حوالي الساعة الثالثة عصرا أعلن أحد موظفي السعودية عبر مكبرات الصوت قائلا: يسرنا أن نخبر ركاب رحلة تبوك أن الموعد الجديد هو الساعة التاسعة والنصف مساء!!

ولن أحكي لكم القصص المحزنة لكثير من الركاب من المرضى وأصحاب المواعيد الضرورية والعائلات الذين شاهدتهم في مواقف لا يحسدون عليها، ومنهم شاب فاضل كان سيذهب لاستقبال زوجته وأطفاله القادمن من جدة على رحلة أخرى!!

المهم أنني قررت مرغما العدول عن الرحلة لأنني لن أدرك مناسبة الزواج.. لكنني لم أتمكن من الاتصال بمن ينتظرونني في تبوك لأن جوالي الذي قفلته في الطائرة رفض فتح القفل احتجاجا على ما رآه من مرمطة.. فأسقط في يدي لأني لا أستطيع التواصل لا مع الأهل في الرياض ولا مع المستضيفين في تبوك..

ولأنني مضطر لاسترجاع عفشي الذي شحن في الرحلة، فقد كان علي أن أنتظر إلى الساعة الرابعة دون جوال، لأن موظفي الخطوط كانوا يقولون: لحظات.. لحظات.. ونحضر عفشك!!

وفي الساعة الرابعة أخبروني أن العفش لن يحضر لأن كهرباء الطائرة معطلة، فقررت العودة إلى منزلي لكي أتمكن من إبلاغ أحبتي في تبوك بعدم تمكني من الوصول إليهم ببركات خطوطنا السعودية، ووصلت المنزل حوالي الساعة الخامسة، وهاتفت من ينظرونني، وأنا بين الخجل والحسرة، لا سامح الله من كان السبب، وشر البلية ما يضحك يا خطوطنا!!