ملتقى قبيلة حرب الرسمي

ملتقى قبيلة حرب الرسمي (http://www.m-harb.net/vb/index.php)
-   ملتقى المقتطفات الشعريه والشعر الفصيح والزواميل واالقصائد المنقولة (http://www.m-harb.net/vb/forumdisplay.php?f=99)
-   -   في ذكرى رحيل صديق الطفوله المحامي مصطفي أحمد خضر المحاميد (http://www.m-harb.net/vb/showthread.php?t=114235)

صلاح محاميد 10-01-12 11:07 PM

في ذكرى رحيل صديق الطفوله المحامي مصطفي أحمد خضر المحاميد
 


4.في ذكرى رحيل صديق الطفوله المحامي مصطفي أحمد خضر:

"ومرةً أخرى حجاره من ألقدس"

يرتبط عنوان هذا المؤلف بالديوان الايطالي " حجاره من القدس " ( تقديم ميلينا ميلاني , فينيتسيا, 1994) ويولد الآن, مع رسومات اولغا روساكوفا ,تكريماً لروح مصطفى احمد خضر.
وهو صديق طفولتي. يفارق الحياة حوالي الساعه الخامسة من عصر التاسع والعشرين من تموز سنة ثماني وتسعين وتسعمئة والف.
حوالي الخامسة من ذلك العصر يُغمى عليه في ميدان بلدنا ام الفحم وبعد احتضار طويل يفقد انفاسة الاخيرة بشكل مأساوي.
في ذات اللحظات ,حوالي الخامسه من ذلك العصر ,تحيي جمعية الزيتونه الثقافيه في بلدة كورتينا الايطاليه, مئوية ميلاد فيديريكو غارسيا لوركا والذي أُعدم رمياً بالرصاص في ميدان غرناطه في الثمانيه والثلاثين من عمره.
حوالي الخامسه من ذلك العصر يتوجب عليّ تشريف الشاعر بقصيده.
لكني لا افعل.
احساسٌ ما يُجّمِد الصوت في حلقي.
ومن حيث لا أدري تعتريني مشاعر هائلة أُحولها ابيات سربيه.
آخر لحظات الليل يصلني الخبر عن صديقي.
يُودع مصطفى عالم الاحياء في الثمانيه والثلاثين من العمر. كان سيبتدأ عمله كمحامي يومين بعد وفاته.
تبدأ صداقتُنا منذ جيل اليفاع, ومنذها يُنمي صديقي ملامح الجنرال لشخصيته. يبدو حازماً وقاس الصفات , صارماً وعنيداً في قراراته.
لم يكتب الشعر, لكني وحيداً يلاحقني الواجب بالحديث حول ارهافة الحسي
وشفافة روحة. أن أُلقي الضوء على ذلك الجانب , كصياد الابيات الاصيلة, والذي كان يخبأة كسّر ,بغيرة متناهية, وكأنة قنديل علاء الدين.
تُشكل الاشعار غذاءاً لروح مصطفى , الطاقه المحركه لشخصه والمُلهمه لاعمالة. هي الضوء الوحيد الذي يلحق ويجري خلفه بقناعه . هي المنبع الصافي الصاقل والساقي لأخلاقه.
يعتاد ,منذ اليفاع, زيارتي كل مساء في الخشه, وهي حجره في ساحة داري جهزتُها للدراسه وإستقبال الأصدقاء. كان يتزود بأربع سجائرلكل لقاء. يستلها من أخوته الاربعه,محمود,أديبه, محمد وجمال, على غفلة منهم.
يهديني نصفها مقابل أبياتٍ أُلقيها له.
في السادس عشرة من جيلنا يُشرفني تنفيذ طلب الجنرال بنسج قصيدة يحتاجها لاغراء صبية يعشقُها. يعُمني الفرح لاحقاً لقصة الغرام التي يعيشها الاثنان .
يصير مصطفى بحراً من الزهو والفرح. يحب ويحلم بحرية أبناء شعبة. تلاحقه قوانين الظلام وفي لجة الليل يأتي العساكر, في السابعة عشر من عمره, ليزجوه في سجن على جبل الكرمل .
من خلف قضبانه يكتب لي طالباً مني قصيده. ابعث له الابيات, يرد علي شاكراً ,مقدراً ومعترفاً بأن الأشعار تحثة على الأمل في سجنه.
في لحظات هيجانِه الوجداني وانفعالاته, حينما تهاجمه الكوابيس , يُروض مصطفى احاسيسه البركانيه متعرجاً على ضفاف الكلام والغناء.
أهديه ثالثةً في الخامس والعشرين من عمرنا , آخر مرة التقيه في تل أبيب . كان يبدو عليه القلق لمستقبله والتضجر من حياة الناس في بلادنا حيث, منذ عقود عديده, يتخبطُ السكان في مستنقع العنصريه, الازمات الاقتصاديه, السياسيه والاجتماعيه.
أُلقي له قصيده ومصطفى يتأبط ابياتها بإصرار. ويُحلِق. يسافر الى المانيا. يدرس بمثابره ويتخرج في كلية الحقوق .
يرجع الى الوطن . يتمم تجهيزاته في اسرائيل , بعد جهدٍ مرير, ليصير محامي.
يريد ان يدافع عن السجناء, أن يناضل من أجل الحريه وأن يساهم ن أجل أن يعم السلام بين البشر.
يستوعب ويستحوذ كامل شبكة القوانين العالميه والمحليه من اجل تحقيق حلمه, رسالته. من اجل ان يسير أمثاله برؤوسٍ مرفوعه. من أجل أن يلتقي, يتفاهم , يتآخى البشر . ان تعم المحبه بين الشعوب . من أجل أن يتحقق العدل.
لكن يد المنيه تفضل توفير طهارة روحه, صمت وانسجام محيط حلمه , زهوَه وجموحَه اللامتناهيين للحياه,حبَه وتفانيه للأخرين.
لا تريد يد المنيه تلطيخ براءة بسمته وذهنة بأساليب التلفيق, المسكنه, التحايل وبمشاعر العجز التي تصيب مدققي ومنفذي العدل في هذا الوقت . هذا الوقت وقد مر عصر ,حيث في بلاد مصطفى , ألارض التي أنجبت المحبة وللجميع , في ألارض المقدسة , تُفرض وتسود بين سكانها , حتى ألآن , قِيمٌ تلفه ودنسه في المنظار الانساني.
وداعه المبكر ليس الا استنكاراً , الحركة التي تستنطق محبي الحياة الكريمه. ولي بالذات دعوةً وحثاً لإلقاء الاشعار. لأن اسدد ديني لفديريكو غارسيا لوركا.
لقد شاءت مملكة الشعر , حوالي الخامسه من ذلك العصر, حجز الابيات المكتوبه للشاعر الاندلسي, لاهديها للصديق مصطفى
حوالي الخامسه من ذلك العصر
بصقَ مصطفى
في وجه العالم كله
حوالي الخامسه من ذلك العصر
ذلك الذي كان يستل السجائر
من أُخوته الكبار
يهديني نصفها
مقابل الاشعار
تقيأ القوانين المفروضة
عليه
من حكام العالم
تبولَ عهر الخُدام
الرابض على صدره

حوالي الخامسه من ذلك العصر
احتفل مصطفى بأصالة
قوانين حبِهِ
صفو احلامه
صِدقَ فرحِه
حوالي الخامسه من ذلك العصر
فجّر مصطفى ضحكته
المجلجله
حينماأغلقوا عينيه
ارجعوه الى بطن أمه
غطوة بتراب ارضة المقدسه
يصير غيابُه حضوراً شفافاً يفرض جمالاً ابدياً, اشارةً واثقه الى اشعاعات ودفء الكلام والاشعارْ.
يولدُ هذا الديوان مع رسومات اولغا روساكوفا ,وهذه شخصيتها رمزٌ للشجاعه.
نصير اصدقاء حيث نتعارف ,زمن الشيوعيه, في قاعات المدرسه الحزبيه في موسكو سابقا, معهد غورباتشوف حاليا, حيث تدير الجانب الفني .
حينها كان السياسيون يجهزون البيريسترويكا وكانت اولغا تظهر بعقليه صافيه وطليقه, ومن حين للآخر كانت تُشجع القادة على التغيير والانفتاح. تتوثق صداقتنا حول مهمة الشعر والرسم, النضال من أجل الحريه,السلام , الاخوه والعدل.
وبفضل هذه القيم أُقنع اولغا ,مغرياً اياها بقصيده, لعرض فنها في كورتينا سنة الثلاثه والتسعين.
قدّمت جمعية الزيتونه الفنانه الروسيه مؤكدةً بأن البيريسترويكا هي التغيير في القيم والاخلاقيات في العقليه البشريه. ليست انتصاراً لجانب وهزيمة آخر في الصراع , إنما انتصار أجمل وأسمى قيمه لدى الانسان, التعارف بالكلام الفن. فالشعوب خُلقت لتتعارف وليس لتتقاتل. وأتفقنا على أنه يجب على لغة الفنون ان تكون القيمه السائده في مجتمع المستقبل. تشاكرنا وودعتني ومنذها لا أعرف عنها شيئاً سوى أنه تكفيني ذكرى زيارتها والقليل من اللوحات.
يظهر في رسوماتها احاسيس المرحله الانتقاليه التاريخية , وأهداف شعوب بلادها. تُجسد في الوانها وخطوطها مشاعر الاخوه, النضال من أجل السلام ومن أجل العدل , الشجاعه من أجل التغيير والمحبه بين البشر.
تلك المحبه التي غنّاها فيديريكو غارسيا لوركا , هي ذاتها التي ناضل ومن أجلها ودّعنا مصطفى دون ان يطلب مني قصيده.
أُقدم هذه الباقة من ألأشعار لكل من يحب ومن أجل المحبه.


أغسطس 1998

دانة الخليج 13-01-12 10:12 AM

تُشكل الاشعار غذاءاً لروح مصطفى , الطاقه المحركه لشخصه والمُلهمه لاعمالة.
هي الضوء الوحيد الذي يلحق ويجري خلفه بقناعه .
هي المنبع الصافي الصاقل والساقي لأخلاقه
.


صدقت..
فالأشعار تشكل غذاء لروح كل من يتذوقها ويعيشها
وهي متنفس للروح حال فرحها وحزنها

بارك الله فيك..

دمت مبدعا

محسن الوهبي 15-01-12 03:22 AM



المرحوم ... مصطفى خضر

بهذه الابيات ... رثاك صديقك الحربي صلاح



حوالي الخامسه من ذلك العصر
بصقَ مصطفى
في وجه العالم كله
حوالي الخامسه من ذلك العصر
ذلك الذي كان يستل السجائر
من أُخوته الكبار
يهديني نصفها
مقابل الاشعار
تقيأ القوانين المفروضة
عليه
من حكام العالم
تبولَ عهر الخُدام
الرابض على صدره

حوالي الخامسه من ذلك العصر
احتفل مصطفى بأصالة
قوانين حبِهِ
صفو احلامه
صِدقَ فرحِه
حوالي الخامسه من ذلك العصر
فجّر مصطفى ضحكته
المجلجله
حينماأغلقوا عينيه
ارجعوه الى بطن أمه
غطوة بتراب ارضة المقدسه
يصير غيابُه حضوراً شفافاً يفرض جمالاً ابدياً, اشارةً واثقه الى اشعاعات ودفء الكلام والاشعارْ



الدكتور . صلاح . ابا ضياء

يالك من وفي ايها الحربي

لم تنخر تلك السجائر صداقتكما

ولم تنسى تلك الايام ايها الوفي

رحم الله مصطفى واطال الله في عمرك


هم كذلك الاوفياء والنبلاء

وانت منهم ابا ضياء

صلاح محاميد 15-01-12 01:12 PM

نعم يا أبا راكان

فحاضرتا إمتداد لماضينا

جذورتا عميقة

ومعالم مستقبلنا

تنسجم مع نشاطنا الحاضر

ووالله نزور ضرائح حربيي فلسطين سوية



الساعة الآن 12:28 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi