ملتقى قبيلة حرب الرسمي

ملتقى قبيلة حرب الرسمي (http://www.m-harb.net/vb/index.php)
-   الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام (http://www.m-harb.net/vb/forumdisplay.php?f=47)
-   -   تعامل النبي ﷺ مع أهله [ الجزء الثاني ] (http://www.m-harb.net/vb/showthread.php?t=155113)

مالك محمد اليوبي 07-09-17 03:16 AM

تعامل النبي ﷺ مع أهله [ الجزء الثاني ]
 
11- ومن مواساته ﷺ مسحه لدموع زوجته صفيّة بيده لّما مرض جملها في طريق السفر:

عن صفيّةَ بنتِ حييًّ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أنَّ النبيَّ ﷺ حجَّ بنسائهِ، فلمّا كانَ في بعضِ الطّريقِ، نزلَ رجلٌ، فساقَ بهنَّ، فأسرعَ، فقالَ النّبيُّ ﷺ " كذاكَ سوقكَ بالقواريرِ، يعني النّساءَ، فبينا هم يسيرونَ بركَ بصفيّةَ بنتِ حييًّ جملها، وكانت من أحسنهنَّ ظهراً، فبكت، وجاءَ رسولُ الله ﷺ حينَ أُخبرَ بذلكَ، فجعلَ يمسحُ دموعها بيدهِ"
[ صححه الألباني ]

❊ فمسحُ الدموعِ بيدِ الزوجِ فيه مواساةٌ كبيرةٌ، وتقديرٌ لعواطفِ ومشاعرِ الزوجةِ، مع أن سببَ البكاءِ أمرٌ هيّنٌ، إذ بكت بسببِ بروك جملها الذي يعدُّ من أحسنِ الجّمالِ، ومع ذلك لم يحقّرِ النبيُّ ﷺ مشاعرَ صفيةَ وعواطفها.

•┈┈┈••✦✿✦••┈┈┈•


12- قد بلغَ من رفقه ﷺ بزوجاته، وحسن عشرته لهنَّ: أن ترفع زوجته صوتها عليه فيحتمل ذلك منها:

[ الحديث]

❊ وفيه - أن شدةَ الوطأةِ على النساءِ مذمومٌ، لأن النبي ﷺ أخذَ بسيرةِ الأنصارِ في نسائهم، وتركَ سيرةَ قومه .
❊ وفيه - الصبرُ على الزوجاتِ والإغضاءُ عن خطأهنَّ، والصفحُ عما يقعُ منهنَّ من زللِ في حقِّ المرءِ، دونَ ما يكونُ من حقِّ الله تعالى.

•┈┈┈••✦✿✦••┈┈┈•


13- قد بلغَ من حسن معاشرةِ الرسولِ ﷺ لنسائه- أنه كانَ يقومُ بمساعدتهن في تدبير شؤون المنزل:

عنَ الأسودِ قالَ: سألتُ عائشةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا ما كانَ النبيُّ ﷺ يصنعُ في بيته؟ قالت كانَ يكونُ في مهنةِ أهلهِ، فإذا حضرتِ الصّلاةُ خرجَ إلى الصّلاةِ.
[ رواه البخاري ]

❊ في مِهنةِ أهلهِ " يعني خدمةَ أهلهِ أي : عملهم، وخدمتهك، وما يصلحهم".

وقد وقعَ تفسيرُ هذه الخدمةِ في رواياتٍ أخرى بقولها" ما كانَ إلّا بشراً منَ البشر؛ يفلي ثوبه، ويحلبُ شاته، ويخدم نفسهُ"
[ رواه البخاري ]
❊ " يَفلي ثوبه " أي : ينظر في الثوب هل فيه شيءٌ من الأذى والوسخِ.

"يخصفَ نعلهُ" أي : يخرزها طاقةً على الأخرى، منَ الخصفِ وهوَ الضّمُّ والجمعُ.


•┈┈┈••✦✿✦••┈┈┈•



14- كانَ ﷺ يساعد زوجته في ركوبها على الدابة:
فلما أرادت صفيّةُ أن تركبَ البعيرَ- قال أنسٌ- فرأيتُ النبيَّ ﷺ يحوّي لها وراءهُ بعباءةٍ - يعني : يحيطها ويشملها بها، ثم يجلسُ عندَ بعيرهِ، فيضعُ ركبتهُ، وتضعُ صفيّةُ رجلها على ركبتهِ حتّى تركبَ"
[ رواه البخاري ومسلم ]

❊ فرسولُ الله ﷺ يضعُ لها ركبته، لتصعدَ عليها وتركبَ، وهذا غاية التواضعِ والرحمةِ والإحسان في معاملة الزوجةِ.

•┈┈┈••✦✿✦••┈┈┈•


15- كانَ ﷺ يهتمُّ بنظافته ورائحته الطيبة:

فكانَ إذا دخلَ بيته بدأ بالسواكِ، حتى لا تشمَّ منه زوجه رائحةً متغيرة.

عن شريحٍ بن هانئ قالَ: سألتُ عائشةَ، قلتُ بأيِّ شيءٍ كانَ يبدأُ النّبيُّ ﷺ إذا دخلَ بيتهُ؟ قالت بالسّواكِ.
[ رواه مسلم ]

❊ والحكمة في ذلكَ: أنّهُ ربّما تغيرّت رائحة الفم عند محادثة الناس، فإذا دخلَ البيت كانَ من حسن معاشرة الأهلَ إزالةُ ذلكَ.

❊ قال ابن القيم " و كانَ ﷺ يحبُّ السواكَ، و كانَ يستاكُ مفطراً، وصائماً، ويستاكُ، عندَ الانتباهِ منَ النّومِ، وعندَ الوضوءِ، وعندَ الصّلاةِ، وعندَ دخولِ المنزلِ، و كانَ يستاكُ بعودِ الأراكِ"


•┈┈┈••✦✿✦••┈┈┈•



16- كانَ رسول الله ﷺ يحرصُ على أن لا تظهرَ منه إلا الريحُ الطيبة:

عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قالت " كانَ رسولُ الله ﷺ يشتدُّ عليهِ أن يوجدَ منهُ الرّيحُ"
[ رواه البخاري ومسلم ]

❊ أي: الغيرُ الطّيّبِ، وفي رواية عنِ ابن عبّاس رَضِيَ اللهُ عَنهَما " وكانَ أشدَّ شيء عليهِ أن يوجد منهُ ريحٌ سيّئٌ"

وكانَ من أخلاقه التطيّبُ، يحبّهُ، ويكثرُ منه، بل هو إحدى محبوباته الدنيويّة كما في الحديث " حُبِّبَ إليَّ منَ الدّنيا : النّساءُ، والطّيبُ، وجعلت قرّةُ عيني في الصّلاةِ"

•┈┈┈••✦✿✦••┈┈┈•



17- كانَ ﷺ يتجمّلُ لنسائه، ويرجّلُ شعره، ويهتمُّ به:

وأمر بذلك أصحابه فقال " من كانَ لهُ شعرٌ، فيكرمهُ"
[ صححه الألباني في صحيح الجامع]

❊ قال ابن عباس رَضِيَ اللهُ عَنهَما " إنّي لأحبُّ أن أتزيّنَ للمرأةِ كما أحبُّ أن تتزيّنَ لي المراةُ، لأنَّ اللهَ يقولُ
{

•┈┈┈••✦✿✦••┈┈┈•



18- كانَ ﷺ سهلاً هيّناً ليّناً في التعامل مع زوجته:

❊ فإذا هويت شيئاً لا محذور فيه تابعها عليه.


عن جابرِ بن عبدالله رَضِيَ اللهُ عَنهَما في وصفِ حجّةِ رسولِ الله ﷺ أنَّ عائشةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قالت " يا رسولَ الله إنّي أجدُ في نفسي أنّي لم أطف بالبيتِ حتّى حججتُ" قال جابرُ " و كانَ رسولُ الله ﷺ رجلاً سهلاً، إذا هويت الشّيءَ تابعها عليه"
[ رواه مسلم ]

" رجلاً سهلاً" أي: سهل الخلق، كريمَ الشّمائلِ، لطيفاً ميسّراً في الخلق، كما قالَ الله تعالى

•┈┈┈••✦✿✦••┈┈┈•



19 - كانَ ﷺ يقرُّ أهله على النظر إلى اللهو المباح:

عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قالت: كانَ رسولُ الله جالساً، فسمعنا لغطاً وصوتَ صبيانٍ، فقامَ رسولُ الله ﷺ، فإذا الحبشةُ يلعبونَ بحرابهم، فقالَ" يا عائشةُ تعالي فانظري" فجئتُ، فوضعتُ لَحييَّ على منكبِ رسولِ الله ﷺ، فجعلتُ أنظرُ إليهم ما بينَ المنكبِ إلى رأسهِ، فقالَ لي " أما شبعتِ، أما شبعتِ؟" فجعلتُ أقولُ ؛ لا : لأنظرَ منزلتي عندهُ"
[ رواه البخاري ومسلم ]

❊ قال ابن بطال ( ما كانَ عليه النبي عَلَيهِ السَّلاَمُ من الخلق الحسنِ، وما ينبغي للمرءِ أن يمتثلهُ مع أهله؛ من إيثار مسارهم، فيما لا حرج عليهم فيه).

❊ وفيه: أن تفسيرَ حسنِ المعاشرةِ هو: الموافقةُ، والمساعدة على الإرادةِ غير المحرّمةِ، والصبرُ على أخلاقِ النساءِ في غيرِ المحرّمِ من اللهوِ، وإن كان الصابرُ كارهاً لما يحبّهُ أهله.
(شرح صحيح البخاري - لابن بطال )


•┈┈┈••✦✿✦••┈┈┈•



20 - ولم يكن ﷺ يمانع من سماع زوجته الغناءَ المباح في العيد:

عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قالت : دخلَ رسولُ الله ﷺ، وعندي جاريتانِ تغنّيانِ بغناءِ بعاثٍ - هو يوم جرى فيه قتالٌ بين الأوس والخزرج، فاضطجعَ على الفراشِ، وحوّلَ وجههُ، فدخلَ أبو بكرٍ، فانتهرني، وقالَ " مزمارُ الشّيطانِ عندَ رسولِ الله ﷺ" فأقبلَ عليهِ رسولُ الله ﷺ فقالَ " دعهما " فلمّا غفلَ غمزتهما، فخرجتا، وكانَ يومَ عيدٍ.
[ رواه البخاري ومسلم ]

❊ قال ابن حجر رَحِمَهُ اللهُ-وفي هذا الحديثِ من الفوائدِ:
مشروعيّة التّوسعة على العيالِ في أيّامِ الأعيادِ بأنواع ما يحصلُ لهم به بسطُ النّفس، وترويحُ البدن من كلفِ العبادةِ...وفيهِ الرّفقُ بالمرأةِ واستجلاب مودّتها.

❊ فكانَ النبيُّ ﷺ يرخّصُ لهم في أوقاتِ الأفراحِ، كالأعيادِ والنكاحِ في الضربِ بالدفوفِ، والتغنّي مع ذلك بهذه الأشعارِ، وما كانَ في معناها.

❊ ولمّا فُتحت بلادُ فارسَ والرومِ، ظهرَ للصحابةِ ما كانَ أهلُ فارسَ والرومِ قد اعتادوه من الغناءِ الملحّنِ بالإيقاعاتِ الموزونةِ على طريقةِ الموسيقى، بالأشعارِ التي توصفُ فيها المحرّماتُ من الخمورِ، والصّورِ الجميلةِ المثيرةِ للهوى الكامنِ في النفوسِ، بآلات اللهوِ المطربة، فأنكروا ذلك كله، ونهوا عنه، وغلّظوا فيهِ.

❊ وهذا يدلُّ على أنهم فهموا أن الغناءَ الذي رخّصَ فيه النبيُّ ﷺ لأصحابه لم يكن هذا الغناءَ، ولا آلاته هي هذه الآلاتِ، وأنه إنما رخّصَ فيما كانَ في عهده مما يتعارفه العربُ بآلاتهم.

•┈┈┈••✦✿✦••┈┈┈•

الحب الباقي 08-09-17 01:13 PM


جزاك الله خير الجزاء
الله يـعـطـيـك الـعـافيـــــــــــة
بيض الله وجهك

مالك محمد اليوبي 12-09-17 05:50 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحب الباقي (المشاركة 1454216)

جزاك الله خير الجزاء
الله يـعـطـيـك الـعـافيـــــــــــة
بيض الله وجهك



آمين ويجزيك، يعافيك ربي، ووجهك أبيض.

ابن عباس اليوبي 19-09-17 04:43 PM

جزاك الله خير
وجعلك من أهل جناته وبارك الله في جهودك

ابوفهد الحربي 22-10-17 03:52 PM

جزاك الله خير الجزاء
ورحم الله والدينا ووالديك وجميع المسلمين



الساعة الآن 11:18 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi