التقيت بالمؤرخ المبدع فايز موسى البدراني الحربي
 

(عنوان للقاء مع المؤرخ فائز فى شبكة الطائف نت.)

كتبه الاستاذ/عبدالله الحضبى

--------------------------------------------------------------------------------

التقيت بالمؤرخ المبدع فايز موسى البدراني الحربي


صاحب المؤلفات التاريخيه
في التاريخ والانساب
والتي منها :
- من أخبار القبائل في نجد خلال الفترة 850 ـ 1200هـ ط2 1416هـ.
2- ابن مضيان الظاهري وعلاقته بالحملات المصرية 1414هـ.
3- مذكرات تاريخية عن بعض أعلام قبيلة حرب 1416هـ.
4- فصول من تاريخ قبيلة حرب في الحجاز ونجد (300 ـ 1300هـ) 1417هـ.
5- ملاحظات على المؤلفين والكتاب حول التاريخ والأنساب 1417هـ
له اهتمام كبير في تاريخ بلاده وتراثها وصدر له أكثر من ( 22 ) إصداراً تاريخياً وأدبياً من أهمها :
كتاب ( التنظيمات القانونية والقضائية لدى قبائل الحجاز قبل العهد السعودي) وغيرها .

والآن نترككم مع الاسئله واجابتهامن مؤرخنا المبدع :

السؤال الاول ـ ماذا عن الوثائق التاريخيه
التي تمتلكها وحصلت عليها
حول القبائل والتنظيمات الاجتماعيه ؟
الكم الهائل ـ التزوير فيها ـ مصداقيتها ؟
الجواب / أملك بفضل الله ثم بفضل
البحث المتواصل آلاف الوثائق المحليه والعثمانيه ، أما مايخص التنظيمات
القبليه فقد أصدرته في جزئين ، وأعكف الآن على الطبعه الثانيه وفيها
المزيد من الوثائق .
أما حكاية تزوير الوثائق اسطوانه مشروخه يرددها العاجزون عن جمع
الوثائق ودراستها .
واذا وجد التزوير فلا يمثل الا نسبه ضئيله جدا لا تؤثر على قيمة الوثائق
الصحيحه، والباحث المتخصص والأمين لايخشى عليه من تأثير الوثائق
المزوره لانه أدرى من غيره باكتشافها وفضحها.... والوثائق في نظري
هي أصدق المصادر، وان شكك فيها العاجزون..

السؤال الثاني ـ مارأيك في كتب النسب المعاصره ؟
الجواب/ كتب النسب المعاصره ا
لكثير منها يضر بالمعرفه ويشوه علم النسب.. والقليل القليل جدا تتوفر
فيه متطلبات البحث في هذا العلم الجليل... وخلال الثلاث سنوات الأخيره
صدر أكثر من 70كتابا في الأنساب، لايستحق القراءه منها والاقتناء أكثر من5% فقط .
تسلسل النسب إلى عدنان وقحطان (رايك) ؟
الجواب / تسلسل النسب الى عدنان
وقحطان نقله علماء النسب المتقدمون وتواتر عندهم وليس لنا أن نزيد فيه
أو أن ننقص إلا بدليل قطعي ينقض مااتفق عليه أوائلنا ... أما إذا كان
المقصود سلاسل الانساب التي يضعها بعض الأشخاص المعاصرين
الى عدنان أو قحطان ، فأرى أنها غير دقيقه باستثناء مادوّن وحفظ كأنساب
الأشراف مثلا .

السؤال الثالث ـ انساب سبيع وحرب
وعتيبه والظفير وغيرهم هل ترى ان هناك تسلسل متصل في النسب أم
ان هناك اجتماع قبلي في صفه او اسم بارز او حول مركز قوه ؟
الجواب/ ليس من حق أحد أن يدعي
اتصال نسب أو انقطاعه إلا بعد الاطلاع على مصادر أنساب القبيله اطلاعا علميا ،
أما القول لمجرد الاعتقاد والتخمين فلا ينبغي ... لأن مايشاع عن كل قبيله يتضمن
خرافات وحقائق ، والاجابه تأتي بعد أن نستطيع فصل الخرافات عن الحقائق ببحوث علميه .
السؤال الرابع ـ الأسر المتحضره
أخذت في هذه الايام البحث عن النسب وابراز مشجرات وغيرها ...
ماوجهة نظرك حيال ذلك ؟
الجواب / وجهة نظري بشأن
اهتمام الاسر المتحضره بمشجرات الأنساب: ان هذا سلوك غريزي ،
لأن النسب جزء من سنة الله في خلق الانسان لقوله تعالى( وهو الذي
خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا ، وكان ربك قديرا ... الآيه ) 54سورة الفرقان.
لكن هذا الاهتمام يزداد في عصور الاستقرار والعلم ، ويتلاشى في
عصور الجهل والخوف لأنه من الاشياء الكماليه لحياة المرء وليس الضروريه .

السؤال الخامس :مارايك في
الروايه العاميه في اثبات الانساب ؟
الجواب : ينبغي ألا يعول الباحث
كثيرا على الرواية العامية في اثبات الأنساب، بل يبحث عما يدعم
الروايات أو يدحضها، لأن الراوي العامي ليس حجة في اثبات الأنساب
بسبب الجهل، وبسبب التحيز وحب الذات، وفي ذلك يقول الشيخ حمد
الجاسر موضحاً ضعف الثقة بالرواية العامية:«.. وكل راوٍ يتحيز فيها الى
قبيلته أو قبيلة يميل اليها، وقد يلصق بمن لا يحب الصفات غير المحبوبة.. إلخ».
وقال في موضع آخر وهو يتحدث عن نسب بعض القبائل النجدية:«أما
ما يتناقله العامة فلا يصح التعويل عليه» .
ويندرج تحت ذلك ما يتناقله العامة من قصص متعلقة بالأنساب،
وأسباب نزوح الأسر والقبائل، أو مسمياتها.
اما عن التمسك برواية الآباء دون علم فقد
درج الناس على التسليم بما توارثوه عن آبائهم وأجدادهم، إلا أن
الباحث يجب عليه ألا يسلم بكل ما ينقل عن الآباء والأجداد بلا تمحيص ولا تحقيق.
وقد حذرنا الله سبحانه وتعالى من تقليد الأجداد تقليداً أعمى، قال تعالى
:{وّإذّا قٌيلّ لّهٍمٍ اتَّبٌعٍوا مّا أّّنزّلّ الله قّالٍوا بّلً نّتَّبٌعٍ مّا أّّلًفّيًنّا عّلّيًهٌ آبّاءّنّا}.
وعن النقل عن المؤلفات بلا تمييز قال :
يقع كثير من مؤلفي كتب الأنساب في مزلق النقل عن الكتب والمراجع
الأخرى بلا تمييز بين جيدها وضعيفها، وباختصار؛ فإنه يمكن تصنيف مؤلفات
الأنساب هنا، وبشكل عام فإني أرى تقسيم المؤلفات في الأنساب الى ما يلي:
الكتب الضعيفة: «كابن الكلبي، والمغيري».
الكتب المشكوك فيها: «تاريخ سيف بن عمر».
الكتيب غير المحققة: «كالكتب التجميعية، الكتب بدون مصادر».
الكتب المصنوعة: «كإمتاع السامر».
السؤال السادس :اهم المحاذير التي يقع فيها مؤلفو علم الأنساب
الجواب :هناك بعض المحاذير
او السلبيات التي يقع فيها كثير ممن يكتبون في الانساب، والتي تتمثل
في بعض الاساسيات والقواعد التي درج الناس على الاعتماد عليها في
الانساب، وارى ان الباحث في الانساب عليه ان يتعامل بحذر شديد مع تلك
المعطيات، والتي منها على سبيل المثال:
قاعدة: الناس مؤتمنون على أنسابهم
مما ينبغي توضيحه في البداية ان هذه العبارة قاعدة فقهية للإمام مالك
هذا نصها:« الناس مؤتمنون على انسابهم مالم يدعوا شرفاًَ». فهي في
الاساس قاعدة فقهية تتعلق بإلحاق ولد الفراش، والمواريث ونحو ذلك،
ولم ترد ابتداء في كتاب للأنساب، وإنما في كتاب فقهي.
لكن بعض الكتاب المتأخرين وكثيراً من العامة قد اقتبسوها وأسقطوا
الجزء الثاني منها، واتكأوا عليها في اثبات ما يعتقدونه من أنسابهم والرد
على من يخالفهم والدليل على عدم صحة هذه القاعدة ما نراه من مدى
الاختلاف بين أفراد الأسرة الواحدة أو القبيلة الواحدة في كثير من الأحيان
حول صحة انتسابهم الى جد مُعين.
ولهذا فإن من تعمق في البحث قلت ثقته في تلك القاعدة المشهورة،
وأدرك أن الناس قد يجهلون أنسابهم.

بارك الله فيك يا أبا حراب على الجهد المبذول والمتابعة . وحوار يستفيد منه الجميع .