ملتقى قبيلة حرب الرسمي

ملتقى قبيلة حرب الرسمي (http://www.m-harb.net/vb/index.php)
-   الـــمـــلـــتـــقـــى الــــــــــعــــــــام (http://www.m-harb.net/vb/forumdisplay.php?f=47)
-   -   الشيخ محمد متولى الشعراوى (http://www.m-harb.net/vb/showthread.php?t=7836)

أمة الله 07-01-07 09:55 PM

الشيخ محمد متولى الشعراوى
 
الشيخ محمد متولى الشعراوى



الشيخ الشعراوي

عرف بأسلوبه العذب البسيط في تفسير القرآن، وكان تركيزه على النقاط الإيمانية في تفسيره جعله يقترب من قلوب الناس، وبخاصة وأن أسلوبه يناسب جميع المستويات والثقافات.

إنه الشيخ محمد متولي الشعراوي أشهر من فسر القرآن في عصرنا.


--------------------------------------------------------------------------------

مولده وتعليمه

ولد فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي في 5 أبريل عام 1911 م بقرية دقادوس مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية وحفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره.

في عام 1926 م التحق الشيخ الشعراوي بمعهد الزقازيق الابتدائي الأزهري، وأظهر نبوغاً منذ الصغر في حفظه للشعر والمأثور من القول والحكم، ثم حصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية سنة 1923م، ودخل المعهد الثانوي، وزاد اهتمامه بالشعر والأدب، و حظى بمكانة خاصة بين زملائه، فاختاروه رئيسًا لاتحاد الطلبة، ورئيسًا لجمعية الأدباء بالزقازيق، وكان معه في ذلك الوقت الدكتور محمد عبد المنعم خفاجى، والشاعر طاهر أبو فاشا، والأستاذ خالد محمد خالد والدكتور أحمد هيكل والدكتور حسن جاد، وكانوا يعرضون عليه ما يكتبون.

وكانت نقطة تحول في حياة الشيخ الشعراوي، عندما أراد له والده إلحاقه بالأزهر الشريف بالقاهرة، وكان الشيخ الشعراوي يود أن يبقى مع إخوته لزراعة الأرض، ولكن إصرار الوالد دفعه لاصطحابه إلى القاهرة، ودفع المصروفات وتجهيز المكان للسكن.

فما كان من الشيخ إلا أن اشترط على والده أن يشتري له كميات من أمهات الكتب في التراث واللغة وعلوم القرآن والتفاسير وكتب الحديث النبوي الشريف، كنوع من التعجيز حتى يرضى والده بعودته إلى القرية.

لكن والده فطن إلى تلك الحيلة، واشترى له كل ما طلب قائلاً له: أنا أعلم يا بني أن جميع هذه الكتب ليست مقررة عليك، ولكني آثرت شراءها لتزويدك بها كي تنهل من العلم.

فما كان أمام الشيخ إلا أن يطيع والده، ويتحدى رغبته في العودة إلى القرية، فأخذ يغترف من العلم، ويلتهم منه كل ما تقع عليه عيناه.

والتحق الشعراوي بكلية اللغة العربية سنة 1937م، وانشغل بالحركة الوطنية والحركة الأزهرية، فثورة سنة 1919م اندلعت من الأزهر الشريف، ومن الأزهر خرجت المنشورات التي تعبر عن سخط المصريين ضد الإنجليز المحتلين. ولم يكن معهد الزقازيق بعيدًا عن قلعة الأزهر الشامخة في القاهرة، فكان الشيخ يزحف هو وزملائه إلى ساحات الأزهر وأروقته، ويلقى بالخطب مما عرضه للاعتقال أكثر من مرة، وكان وقتها رئيسًا لاتحاد الطلبة سنة 1934م.


--------------------------------------------------------------------------------

التدرج الوظيفي

تخرج الشيخ عام 1940 م، وحصل على العالمية مع إجازة التدريس عام 1943م.

بعد تخرجه عين الشعراوي في المعهد الديني بطنطا، ثم انتقل بعد ذلك إلى المعهد الديني بالزقازيق ثم المعهد الديني بالإسكندرية وبعد فترة خبرة طويلة انتقل الشيخ الشعراوي إلى العمل في السعودية عام 1950 ليعمل أستاذًا للشريعة بجامعة أم القرى.

ولقد اضطر الشيخ الشعراوي أن يدرِّس مادة العقائد رغم تخصصه أصلاً في اللغة وهذا في حد ذاته يشكل صعوبة كبيرة إلا أن الشيخ الشعراوي استطاع أن يثبت تفوقه في تدريس هذه المادة لدرجة كبيرة لاقت استحسان وتقدير الجميع. وفي عام 1963 حدث الخلاف بين الرئيس جمال عبد الناصر وبين الملك سعود. وعلى أثر ذلك منع الرئيس عبد الناصر الشيخ الشعراوي من العودة ثانية إلى السعودية وعين في القاهرة مديرًا لمكتب شيخ الأزهر الشريف الشيخ حسن مأمون. ثم سافر بعد ذلك الشيخ الشعراوي إلى الجزائر رئيسًا لبعثة الأزهر هناك ومكث بالجزائر حوالي سبع سنوات قضاها في التدريس وأثناء وجوده في الجزائر حدثت نكسة يونيو 1967، وقد تألم الشيخ الشعراوي كثيرًا لأقسى الهزائم العسكرية التي منيت بها مصر والأمة العربية وحين عاد الشيخ الشعراوي إلى القاهرة وعين مديرًا لأوقاف محافظة الغربية فترة، ثم وكيلا للدعوة والفكر، ثم وكيلاً للأزهر ثم عاد ثانية إلى المملكة العربية السعودية، حيث قام بالتدريس في جامعة الملك عبد العزيز.

وفي نوفمبر 1976م اختار السيد ممدوح سالم رئيس الوزراء آنذاك أعضاء وزارته، وأسند إلى الشيخ الشعراوي وزارة الأوقاف وشئون الأزهر. فظل الشعراوي في الوزارة حتى أكتوبر عام 1978م.

وبعد أن ترك بصمة طيبة على جبين الحياة الاقتصادية في مصر، فهو أول من أصدر قرارًا وزاريًا بإنشاء أول بنك إسلامي في مصر وهو (بنك فيصل) حيث إن هذا من اختصاصات وزير الاقتصاد أو المالية (د. حامد السايح في هذه الفترة)، الذي فوضه، ووافقه مجلس الشعب على ذلك.

وقال في ذلك: إنني راعيت وجه الله فيه ولم أجعل في بالي أحدًا لأنني علمت بحكم تجاربي في الحياة أن أي موضوع يفشل فيه الإنسان أو تفشل فيه الجماعة هو الموضوع الذي يدخل هوى الشخص أو أهواء الجماعات فيه. أما إذا كانوا جميعًا صادرين عن هوى الحق وعن مراده، فلا يمكن أبدًا أن يهزموا، وحين تدخل أهواء الناس أو الأشخاص، على غير مراد الله، تتخلى يد الله.

وفي سنة 1987م اختير فضيلته عضواً بمجمع اللغة العربية (مجمع الخالدين). وقرَّظه زملاؤه بما يليق به من كلمات، وجاء انضمامه بعد حصوله على أغلبية الأصوات (40عضوًا). وقال يومها: ما أسعدني بهذا اللقاء، الذي فرحت به فرحًا على حلقات: فرحت به ترشيحًا لي، وفرحت به ترجيحًا لي، وفرحت به استقبالاً لي، لأنه تكريم نشأ عن إلحاق لا عن لحوق، والإلحاق استدعاء، أدعو الله بدعاء نبيه محمد صلى الله عليه وسلم: اللهم إني أستعيذك من كل عمل أردت به وجهك مخالطاً فيه غيرك. فحين رشحت من هذا المجمع آمنت بعد ذلك أننا في خير دائم، وأننا لن نخلو من الخير ما دام فينا كتاب الله، سألني البعض: هل قبلت الانضمام إلى مجمع الخالدين، وهل كتب الخلود لأحد؟ وكان ردي: إن الخلود نسبي، وهذا المجمع مكلف بالعربية، واللغة العربية للقرآن، فالمجمع للقرآن، وسيخلد المجمع بخلود القرآن.


--------------------------------------------------------------------------------

أسرة الشعراوي

تزوج الشيخ الشعراوي وهو في الابتدائية بناء على رغبة والده الذي اختار له زوجته، ووافق الشيخ على اختياره، وكان اختيارًا طيبًا لم يتعبه في حياته، وأنجب الشعراوي ثلاثة أولاد وبنتين، الأولاد: سامي وعبد الرحيم وأحمد، والبنتان فاطمة وصالحة. وكان الشيخ يرى أن أول عوامل نجاح الزواج هو الاختيار والقبول من الطرفين. وعن تربية أولاده يقول: أهم شيء في التربية هو القدوة، فإن وجدت القدوة الصالحة سيأخذها الطفل تقليدًا، وأي حركة عن سلوك سيئ يمكن أن تهدم الكثير.

فالطفل يجب أن يرى جيدًا، وهناك فرق بين أن يتعلم الطفل وأن تربي فيه مقومات الحياة، فالطفل إذا ما تحركت ملكاته وتهيأت للاستقبال والوعي بما حوله، أي إذا ما تهيأت أذنه للسمع، وعيناه للرؤية، وأنفه للشم، وأنامله للمس، فيجب أن نراعي كل ملكاته بسلوكنا المؤدب معه وأمامه، فنصون أذنه عن كل لفظ قبيح، ونصون عينه عن كل مشهد قبيح.

وإذا أردنا أن نربي أولادنا تربية إسلامية، فإن علينا أن نطبق تعاليم الإسلام في أداء الواجبات، وإتقان العمل، وأن نذهب للصلاة في مواقيتها، وحين نبدأ الأكل نبدأ باسم الله، وحين ننتهي منه نقول: الحمد لله.. فإذا رآنا الطفل ونحن نفعل ذلك فسوف يفعله هو الآخر حتى وإن لم نتحدث إليه في هذه الأمور، فالفعل أهم من الكلام.


--------------------------------------------------------------------------------

الجوائز التي حصل عليها


منح الإمام الشعراوي وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى لمناسبة بلوغه سن التقاعد في 15/4/1976 م قبل تعيينه وزيرًا للأوقاف وشئون الأزهر.

ومنح وسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام 1983م وعام 1988م، ووسام في يوم الدعاة.

حصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعتي المنصورة والمنوفية.

اختارته رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة عضوًا بالهيئة التأسيسية لمؤتمر الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية، الذي تنظمه الرابطة، وعهدت إليه بترشيح من يراهم من المحكمين في مختلف التخصصات الشرعية والعلمية، لتقويم الأبحاث الواردة إلى المؤتمر.

أعدت حوله عدة رسائل جامعية منها رسالة ماجستير عنه بجامعة المنيا ـ كلية التربية ـ قسم أصول التربية، وقد تناولت الرسالة الاستفادة من الآراء التربوية لفضيلة الشيخ الشعراوي في تطوير أساليب التربية المعاصرة في مصر.

جعلته محافظة الدقهلية شخصية المهرجان الثقافي لعام 1989م والذي تعقده كل عام لتكريم أحد أبنائها البارزين، وأعلنت المحافظة عن مسابقة لنيل جوائز تقديرية وتشجيعية، عن حياته وأعماله ودوره في الدعوة الإسلامية محليًا، ودوليًا، ورصدت لها جوائز مالية ضخمة.


--------------------------------------------------------------------------------

مؤلفات الشيخ الشعراوي


للشيخ الشعراوي عدد من المؤلفات، قام عدد من محبيه بجمعها وإعدادها للنشر، وأشهر هذه المؤلفات وأعظمها تفسير الشعراوي للقرآن الكريم، ومن هذه المؤلفات:

الإسراء والمعراج.

أسرار بسم الله الرحمن الرحيم.

الإسلام والفكر المعاصر.

الإسلام والمرأة، عقيدة ومنهج.

الشورى والتشريع في الإسلام.

الصلاة وأركان الإسلام.

الطريق إلى الله.

الفتاوى.

لبيك اللهم لبيك.

100 سؤال وجواب في الفقه الإسلامي.

المرأة كما أرادها الله.

معجزة القرآن.

من فيض القرآن.

نظرات في القرآن.

على مائدة الفكر الإسلامي.

القضاء والقدر.

هذا هو الإسلام.

المنتخب في تفسير القرآن الكريم.


--------------------------------------------------------------------------------

الشاعر

عشق الشيخ الشعراوي ـ رحمه الله ـ اللغة العربية، وعرف ببلاغة كلماته مع بساطة في الأسلوب، وجمال في التعبير، ولقد كان للشيخ باع طويل مع الشعر، فكان شاعرا يجيد التعبير بالشعر في المواقف المختلفة، وخاصة في التعبير عن آمال الأمة أيام شبابه، عندما كان يشارك في العمل الوطني بالكلمات القوية المعبرة، وكان الشيخ يستخدم الشعر أيضاً في تفسير القرآن الكريم، وتوضيح معاني الآيات، وعندما يتذكر الشيخ الشعر كان يقول "عرفوني شاعراً"

وعن منهجه في الشعر يقول: حرصت على أن أتجه في قصائدي إلى المعنى المباشر من أقصر طريق.. بغير أن أحوم حوله طويلا.. لأن هذا يكون الأقرب في الوصول إلى أعماق القلوب. خاصة إذا ما عبرت الكلمات بسيطة وواضحة في غير نقص. وربما هذا مع مخاطبتي للعقل هو ما يغلب على أحاديثي الآن للناس.

يقول في قصيدة بعنوان "موكب النور":

أريحي السمــاح والإيثـار*****لك إرث يا طيبة الأنـوار

وجلال الجمال فيـك عريق*****لا حرمنا ما فيه من أسـرار

تجتلي عندك البصائر معنى*****فوق طوق العيون والأبصار


--------------------------------------------------------------------------------

الشعر ومعاني الآيات


ويتحدث إمام الدعاة فضيلة الشيخ الشعراوي في مذكراته التي نشرتها صحيفة الأهرام عن تسابق أعضاء جمعية الأدباء في تحويل معاني الآيات القرآنية إلى قصائد شعر. كان من بينها ما أعجب بها رفقاء الشيخ الشعراوي أشد الإعجاب إلى حد طبعها على نفقتهم وتوزيعها. يقول إمام الدعاة ومن أبيات الشعر التي اعتز بها، ما قلته في تلك الآونة في معنى الرزق ورؤية الناس له. فقد قلت:

تحرى إلى الرزق أسبابه

فإنـك تجـهل عنـوانه

ورزقـك يعرف عنوانك

وعندما سمع سيدنا الشيخ الذي كان يدرس لنا التفسير هذه الأبيات قال لي: يا ولد هذه لها قصة عندنا في الأدب. فسألته: ما هي القصة: فقال: قصة شخص اسمه عروة بن أذينة.. وكان شاعرا بالمدينة وضاقت به الحال، فتذكر صداقته مع هشام بن عبد الملك.. أيام أن كان أمير المدينة قبل أن يصبح الخليفة. فذهب إلى الشام ليعرض تأزم حالته عليه لعله يجد فرجا لكربه. ولما وصل إليه استأذن على هشام ودخل. فسأله هشام كيف حالك يا عروة؟. فرد: والله إن الحال قد ضاقت بي.. فقال لي هشام: ألست أنت القائل:

لقد علمت وما الإشراق من خلقي***إن الذي هـو رزقي سوف يأتيني

واستطرد هشام متسائلا: فما الذي جعلك تأتي إلى الشام وتطلب مني.. فأحرج عروة الذي قال لهشام: جزاك الله عني خيرا يا أمير المؤمنين.. لقد ذكرت مني ناسيا، ونبهت مني غافلا.. ثم خرج..

وبعدها غضب هشام من نفسه لأنه رد عروة مكسور الخاطر.. وطلب القائم على خزائن بيت المال وأعد لعروة هدية كبيرة وحملوها على الجمال.. وقام بها حراس ليلحقوا بعروة في الطريق.. وكلما وصلوا إلى مرحلة يقال لهم: كان هنا ومضى. وتكرر ذلك مع كل المراحل إلى أن وصل الحراس إلى المدينة.. فطرق قائد الركب الباب وفتح له عروة.. وقال له: أنا رسول أمير المؤمنين هشام.. فرد عروة: وماذا أفعل لرسول أمير المؤمنين وقد ردني وفعل بي ما قد عرفتم ؟..

فقال قائد الحراس: تمهل يا أخي.. إن أمير المؤمنين أراد أن يتحفك بهدايا ثمينة وخاف أن تخرج وحدك بها.. فتطاردك اللصوص، فتركك تعود إلى المدينة وأرسل إليك الهدايا معنا.. ورد عروة: سوف أقبلها ولكن قل لأمير المؤمنين لقد قلت بيتا ونسيت الآخر.. فسأله قائد الحراس:

ما هو ؟.. فقال عروة:

أسعى له فيعييني تطلبه *** ولو قعدت أتاني يعينني


وهذا يدلك ـ فيما يضيفه إمام الدعاة ـ على حرص أساتذتنا على أن ينمو في كل إنسان موهبته، ويمدوه بوقود التفوق.


--------------------------------------------------------------------------------

مواقف وطنية

ويروي إمام الدعاة الشيخ الشعراوي في مذكراته وقائع متفرقة الرابط بينها أبيات من الشعر طلبت منه وقالها في مناسبات متنوعة.. وخرج من كل مناسبة كما هي عادته بدرس مستفاد ومنها مواقف وطنية.

يقول الشيخ: و أتذكر حكاية كوبري عباس الذي فتح على الطلاب من عنصري الأمة وألقوا بأنفسهم في مياه النيل شاهد الوطنية الخالد لأبناء مصر. فقد حدث أن أرادت الجامعة إقامة حفل تأبين لشهداء الحادث ولكن الحكومة رفضت.. فاتفق إبراهيم نور الدين رئيس لجنة الوفد بالزقازيق مع محمود ثابت رئيس الجامعة المصرية على أن تقام حفلة التأبين في أية مدينة بالأقاليم. ولا يهم أن تقام بالقاهرة.. ولكن لأن الحكومة كان واضحا إصرارها على الرفض لأي حفل تأبين فكان لابد من التحايل على الموقف.. وكان بطل هذا التحايل عضو لجنة الوفد بالزقازيق حمدي المرغاوي الذي ادعى وفاة جدته وأخذت النساء تبكي وتصرخ.. وفي المساء أقام سرادقا للعزاء وتجمع فيه المئات وظنت الحكومة لأول وهلة أنه حقا عزاء.. ولكن بعد توافد الأعداد الكبيرة بعد ذلك فطنت لحقيقة الأمر.. بعد أن أفلت زمام الموقف وكان أي تصد للجماهير يعني الاصطدام بها.. فتركت الحكومة اللعبة تمر على ضيق منها.. ولكنها تدخلت في عدد الكلمات التي تلقى لكيلا تزيد للشخص الواحد على خمس دقائق.. وفي كلمتي بصفتي رئيس اتحاد الطلبة قلت: شباب مات لتحيا أمته وقبر لتنشر رايته وقدم روحه للحتف والمكان قربانا لحريته ونهر الاستقلال.. ولأول مرة يصفق الجمهور في حفل تأبين. وتنازل لي أصحاب الكلمة من بعدي عن المدد المخصصة لهم.. لكي ألقى قصيدتي التي أعددتها لتأبين الشهداء البررة والتي قلت في مطلعها:

نــداء يابني وطني نــداء ***** دم الشهداء يذكره الشبــاب

وهل نسلوا الضحايا والضحايا ***** بهم قد عز في مصر المصاب

شبـــاب برَّ لم يفْرِق.. وأدى ***** رسالته، وها هي ذي تجاب

فلـم يجبن ولم يبخل وأرغى ***** وأزبد لا تزعزعـــه الحراب

وقــــدم روحه للحق مهرًا ***** ومن دمه المراق بدا الخضاب

وآثر أن يمــــوت شهيد مصر***** لتحيا مصر مركزها مهاب


--------------------------------------------------------------------------------

مع الشعراء

وللشيخ الشعراوي ذكريات مع الشعراء والأدباء، شهدت معارك أدبية ساخنة، وكان للشيخ فيها مواقف لا تنسى.

يقول الشيخ: حدث أيام الجماعة الأدبية التي كنت أرأسها حوالي عام 1928.. والتي كانت تضم معي أصدقاء العمر الدكتور محمد عبد المنعم خفاجي ـ أطال الله عمره ـ والمرحوم محمد فهمي عبد اللطيف وكامل أبو العينين وعبد الرحمن عثمان رحمه الله.. حدث أن كانوا على صلة صداقة مع شاعر مشهور وقتها بطول اللسان والافتراء على أي إنسان اسمه عبد الحميد الديب، صاحب قصيدة "دع الشكوى وهات الكأس واسكر".. والذي لم يسلم أحد من لسانه.. والذي كان يعيش على هجاء خلق الله إلى أن يمنحوه مالا.. وجاءت ذات ليلة سيرتي أمامه.. وقال له الأصدقاء أعضاء الجماعة الأدبية عن كل ما أقرضته من قصائد شعرية.. فرد وقال: الشيخ الشعراوي شاعر كويس.. ولكن لا يصح أن يوصف بأنه شاعر.. ولما سألوه: لماذا؟.. قال: إن المفترض في شعر الشاعر أن يكون مجودا في كل غرض.. وهو لم يقل شعرا في غرضين بالذات ولما حكوا لي عن هذا الذي قاله الشاعر محجوب عبد الحميد الديب.. قلت لهم: أما أنني لم أقل شعرا في الغزل.. فأرجو أن تبلغوه بأنني أقرضت الشعر في الغزل أيضا.. لكنه غزل متورع.. وانقلوا إليه الأبيات عني.. والتي قلت فيها:

مــن لم يحركه الجمال فناقـص تكوينه*****وسوى خلق الله من يهوي ويسمح دينه

سبحان من خلق الجمال والانهزام لسطوته*****ولهذا يأمرنا بغض الطرف عنه لرحمته

مـن شاء يطلبه فلا إلا بطــهر شريعته*****وبذا يدوم لنـا التمتــع ها هنا وبجنته

وأما عن الهجاء فقلت لأصدقائي: إنني لا أجد موضوعا أتناوله إلا أن أهجو عبد الحميد الديب نفسه.. ولن أشهر به.. ولكن فليأت إلينا.. ويجلس معنا.. وأقول له أنني سوف أهجوك بكذا وكذا.. ثم أخيره بعد ذلك أن يعلن هجائي له أو لا يعلنه.. وقد تحداني وقدم إلى منزلي بباب الخلق وسألني: ما الذي سوف تقوله في عبد الحميد الديب يا ابن الشعراوي؟ فقلت له: والله لن أقول شعري في هجائك لأحد إلى أن تقوله أنت وأنا أقطع بأنك لن تكرر على مسامع الناس هجائي لك.. وبالفعل ما سمعه عبد الحميد الديب مني في هجائه لم يستطع ـ كما توقعت ـ أن يكرره على مسامع أحد.. ولذلك كنت الوحيد من شلة الأدباء الذي سلم من لسانه بعدها. لأنه خاف مني وعلم قوتي في شعر الهجاء أيضا.. ومن هنا ترسخ يقيني بأن التصدي للبطش والقوة لا يكون إلا بامتلاك نفس السلاح.. سلاح القوة ولكن بغير بطش..


--------------------------------------------------------------------------------

أشعار ومناسبات

ويقول الشيخ عن أشعاره في المناسبات المختلفة: كنا في كل مناسبة نعقد ندوات ونلقي بالأشعار، وكان هذا مبعث نهضة أدبية واسعة في زماننا.. كانت معينا لا ينضب لغذاء القلب والعقل والروح لا يفرغ أبدا.. وأذكر من هذه الأيام أن كنا نحيي في قريتنا ذكرى الوفاء الأولى لرحيل حبيب الشعب سعد زغلول. وطلب مني خالي أن أقرض أبياتا في تأبين الزعيم.. فقلت على ما أذكر:

عام مضى وكأنه أعوام*****يا ليته ما كان هذا العام

ويومها قال لي خالي ومن سمعوني: يا آمين.. قلت وأوجزت.. وعبرت.. عما يجيش في صدور الخلق.


--------------------------------------------------------------------------------

قالوا عن الشيخ الشعراوي


فقد العلماء بالموت خسارة إنسانية كبرى، إن الناس يحسون عندئذ أن ضوءا مشعا قد خبا، وأن نورا يهديهم قد احتجب، ولقد كان هذا شيئا قريبا من إحساسنا بموت الشيخ محمد متولي الشعراوي يرحمه الله تبارك وتعالى.

كان أول ظهور له على المستوى العام "في التليفزيون" هو ظهوره في برنامج "نور على نور" للأستاذ أحمد فراج.

وكانت الحلقة الأولى التي قدمها عن حلية رسول الله (صلى الله عليه وسلم).

كانت الحلقة تتحدث عن أخلاق الرسول وشمائله، ورغم أن هذا الموضوع قديم كتب فيه الكاتبون، وتحدث فيه المتحدثون، إلا أن الناس أحسوا أنهما أمام فكر جديد وعرض جديد ومذاق جديد.. لقد أحسوا أنهم يسمعون هذا الكلام لأول مرة.

ولعل هذه كانت أول مزية للشيخ الشعراوي، إن القديم كان يبدو جديدا على لسانه، أيضا أشاعت هذه الحلقة إحساسا في الناس بأن الله يفتح على الشيخ الشعراوي وهو يتحدث، ويلهمه معاني جديدة وأفكارا جديدة.

بعد هذا القبول العام انخرط الشيخ الشعراوي في محاولة لتفسير القرآن وأوقف حياته على هذه المهمة؛ ولأنه أستاذ للغة أساسا كان اقترابه اللغوي من التفسير آية من آيات الله، وبدا هذا التفسير للناس جديدا كل الجدة، رغم قدمه ورغم أن تفسير القرآن قضية تعرض لها آلاف العلماء على امتداد القرون والدهور، إلا أن تفسير الشيخ الشعراوي بدا جديدا ومعاصرا رغم قدمه، وكانت موهبته في الشرح وبيان المعاني قادرة على نقل أعمق الأفكار بأبسط الكلمات.. وكانت هذه موهبته الثانية.

وهكذا تجمعت القلوب حول الرجل وأحاطته بسياج منيع من الحب والتقدير.. وزاد عطاؤه وزاد إعجاب الناس به، ومثل أي شمعة تحترق من طرفيها لتضيء مضي الشيخ الشعراوي في مهمته حتى اختاره الله إلى جواره.. عزاء لنا وللأمة الإسلامية.

"أحمد بهجت"

إن الشيخ الشعراوي عليه رحمة الله كان واحدًا من أعظم الدعاة إلى الإسلام في العصر الذي نعيش فيه. والملكة غير العادية التي جعلته يطلع جمهوره على أسرار جديدة وكثيرة في القرآن الكريم.

وكان ثمرة لثقافته البلاغية التي جعلته يدرك من أسرار الإعجاز البياني للقرآن الكريم ما لم يدركه الكثيرون وكان له حضور في أسلوب الدعوة يشرك معه جمهوره ويوقظ فيه ملكات التلقي. ولقد وصف هو هذا العطاء عندما قال: "إنه فضل جود لا بذل جهد". رحمه الله وعوض أمتنا فيه خيرًا.

د."محمد عمارة"

إن الشيخ الشعراوي قد قدم لدينه ولأمته الإسلامية وللإنسانية كلها أعمالا طيبة تجعله قدوة لغيره في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.

د."محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر"

فقدت الأمة الإسلامية علما من أعلامها كان له أثر كبير في نشر الوعي الإسلامي الصحيح، وبصمات واضحة في تفسير القرآن الكريم بأسلوب فريد جذب إليه الناس من مختلف المستويات الثقافية.

د."محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف"

إن الشعراوي أحد أبرز علماء الأمة الذين جدد الله تعالى دينه على يديهم كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: [إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها].

د."أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر"



إن الفقيد واحد من أفذاذ العلماء في الإسلام قد بذل كل جهد من أجل خدمة الأمة في دينها وأخلاقها.

"الشيخ أحمد كفتارو مفتي سوريا"
إن الجمعية الشرعية تنعى إلى الأمة الإسلامية فقيد الدعوة والدعاة إمام الدعاة إلى الله تعالى، حيث انتقل إلى رحاب ربه آمنا مطمئنا بعد أن أدى رسالته كاملة وبعد أن وجه المسلمين جميعًا في مشارق الأرض ومغاربها إلى ما يصلح شئون حياتهم ويسعدهم في آخرتهم. فرحم الله شيخنا الشعراوي رحمة واسعة وجعله في مصاف النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وجزاه الله عما قدم للإسلام والمسلمين خير الجزاء.

د."فؤاد مخيمر رئيس عام الجمعية الشرعية"
لا شك أن وفاة الإمام الراحل طيب الذكر فضيلة الشيخ الشعراوي تمثل خسارة فادحة للفكر الإسلامي والدعوة الإسلامية والعالم الإسلامي بأسره، فقد كان رحمه الله رمزًا عظيمًا من رموز ذلك كله وخاصة في معرفته الشاملة للإسلام وعلمه المتعمق وصفاء روحه وشفافية نفسه واعتباره قدوة تحتذى في مجال العلم والفكر والدعوة الإسلامية وإن حزننا لا يعادله إلا الابتهال إلى الله بأن يطيب ثراه وأن يجعل الجنة مثواه.

"د. أحمد هيكل وزير الثقافة السابق"
لا ينبغي أن نيأس من رحمة الله والإسلام الذي أفرز الشيخ الشعراوي قادر على أن يمنح هذه الأمة نماذج طيبة وعظيمة ورائعة تقرب على الأقل من الشيخ الشعراوي ومع ذلك نعتبر موته خسارة كبيرة، خسارة تضاف إلى خسائر الأعوام الماضية أمثال أساتذتنا الغزالي وجاد الحق وخالد محمد خالد. وأخشى أن يكون هذا نذير اقتراب يوم القيامة الذي أخبرنا الرسول (صلى الله عليه وسلم) أن من علاماته أن يقبض العلماء الأكفاء الصالحون وأن يبقى الجهال وأنصاف العلماء وأشباههم وأرباعهم فيفتوا بغير علم ويطوعوا دين الله وفقا لضغوط أولياء الأمور ويصبح الدين منقادًا لا قائدًا.

ونسأل الله أن يجنب الأمة شر هذا وأن يخلفها في الشيخ الشعراوي خيرًا.

"د. عبد الحليم عويس أستاذ التاريخ الإسلامي"

ابوفواز النويمي 08-01-07 12:27 AM


بارك الله فيك على الموضوع ...
يعطيك العافيه ... مجهود طيب ....
لا عدمنـــاكـ....
اخيك ابوروان

أمة الله 10-01-07 12:39 AM

با ر ك الله فيك

اخوي ابو روان


على المرور

ابن خيرالله الردادي 17-01-07 07:10 AM

الأخت أمة الله

مشكوره على جهودك الرائعه

بارك الله فيك ويعطيك العافيه

تقبلي اجمل التحايا

ودمتي بخير

أمة الله 17-01-07 07:19 AM


بارك الله فيك
اخوي ابن خير الله الردادي
على المرور

طير شلوى 25-01-07 10:28 AM

الله يـعـطـيـك الـعـافيـــــــــــة

’’ بنت حربية’’ 25-01-07 11:08 AM


@ندى@ 25-01-07 12:31 PM

جزاكي الله خير امة الله


على كل مفيد


تقدمية لناااااااااااااا

ثامر الحربي 25-01-07 01:31 PM

يعطيك العــــــــــافية


و جزاك الله خير

حميدان العوفي 25-01-07 10:48 PM

يعطيك العافية و بارك الله فيك

أمة الله 26-01-07 04:02 PM

بارك الله فيك
اخوي طير شلوى
على المرور

أمة الله 26-01-07 04:07 PM

بارك الله فيك
اختي الغاليه بنت حربية
على المرور

أمة الله 26-01-07 04:12 PM

بارك الله فيك

اختي الغاليه اميرة الورد

على المرور

أمة الله 26-01-07 04:13 PM

بارك الله فيك

اخوي ثامر الحربي

على المرور

أمة الله 26-01-07 04:14 PM

بارك الله فيك
اخوي فارس عوف
على المرور

ريــم 06-02-07 04:28 PM

http://www.alhroob.com/vb/images/threadbag/3losh2.gif

بندر الحربي 08-02-07 01:04 AM




الله يـعـطـيـك الـعـافيـــــــــــة





دمت بخير

أمة الله 09-02-07 10:49 PM

بارك الله فيك

اختي الغاليه ريم

على المرور

أمة الله 09-02-07 10:51 PM


بارك الله فيك
اخوي بندر الحربي
على المرور

نمر 10-02-07 06:02 PM

http://www.alhroob.com/vb/images/threadbag/post07.gif

http://www.alhroob.com/vb/images/threadbag/3losh12.gif

أمة الله 11-02-07 01:34 AM

بارك الله فيك اخوي نمر
و
شكرا على المرور

سحايب حزن 04-03-07 12:07 AM

http://www.alhroob.com/vb/images/threadbag/3losh2.gif

أمة الله 07-03-07 01:49 AM

بارك الله فيك

سحايب حزن

على المرور

الحب الباقي 20-04-07 04:08 AM

بارك الله فيك اختي القديرة

أمة الله 20-04-07 04:41 AM

بارك الله فيك

اخوي الحب الباقي

على المرور

وحيد الجزيرة 30-04-07 03:22 AM

بارك الله فيك والله يعطيك العافيه يا أمة الله...

أمة الله 30-04-07 04:26 PM

شكرا لك اخوي المسافر راح
و
بارك الله فيك
على المرور

بنت القبيله 05-05-07 02:35 PM

http://www.alhroob.com/vb/images/threadbag/post07.gif

http://www.alhroob.com/vb/images/threadbag/3losh12.gif

أمة الله 05-05-07 08:15 PM

بارك الله فيك

اختي بنت القبيله

على المرور

فهد ابن غانم 07-05-07 06:55 AM

يعطيك العافية و بارك الله فيك

المحايد 08-05-07 10:25 PM

الطامات التي أتى بها الشعراوي
_______________________
لفضيلة الشيخ العلامة الوالد:
أبي عبد الرحمن فالح بن نافع بن فلاح الحربي
-حفظه الباري ونفع به-









بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله و على آله و أصحابه ومن استن بسنته واهتدى بهداه إلى يوم الدين.
أيها الإخوة؛ أحببتُ أن تسمعواُ جميعاً، وأن يسمع هذا الكلام الذي أقوله كل مسلم لو أمكن أن يبلغهُ ذلك، لأنه كلامٌ من أجل نُصرة هذه العقيدة، ونُصرتُهاَ إنما يكونوا في الولاءِ عليها، والبراء ممن عليها منه خطر، أو ممن أفسد هذهِ العقيدة على أهلهاَ، وخُصوصاً إذا كان ذلكُم الضال مُعظماً ولهُ مُؤَيِدُونَ، وانخدعَ النَّاسُ بمنطقهِ وبَهرجةِ كلامهِ، وأخطر من ذلكَ إذا خدمتهُ الإعلام، وهذا كُلُهُ صارَ لرجُلٍ قُلتُ عنه في مَعرِضِ كلامٍ ليِ و ربما سمعتموه بأنهُ: (وَثَنِي)، وأزيدُ هنا فأقُولُ: ( وَثَنِيٌ طاغُوت)، ألا وهُوَ: ( مُحَمَّدٌ مُتَوَليِ الشَّعْرَاوِي الصُوفِي )، الذي يقُول عن طريقتهِ بأنها الطريقةُ البازية! ويقُولُ ابنه أنهم من مضيق الشعراوي -أو يزعُم- في هذه البلاد، هذا الرجل الذي لا أظنُ أن أحداً لم يسمع به أو يسمع له، وكان وزيراً سابقاً دولتهِ، وقد عمل في هذهِ البلاد سنين، وظَهَرَ مذهبه الفاسد، وتَصَوُّفهُ، وشِركِيَّاتُهُ، و وَثَنِيَّتُهُ، فتكلم العُلماء، وناقشهُ العُلماء، أعني عُلماء التوحيد والعقيدة في هذه البلاد، فأصرَّ على عقيدتهِ الوثنية، واستمر على طاغوتيته، ولمَّا تقدمَ به العُمر دعا إلى عبادة نفسهِ، وبدأ هذه العبادة أو هذه الدعوة إلى عبادته، لمَّا انتهى تعاقُدُهُ وجاءَ كما يقُول إلى القبر النبوي، جاء إلى القبر النبوي هو وزميلهُ (إبراهيم برجيسي)، وكان إذا عطَّلَ هو و زميلهُ وبدأَ الإجازة- حسب قوله بلسانه-يذهبانِ إلى القبرِ النبوي، يأتيانِ من مكَّة إلى القبر النبوي، قال فأخذتني سِنَةٌ بعد الزيارة عند القبر، فرأيتُ رسول الله صلى الله عليه و سلم -كذباً رأى شيطاناً أو ما رأى شيئاً- وإذا به يقول: ( إنَّ لنا عندكُم باباً عظيماً اسمهُ الحُسين)، قال: فاستيقضتُ، وقُلتُ لسيد برجيسي( إبراهيم برجيسي): سوفَ لا نرجِع إلى السُعودية، فقال: كيفَ علِمت، كيفَ علِمتَ ذلكَ؟، قال: جاءني هاتِف، وعرَفتُ أنَّ مقامي عندَ الحُسين، يقُول: فذهبنا فكَان الخلاف أيام الملك سُعُود ولم نرجع، صار الخلاف بينهُ وبين الحُكومة المصرية فلم نرجع، وتعيَّنتُ مُديراً لمكتب رئيس الجامع الأزهر، أو مدير الجامع الأزهر، قال: وكُنتُ في قريتي أستأجِرُ -ولا أدري لعل التعيين ليس في هذا لأن هذا في سياق كلامه، وإنما التعيين الذي يُشيرُ إليه كان قديم- قال: وما لي سكن، وكُنتُ أسكُنُ في قريتي
( دقادوس) بجنيهين في الشهر-هذا قديماً-وكان الإيجارُ مرتفعاً، -ولعله أيضاً حينما رجع في ذاك الوقت، لأنه لما رجع إلى السعودية ذكر معه من المال والريالات و الفضة كذا وكذا، ولكنه يُريد أن يُوَفِر، لأنه ذكر أن راتبه ظل واحد وخمسين جنيه في الأزهر، والإيجار بخمسة عشر جُنيه، مٌرتفع الإيجار، بقريته بجنيهين، هنا بخمسة عشر جنيه، ما استطاع تحمله وراتبه محدود كما ذكرت- قال: ولكن مقامي عند الحُسين ، لا أُريد أن أسكُن إلاَّ عند الحُسين، فبحثتُ ولم أجد، وكانت العمارات في حي الحُسين الأوقاف، أوقاف القبر كانت كُلها مشغولة، قال : فقلتُ لا أسكُن إلاَّ عند الحسين،-لأن مقامه عند الحسين كما يقُول- ففي اليوم الثاني، وإذا بهم يقولون إحدى العمارات الآن انتهت وتعالى يا شيخ واختر ما شئت منها والشقة التي تُريد،-يعني أن الحُسين أوجد له السكن، ولعلكم تُدركون وأنتم أبناء التوحيد أن هذا هو رجاء السِّر وخوف السِّر- أوجد العمارة ولكن الإيجار بخمسة عشر جنيه، فاستأجر الشقة وكانت تُطلُ على ميدان الحُسين، فذهبت ابنتهُ فاطمة تُركبُ لستارة التي تُطلُ من جهة ميدان الحُسين، فلم ترضى الستارة أن تركب، كُلما تريد أن تركبها تسقط، يقول: فجاءت إلي وقالت: يا أبتِ هذه الستارة ما ترضى أن تركب، وأنا خلاص ما حركبها، يقُول: لماذا يا فاطمة؟، قالت: لأن سيدنا الحُسين لا يُريد أن تكون بيننا و بينهُ ستارة، يقول: فقلتُ: صدقتِ... صدقتِ... صدقتِ... يا فاطمة، يقول: فتحيرتُ من ارتفاع الإيجار، فتطهرتُ ولبستُ أحسن ما أملك، وذهبتُ إلى القبر فصليتُ ودعوةُ الله!، وإذا بالمسئول عن الأوقاف و العمارات يأتي ويقُول:يا سيدي الشيخ صار الإيجار تسعة جنيهات بس والله، يقول: فحمدتُ الله، ثم بعد ذلك توالت المسائل من سيدنا الحُسين، ولو أننا استمرينا لقال عنا بعض الناس مجاذيب، -يعني مجانين أو ناس ما لها عُقُول، يعني أهل التوحيد في هذه البلاد الذين كانوا يُناقشونه، يُعرضُ بهم و يغمز، ويقول في مكان آخر: ولكنهم لا يُدركون ما يُدركه غيرهم، -حدثني ربي عن قلبي العلم اللَّدُني عند الصُوفية -، يقول: وأنا كُنتُ أدرس في الأزهر، -بل قبل ذلك-كنتُ وأنا صغير ذهبتُ لأتيَ بالمقاضي أو بالزوادة من السُوق، وأعطاني والدي قُفةً و ريال جنيه فضة، -في ذلك الوقت ما هنالك ورق، ريالات فضة أو جنيهات ذهب- يقول: فذهبت في القطار وأنا في الطريق ضاع ريال الفضة، فقلت: سيدي البدوي ما يأخذ شيء إلا نديه.
-وهي أمور دقائق قد لا يعرفها أبناء التوحيد، خُصُوصاً الذين ضحك عليهم الحركيين وأبعدوهم عن توحيدهم وإيمانهم والولاء و البراء عليه، ولذلك فهم يرقصون لهذا الوثني وهذا الطاغُوت الآن، وستسمعُون ما تشيب له الرؤوس، وهو بكلامه بلفظه، فهو لا يكتُب بل يتكلم ويُفرغ كلامهُ نصاً، وذُو بلاغة!-
يقول:وإذا بي أرى الأحمدي، أتباع سيدنا أحمد البدوي، أراه من هناك، فقلتُ هذا سيدي أرسله إليَّ الأحمدي، يقول: فمر من أمامي فألق لي ريال فضة، يقول: فأخذتُ ريال الفضة، واشتريتُ ما أريد أن أشتريه ورجعت، يقول: كنتُ أدرس في الأزهر، أو أثناء دراستي في الأزهر و في السنة الأخيرة، أُصبتُ بمرض شديد، فسقطتُ في الدور الأول و الدور الثاني، ويقول: من سنة كذا –وحدد السنوات-إلى سنة كذا وأنا عند السِّت، زينب عند قبر السِّت زينب، -وهذا معبود من دون الله وثن- يقول فكنت أصلي عنده، يقول فقلتُ: في نفسي-لاحظ-يا ست زينب أنا ساكن عندك منذ كذا إلى كذا، إلى الآن ولم تُنجحين في [...]،
-وهذه وسيلة لما يقوله عائضٌ القرني:فحي القبور الماثلات تحية-في لحن الخلود و في غيره الآن،الآن في كتبه التي تنشر 1422مطبوع هذا الكلام الذي تسمعونه، ويزعم أنه تراجع من سنين قبل أن يتوفى الشيخ عبد العزيز ابن باز، وابن عثيمين، ومن توفي من هيئة كبار العلماءقديماً-[يقول عائض:[
فحي القبور الماثلات تحية ***وضع قبلة يا صاح منك على اللحد
على خير من مس الثرى بعبيره***وأكرم ميت في الورى لُف في بُرد

تُريد أن تأتي و تسجد كما تسجد لرب العالمين، وتجثوا على ركبتيك، أو على بطنك وعلى جبهتك و بطنك على هذا القبر يا ابنَ التوحيد!؛
فحي القبور الماثلات تحية ***وضع قبلة يا صاح منك على اللحد
على خير من مس الثرى بعبيره***وأكرم ميت في الورى لُف في بُرد
وهل يُستغربُ بعد ذلك أن ينشُر في الصحف، في صُحف هذه البلاد بلاد التوحيد، عائض القرني أنهُ يُريدُ أن يُقلد الشعراوي في التفسير!، لا يجدُ أسوةً إلاَّ هذا الوثني الطاغُوت!، ليس بغريب لأنه هو القائل هذا!، هو القائل:
فحي القبور الماثلات تحية ***......................
وهو القائل:
أريد بحبي أن يُبلغني النجى *** مرور صراط مرهف مصلت الحد
وهل يُنجي من الصراط إلاَّ رب العالمين، الأنبياء على الصراط تقول: اللهم سلم سلم.
لا يُستغرب حينئذٍ، - فهذا يقول(الشعراوي): كيف السِّت هنا وما تنجحني في الدور الأول والثاني؟!، يقول: فذهبت أصلي في زاوية الحديدة في قبر ثان عند قبر آخر، ولم أذكر هذا لأحد، وفي الليلة الكبيرة لمولد السِّت وإذا بمحمد عبد الفتاح (كلمة لم تتضح لي)، -من الوثنيين- يأتي إليَّ ويقول لي: يا وله!إلبس هدومك!، فقلتُ:ألبس هدومي حنروح فين؟!، -ولد عندهم شتمة لكن (كلمة لم تتضح لي) لأنه عند هؤلاء المشايخ المعبودين [...]، يرتعشون أمامهم، يقول ما يقول يتفل في وجهه أو يقول ما يقول، مثل هذا الكلام أو أسوء – يا وله! إلبس هدومك، لت: سيدي الشيخ ألبس هدومي حنروح فين، قال إلبس هدومك حصالحك على السِّت، ما أخبرت أحد، -هذا خوف السر وهو شرك بإجماع العلماء، إجماع أهل التوحيد، أما أولئك فما عهدنا منهم توحيد – يقول: فلبستُ هدومي و ذهبنا إلى السِّت و بقينا عندها إلى الصباح، وفي الصباح رجعنا إلى الشقة، -أو إلى البيت الذي يسكن فيه- يقول فنام عبد الفتاح في الأُوضة ونِمتُ في الساحة، وإذا بي أرى حلماً جميلاً، وفي هذا الوقت يُطرق الباب طرقاً شديداً أيقضني، يقول فذهبت ُ إلى الباب وإذا بوالدي عند الباب وقد أتى بالزوادة من القرية، يقول: فقلتُ له يا والدي أنت أيقضتني من حلم جميل، فقال: يا وله حلم جميل!، فقال: نعم حلم جميل، فقال: رأيت السِّت بتُوعنا؟!، يقول: قلت نعم، فقال: هي سافرة ولمغطاية؟! يقول: قلت إش معنى سافرة ولمغطاية؟!، فقال هي سافرة يا وله ولمغطاية، قال: قلت إش معنا سافرة ولمغطاية يا أبتي، قلت لو: لا سافرة ما هي مغطاية، فقال: يعني إيه يا وله لأنها السِّت بتوعنا ما تتغطاش عنَّا، يقول: ثم دخل الوالد إلى الأوضة الداخلية ومررتُ على سيد محمد عبد الفتاح فقال لي تعال: ماذا رأيت السِّت؟، قلت: نعم رأيتُ السِّت، [...]، يقول: طيب ماذا قالت لك، يقول قالت لي أنت زعلان لأننا ما نجحناك لما سقطت قالت حنعوضك بخمس، ثم قال لي محمد عبد الفتاح: إش معنا خمس، قلت: والله ما أدري يا سيدي الشيخ، لا، يقول: فأيام تخرجت من الأزهر وأعمل في إدارة الأزهر مدير مكتب شيخ الأزهر، يقول: وكنا نترق ونتعين بالخامس، والسادس هذا يحتاج إلى تزكيات وإلى حوافز وكذا، وإذا بي أبشر أنني رقيت إلى السادسة، يقول: فعلمت أن الذي رقاني هو قول السِّت، أدركت حينئذ حنعوضك بخمس، على الخامس يعني من السادس إلى الخامس، حنعوضك بخمس، يقول: فلبست هدومي و تطيبت وأتيتُ إلى السِّت أشكرها، قال وبعد التخرج إلى الأزهر ذهبتُ إلى طنطا، وهناك سيدي البدوي، يقول: فركبتني ديون وكثر العيال وكثرت الديون، يقول: فبشرني سيدي البدوي بالعمل في السعودية، جاء لي-جاءه سادن القبر-وقال له تعال ودع الشيخ، لأنك[...] حتسافر، يقول: فبعد كلام الشيخ طلبوني إلى الأزهر وأرسلوا إلي البعثة إلى السعودية، ويقينا هناك، -وذكر الرؤية التي رأها هناك وأخبر بها برجيسي، وذكر لما جاء بريالات الفضة في قفة، كثرت الأموال التي فيما بعد بنى بها الوثنية-، قال: فجئْتُ بقفة ما أستطيع أن أحملها، وقابلتني أمي المحطة في محطة الأطر، يقول: وإذا بي ما رأيت الأحمدي -ذاك الذي جاء له وهو صغير بريال الفضة- يقول: وإذا بي أراه فأعرفه من هناك عليه عمامة، يقول فجاء فقبلةُ رأسه وتحضنت به، يا سيدي الشيخ كذا كذا...، يقول: فقلت له أريد أن آخذ الكثير من ريالات الفضة وأعطيه إياها، قال: لا جنيه، بس جنيه فقط، يقول أعطيته جنيه واحد وذهب؟.
قال: -فنحن والوزراء أصحاب الطريقة البازية اللي طريقتنا نحن ما هي من الطرق الصوفية بل ما هي بطريقة بحالها، وهي طريقة ألبِك!وصور شكلها عمة خضرة كبيرة أي نعم مثل القبة هذا شعارهم، وأما رئيس الطريقة فهو فلان، وهذا له من الكرامات ولهو له، عندما كثرت عنده الأموال لا ينسى فضل السِّت زينب عليه، لأنها ردته ولأنها ولأنها...، وأيضاً كذلك الحُسين، لكن يبدو أن تعلقه بالسِّت زينب أكثر من تعلقه بالحسين، مع أنه هناك قدح في الحسين، والحسين في غاية الكرم من بيت الرسول صلى الله عليه و سلم ما نزل له من الإيجار إلاَّ خمسة جنيهات!فقط، خمسة عشر جنيه تسعة، ست جنيهات، أي نعم هذا الذي هو فقط استطاع وقدر عليه! وهذا قدح في الحسين وفي كرم الحسين، أي نعم، نعم وقد يُظاف إلى هذا أنه اختار أو أوجد له السكن!-، فيقول: جعل مزارة عند السِّت زينب في مكة، يوم لحم، ويوم فراخ، ويوم عدس.
-يا أمة الإسلام قرابين في حياته، يأتي ويسوق المرق ويُفرق هذه القرابين من هناك من عند القبر، وهلك وهذه القرابين تقرب، ولعلها إلى الآن متأكد منها، لعلها إلى الآن، وهكذا عند الشافعي وعند غيره أموراً...
يا أمة محمد! إذا قال أحد عن هذا الشخص كلمة مثل طاغوت، ولا وثني، يتكاثرونها عليه، وهل جهلهم حجة، ولما قُلنا ما قُلنا وقصدنا إنما هو ذكر الواقع، وإلاَّ أهل الأفغان مسلمون، لكن جعلوهم كأنهم ملائكة أو صحابة، وأنه يوجد عندهم أمير المؤمنين ذاك الزعيم، وأنه وأنه...، وهؤلاء لما قلنا عندهم قبور وعندهم كذا هذا على رؤوس الأشهاد نشرته جزيرتهم، ورأها الناس، نعم ما تركوا شيئاً من التكذيب ومن التدجيل و...الخ، هل يكتفي الشعراوي بهذا، وهو عندما قال أنه من الطريقة كذا، وأنه يقوم بهذه الأشياء، وأنه أُكرم عن طريق البدوي و عن طريق السِّت زينب، فهذا تمهيد لعبادة نفسه، لم يكتفي بهذا، بل أمر أن يُبنى مسجد وتُنفق عليه الأموال الطائلة في دقادوس، وأوصى أن يُدفن فيه، (إلى هنا انتهت المادة الأولى من الشريط بحمد الله تعالى، وتليها تكملة المادة على
الوجه الثاني).).. لما وقد بُني المسجد وتم، ثٌمَّ هلك بعد ذلك هذا تمثيل، ما أدري أيُقال؟!، ما أدري هؤلاء ما يفعلون بالعقيدة التي تعلم الأطفال أن من الطواغيت من دعا إلى عبادة نفسه، من الطواغيت الخمسة أليس كذلك؟!، من دعى إلى عبادة نفسه، فإذا لم تكن هذه دعوة لعبادة نفسه فما هي الدعوة؟!!، إذا كان هذا هو العلم فما هو الجهل، ثم لما هلك أخذهُ أبنائه و بنوا عليه مشهداً وضريحاً، الضريح يُسمونه مشهد، وأخذت القرابين تأتي و رُفع البناء في داخل القبر، وأخذت تأتي من كل أنحاء البلاد وربما من كل أنحاء العالم، فقيل لأولاده هذا ما يجوز، فقالوا: تُريد أن يكون سيدنا الشيخ مثل السُوقة.
لما رأى مشايخ الأزهر -والذي ما كنا نظن أن هذا يصدر عنهم، لكن إنَّ بني عمك فيهم رماح-أنكروا وضجوا من هذا الذي يُفعل من القرابين بعد هلاكه.
وأعلن المجلس الأعلى للصوفية -أنه يُعبد- وأنه ولي من الأولياء وله من الكرامات، يعني أيها الناس اعبدوه، فصار الناس يأتون ويقربون إليه القرابين من أنحاء البلاد.
فكتب أحد مشايخ الأزهر طالعوه في آخر من جريدة المسلمون، -إن كان عند أحد فليُصورهُ لإخوانه وليُصور لي صُورة، لأني صورة صورة وإلى الآن لم أجدها في مكتبتي- يُنكروا هذا الأمر و أنه لا يجوز، وأن هذا عبادة لغير الله، وأن المسلمون لا يرضونَ بهذا وأنه...وأنه...، لكن لقد أسمعتَ لو ناديتَ حياً، كيف؟! ماذا يصنع بأولئك الوثنيين، ولكن أدى ما عليه، وأهل التوحيد يؤدون ما عليهم.
وقد أتيتُ بكتاب أبي العينين الذي صَرَّحَ، وهو لا يكتب بل يتكلم، وصرح أن تلك الكلمات جميعاً أنها من فيه، هذه التي نُشير إليها، وجعله في كتاب في مائتين وخمس صفحات، ربما الآن طُبع مآت الطبعات الشعبية، وانتشر في أنحاء العالم، إلاَّ في هذه البلاد ولله الحمد لم أعلم أنه دخلها وأنه موجود فيها، وحتى الإخوة الذين جاءوا من طُلابكم أو من الذين حظروا الدورة من الكويت قالوا موجود عندهم في الكويت، هكذا قالوا ينتشر تصويراً مصوراً، كتاب أبي العينين الذي فيه هذه البقايع وهذه البلايا، وقد أعطيت سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز بحضور أحد الإخوان في جلسة مشهودة ومشهورة على الغداء، والشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمهما الله كل واحدٍ نسخة.
وقد شهدتم وغيركم أن الشيخ عبد العزيز لم يكتب حرفاً ولم يرفع تلفونه، وبلغني أن الشيخ محمد بن صالح العثيمين سحب كتبه من الإمام، فليُتأكد من ذلك، ولو وُجِد أن جامعة الإمام سحبت هذه الكتب فهيَ والله منقبة وتشكرون عليها وتُذكر لهم حقيقةً، وإن كان الشيخ هو البادي والآمر فرحمه الله وله الأجر العظيم إن شاء الله.
بعد هذا؛ وهناك أكثر من هذا ولا أريد أن أُضيع وقتكم، وغير علماء هذه البلاد، أقاموا عليه الحجة، كتب أنصار السنة في مجلة التوحيد عامك 1402أظنه بهذا التاريخ 1402 وإن زاد فهو ممكن 1406، لكن أظنه 1402، رَدُوا عليه في بعض المسائل من هذا النوع، وأنكروا عليه و لم يلتفت، وكُتبت كتب في صوفياته، وفي أخطائه وفي تأويله الأشعري، وهذا ظاهر في تفسيره الذي يُسمعُ ويُرى في الإذاعة والتلفزيون، لكن ليس فيه هذه الوثنية، وهذه الطاغوتية التي سمعتموها، وإنما هي في كتاب أبي العينين (الشعراوي والسِّت) أو (أحوال الشعراوي مع السيد الحسين والسِّت زينب) [...] كاتبه سعيد أبو العينين.
وكما قُلت ما أريد أن أطيل عليكم، وأن أضيِّع وقتكم، لكن يا أمَّة محمد، يا أهل التوحيد، هل من يقول –بعد ما سمعتموه وبقي الكثير- هل عليه ضير أن يقول أنه طاغوت، أو أنه وثني.
أوثان بوذاَ حينما حُطِمت في أفغانستان وفُجرت، ما كان يعبدها المسلمون، أما هذا الوثن فهو يُعبد، فلماذا نكيلُ بمكيالين ونزن بميزانين، إذا تعلق الأمر بمثل الشعراوي، ما يُشرك توحيد!!، هذه عقيدة الصوفية، أن الشيخ يشرب الخمر يقول: الشيخ ما يشرب الخمر يشرب ماء!، [...]، الشيخ يفعل كذا قالوا: لا...لا...لا...هذا في الظاهر أما في الباطن فهو يسُد ثغرة انفتحت على الإسلام!، راجعوا كتاب الغزالي (إحياء علوم الدين) المجلد الرابع.
أنا قُلت هذا يا إخواني لأنني في كلمة عابرة قلت عنه الوثني، وقد فصلتُ عن عائض القرني لما بينهما من التشابه، ولأنه أسوته، وهو ملحق به في ولاءه له، وفي أيضاً ما وقع فيه من شركيات حتى في توحيد الربوبية، وهو يُشبهه، وأنا هناك ذكرت ما ذكرته في محاضرة(عائض القرني وبنيات الطريق)، وإنما ذكرت في كلمة عابرة (الوثني الشعراوي) أنكرها بعض الناس، حتى شخص حينما تكلم معه زميله في هذه الدورة، قال هذا يريد أن يطعن فِيَّ، هذا يقول عن الشعراوي بأنه وثني، نعم أنا قلت الشعراوي وثني وأزيد الآن طاغوت، نعم، وأتقرب إلى الله بهذا القول، والله-الحمد لله- أنني أراه -إن شاء الله- من أفضل الأعمال، ونجوا الإثابة من الله ونسأله من فضله سبحانه وتعالى، والذي لا يقنع بهذا الكلام فما أدري ما يُقال عنه، وإذا كان يريد أن لا أرى ولا أسمع وأتكلم فهذه مصيبة:
وما انتفاع أخي الدنيا بناظره*** إذا استوت عنده الأنوار والظلمُ

كما قُلت رحم الله الشيخين، لم ينبتان ببنت شفة، وقد يكونا قبل غيرهما، لأن الرجل مشهور كما تعلمون، لم يُعزيان به ولم يكتبا حرفاً ولم يقولا كلمة، والذين كتبوا هم الناس الذين لا يعرفون حاله، لماذا لأن عندهما الدليل والبرهان، عندهما الكتاب كتاب الرجل، هذا ما أردتُ بيانه وأردتُ أن تعلموه جميعاً، وأن تُبلغوه من لا يعلمه، حتى يكون من أهل التوحيد حقيقةً، وحتى ما يقع في قلبه ولاء أو محبة لهذا الرجل، أو لأي شخص يُدافع عنه، أو يواليه، والتوفيق بيد الله.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يهدي قُلُوبنا، وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.




تفريغ:
محمد بن أحمد الصميلي السَّلفي الجزائري
-غفر الله له ولوالديه وللمؤمنين-

شايب عجيب 08-05-07 10:51 PM

http://www.alhroob.com/vb/images/threadbag/3losh12.gif



الساعة الآن 04:00 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi