ملتقى قبيلة حرب الرسمي - جاء شهر التقوى ، وكلمات حول مشاريع افطار الصائمين

خطبة الجمعه 28/8/1440هـ من الجامع القديم بدخنه
بعنوان ( جاء شهر التقوى وكلمات حول مشاريع افطار الصائمين )
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد : فقد اقتضت حكمة الله تعالى وفضله أن يكون للمسلمين من بين سائر الشهور شهر ملئ بالفضائل والاجور المضاعفه
شهر ينمو فيه الشعور والاحساس بأحوال المسلمين الجائعين العطاشى فيجود المسلم بما عنده كما كان صلى الله عليه وسلم أجود ما يكون في رمضان
شهرٌ هو محطة للاستزاده فيه من الحسنات لمضاعفة الآجور ومغفرة الذنوب كما قال صلى الله عليه وسلم ( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه )
وقال صلى الله عليه وسلم ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه )
شهر تفتح فيه منافذ الخير وتغلق ابواب الشر وتفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه مردة الشياطين وفيه ليلة خير من ألف شهر وينادى فيه مناد كل ليلة يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله فيه عتقاء من النار كل ليلة وللصائم فيه دعوة لاترد كما قال صلى الله عليه وسلم
ولرفعة منزلة الصيام فالله يتولى جزاء الصيام بنفسه كما جاء في الحديث القدسي قال الله تعالى : ( الصوم لي ، وأنا أجزي به )
عبادالله ان شهراً كرمضان فيه هذه الفضائل وهذه الاجور انه لمن الغبن الشديد ان ندرك الشهر ولم نخرج منه بأي فائدة
انه لمن الغبن ان يذهب نهاره بالنوم عن الصلوات المفروضة وليله بالسهر على متابعة اللهو والسخرية
فكم من رمضان يعقبه رمضان تفوت ايامه ولياليه ويخرج منا ونحن نتحسر على تفريطنا فيه
ارتقى المنبر صلى الله عليه وسلم فقال آمين آمين آمين ثم قال صلى الله عليه وسلم قال لي جبريل رغم أنف عبد دخل عليه رمضان فلم يغفر له فقلت آمين ثم قال رغم أنف عبد ذكرت عنده فلم يصل عليك فقلت آمين ثم قال رغم أنف عبد أدرك والديه أو أحدهما فلم يدخل الجنة فقلت آمين
فدعونا نجعل من رمضان هذه السنة رمضان مليئاً بالخيرات والحسنات بعيدا عن السيئات والتقصير في العبادات دعونا نخرج مغفور لنا رغم انف الشيطان واعوانه
اللهم وفقنا للعمل الصالح الخالص في كل الازمنة والاوقات
واجعلنا في رمضان وسائر الشهور من المقبولين المرحومين
اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فتوبوا اليه واستغفروه انه هو التواب الغفور الرحيم
الخطبة الثانية
ثم اما بعد : فقد كثر الكلام على مشاريع افطار الصائم بالتقليل من شأنها والزهد فيها ونهي الناس عن دعمها
فأقول وبالله استعين : ان الاغلب الذين يرتادون مخيمات افطار الصائم هم في الاصل مسلمون صائمون بحكم الزمان والمكان فلايحق لأي شخص ان يشك في صومهم وصلاتهم الا بدليل ولاثمة دليل
والمسلم الاصل فيه البراءة وحسن الظن ورسول الله صلى الله عليه وسلم حينما كان يتصدق على احد لم يسأله ابداً عن صيامه او صلاته صلى الله عليه وسلم
واطعام الطعام لأي نفس كانت سببا في دخول الجنة كما قال صلى الله عليه وسلم وقال ايضا صلى الله عليه وسلم ( في كل كبِد رطبة أجرٌ ) وهنا لم يحدد صلى الله عليه وسلم اهي كبد كافر ام مسلم ام حيوان بل قد جاء في الحديث ان رجلا سقى كلباً اعزكم الله واخر تصدق على سارق وغني وزانية وقبل الله صدقته كما قال صلى الله عليه وسلم
ومن يقول ان الافطار مخصص للمقيمين من العالم الاسلامي فقط فنقول ان دولتنا المباركة خيراتها وصدقاتها ومساعداتها تصل الى كل بلد اسلامي وغير اسلامي والان ولله الحمد جمع الله العالم الاسلامي في بلادنا في هذه المخيمات وجاءت فرص الخير بين ايدينا
اما عن الاسراف فغير الاسراف مقبول ابدا مهما كان ولكنه قد وجد في حفلات كلها ترف واسراف وتبذير ومباهاة فهي الاولى ان تنتقد بل وتمنع وليست مشاريع افطار الصائم الذي نسبة الاسراف فيها قليل جدا ويمكن معالجته
ومشاريع افطار الصائم يتم فيها تصحيح للعقيدة وتلاوة القران وتعليم فقه العبادات واسلام كافر ولله الحمد
ومن يدعي ان الناس ينفقون على هذه المشاريع وينسون اقاربهم وجيرانهم ويتركون السجناء المعسرين وغير ذلك من المحتاجين فهنا يمكن بأن ينفق المسلم على افطار الصائم ويطعم اقاربه وجيرانه ويساعد المديونين وينفق في جميع المشاريع الخيريه فيزداد خير وصلة واجرا وبرا من غير تعطيل واحداً من هذه المشاريع الخيريه
فأنفقوا ينفق الله عليكم ولا تحرموا انفسكم خيرات هذا الاجر الذي لايأتي في السنة الا مره واحده وفيه اجر عظيم كما قال صلى الله عليه وسلم ( مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا )
اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم وفقنا للعمل الصالح الذي يرضيك عنا
اللهم اعز الاسلام والمسلمين
اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا
وصلى الله وسلم على نبينا محمد