ملتقى قبيلة حرب الرسمي

أمين الجندي

هو العالم النحرير والشاعر الشهير ، لبيب عصره ، وأديب دهره ، السيد الحسيب النسيب ، مداح المختار الحبيب ، الشيخ أمين بن خالد اغا ابن عبد الرزاق اغا بن الحاج محمد اغا الجندي العباسي ولد بمدينة حمص سنة 1180 ونشأ بها في طلب العلوم ، واكتساب المنطوق والمفهوم ثم توجه على دمشق الشام ، وقرأ على علمائها الأعلام وأخذ العهد على قطب زمانه ، ومرشد اقرانه ، السيد عمر اليافي ، قدس الله سره الوافي ، في حضرة سيدنا خالد بن الوليد ( رضي الله عنه ) فحل عليه نظره التام ، حتى قال له اذهب فأنت اشعر أهل الغرام ، فصار الشعر فيه سجيه ، والبلاغة له عطية ، ينظم القصائد المفيدة ، والقدود الفريدة والموشحات النضيدة ، والمواليات العديدة ، بحيث لم يكن يمضي عليه يوم يخلو فيه من نظم ونثر ، ما يعجز غيره عن تحرير مثله في أسبوع أو شهر ، حتى سارت الركبان بكلامه وتزينت الكتب بنظامه ، وانطوى فبه الأدب ، وتفاخرت به الرتب.

وقد غرس الله في قلوب عباده له المحبة ، فانبتت عشر سنابل في كل سنبلة مائة حبة ، فانقادت إليه جميع الملل ،وتزاحمت على مسامرتا الملوك والخول ،فعاش حيناً بمن اغناه ،ومات حيناً بمن ابقاه.

فلمثل هذا فليعمل العاملون ، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ، فياله من شاعر البس الدهر احسن أثوابه ، وانفق ما ينثر بين أقرانه واحبابه ، فصار مفرداً في نظامه ، لا يطرب إلا كلامه ، وكان لا يجمع كلام نفسه ، بل يعطي تسويده لمن لقيه في يومه وأمسه .

وفي سنة 1223 انتقل إلى رحمة الله تعالى الشيخ عمر اليافي فرثاه بقصيدة غراء وذكره بالعهد الذي كان بينهم اجراه ،وهذا مطلعها

قسي المنايا مالا سهمها رد ، فما حيلتي والصبر قد دكه البعد (ومن مناقبه ) رحمه الله تعالى انه في سنة ألف ومائتين وخمسين اعتراه مرض وابتلي وامتد معه إلى نصف شهر رمضان ثم حصل له داء الفالج وتعاطى أشياء من أنواع الطب فلم يجد له شفاء من ذلك فألهمه الله تعالى التوسل بالنبي ( صلى الله عليه وسلم ) فتوسل به وبأصحابه وكان فراغه منها ليلة عيد الفطر فبات تلك الليلة فرأى المصطفى ( صلى الله عليه وسلم ) فيها ولم ينقل لنا كيفية الرؤيا غير انه اصبح معافى من جميع أمراضه ويعجب الناس من ذلك فلم يعلم أحد بما رآه ومطلع قصيدة التوسل: توسلت بالمختار ارجى الوسائل ، نبي لمثلي خير كاف وكافل وقد توفي الشيخ أمين رحمه الله تعالى في حمص سنة 1257 ودفن خارج المدينة قريبا من جامع الصحابي الجليل سيدنا خالد سيف الله (رضي الله عنه)

(وقد رثى الشيخ كريا الملوحي صاحب هذا الديوان في هذه)

(الأبيات الآتية)

عيون الدهر تهطل كالسحاب ---لفقد العارف الحبر المهاب

على الشعرا أمينٌ كان شمساً---فكيف الشمس تغرب في التراب

فطب مثواك يا مداح طه---كذاك الأنبياء أولو الجناب

بشوالٍ دعاه ثنا ختامٍ ---إلى من عنده حسن المآب

بأعلى جنة الفردوس أضحى---أمين بالبهاءِ وبالثواب