ملتقى قبيلة حرب الرسمي - قِلةُ المُصلحين خيرٌ من كثرة الصالحين .!

خطبة الجمعة 9/11/1440هـ من الجامع القديم بدخنة
بعنوان : ( قلة المُصلحين خيرٌ من كثرة الصالحين )
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله امابعد :
فعن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى غيماً في السماء تغير لونه و خرج ودخل وأقبل وأدبر فإذا مطرت سُري عنه تقول عائشة رضي الله عنها : فسألته لم الخوف يارسول الله فقال صلى الله عليه وسلم اخشى ان يكون عذاب كما قال قوم عاد: { فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا }
فنبينا صلى الله عليه وسلم هو أعلم الخلق بالله تعالى و أشدهم له خشية ومع ذلك تعرف في وجهه الكراهية والخوف اذا رأى غيما في السماء يخشى أن يكون فيه عذاب
و في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه تزلزلت الأرض في المدينة فخطب عمرقائلاً ياأهل المدينة ماأسرع ماأحدثتم والله لئن عادت الزلزله لأخرجن من بين أظهركم
وفي عام (654) ذكر القرطبي رحمه الله انه خرجت نار بالمدينة المنورة وكان بدؤها زلزلة عظيمة واستمرت إلى ضحى الجمعة فسكنت وظهرت النارع بطرف الحرة لاتمر على جبل إلاّ دكّته وأذابته ويخرج من مجموع ذلك نهر أحمر له دوي كدوي الرعد يأخذ الصخور والجبال بين يديه
وذكر المؤرخون انه قد شوهدت اعناق الابل في ذلك التاريخ حينما ظهرت النار في الحجاز
فلما رأى الناس ذلك لجأو الى الدعاء والاستغفار والتوبة والصدقة وتجمعوا في المسجد النبوي يصلون ويدعون الله تعالى حتى انجلى عنهم ذلك
فهذه حالهم عباد الله مع تلك الآيات وهم اقل منا منكرات واقل منا فحشاء وفجورا وأقرب الى الله بالتعبد وفعل الطاعات
واليوم آيات الله التي نشاهدها في اليوم والليله لم تعد مطراً او غيماً في السماء بل زلازل عظيمة اختفت جزر بأكملها عن سطح الأرض وهلك كثير من الناس والدور والمنازل ولاحول ولاقوة الا بالله وهي ليست منا ببعيد اقربها حدث يوم الاثنين الماضي شعر بها بعض سكان هذه البلاد
فمع ظهور هذه الآيات في الآونة الاخيرة لم تعد الناس تخاف من عذاب الله وتحذر غضبه وانتقامه خصوصا بعد ظهور الكثير من الموبقات علانية الموجبة لظهور هذه الايات
لأن الأمة إذا ظهرت فيها هذه الموبقات فهي إلى غضب الله وعقابه أقرب كما قال صلى الله عليه وسلم ( سيكون في آخر الزمان خسف وقذف ومسخ قيل ومتى ذلك يا رسول الله قال صلى الله عليه وسلم إذا ظهرت المعازف والقينات )
اللهم انا نعوذ بك من تحول عافيتك
ومن زوال نعمتك
ومن فجاءة نقمتك
ومن جميع سخطك
اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية
امابعد : فقال الله تعالى : { وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا }
فاآيات الله متعدده ومتنوعه فقد تكون فردية وقد تكون جماعية
والتخويف والوعيد بهذه الآيات إنما يكون عند المجاهرة والإعلان بالمعاصي وكثرة الخبث
واذاكثر الخبث هلك الناس كما قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنهلك وفينا الصالحون قال صلى الله عليه وسلم نعم إذا كثُر الخبث
فليست البركة بكثرة الصالحين انما بالمصلحين ولو كانوا قلة
كما قال تعالى : ( وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ )
فلنعود الى الله عباد الله تائبين منيبين اليه مخبتين فالتوبة مطلوبة من المؤمنين قبل المذنبين ولنعتبر من هذه الآيات والفتن في هذه الأيام ونعود الى الله ونكثر من الطاعات
ونكون مصلحين لأحوالنا بدء من انفسنا بالاستقامة ولمن حولنا بالمناصحة والنصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم
اللهم اصلح احوال المسلمين وابطل كيد المفسدين يارب العالمين
اللهم احفظ حكامنا وبلادنا من كيد الفجار وطوارق الليل والنهار الا طارق يطرق بخير يارحمن
اللهم ادم على بلادنا الامن والأمان والرخاء والاستقرار
اللهم ادم الألفة والمحبة والمودة والرحمة والرأفة بين الحاكم والمحكوم
وانصر اللهم جنودنا البواسل في الداخل وعلى الثغور وسدد اللهم رميهم واشف مرضاهم وارحم شهداءهم وكن لهم عونا ونصيرا
وصلى الله وسلم على نبينا محمد