![]() |
*(رمضان على الابواب كل عام و انتم بخير)*
http://www.alhroob.com/vb/images/threadbag/mktob07.gif "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185)" البقرة رمضان المبارك على الابواب باذن الله انه شهر القرآن شهر المغفرة والرحمة أولّه رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عِتقٌ من النار، بارك الله لنا بهذا الشهر العظيم وأعاننا جميعاً على حُسن صيامه وقيامه ووفّقنا للعمل الصالح فيه وجعلنا من عتقائه وممن يخرج منه وقد غفر الله تعالى ذنوبه وتقبّل منه اللهم آمين و لكن هل بدأت الاستعداد لرمضان ؟ و نحن في شهر شعبان و اقتراب شهر الخير , هل بدأت بالاستعداد لقطف ثماره الطيبة ؟ نحن جميعا نعرف فضل رمضان و مقدار الثواب و الاجر الذى ينتظر من يعمل بجد و لكن الاجر يختلف حسب مقدار العمل , و من لم يهئ نفسه و يستعد فسيفوت على نفسه خير كبير.وأُوصيكم ونفسي بطاعة الله تعالى وبحُسن الصيام والحرص على الصلوات في أوقاتها وصلاة القيام وعلى تلاوة القرآن وتدبّره والإكثار من الصدقات وحُسن استغلال الأوقات فالعمر مهما طال قصير ولا تدري نفس متى يحين أجلُها ولنتّعظ .. فكم من قريب أو صديق كانوا معنا في رمضان الماضي وغيّبهم الموت هذا العام ولم يبق لهم إلا عملهم الصالح!!. اللهم وفّقنا لما تُحب وترضى وأعِنّا على ذكرك وشكرك وحُسن عبادتك وبلّغنا رمضان وتقبّل طاعاتنا ودعاءنا وصيامنا وقيامنا واغفر لنا وارحمنا وتجاوز عن سيئاتنا إنك ولي ذلك والقادر عليه. لذلك اضع بني ايديكم موسوعة عن رمضان امل ان تستفيدوا منها باذن الله: كيف نستقبل شهر رمضان المبارك؟ الاستعداد لرمضان فتاوى رمضانية دخول شهر رمضان 25 فتوى للنساء في رمضان للصغار فقط.. في رمضان فتاوى رمضانية ليلة القدر أعمال العشر الأواخر من رمضان الليلة الكنز آيات الصيام حكم وأحكام " وقفة مراجعة بعد رمضان نصائح رمضانية الثبات بعد رمضان علمنة رمضان أسباب تُعين المسلم على قيام الليل كيفية حساب منتصف الليل والثلث الأخير من الليل: تدبّر القرآن في شهر القرآن ماذا أعددت لرمضان؟ يتبع |
كيف نستقبل شهر رمضان المبارك؟
الشيخ د, عبدالرحمن ابن عبدالعزيز السديس الحمد لله أن منَّ علينا بمواسم الخيرات، وخص شهر رمضان بالفضل والتشريف والبركات وحثُ فيه على عمل الطاعات، والإكثار من القربات، أحمده سبحانه على نعمه الوافرة، وأشكره على آلائه المتكاثرة، فالحمد لله والشكر له على أن بلغنا بمنه وكرمه شهر رمضان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبدالله ورسوله، أفضل من صلى وصام، وأشرف من تهجد وقام، صلى الله وسلم وبارك عليه ، وعلى آله وصحبه البررة الكرام، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد فيا أيها الإخوة المسلمون: اتقوا الله تبارك وتعالى ، واشكروه على ما هيأ لكم من المناسبات العظيمة، التي تصقل الإيمان في القلوب، وتحرك المشاعر الفياضة في النفوس، فتزيد الطاعات، وتضيق مجالات الشر في المجتمعات، وتعطي المسلمين دروساً في الوحدة والإخاء، والتضامن والصفاء، والبر والصلة والهناء، والطهر والخير والنقاء، والصبر والشجاعة والإباء، إنها منهل عذب، وحمى أمين، وحصن صين للطائعين، وفرصة لا تعوض للمذنبين المفرطين، ليجددوا التوبة من ذنوبهم، ويسطروا صفحة جديدة بيضاء ناصعة، مفعمة بفضائل الأعمال ومحاسن الفعال ومكارم الأخلاق. إن من أجل هذه المناسبات زمناً، وأعظمها قدراً، وأبعدها أثراً: ما نعيشه من عبق هذه الأيام المباركة، والليالي الغر المتلألئة في هذا الشهر الكريم، نرتوي من ثمره، ونرتشف من رحيقه، وننتشي عاطر شذاه، شهر مضاعفة الحسنات، ومغفرة الذنوب والسيئات ، وإقالة العثرات، فيه تفتح أبواب الجنة، وتغلق أبواب النار، وتصفد الشياطين، من صامه وقامه إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه، كما صح بذلكم الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، في البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه . نعم فرحة كبرى تعيشها الأمة الإسلامية هذه الايام، فهي إزاء دورة جديدة من دورات الفلك تمر الايام، وتمضي الشهور، ويحل بنا هذا الموسم الكريم، وهذا الشهر العظيم، هذا الوافد الحبيب والضيف العزيز، وذلك من فضل الله سبحانه وتعالى على هذه الأمة، لما له من الخصائص والمزايا ، ولما أعطيت فيه هذه الأمة من الهبات، وخصت فيه من الكرامات، كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين . فيا لها من فرصة عظيمة، ومناسبة كريمة، تصفو فيها النفوس، وتهفو إليها الأرواح، وتكثر فيها دواعي الخير، تفتح الجنات، وتتنزل الرحمات، وترفع الدرجات ، وتغفر الزلات، في رمضان، تهجد وتراويح، وذكر وتسبيح، في رمضان، تلاوة وصلوات، وجود وصدقات، وأذكار ودعوات، وضراعة وابتهالات. إذا كان الأفراد والأمم محتاجين إلى أوقات من الصفاء والراحة، لتجديد معالم الإيمان، وإصلاح ما فسد من أحوال، وعلاج ماجد من أدواء، فإن شهر رمضان المبارك هو الفترة الروحية التي تجد فيها هذه الأمة فرصة لإصلاح أوضاعها، ومراجعة تأريخها، وإعادة أمجادها، إنه محطة لتعبئة القوى الروحية والخلقية، التي تحتاج إليها كل أمة، بل يتطلع إليها الأفراد والمجتمعات، إنه مدرسة لتجديد الإيمان، وتهذيب الأخلاق، وشحذ الأرواح، وإصلاح النفوس، وضبط الغرائز، وكبح جماح الشهوات. في الصيام: تحقيق للتقوى، وامتثال لأمر الله سبحانه وقهر للهوى، وتقوية للإرادة، وتهيئة للمسلم لمواقف التضحية والفداء، كما أن به تتحقق الوحدة والمحبة، والألفة والإخاء، فيه يشعر المسلم بشعور المحتاجين، ويحس بجوع الجائعين، الصيام مدرسة للبذل والجود والصلة، فهو حقاً معين الأخلاق، ورافد الرحمة ، من صام حقاً: صفت روحه، ورق قلبه، وصلحت نفسه، وجاشت مشاعره، وأرهفت أحاسيسه، ولانت عريكته. فما أجدر الأمة الإسلامية اليوم أن تقوم بدورها، فتحاسب نفسها عند حلول شهرها، وما أحوجها إلى استلهام حكم الصيام، والإفادة من معطياته، والنهل من معين ثمراته وخيراته. وبالطبع إن استقبالنا لرمضان يجب أن يكون أولاً بالحمد والشكر لله جل وعلا والفرح والاغتباط بهذا الموسم العظيم، والتوبة والإنابة من جميع الذنوب والمعاصي، كما يجب الخروج من المظالم، ورد الحقوق إلى أصحابها، والعمل على الانتفاع من أيامه ولياليه صلاحاً وإصلاحاً، فبهذا الشعور والإحساس تتحقق الآمال، وتستعيد الأفراد والمجتمعات كرامتها, أما أن يدخل رمضان، ويراه بعض الناس تقليداً موروثاً، وأعمالاً صورية محدودة الأثر، ضعيفة العطاء بل لعل بعضهم أن يزداد سواءً وانحرافاً والعياذ بالله فذلك انهزام نفسي، وعبث شيطاني، له عواقبه الوخيمة على الفرد والمجتمع. فلتهنأ الأمة الإسلامية جمعاء، بحلول هذا الشهر العظيم، وليهنأ المسلمون جميعاً في مشارق الأرض ومغاربها بهذا الشهر الكريم، إنه فرصة للطائعين للاستزادة من العمل الصالح، وفرصة للمذنبين للتوبة والإنابة، وكيف لا يفرح المؤمن يفتح أبواب الجنان؟ وكيف لا يفرح المذنب بإغلاق أبواب النيران؟ يا لها من فرص لا يحرمها إلا محروم، ويا بشرى للمسلمين بحلول شهر الصيام والقيام، فالله الله عباد الله في الجد والتشمير دون استثقال لصيامه، واستطالة لأيامه! حذار من الوقوع في نواقضه ونواقصه، وتعاطي المفطرات الحسية والمعنوية!! ولقد جهل أقوام حقيقة الصيام حين قصروه على الإمساك عن الطعام والشراب، فترى بعضهم لا يمنعه صومه من إطلاق اللسان، والوقوع في الغيبة والنميمة، والكذب والبهتان، ويطلقون للآذان والأعين الحبل والعنان، لتقع في الذنوب والعصيان، وقد أخرج البخاري في صحيحه أنه صلى الله عليه وسلم قال: من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه . إنه ليجدر بالأمة الإسلامية التي تعيش أحلك أوقاتها، وأشد مراحل حياتها: أن تجعل من هذا الشهر نقطة تحوُّل، من حياة الفرقة والاختلاف، إلى الاجتماع على كلمة التوحيد والائتلاف، وأن يكون هذا الشهر مرحلة تغير في المناهج والأفكار والآراء، في حياة الأفراد والأمم، لتكون موافقة للمنهج الحق الذي جاء به الكتاب والسنة، وسار عليه السلف الصالح رحمهم الله وبذلك تعيد مجدها التليد، وماضيها المشرق المجيد، الذي سطره تاريخ المسلمين الزاخر بالأمجاد والانتصارات في هذا الشهر المبارك، وما غزوة بدر الكبرى، وفتح مكة، ومعركة حطين، وعين جالوت، وغيرها، إلا شواهد صدق على ذلك. نعم يحل بنا شهرنا الكريم، وأمتنا الإسلامية لا تزال تعاني جراحات عظمى، وتعايش مصائب كبرى. فبأي حال يستقبل المسلمون في الأرض المباركة من جوار الأقصى المبارك هذا الشهر الكريم، وهم لا زالوا يعانون حيف اليهود المجرمين. إن في رمضان تتربى الأمة على الجد، وأمة الهزل أمة مهزومة ، في رمضان يتربى أفراد الأمة على عفة اللسان، وسلامة الصدور، ونقاء القلوب، وتطهيرها من أدران الأحقاد، والبغضاء، والحسد والغل والشحناء، ولا سيما من طلبة العلم والمنتسبين إلى الخير والدعوة والإصلاح، فتجتمع القلوب، وتتوحد الجهود، ويتفرغ الجميع لمواجهة العدو المشترك، ونتخلى جميعاً عن تتبع السقطات، وتلمس العثرات، والنفخ في الهنات، والحكم على المقاصد والنيات. في رمضان: تربية للبيت والأسرة على قواعد التوحيد، وإشراقة الوحي، لتتحول إلى خلايا نحل جداً وتشميراً في العبادة، وتربية للأسرة، وحفاظاً عليها، ومتابعة لأفرادها، لاسيما الشباب والفتيات. في رمضان : يطلب من شبابنا تحقيق دورهم، ومعرفة رسالتهم، وقيامهم بحق ربهم، ثم حقوق ولاتهم ووالديهم. في رمضان: تتجسد ملامح التلاحم بين المسلمين، قادتهم وشعوبهم، علمائهم وعامتهم، كبيرهم وصغيرهم، ليكون الجميع يداً واحدة، وبناء متكاملاً، لدفع تيارات الفتن، وأمواج المحن، أن تخرق السفينة، وتقوض البناء، ويحصل جراءها الخلل الفكري والاجتماعي. في رمضان: تكثر دواعي الخير، وتقبل عليه النفوس، فهو فرصة للدعاة والمصلحين، وأهل الحسبة والتربويين: أن يصلوا إلى ما يريدون من خير للأمة بأحسن أسلوب، وأقوم منهاج. فاتقوا الله أيها الناس ، وصونوا صومكم عن النواقص، وأدركوا حقيقته وأسراره، وتعلموا آدابه وأحكامه، وأعمروا أيامه ولياليه بالعمل الصالح، جددوا التوبة، وحققوا شروطها، لعل الله أن يتجاوز عن ذنوبكم، ويجعلكم من المرحومين المعتقين من النار بمنه وكرمه. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون , (البقرة/ 185) فعلى العباد تقوى الله وشكره على بلوغ هذا الموسم الكريم، فعظموا منزلته، واقدروه قدره، ولا تستكثروا شيئاً فعلتموه، وتأسوا برسولكم صلى الله عليه وسلم فقد كان أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، يقول ابن القيم رحمه الله :وكان هديه فيه عليه الصلاة والسلام في شهر رمضان: الإكثار من أنواع العبادة، وكان جبريل يدارسه القرآن، وكان يكثر فيه الصدقة، والإحسان، وتلاوة القرآن، والصلاة، والذكر، والاعتكاف، وكان يخصه من العبادات بما لا يخص به غيره . وقد سار على ذلك السلف الصالح رحمهم الله حيث ضربوا أروع الأمثلة في حسن الصيام، وإدراك حقيقته، وعمارة أيامه ولياليه بالعمل الصالح. واعلموا يا إخوة الإسلام أنكم كما استقبلتم شهركم هذا ستودعونه عما قريب، وهل تدري ياعبدالله : هل تدرك بقية الشهر أو لا تكمله؟ إننا والله لا ندري ونحن نصلي على عشرات الجنائز في اليوم والليلة: أين الذين صاموا معنا فيما مضى؟ إن الكيس اللبيب من جعل من ذلك فرصة لمحاسبة النفس، وتقويم اعوجاجها، وأطرها على طاعة ربها قبل أن يفاجأها الأجل، فلا ينفعها حين ذلك إلا صالح العمل، فعاهدوا ربكم في هذا المكان المبارك في هذا الشهر المبارك على التوبة والندم، والإقلاع عن المعاصي، وعليكم بالدعاء ، الدعاء لأنفسكم وإخوانكم وأمتكم. وإني لأدعو الله حتى كأنما أرى بجميل الظن ما الله صانع أيتها الأخت المسلمة: إن الصيام يؤدب على الخير والفضيلة والحياء، ويسلك بالمرأة مسالك العفاف والحشمة، وما يرى من مظاهر التبرج والسفور والاختلاط، إنما هو دليل على سوء الفهم لهذه الشعيرة العظيمة. أيها الأثرياء: جودوا بأموالكم في شهر الجود، ولا تبخلوا، وشاطروا إخوانكم المسلمين آلامهم وآمالهم. * إمام وخطيب المسجد الحرام ( وَذَكِّرْ فَإنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ* وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إلا لِيَعْبُدُونِ) |
الاستعداد لرمضان؟؟؟
الحمد لله الذي هدى للإحسان. .وجعل كتابه دليلاً لأهل الإيمان ، والصلاة والسلام على من زانه بالقرآن ، وحباه بليلة القدر في رمضان، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم. تمر الأيام في كل عام وتبعث البشرى بقدوم الشهر المبارك ، وتنثر أنواع الزهور لتقول للعباد: أتاكم شهر الرحمة والغفران: فماذا أعددتم له؟! هل أعددت نية وعزمًا صادقًا بين يدي صومك؟! هل بحثت في قلبك وأنت تستقبل رمضان ؛ لتعرف عزمه وصدقه ورمضان يطل عليك؟! كثير من الناس يدخلون في رمضان بغير نية صادقة (ولا أعني نية الصوم، فهذه يأتي بها كل صائم) ، ولكن هل عزمت على نية إخلاص الصوم و صدق العبادة في هذا الشهر المبارك ؟ إن تفكيرك في مصاريف رمضان وإعدادك لما يلزم من طعام يشاركك فيه الكثيرون ! ولكن أخي و أختي : إعدادك لغذاء الروح وتفكيرك في تطهير وتزكية نفسك والإقبال على الله في هذا الشهر المبارك هو الإعداد النافع لاستقبال شهر الخير. قال المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه) - رواه البخاري ومسلم. وقال الإمام ابن رجب: (إن اشتد توقان النفس إلى ما تشتهيه مع قدرتها عليه ، ثم تركته لله ـ عز وجل ـ في موضع لا يطلع عليه إلا الله، كان ذلك دليلاً على صحة الإيمان) . أخي و اختى : هيئ الإخلاص الصادق والعزم الأكيد وأنت تستقبل شهر صومك . . هيئ العزم الصادق ليوم فطرك ، وأصدق عزم وإخلاص تعده لصومك ؛عزمك على فعل الطاعات ، واستقبالك شهر صومك بالتوبة النصوح وعزمك على التوقيع على صفحة بيضاء نقية لتملأها بأعمال صالحة صافية عن شوائب المعاصي ، تشبه صفاء ونصاعة هذا الشهر المبارك. وأما عزمك الصادق ليوم فطرك فهو أن تعقد العزم الأكيد على المداومة على الأعمال الصالحة التي وفقك الله تعالى لأدائها في شهر الرحمة والبركات. كم من رمضان يمر على الكثيرين وهم غافلون ؟ لا يهمهم إلا رمضان الذي هم فيه، وكم منّا نسى إعداد ميزانية ؟ (العمل الصالح) و (التوبة) و (المحاسبة) و (الاستغفار) و (الدعاء). قال الحسن البصري ـ رحمه الله : (إن العبد لا يزال بخير ما كان له واعظ من نفسه، وكانت المحاسبة من همته). أذكركم ونفسي بما يلي أولاً تهيئة أهل البيت لاستقبال الشهر: يعجبنا حرصنا على الأهل والأبناء إنفاقاً على الجميع في موسم المدارس فنُعد لهم ما يحتاجون إليه وفي العيد نجلب لهم الملابس الجديدة وعند حلول الشتاء نشترى ما يدفئ المنزل والابدان إضافة إلى حرصنا في توفير المأكل والمشرب . لكن هل أعددنا أهلنا وأبنائنا لاستقبال هذا الشهر؟ بتوفير الكتاب الذي يبين أحكام الصيام. وتوفير الأشرطة المفيدة فيتعلم آهل البيت من زوجة وابناء وبنات وخدم ما ينفعهم ويفيدهم ويزيد أيمانهم ويحيي قلوبهم. ثانياً إخوتنا في الله إننا ننتظر منكم دورا عظيما ومبادرات إيجابية خلال هذا الشهر تحولنا إلى داعية إلى الله يأخذ بنواصي العباد إلى الله تعالى. قال الله تعالى: }وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ [33] { [سورة فصلت] .وقال نبينا صلى الله عليه وسلم: [ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ] رواه البخاري. أخي المسلم: أنت أعلم بنفسك، وأدرى بمواهبك وقدراتك، فحرى بك أن تسخر تلك الطاقات والمواهب في الدعوة إلى الله فان كنت طالب علم فحرى بك أن تساهم بإلقاء كلمة أو موعظة أو درس علمي تنفع به المصلين وأن كنت حافظا لكتاب الله أو مجيدا لتلاوته فما أجمل أن تلقن القرآن وتعلمه لكبار السن أو لابناء الحي محتسبا الأجر في ذلك: [خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ] رواه البخاري. أما أن كنت صاحب موهبة ثقافية، أو تحسن استعمال جهاز الكمبيوتر؛ فحرى بك أن تساهم بإعداد المسابقات الثقافية الهادفة التي تفي بها أهل البيت رجالهم ونساءهم وصغارهم كما تقوم بكتابة الفوائد والملصقات تذكرة للمصلين:و[لَا تَحْقِرَنَّ مِنْ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا] رواه مسلم. وأخيراً أٌُكرر تذكرتي بكتاب الله عز وجل فالقرآن الكريم يحتاج منا إلى ثلاثة مواقف معاً ولنبدأ الإستعداد من الآن. الموقف الأول : التلاوة والتلاوة تعني العناية بالنطق ، تحسين النطق ، أن تقرأ القرآن الكريم بشكل جيد من حيث اللفظ ، أن تلفظه ، أن تجوِّده ، أن تحسن أداءه ، أن تقوله بشكل صحيح . الموقف الثاني : القراءة والقراءة تعني العناية بالقرآن من حيث المعنى ، أن تبحث عن معنى القرآن وأنت تتلوه ، فهذه قراءة ، التلاوة عناية باللفظ ، والقراءة عناية بالمعنى ، ابحث عن المعنى ولا أريدك قارئاً للقرآن الكريم بشكل لا تفهم أثناء القراءة ما تقرأ . ضع تفسيراً بجانبك ، سل الإمام ، سل الخطيب ، سل ذاك الذي تلقاه في المدرسة ، سل مدرس التربية الإسلامية ، قل له ماذا تعني كلمة تقرؤها في القرآن الكريم ، ماذا تعني على سبيل المثال ? أياماً معدودة ? البقرة : 80 ولماذا قال الله ? أياماً معدودة ? البقرة : 80 وقال في موطن آخر ? أياماً معدودات ? البقرة : 184 ? ويل لكل همزة لمزة ? الهمزة : 1 ما الفرق بين همزة ولمزة ، ماذا تعني كلمة همزة وماذا تعني كلمة لمزة ، لماذا قال الله ? الصمد . لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ? الإخلاص : 2 - 4 ماذا تعني هذه الكلمات ، وكيف أفهمها ، وإلا إن اقتصرنا على التلاوة شهر فموقفنا ناقص مع القرآن الكريم . التلاوة : العناية باللفظ ، والقراءة العناية بالمعنى . الموقف الثالث : التدبر والتدبر عناية بالتطبيق ? أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ? محمد : 24 التدبر العناية بالتطبيق ، إذا قرأت القرآن وتلوته ولم تطبقه كان القرآن حجة عليك يوم القيامة ، ونحن ندعو في رمضان وفي غير رمضان : اللهم اجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا ، اللهم اجعل القرآن حجة لنا ولا تجعل القرآن حجة علين ، إذا لم تتدبر القرآن ، إذا لم تطبقه بعد قراءته وتلاوته فأنت جعلت من القرآن حجة عليك . هذا هو الموقف الثالث مع القرآن الكريم . تذكروا يا شباب الإسلام ، يا رجال الإسلام ، يا مثقفي الإسلام ، تذكروا أن حق القرآن عليك عندما تقرأ القرآن الكريم لا بد أن تتذكر من واعياً في أن هذا القرآن موجه إليك أنت إليك ، عندما يقول لك ربك ? من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً ? البقرة : 245 فأنت المخاطب ، عندما يقول الله عز وجل : ? وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ? البقرة : 43 فأنت المخاطب ، أنت الذي تتلو وتقرأ لتتدبر ، عندما يقول الله ? إن الله يأمر بالعدل ? النحل : 90 فأنت المخاطب ولا تقل هذا كلام موجه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإلى الصحابة الكرام ، لا يمكن أن تكون قارئاً للقرآن الكريم إلا إذا قرأته وكأنه عليك قد أنزل . هذو هي أول مرحلة من علاقتنا بالقرآن الكريم أننا يجب أن نُشغل أنفسنا بالقرآن الكريم ، والمرحلة التالية أن نشغل الآخرين بالقرآن الكريم . وأذكر لكم هذة القصه ,, لما أرسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل أن يهاجر إلى المدينة مصعباً رضي الله عنه، قال له صلي الله عليه وسلم بعد عودته : ما فعلت يا مصعب ؟ قال : يا رسول الله ! ما تركت بيتاً من بيوت المدينة إلا وأشغلته بالقرآن ، لأن مصعباً اشتغل بالقرآن ، لأن مصعباً عمل عملاً تفصيلياً حيال القرآن وبالتالي أثر إيجاباً على الآخرين . إن أخوف ما نخاف منه أن يتحول القرآن إلى شعيرة صامتة ، أن يتحول إلى رمز لا فاعلية له في الحياة العملية ، أن يتحول إلى مقروء أو إلى متلو في المناسبات ، هذا ما نخشاه وما نخاف منه ، والذي لا يريده أعداؤنا هو الذي نريده ، أتعرفون ما لا يريده أعداؤنا ؟ أعداؤنا لا يريدوننا أن ينكب شبابنا على القرآن الكريم ، أعداؤنا لا يريدون شبابنا أن يتلون القرآن الكريم ، أعداؤنا يقولون بكل وضوح إن الأمة لا تجتمع إلا على القرآن ، وبالتالي سنفسد علاقتهم بالقرآن الكريم ، هذه كلمات أعدائنا ، ولذلك أدعوكم باسم الله الكريم الرحيم إلى مائدة القرآن الكريم. جعلنا الله وإياكم من أهل القرآن الذين هم أهله وخاصته يتبع |
((فتاوى رمضانية))
(للعلامة بن عثيمين رحمه الله) أن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ به من شرور أنفسنا ، من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له ، وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله بلغ الرسالة وأداء الأمانة ونصح الأمة وجهاد في سبيل الله حق جهاده حتى أتاه اليقين صلى الله عليه وسلم : س 1- هل لقيام رمضان عدد معين أم لا ؟ ج 1 - ليس لقيام رمضان عدد معين على سبيل الوجوب,فلو أن الإنسان قام الليل كله فلا حرج , ولو قام بعشرين ركعة أو خمسين ركعة فلا حرج ,ولكن العدد الأفضل ما كان النبي ,صلى الله عليه وسلم ,يفعله وهو إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة , فإن أم المؤمنين ، عائشة سُئلت :كيف كان النبي يصلي في رمضان ؟ فقالت : لا يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة , ولكن يجب أن تكون هذه الركعات على الوجه المشروع , وينبغي أن يطيل فيها القراءة والركوع والسجود والقيام بعد الركوع والجلوس بين السجدتين , خلاف ما يفعله الناس اليوم , يصليها بسرعة تمنع المأمومين أن يفعلوا ما ينبغي أن يفعلوه , والإمامة ولاية , والوالي يجب عليه أن يفعل ما هو أنفع وأصلح . وكون الأمام لا يهتم إلا أن يخرج مبكراً هذا خطأ , بل الذي ينبغي أن يفعل ما كان النبي , صلى الله عليه وسلم يفعله , من إطالة القيام والركوع و السجود و القعود حسب الوارد, ونكثر من الدعاء والقراءة و التسبيح وغير ذلك . [ الشيخ محمد بن عثيمين] س 2 - بعض الأشخاص يأكلون والأذان الثاني يؤذن في الفجر لشهر رمضان , فما هي صحة صومهم ؟ ج 2 - إذا كان المؤذن يؤذن على طلوع الفجر يقيناً فإنه يجب الإمساك من حين أن يسمع المؤذن فلا يأكل أو يشرب . أما إذا كان يؤذن عند طلوع الفجر ظناً لا يقيناً كما هو الواقع في هذه الأزمان فإن له أن يأكل و يشرب إلى أن ينتهي المؤذن من الأذان . [ الشيخ محمد بن عثيمين] س 3 - ما هو السفر المبيح للفطر ؟ ج 3 - السفر المبيح للفطر وقصر الصلاة هو (83 ) كيلو ونصف تقريبا ومن العلماء من لم يحدد مسافة للسفر بل كل ما هو في عرف الناس سفر فهو سفر , ورسول الله كان إذا سافر ثلاثة فراسخ قصر الصلاة والسفر المحرم ليس مبيحا للقصر والفطر لأن سفر المعصية لا تناسبه الرخصة ,وبعض أهل العلم لا يفرق بين سفر المعصية وسفر الطاعة لعموم الأدلة والعلم عند الله . [ الشيخ محمد بن عثيمين] س 4 - خروج الدم من الصائم هل يفطر ؟ ج 4 - النزيف الذي يحصل على الأسنان لا يؤثر على الصوم ما دام يحترز من ابتلاعه ما أمكن , لأن خروج الدم بغير إرادة الإنسان لا يعد مفطرا ولا يلزم من أصابه ذلك أن يقضي , وكذلك لو رعف أنفه واحترز ما يمكنه عن ابتلاعه فإنه ليس عليه في شيء ولا يلزمه قضاء . [ الشيخ محمد بن عثيمين] س 5- ما حكم استعمال الصائم الروائح العطرية في نهار رمضان ؟ ج 5- لا بأس أن يستعملها في نهار رمضان وأن يستنشقها إلا البخور لا يستنشقه لأن له جرما يصل إلى المعدة وهو الدخان . [ الشيخ محمد بن عثيمين] س 6 - هل يجوز للصائم أن يقبل زوجته ويداعبها في الفراش وهو في رمضان ؟ ج 6 - نعم يجوز للصائم أن يقبل زوجته ويداعبها وهو صائم ,سواء في رمضان أو في غير رمضان , ولكنه إن أمنى من ذلك فإن صومه يفسد ,فإن كان في نهار رمضان لزمه إمساك بقية اليوم ولزمه قضاء ذلك اليوم , وإن كان في غير رمضان فقد فسد صومه ولا يلزمه الإمساك لكن إذا كان صومه واجبا وجب عليه قضاء ذلك اليوم وإن كان صومه تطوعا فلا قضاء عليه . [ الشيخ محمد بن عثيمين] س 7 - يقول الرسول عليه الصلاة والسلام : (( تسحروا فإن في السحور بركة )). فما المقصود ببركة السحور ؟ ج 7- بركة السحور المراد بها البركة الشرعية و البركة البدنية , أما البركة الشرعية منها امتثال أمر الرسول والاقتداء به وأما البركة البدنية فمنها تغذية البدن وتقويته على الصوم . [ الشيخ محمد بن عثيمين] س 8- ما حكم المسلم الذي مضى عليه أشهر من رمضان يعني سنوات عديدة بدون صيام مع إقامة بقية الفرائض وهو بدون عائق عن الصوم أيلزمه القضاء إن تاب ؟ ج 8 - الصحيح أن القضاء لا يلزمه إن تاب لأن كل عبادة مؤقتة بوقت إذا تعمد الإنسان تأخيرها عن وقتها بدون عذر فإن الله لا يقبلها منه ,وعلى هذا فلا فائدة من قضائه ولكن عليه أن يتوب إلى الله عز وجل ويكثر من العمل الصالح ومن تاب تاب الله عليه . [ الشيخ محمد بن عثيمين] س9- المريض مرضا مستمرا ماذا يفعل ؟ ج 9 - إذا كان المريض بمرض يرجى برؤه فإنه يقضي ما فاته أثناء مرضه , وأما إذا كان مريضا لا يرجى برؤه فإنه يطعم عن كل يوم مسكينا ربع صاع من البر أو نصف صاع من غيره أما إذا قال له الطبيب إن صومك يضرك في أيام الصيف فنقول له يصوم ذلك في أيام الشتاء , وهذا تختلف حاله عن الذي يضره الصوم دائما والله أعلم . [ الشيخ محمد بن عثيمين] س 10 - ما حكم من جامع امرأته في نهار رمضان ؟ ج 10 - إن كان ممن يباح له الفطر ولها كما لو كان مسافرين فلا بأس في ذلك حتى وإن كانا صائمين ,أما إذا كان مما لا يحل له الفطر فإنه حرام عليه وهو آثم وعليه مع القضاء عتق رقبة فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا وزوجته مثله إن كانت مطاوعة أما إن كانت مكرهة فلا شيء عليها . [ الشيخ محمد بن عثيمين] س 11 - من عجز عن الصوم لكبر أو به مرض مزمن قد يصعب علاجه فماذا عليه ؟ ج 11 - من عجز عن الصوم لكبر أو مرض لا يرجى زواله لم يجب عليه الصوم ووجب عليه أن يطعم عن كل يوم مسكينا مما يطعم الناس من البُر أو غيره . [ الشيخ محمد بن عثيمين] س12 - إذا احتلم الصائم في نهار الصوم من رمضان فما حكم صومه ؟ ج12 - إذا احتلم الصائم في نهار الصوم لم يضره لأنه بغير اختياره .والنائم مرفوع عنه القلم . [ الشيخ محمد بن عثيمين] س13- النظر إلى النساء والأولاد المُرد هل يؤثر على الصيام ؟ ج13- نعم كل معصية فإنها تؤثر على الصيام ، لأن الله تعالى إنما فرض علينا الصيام للتقوى : (( يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)) وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( من لم يدع قول الزور والجهل والعمل به فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه) وهذا الرجل الذي ابتلى هذه البلية نسأل الله أن يعافيه منها هذا لاشك أنه يفعل المحرم فإن النظر سهم من سهام إبليس والعياذ بالله ، كم من نظرة أوقعت صاحبها البلايا فصار والعياذ بالله أسيراً لها كم من نظرة أثرت على قلب الإنسان حتى أصبح أسيراً في عشق الصور ، ولهذا يجب على الإنسان إذا ابتلى بهذا الأمر أن يرجع إلى الله عز وجل بالدعاء بأن يعافيه منه ، وأن يعرض عن هذا ولا يرفع بصره إلى أحد من النساء أو أحد من المرد وهو مع الاستعانة بالله تعالى واللجوء إليه وسؤال العافية من هذا الداء سوف يزول عنه إن شاء الله تعالى . [ الشيخ محمد بن عثيمين] يتبع |
((25 فتوى للنساء في رمضان)) الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين... أما بعد: فبين يديك أختي المسلمة مجموعة من الفتاوى الشرعية تتعلق بالصيام، نهديها إليك بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك، نسأل الله أن ينفع بها كل من قرأتها من أخواتنا المؤمنات، وأن تكون عوناً لهن على طاعة الله تعالى والفوز برضوانه ومغفرته في هذا الشهر العظيم. وجوب الصيام سؤال: متى يجب الصيام على الفتاة؟ الجواب: يجب الصيام على الفتاة متى بلغت سن التكليف، ويحصل البلوغ بتمام خمس عشرة سنة، أو بإنبات الشعر الخشن حول الفرج، أو بإنزال المني المعروف، أو بالحيض، أو بالحمل. فمتى حصل بعض هذه الأشياء لزمها الصيام ولو كانت بنت عشر سنين. فإن الكثير من الإناث قد تحيض في العاشرة أو الحادية عشرة من عمرها؛ فيتساهل أهلها ويظنونها صغيرة، فلا يلزمونها بالصيام، وهذا خطأ؛ فإن الفتاة إذا حاضت فقد بلغت مبلغ النساء، وجرى عليها قلم التكليف، والله أعلم [ابن جبرين: فتاوى إسلامية]. سؤال: فتاة بلغ عمرها اثني عشر أو ثلاثة عشر عاماً، ومر عليها شهر رمضان المبارك ولم تصمه، فهل عليها شيء أو على أهلها؟ وهل تصوم؟ وإذا ما صامت فهل عليها شيء؟ الجواب: المرأة تكون مكلفة بشروط: الإسلام والعقل والبلوغ، ويحصل البلوغ بالحيض أو الاحتلام أو نبات شعر خشن حول القبل، أو بلوغ خمسة عشر عاماً. فهذه الفتاة إذا كانت قد توافرت فيها شروط التكليف فالصيام واجب عليها، ويجب عليها قضاء ما تركته من الصيام في وقت تكليفها وإذا اختل شرط من الشروط فليست مكلفة ولا شيء عليها [اللجنة الدائمة: فتاوى إسلامية]. سؤال: هل تأثم المرأة إذا صامت حياء من أهلها وعليها الدورة الشهرية؟ الجواب: لا شك أن فعلها خطأ، ولا يجوز الحياء في مثل هذا، والحيض أمر كتبه الله على بنات آدم، وقد منعت الحائض من الصوم والصلاة، فهذه التي صامت وهي حائض حياء من أهلها عليها قضاء تلك الأيام التي صامتها حال الحيض، ولا تعود لمثلها، والله أعلم [ابن جبرين: اللؤلؤ المكين]. سؤال: امرأة بلغت ودخل عليها رمضان ولم تصم خجلاً، وبعد سنة دخل عليها رمضان وهي لم تقضِ، فما الحكم؟ الجواب: يلزمها قضاء ذلك الشهر الذي أفطرته بعد بلوغها ولو متفرقاً، وعليها مع القضاء صدقة عن كل يوم مسكين، لقوله تعالى: { وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ } [البقرة:184] وذلك نحو نصف صاع عن كل يوم؛ وذلك لأن الواجب أن تصومه في وقته، حيث إن البلوغ من علاماته الحيض، فمتى حاضت الجارية وجب عليها الصيام ولو كانت صغيرة السن [ابن جبرين: اللؤلؤ المكين]. سؤال: أنا فتاة أبلغ من العمر 25 سنة، ولكن منذ صغري إلى أن بلغ عمري 21 سنة لم أصم ولم أصلِّ تكاسلاً، ووالديّ ينصحاني ولكن لم أبالي؛ فما الذي يجب أن أفعله بعد أن هداني الله؟ الجواب: التوبة تهدم ما قبلها؛ فعليك بالندم والعزم والصدق في العبادة والإكثار من النوافل، من صلاة الليل والنهار وصوم تطوع وذكر وقرآءة قرآن ودعاء، والله يقبل التوبة من عباده، ويعفو عن السيئات [ابن باز]. سؤال: تتعمد بعض النساء أخذ حبوب في رمضان لمنع الدورة الشهرية -الحيض- حتى لا تقضي فيما بعد، فهل هذا جائز؟ وهل في ذلك قيود حتى لا تعمل بها هؤلاء النساء؟ الجواب: الذي أراه في هذه المسألة ألا تفعله المرأة، وتبقى على ما قدره الله عز وجل وكتبه على بنات آدم، فإن هذه الدورة الشهرية لله تعالى حكمة في إيجادها، هذه الحكمة تناسب طبيعة المرأة، فإذا منعت هذه العادة فإنه لا شك يحدث منها رد فعل ضار على جسم المرأة، وقد قال النبي : « لا ضرر ولا ضرار » هذا بقطع النظر عما تسببه هذه الحبوب من أضرار على الرحم كما ذكر ذلك الأطباء. فالذي أرى في هذه المسألة أن النساء لا يستعملن هذه الحبوب، والحمد لله على قدرته وعلى حكمته. وإذا أتاها الحيض تمسك عن الصوم والصلاة، وإذا طهرت تستأنف الصيام والصلاة، وإذا انتهى رمضان تقضي ما فاتها من الصوم [ابن عثيمين: فتاوى إسلامية]. سؤال: هل يجوز لي أن آخذ حبوب منع العادة الشهرية في أواخر شهر رمضان المبارك لكي أكمل بقية الصيام؟ الجواب: يجوز أخذ دواء لمنع الحيض إذا كان القصد هو العمل الصالح، فإذا قصدت فعل الصيام في زمنه، والصلاة مع الجماعة كقيام رمضان، والاستكثار من قرآءة القرآن وقت الفضيلة، فلا بأس بأخذ الحبوب لهذا القصد، وإن كان القصد مجرد الصيام حتى لا يبقى ديناً فلا أراه حسناً، وإن كان مجزئاً للصوم بكل حال[ابن جبرين: فتاوى الصيام]. صيام الحائض والنفساء سؤال: هل للمرأة إذا حاضت أن تفطر في رمضان، وتصوم أياماً مكان الأيام التي أفطرتها؟ الجواب: لا يصح صوم الحائض، ولا يجوز لها فعله، فإذا حاضت أفطرت وصامت أياماً مكان الأيام التى أفطرتها بعد طهرها [اللجنة الدائمة: فتاوى إسلامية]. سؤال: إذا طهرت المرأة في رمضان قبل أذان الفجر فهل يجب عليها الصوم؟ الجواب: إذا انقطع الدم عن المرأة في آخر الليل من رمضان يصح لها أن تتسحر وتنوي الصيام، وذلك لأنها في هذه الحال طاهرة ينعقد صومها، ولا تصح الصلاة حتى تغتسل، ولا يصح أيضاً وطؤها حتى تغتسل؛ لقوله تعالى: { فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ } [البقرة:222] [ابن جبرين: فتاوى الصيام]. سؤال: إذا طهرت المرأة بعد الفجر مباشرة هل تمسك وتصوم هذا اليوم، ويعتبر يوماً لها أم يجب عليها قضاء ذلك اليوم؟ الجواب: إذا انقطع الدم منها وقت طلوع الفجر أو قبله بقليل صح صومها، وأجزأ عن الفرض ولو لم تغتسل إلا بعد أن أصبح الصبح. أما إذا لم ينقطع إلا بعد أن تبين الصبح فإنها تمسك ذلك اليوم، ولا يجزئها، بل تقضيه بعد رمضان، والله أعلم [ابن جبرين: فتاوى الصيام]. سؤال: إذا طهرت الحائض في أثناء النهار من الحيض فهل تمسك بقية اليوم؟ الجواب: إذا طهرت المرأة في أثناء النهار من الحيض أو من النفاس تمسك بقية ذلك اليوم وتقضيه، فإمساكها لحرمة الزمان، وقضاؤها لأنها لم تكمل الصيام، وفرضها صيام الشهر كله؛ وأن الذي يصوم نصف النهار لا يعد صائماً [ابن جبرين: فتاوى الصيام]. سؤال: عادتي الشهرية تتراوح ما بين سبعة إلى ثمانية أيام؛ وفي بعض الأحيان في اليوم السابع لا أرى دماً ولا أرى الطهر، فما الحكم من حيث الصلاة والصيام والجماع؟ الجواب: لا تعجلي حتى تري القصة البيضاء التى يعرفها النساء، وهي علامة الطهر، فتوقف الدم ليس هو الطهر، وإنما ذلك برؤية علامة الطهر وانقضاء المدة المعتادة [ابن باز]. سؤال: ما حكم الدم الذي يخرج في غير أيام الدورة الشهرية؟ فأنا عادتي في كل شهر من الدورة هي سبعة أيام، ولكن في بعض الأشهر يأتي دم خارج أيام الدورة، وتستمر معي هذه الحالة لمدة يوم أو يومين، فهل تجب علىّ الصلاة والصيام أثناء ذلك أم القضاء؟ الجواب: هذا الدم الزائد عن العادة هو دم عرق لا يحسب من العادة، فالمرأة التي تعرف عادتها تبقى زمن العادة لا تصلى، ولا تصوم، ولا تمس المصحف، ولا يأتيها زوجها في الفرج. فإذا طهرت وانقطعت أيام عادتها واغتسلت في حكم الطاهرات، ولو رأت شيئاً من دم أو صفرة أو كدرة فذلك استحاضة لا تردها عن الصلاة ونحوها [ابن باز]. سؤال: إذا وضعت قبل رمضان بأسبوع مثلاً، وطهرت قبل أن أكمل الأربعين، فهل يجب عليّ الصيام؟ الجواب: نعم، متى طهرت النفساء وظهر منها ما تعرفه علامة على الطهر وهي القصة البيضاء أو النقاء الكامل، فإنها تصوم وتصلي ولو بعد الولادة بيوم أو أسبوع، فإنه لا حدّ لأقل النفاس، فمن النساء من لا ترى الدم بعد الولادة أصلاً، وليس بلوغ الأربعين شرطاً، وإذا زاد الدم على الأربعين ولم يتغير فإنه يعتبر دم نفاس، تترك لأجله الصوم والصلاة، والله أعلم [ابن جبرين: فتاوى الصيام]. سؤال: إذا طهرت النفساء قبل الأربعين هل تصوم وتصلي أم لا؟ وإذا جاءها الحيض بعد ذلك هل تفطر؟ وإذا طهرت مرة ثانية هل تصوم وتصلي أم لا؟ الجواب: إذا طهرت النفساء قبل تمام الأربعين وجب عليها الغسل والصلاة وصوم رمضان وحلت لزوجها، فإن عاد إليها الدم في الأربعين وجب عليها ترك الصلاة والصوم، وحرمت على زوجها في أصح قولي العلماء، وصارت في حكم النفساء حتى تطهر أو تكمل الأربعين، فإذا طهرت قبل الأربعين أو على رأس الأربعين اغتسلت وصلت وصامت وحلت لزوجها، وإن استمر معها الدم بعد الأربعين فهو دم فاسد لا تدع من أجله الصلاة ولا الصوم، بل تصلي وتصوم في رمضان وتحل لزوجها كالمستحاضة، وعليها أن تستنجي وتتحفظ بما يخفف عنها الدم من القطن أو نحوه، وتتوضأ لوقت كل صلاة؛ لأن النبي أمر المستحاضة بذلك إلا إذا جاءتها الدورة الشهرية - أعني الحيض - فإنها تترك الصلاة [ابن باز]. سؤال: امرأة جاءها دم أثناء الحمل قبل نفاسها بخمسة أيام في شهر رمضان، هل يكون دم حيض أو نفاس، وماذا يجب عليها؟ الجواب: إذا كان الأمر كما ذكر من رؤيتها الدم وهي حامل قبل الولادة بخمسة أيام، فإن لم تر علامة على قرب الوضع كالمخاض وهو الطلق فليس بدم حيض ولا نفاس، بل دم فساد على الصحيح، وعلى ذلك لا تترك العبادات بل تصوم وتصلى. وإن كان مع هذا الدم أمارة من أمارات قرب وضع الحمل من الطلق ونحوه فهو دم نفاس، تدع من أجله الصلاة والصوم، ثم إذا طهرت منه بعد الولادة قضت الصوم دون الصلاة [اللجنة الدائمة]. سؤال: ما حكم خروج الصفار أثناء النفاس وطوال الأربعين يوماً، هل أصلى وأصوم؟ الجواب: ما يخرج من المرأة بعد الولادة حكمه كدم النفاس سواء كان دماً عادياً أو صفرة أو كدرة؛ لأنه في وقت العادة حتى تتم الأربعين. فما بعدها إن كان دماً عادياً ولم يتخلله انقطاع فهو دم نفاس، وإلا فهو دم استحاضة أو نحوه [ابن باز]. صيام الحامل والمرضع سؤال: ماذا عن الحامل أو المرضع إذا أفطرتا في رمضان؟ الجواب: لا يحل للحامل أو المرضع أن تفطر في نهار رمضان إلا للعذر، فإن أفطرتا للعذر وجب عليهما قضاء الصوم؛ لقوله تعالى في المريض: { فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ } [البقرة:184] وهما بمعنى المريض. وإن كان عذرهما الخوف على المولود فعليهما مع القضاء إطعام مسكين لكل يوم، من البر أو الرز أو التمر أو غيرهما من قوت الآدميين وقال بعض العلماء: ليس عليهما سوى القضاء على كل حال؛ لأنه ليس في إيجاب الإطعام دليل من الكتاب والسنة. والأصل براءة الذمة حتى يقوم الدليل على شغلها، وهذا مذهب أبي حنيفة، وهو قوي [ابن عثيمين: فتاوى إسلامية]. سؤال: الحامل أو المرضع إذا خافت على نفسها أو على الولد في شهر رمضان وأفطرت، فما عليها؟ هل تفطر وتطعم وتقضي، أو تفطر وتقضي ولا تطعم، أو تفطر وتطعم ولا تقضي، ما الصواب من هذه الثلاثة؟ الجواب: إن خافت الحامل على نفسها أو جنينها من صوم رمضان أفطرت، وعليها القضاء فقط، شأنها في ذلك شأن الذي لا يقوى على الصوم أو يخشى منه على نفسه مضرة، قال الله تعالى: { فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ } [البقرة:184]. وكذا المرضع إذا خافت على نفسها إن أرضعت ولدها في رمضان، أو خافت على ولدها إن صامت ولم ترضعه، أفطرت وعليها القضاء فقط، وبالله التوفيق [اللجنة الدائمة: فتاوى إسلامية]. سؤال: امرأة وضعت في رمضان ولم تقض بعد رمضان لخوفها على رضيعها، ثم حملت وأنجبت في رمضان القادم، هل يجوز لها أن توزع نقوداً بدل الصوم؟ الجواب: الواجب على هذه المرأة أن تصوم بدل الأيام التي أفطرتها ولو بعد رمضان الثاني؛ لأنها إنما تركت القضاء بين الأول والثاني للعذر، ولا أدري هل يشق عليها أن تقضي في زمن الشتاء يوماً بعد يوم وإن كانت ترضع، فإن الله يقويها ولا يؤثر ذلك عليها ولا على لبنها، فلتحرص ما استطاعت على أن تقضي رمضان الذي مضى قبل أن يأتي رمضان الثاني، فإن لم يحصل لها فلا حرج عليها أن تؤخره إلى رمضان الثاني [ابن عثيمين: فتاوى إسلامية]. قضاء رمضان سؤال: ما حكم تأخير قضاء الصوم إلى ما بعد رمضان القادم؟ الجواب: من أفطر في رمضان لسفر أو مرض أو نحو ذلك فعليه أن يقضي قبل رمضان القادم، ما بين الرمضانين محل سعة من ربنا عز وجل، فإن أخره إلى ما بد رمضان القادم فإنه يجب عليه القضاء، ويلزمه مع القضاء إطعام مسكين عن كل يوم، حيث أفتى به جماعة من أصحاب النبي . والإطعام نصف صاع من قوت البلد، وهو كيلو ونصف الكيلو تقريباً من تمر أو أرز أو غير ذلك. أما إن قضى قبل رمضان القادم فلا إطعام عليه [ابن باز]. سؤال: أنا فتاة أجبرتني الظروف على إفطار ستة أيام من شهر رمضان عمداً، والسبب ظروف الامتحانات؛ لأنها بدأت في شهر رمضان.. والمواد صعبة. ولولا إفطاري هذه الأيام لم أتمكن من دراسة المواد نظراً لصعوبتها، فارجو إفادتي ماذا أفعل كي يغفر الله لي، جزاكم الله خيراً؟ الجواب: عليك التوبة من ذلك وقضاء الأيام التي أفطرتيها، والله يتوب على من تاب، وحقيقة التوبة التى يمحو الله بها الخطايا الإقلاع عن الذنب وتركه تعظيماً لله سبحانه، وخوفاً من عقابه، والندم على ما مضى منه، والعزم الصادق على ألا يعود إليه، وإن كانت المعصية ظلماً للعباد فتمام التوبة تحللهم من حقوقهم، قال الله تعالى: { وَتُوبُوا إِلَى الله جَمِيعاً أَيُّها المُؤمِنُونَ لَعَلَّكُم تُفلِحُونَ } [النور:31]. يتبع |
((للصغار فقط.. في رمضان))
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد: فهذه مجموعة مختارة من فتاوى العلماء حول صيام الأحبة الصغار. - متى يجب أن يصوم الطفل: س: متى يجب أن يصوم الطفل وما حد السن الذي يجب عليه الصيام؟ ج: يؤمر الصبي بالصلاة إذا بلغ سبعاً، ويُضرب عليها إذا بلغ عشراً، وتجب عليه إذا بلغ. والبلوغ يحصل: بإنزال المني عن شهوة، وبإنبات الشعر الخشن حول القُبُل، والاحتلام إذا أنزل المني، أو بلوغ خمس عشرة سنة. والأنثى مثله في ذلك، وتزيد أمراً رابعاً وهو: الحيض. والأصل في ذلك ما رواه الإمام أحمد، وأبو داود عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « مُرُوا أبناءكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر سنين، وفرقوا بينهم في المضاجع ». وما روته عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل » (رواه الإمام أحمد). وأخرج مثله من رواية علي رضي الله عنه وأخرجه أبو داود، والترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ. وبالله التوفيق [اللجنة الدائمة للإفتاء، فتوى رقم:1787]. - هل يؤمر الصبَّي المميز بالصيام: س: هل يؤمر الصبَّي المميز بالصيام؟ وهل يجزئ عنه لو بلغ في أثناء الصيام؟ ج: الصِّبيان والفَتيات إذا بلغوا سبعاً فأكثر يؤمرون بالصيام ليعتادوه، وعلى أولياء أمورهم أن يأمروهم بذلك كما يأمرونهم بالصلاة، فإذا بلغوا الحلم وجب عليهم الصوم. وإذا بلغوا في أثناء النهار أجزأهم ذلك اليوم، فلو فرض أن الصبي أكمل الخامسة عشرة عند الزوال وهو صائم ذلك اليوم أجزأه ذلك، وكان أول النهار نفلاً وآخره فريضة إذا لم يكن بلغ ذلك بإنبات الشعر الخشن حول الفرج وهو المسمى العانة، أو بإنزال المني عن شهوة. وهكذا الفتاة الحكم فيهما سواء، إلا أن الفتاة تزيد أراً رابعاً يَحْصل به البُلُوغ وهو الحيض. [الشيخ عبدالعزيز بن باز، تحفة الإخوان ص:160] وقد نص أهل العلم على أن الوليَّ يأمر من له ولاية عليه من الصغار بالصوم من أجل أن يتمرنوا عليه ويألفوه وتتطبع أصول الإسلام في نفوسهم حتى تكون كالغريزة لهم. ولكن إذا كان يشق عليهم أو يضرهم، فإنهم لا يلزمون بذلك وإنني أنبه هنا على مسألة يفعلها بعض الآباء أو الأمهات وهي منع صبيانهم من الصيام على خلاف ما كان الصحابة رضي الله عنهم يفعلون، يدعون أنهم يمنعون هؤلاء الصبيان رحمة بهم وإشفاقاً عليهم، والحقيقة أن رحمة الصبيان: أمرهم بشرائع الإسلام وتعويدهم عليها وتأليفهم لها. فإن هذا بلا شك من حسن التربية وتمام الرعاية. وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: « إن الرجل راع في أهل بيته ومسؤول عن رعيَّته » والذي ينبغي على أولياء الأمور بالنسبة لمن ولاهم الله عليهم من الأهل والصغار أن يتقوا الله تعالى فيهم وأن يأمروهم بما أمروا أن يأمروهم به من شرائع الإسلام. [الشيخ محمد بن صالح العثيمين، كتاب الدعوة:1/145، 146] س: ما حكم صيام الصبي الذي لم يبلغ؟ ج: صيام الصبي كما أسلفنا ليس بواجب عليه، ولكن على ولي أمره أن يأمره به ليعتاده، وهو – أي الصيام في حق الصبي الذي لم يبلغ – سنَّة. له أجر في الصوم، وليس عليه وزر إذا تركه. [الشيخ ابن عثيمين، فقه العبادات ص:186] التعامل مع إصرار الطفل على الصيام: س: طفلي الصغير يصر على صيام رمضان رغم أن الصيام يضره لصغر سنه واعتلال صحته، فهل أستخدم معه القسوة ليفطر؟ ج: إذا كان صغيراً لم يبلغ فإنه لا يلزمه الصوم، ولكن إذا كان يستطيعه دون مشقة فإنه يؤمر به، وكان الصحابة رضي الله عنهم يصومون أولادهم حتى إن الصغير منهم ليبكي فيعطونه اللعب يتلهى بها، ولكن إذا ثبت أن هذا يضره فإنه يمنع منه، وإذا كان الله سبحانه وتعالى منعنا عن إعطاء الصغار أموالهم خوفاً من الإفساد بها فإن خوف إضرار الأبدان من باب أولى أن يمنعهم منه ولكن المنع يكون عن طريق القسوة فإنها لا تنبغي في معاملة الأولاد عن تربيتهم. [فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين:1/493] مشكلات تقابل بعض الفتيات س: كنت في الرابعة عشرة من العمر، وأتتني الدورة الشهرية، ولم أصم رمضان تلك السنة؛ علماً بان هذا العمل ناتج عن جهلي وجهل أهلي؛ حيث إننا كنا منعزلين عن أهل العلم، ولا علم لنا بذلك، وقد صمت في الخامسة عشر، وكذلك سمعت من بعض المفتين أن المرأة إذا أتتها الدورة الشهرية؛ فإنه يلزم عليها الصيام ولو كانت أقل من سن البلوغ، نرجوا الإفادة؟ ج: هذه السائلة التي ذكرت عن نفسها أنها أتاها الحيض في الرابعة عشرة من عمرها، ولم تعلم أن البلوغ يحصل بذلك؛ ليس عليها إثم حين تركت الصيام في تلك السنة؛ أنها جاهلة، والجاهل لا أثم عليه، لكن حين علمت أن الصيام واجب عليها؛ فإنه يجب عليها أن تبادر بقضاء صيام الشهر الذي أتاها بعد أن حاضت؛ لأن الفتاة إذا بلغت؛ وجب عليها الصوم. وبلوغ الفتاة يحصل بواحدة من أمور أربعة: أ- أن تتم خمس عشرة سنة. ب- أن تنبت عانتها. ج- أن تنزل. د- أن تحيض. فإذا حصل واحد من هذه الأربعة؛ فقد بلغت وكُلِّفت ووجبت عليها العبادات كما تجب على الكبيرة [المنتقى من فتاوى الشيخ صالح الفوزان:3/132] كفارة من أفطرت جهلاً بعد بلوغها: س: لديَّ بنت تبلغ من العمر الآن 13 سنة، وعندنا اعتقاد بأن البنت لا تصوم حتى تبلغ سن الخامسة عشرة، لكن أفاد بعض الناس أن الفتاة إذا جاءها الحيض وجب عليها الصوم، وبعد هذا الأمر سألناها وأفادت بأنه قد جاءها قبل ثلاث سنوات أتى وعمرها عشر سنوات ولذا نريد أن نعرف الحقيقة هل تصوم بنت الخامسة عشرة أم من جاءها الحيض؟وإذا كانت تصوم إذا جاءها الحيض، ماذا نفعل بالثلاث سنوات التي فاتت، هل تصومها؟ مع العلم أنا جهال بذلك وليس لدينا خبر من ذلك. أرجوا التكرم بالإجابة مع الشكر؟ ج: أفيدك بأنه يجب عليها رمضان إذا بلغت والبلوغ يحصل بأحد الأمور التالية: أ- بلوغ خمس عشر سنة. ب- الحيض. ج- نبات الشعر الخشن حول الفرج. د- إنزال المني عن شهوة يقظة أو مناماً ولو كانت سنها دون الخامسة عشرة. وبناء على ذلك فإنه يجب عليها قضاء ما تركت من الصيام بعد ما بدأت تحيض، وقضاء الأيام التي حاضتها في رمضان، كما تجب عليها الكفارة وهي إطعام مسكين عن كل يوم بسبب تأخير القضاء إلى رمضان أخر، ومقداره نصف صاع من قوت البلد عن كل يوم إذا كانت تستطيع الإطعام، فإن كانت فقيرة فلا إطعام عليها ويكفي الصوم. وفق الله الجميع لما فيه رضاه. [مجموع فتاوى ومقالات متنوعة للشيخ عبدالعزيز بن باز: 15/173] يتبع |
((فتاوى رمضانية))
حكم من يصوم ولا يصلي س: يعيب بعض علماء المسلمين على المسلم الذي يصوم ولا يصلي، فما دخل الصلاة في الصيام، فأنا أريد أن أصوم لأدخل مع الداخلين من باب الريان، ومعلوم أن رمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن، أرجو التوضيح وفقكم الله؟ ج: الذين عابوا عليك أن تصوم ولا تصلي على صواب فيما عابوه عليك، وذلك لأن الصلاة عمود الإسلام، ولا يقوم الإسلام إلا بها، والتارك لها كافر خارج عن ملة الإسلام، والكافر لا يقبل الله منه صياماً، ولا صدقة، ولا حجاً ولا غيرها من الأعمال الصالحة لقول الله تعالى: { وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ } [التوبة:54]. وعلى هذا فإذا كنت تصوم ولا تصلي، فإننا نقول لك أن صيامك باطل غير صحيح، ولا ينفعك عند الله، ولا يقربك إليه. وأما ما وهمته من أن رمضان إلى رمضان مكفراً لما بينهما فإننا نقول لك: إنك لم تعرف الحديث الوارد في هذا فإن رسول الله يقول: « الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر » . فاشترط النبي عليه الصلاة والسلام لتكفير رمضان إلى رمضان أن تجتنب الكبائر، وأنت أيها الرجل الذي لا يصلي ويصوم لم تجتنب الكبائر، فأي كبيرة أعظم من ترك الصلاة، بل إن ترك الصلاة كفر، فكيف يمكن أن يكفر الصيام عنك، فترك الصلاة كفر. ولا يقبل منك الصيام. فعليك يا أخي أن تتوب إلى ربك، وأن تقوم بما فرض الله عليك من صلاتك ثم بعد ذلك تصوم. ولهذا بعث الله النبي معاذاً إلى اليمن قال: « ليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فإن هم أجابوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات لكل يوم وليلة » فبدأ بالصلاة ثم الزكاة، بعد ذكر الشهادتين [الشيخ ابن عثيمين]. السواك في رمضان س: هناك من يتحرز من السواك في رمضان.. خشية إفساد الصوم. هل هذا صحيح.. وما هو الوقت المفضل للسواك في رمضان؟ ج: التحرز من السواك في نهار رمضان أو غيره من الأيام التي لا يكون الإنسان فيها صائماً لا وجه له لأن السواك سنة فهو كما جاء في الحديث الصحيح مطهرة للفم مرضاة للرب ومشروع متأكد عند الوضوء، وعند الصلاة، وعند القيام من النوم، وعند دخول المنزل أول ما يدخل، في الصيام، وفي غيره وليس مفسداً للصوم إلا إذا كان السواك له طعم وأثر في ريقك فإنك لا تبتلع طعمه وكذلك لو خرج بالتسوك دم من اللثة فإنك لا تبتلعه وإذا تحرزت في هذا فإنه لا يؤثر في الصيام شيئاً [الشيخ ابن عثيمين]. المضمضة للصائم س: إذا تمضمض الصائم أو استنشق فدخل إلى حلقه ماء دون قصد هل يفسد صومه؟ ج: إذا تمضمض الصائم أو استنشق الماء إلى جوفه لم يفطر لأنه لم يتعمد ذلك لقوله تعالى: { وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ } [الأحزاب:5] [الشيخ ابن عثيمين]. حكم استعمال فرشاة الأسنان س: بعد الإمساك هل يجوز لي تفريش أسناني بالمعجون؟ وإذا كان يجوز هل الدم اليسير الذي يخرج من الأسنان حال استعمال الفرشاة يفطر؟ ج: لا بأس بعد الإمساك بدلك الأسنان بالماء والسواك وفرشاة الأسنان، وقد كره بعضهما استعمال السواك للصائم بعد الزوال لأنه يذهب خلوف فم الصائم وإنما ينقي الأسنان والفم من الروائح والبخر وفضلات الطعام. فأما استعمال المعجون فالأظهر كراهته لما فيه من الرائحة ولأن له طعماً قد يختلط بالريق لا يؤمن ابتلاعه فمن احتاج إليه استعمله بعد السحور قبل وقت الإمساك، فإن استعمله نهاراً وتحفظ على ابتلاع شيء منه فلا بأس بذلك للحاجة فإن خرج دم يسير من الأسنان حال تدليكهما بالفرشاة أو السواك لم يحصل به الإفطار والله أعلم [الشيخ ابن جبرين]. حكم سحب دم للصائم س: ما حكم من سحب منه دم وهو صائم في رمضان وذلك بغرض التحليل من يده اليمنى ومقداره ( برواز) متوسط؟ ج: مثل هذا التحليل لا يفسد الصوم بل يعفى عنه لأنه مما تدعو الحاجة إليه وليس من جنس المفطرات المعلومة من الشرع المطهر [الشيخ ابن باز]. قطرة العين هل تفطر؟ س: استعمال قطرة العين في نهار رمضان هل تفطر أم لا؟ ج: الصحيح أن القطرة لا تفطر وإن كان فيها خلاف بين أهل العلم حيث قال بعضهم إنه إذا وصل طعمها إلى الحلق فإنها تفطر. والصحيح أنها لا تفطر مطلقاً؛ لأن العين ليست منفذاً لكن لو قضى احتياطاً وخروجاً من الخلاف من وجد طعمها في الحلق فلا بأس وإلا فالصحيح أنها لا تفطر سواء كانت في العين أو في الأذن [الشيخ ابن باز]. حكم الحقن في نهار رمضان س: هل الإبر والحقن العلاجية في نهار رمضان تؤثر على الصيام؟ ج: الإبر العلاجية قسمان: أحدهما ما يقصد به التغذية ويستغنى به عن الأكل والشرب لأنها بمعناه فتكون مفطرة لأن نصوص الشرع إذا وجد المعنى الذي تشتمل عليه في صورة من الصور حكم على هذه الصورة يحكم ذلك النص. أما القسم الثاني وهو الإبر التي لا تغذي أي لا يستغنى بها عن الأكل والشرب فهذه لا تفطر لأنه لا ينالها النص لفظا ولا معنى فهي ليست أكلاً ولا شرباً ولا بمعنى الأكل والشرب. والأصل صحة الصيام حتى يثبت ما يفسد سمقتضى الدليل الشرعي [الشبخ ابن العثيمين]. حكم الأكل ناسياً س: ما حكم من أكل أو شرب ناسياً وهل يجب على من رآه يأكل ويشرب ناسياً أن يذكره بصيامه؟ ج: من أكل أو شرب ناسياً وهو صائم فإن صيامه صحيح، لكن إذا تذكر يجب عليه أن يقلع حتى إذا كانت اللقمة أو الشربة في فمه، فإنه يجب عليه أن يلفظها ودليل تمام صومه قول النبي فيما ثبت عنه من حديث أبي هريرة: « من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه » ولأن النسيان لا يؤاخذ به المرء في فعل محظور لقوله تعالى: { رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا } [البقرة:286] فقال الله تعالى: « قد فعلت » أما من رآه فإنه يجب عليه أن يذكره لأن هذا من تغيير المنكر وقد قال : « من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه » ولا ريب أن أكل الصائم وشربه حال صيامه من المنكر ولكنه يعفى عنه حال النسيان لعدم المؤاخذة أما من رآه فإنه لا عذر له في ترك الإنكار عليه [الشيخ ابن عثيمين]. الصغير لا يجب عليه الصيام ولكن يؤمر به س: طفلي الصغير يصرّ على صيام رمضان رغم أن الصيام يضره لصغر سنه واعتلال صحته فهل استخدم معه القسوة ليفطر؟ ج: إذا كان صغيراً لم يبلغ فإنه لا يلزمه الصوم ولكن إذا كان يستطيعه دون مشقة فإنه يؤمر به وكان الصحابة رضي الله عنهم يصوّمون أولادهم حتى أن الصغير منهم ليبكي فيعطونه اللعب يتلهى بها ولكن إذا ثبت أن هذا يضره فإنه يمنع منه وإذا كان الله سبحانه وتعالى منعنا من إعطاء الصغار أموالهم خوفاً من الإفساد فإن خوف إضرار الأبدان من باب أولى أن يمنعهم منه ولكن المنع يكون عن غير طريق القسوة فإنها لا تنبغي في معاملة الأولاد عند تربيتهم [الشيخ ابن عثيمين]. حكم من أكل أثناء الأذان أو بعده بقليل س: قال تعالى: { وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ } [البقرة:187] ما حكم من أكل سحوره وشرب ماء وقت الأذان أو بعد أذان الفجر بربع ساعة؟ ج: إن كان المذكور في السؤال يعلم أن ذلك قبل تبين الصبح فلا قضاء عليه وإن علم أنه بعد تبين الصبح فعليه القضاء، أما إن كان لا يعلم هل كان أكله وشربه بعد تبين الصبح فلا قضاء عليه لأن الأصل بقاء الليل ولكن ينبغي للمؤمن أن يحتاط لصيامه وأن يمسك عن المفطرات إذا سمع الأذان إلا إذا علم أن هذا الأذان كان قبل الصبح [اللجنة الدائمة]. من احتلم نهار رمضان س: إذا احتلم الصائم في نهار رمضان هل يبطل صومه أم لا وهل تجب عليه المبادرة بالغسل؟ ج: الإحتلام لا يبطل الصوم لأنه ليس باختيار الصائم وعليه أن يغتسل غسل الجنابة. ولو احتلم بعد صلاة الفجر وأخّر الغسل إلى وقت صلاة الظهر فلا بأس وهكذا لو جامع أهله في الليل ولم يغتسل إلا بعد طلوع الفجر لم يكن عليه حرج في ذلك فقد ثبت عن النبي أنه كان يصبح جنباً من جماع ثم يغتسل ويصوم.. وهكذا الحائض والنفساء لو طهرتا في الليل ولم تغتسلا إلا بعد طلوع الفجر لم يكن عليهما بأس في ذلك وصومهما صحيح.. ولكن لا يجوز لهما ولا للجنب تأخير الغسل أو الصلاة قبل طلوع الشمس بل يجب على الجميع البدار بالغسل قبل طلوع الشمس حتى يؤدوا الصلاة في وقتها. وعلى الرجل أن يبادر بالغسل من الجنابة قبل صلاة الفجر حتى يتمكن من الصلاة في الجماعة.. والله ولي التوفيق [الشيخ ابن باز]. حكم استعمال الدهان س: هل الدهان المرطب للبشرة يضر بالصيام إذا كان من النوع غير العازل لوصول الماء إلى البشرة؟ ج: لا بأس بدهن الجسم مع الصيام عند الحاجة فإن الدهن إنما يبل ظاهر البشرة ولا ينفذ إلى داخل الجسم ثم لو قدر دخول المسام لم يعد مفطراً [الشيخ ابن جبرين]. حكم الصوم في السفر س: هل يشترط لترخيص المسافر في سفره بالفطر في رمضان أن يكون سفره على الرّجل أو الدابة أو ليس هناك فرق بين الرّجل وراكب الدابة وراكب السيارة أو الطائرة؟ وهل يشترط أن يكون في السفر تعب لا يستطيع الصائم تحمله؟ وهل الأحسن أن يصوم المسافر إذا استطاع أو الأحسن له الفطر؟ ج: يجوز للمسافر سفر قصر أن يفطر في سفره سواء كان ماشياً أو راكباً وسواء كان ركوبه بالسيارة أو الطائرة أو غيرهما وسواء تعب في سفره تعباً لا يتحمل معه الصوم أم لم يتعب، اعتراه جوع وعطش أم لم يصبه شيء من ذلك لأن الشرع أطلق الرخصة للمسافر سفر قصر في الفطر وقصر الصلاة ونحوهما من رخص السفر ولم يقيد ذلك بنوع من المركب، ولا بخشية التعب أو الجوع أو العطش، وقد كان أصحاب رسول الله يسافرون معه في غزوة في شهر رمضان فمنهم من يصوم ومنهم من يفطر ولم يعب بعضهم على بعض لكن يتأكد على المسافر الفطر في شهر رمضان إذا شق عليه الصوم لشدة حر أو وعورة مسلك أو بعد شقة وتتابع مسير مثلاً، فعن أنس قال: كنا مع رسول الله في سفر فصام بعض وأفطر بعض فتحزم المفطرون وعملوا ضعف الصائمون عن العمل، فقال النبي : « ذهب المفطرون اليوم بالأجر » وقد يجب الفطر في السفر لأمر طارئ يوجب ذلك كما في حديث أبي سعيد الخدري قال: سافرنا مع رسول الله إلى مكة ونحن صيام، قال: فنزلنا منزلاً، فقال رسول الله : « إنكم دنوتم من عدوكم والفطر أقوى لكم » فكانت رخصة فمنا من صام ومنا من أفطر، ثم نزلنا منزلاً آخر فقال: « إنكم مصبحو عدوكم والفطر أقوى لكم فأفطروا وكانت عزمة »، فأفطرنا، ثم قال: « لقد رأيتنا نصوم مع رسول الله بعد ذلك في السفر » [رواه مسلم]. وكما في حديث جابر بن عبدالله « كان مع رسول الله في سفر، فرأى رجلاً قد اجتمع الناس عليه، وقد ظل عليه فقال: ما له؟ قالوا: رجل صائم. فقال رسول الله : ليس من البر أن تصوموا في السفر » [رواه مسلم] [الجنة الدائمة]. صوم سائقي الحافلات س: هل ينطبق حكم المسافر على سائقي السيارات والحافلات لعملهم المتواصل خارج المدن في نهار رمضان؟ ج: نعم ينطبق حكم السفر عليهم فلهم القصر والجمع والفطر، فإذا قال قائل: ( متى يصومون وعملهم متواصل ) قلنا: يصومون في أيام الشتاء لأنها أيام قصيرة وباردة أما السائقون داخل المدن فليس لهم حكم المسافر ويجب عليهم الصوم [الشيخ ابن العثيمين]. ما هو السفر المبيح للفطر؟ س: ما هي مسافة السفر المبيح للفطر؟ ج: السفر المبيح للفطر وقصر الصلاة هو 83 كيلومتراً تقريباً ومن العلماء من لم يحدد مسافة للسفر بل كل ما هو في عرف الناس سفر فهو سفر. ورسول الله كان إذا سافر ثلاة فراسخ قصر الصلاة. والسفر المحرم ليس مبيحاً للقصر ولا للفطر؛ لأن سفر المعصية لا تناسبه الرخصة وبعض أهل العلم لا يفرق بين سفر المعصية وسفر الطاعة لعموم الأدلة والعلم عند الله؟ [الشيخ ابن عثيمين]. حكم أخذ حبوب منع الدورة الشهرية س: تعمد بعض النساء أخذ حبوب لمنع الدورة الشهرية - الحيض - والرغبة في ذلك حتى لا تقضي فيما بعد. فهل هذا جائز وهل في ذلك قيود حتى تعمل بها هؤلاء النساء؟ ج: الذي أراه في هذه المسألة ألا تفعله المرأة وتبقى على ما قدره الله عز وجل وكتبه على بنات آدم فإن هذه الدورة الشهرية لله تعالى حكمته في إيجادها، هذه الحكمة تناسب طبيعة المرأة فإذا منعت هذه العادة فإنه لا شك يحدث منها رد فعل ضار على جسم المرأة وقد قال النبي : « لا ضرر ولا ضرار ». هذا بقطع النظر عما تسببه هذه الحبوب من أضرار على الرحم كما ذكر ذلك الأطباء فالذي أرى في هذه المسألة أن النساء لا يستعملن هذه الحبوب، والحمد لله على قدره وعلى حكمته إذا أتاها الحيض تمسك عن الصوم والصلاة وإذا طهرت تستأنف الصيام والصلاة وإذا انتهى رمضان تقضي ما فاتها من الصوم [الشيخ ابن عثيمين]. صلاة التراويح سنة مؤكدة س: هل صلاة التراويح سنة فقط أم سنة مؤكدة؟ وكيف نؤديها؟ ج: هي سنة مؤكدة حث النبي بقوله: « من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه » وثبت أنه صلاها بأصحابه عدة ليال ثم خاف أن تفرض عليهم ورغبهم أن يصلوها بأنفسهم فكان الرجل يصليها وحده ويصلي الإثنان جميعاً والثلاثة جماعة ثم إن عمر رأى جمعهم على إمام لما في ذلك من الاجتماع على الصلاة وسماع القرآن واستمر على ذلك المسلمون إلى اليوم. وكانت تؤدى في ذلك الزمان ثلاثاً وعشرين ركعة وكانوا يطيلون في القراءة بحيث يقرأون سورة البقرة في اثنتي عشرة ركعة وأحياناً في ثماني ركعات وحيث لم يحددها النبي بعدد معين فإن الأمر فيها واسع فإن شاء قلل الركعات وطول في الأركان وإن شاء زاد في عدد الركعات [الشيخ ابن جبرين]. الخروج لصلاة التراويح بدون إذن الزوج س: إذا خرجت المرأة لصلاة التراويح في المسجد وزوجها غير راض عنها يقول لها صلي في البيت آجر لك، ما صحة هذا الكلام بارك الله فيكم؟ ج: نقول أولاً للزوج: لا تمنع امرأتك من الخروج إلى المسجد فإن النبي نهاك عن ذلك فقال: « ولا تمنعوا إماء الله مساجد الله » ونقول للزوجة: إذا منعك الزوج فأطيعيه لأنه قد لا يمنعك إلا لمصلحة أو خوف فتنة وهو كما قال من أن صلاتك في البيت أفضل من صلاتك في المسجد لقول النبي : « وبيوتهنّ خير لهن » [الشيخ ابن عثيمين]. |
((((ليلة القدر))))
قال الله تعالى إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ. وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ. لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ. تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ. سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى أولا : سميت ليلة القدر من القدر وهو الشرف كما تقول فلان ذو قدر عظيم ، أي ذو شرف ثانيا : أنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة ، فيكتب فيها ما سيجري في ذلك العام ، وهذا من حكمة الله عز وجل وبيان إتقان صنعه وخلقه . ثالثا : وقيل لأن للعبادة فيها قدر عظيم لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) متفق عليه فضائل ليلة القدر أنها ليلة أنزل الله فيها القرآن ، قال تعالى { إنا أنزلناه في ليلة القدر } أنها ليلة مباركة ، قال تعالى { إنا أنزلناه في ليلة مباركة } يكتب الله تعالى فيها الآجال والأرزاق خلال العام ، قال تعالى { فيها يفرق كل أمر حكيم } فضل العبادة فيها عن غيرها من الليالي ، قال تعالى { ليلة القدر خير من ألف شهر} تنزل الملائكة فيها إلى الأرض بالخير والبركة والرحمة والمغفرة ، قال تعالى { تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر } ليلة خالية من الشر والأذى وتكثر فيها الطاعة وأعمال الخير والبر ، وتكثر فيها السلامة من العذاب ولا يخلص الشيطان فيها إلى ما كان يخلص في غيرها فهي سلام كلها ، قال تعالى { سلام هي حتى مطلع الفجر } فيها غفران للذنوب لمن قامها واحتسب في ذلك الأجر عند الله عز وجل ، قال صلى الله عليه وسلم : ( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) - متفق عليه العمل فيها أحب الأعمال لمن وفق وحظي بليلة القدر ما يأتي: 1. أداء الصلوات المكتوبة للرجال مع جماعة المسلمين، سيما الصبح والعشاء. 2. القيام، أي الصلاة، لقوله صلى الله عليه وسلم:" من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" 3. الدعاء. 4. قراءة القرآن. 5. اجتناب المحرمات. ويمكن للمرء أن يجمع بين هذه كلها في الصلاة إذا أطال القيام، وسأل الله الرحمن واستعاذ به من النيران كلما مر بآية رحمة أوعذاب. علاماتها هناك بعض العلامات التي يستدل بها البعض على ليلة القدر، ويعوزها كلها الدليل القاطع، وإنما هي اجتهادات وتخمينات لا يعتمد عليها، من تلك العلامات: 1. طلوع الشمس في صبيحتها من غير شعاع، كما استدل على ذلك أبي بن كعب رضي الله عنه. 2. أن ليلتها تكون معتدلة ليست باردة ولا حارة. 3. أن الكلاب لا تنبح فيها وكذلك الحمير لا تنهق فيها. 4. الملائكة تطوف بالبيت العتيق فوق رؤوس الناس. 5. استجاب الله دعاء البعض في ليلة سبع وعشرين، وإجابة الدعاء ليست دائماً علامة صلاح، فالله كريم يجيب دعوة المضطر ولو كان فاسقاً أوفاجراً، وربما تكون إجابة الدعاء في بعض الأحيان من باب الاستدراج. فـ لنغتنم إخواني وأخواتي الفرصة في هذه الليالي المباركة كم أتمنى لو أن كل الشهور رمضان أسأل الله أن يرزقنا وإياكم القيام في ليلة القدر .. وأن يجعلنا وإياكم من عتقائه من النار قال الرسول صلى الله عليه وسلم أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار للصائم دعوة لا ترد عند فطره فـ شاركوني الدعاء لوالدي رحمكم ورحمه الله إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين يتبع |
((أعمال العشر الأواخر من رمضان))
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء المرسلين وعلى آله وصحبة الغر الميامين أيها الأخوة المسلمون : موضوع حديثنا هذا اليوم عن أعمال العشر الأواخر للعشر الأواخر من رمضان عند النبي صلى الله علية وسلم و أصحابه أهمية خاصة ولهم فيها هدى خاص ، فقد كانوا أشد ما يكونون حرصاً فيها على الطاعة . والعبادة والقيام والذكر ولنتعرف في هذه الدقائق على أهم الأعمال التي كان يحرص عليها الأولون وينبغي علينا الإقتداء بهم في ذلك : 1 ـ فمن أهم هذه الأعمال : { إحياء الليل } فقد ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل العشر أحياء الليل وأيقظ أهله وشد مئزر ومعنى إحياء الليل : أي استغرقه بالسهر في الصلاة والذكر و غيرهما ، وقد جاء عند النسائي عنها أنها قالت : لا أعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ القرآن كله في ليلة ولا قام ليلة حتى أصبح ولا صام شهراً كاملاً قط غير رمضان } فعلى هذا يكون إحياء الليل المقصود به أنه يقوم أغلب الليل ، ويحتمل أنه كان يحي الليل كله كما جاء في بعض طرق الحديث . وقيام الليل في هذا الشهر الكريم وهذه الليالي الفاضلة لا شك أنه عمل عظيم جدير بالحرص والاعتناء حتى نتعرض لرحمات الله جل شأنه 2 ـ ومن الأعمال الجليلة في هذه العشر : إيقاظ الرجل أهله للصلاة . فقد كان من هدية علية الصلاة السلام في هذه العشر أنه يوقظ أهله للصلاة كما في البخاري عن عائشة ، وهذا حرص منه عليه الصلاة والسلام على أن يدرك أهله من فضائل ليالي هذا الشهر الكريم ولا يقتصر على العمل لنفسه ويترك أهله في نومهم ، كما يفعل بعض الناس وهذا لاشك أنه خطأ وتقصير ظاهر . 3 ـ ومن الأعمال أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل العشر شد المئزر كما في الصحيحين والمعنى أنه يعتزل النساء في هذه العشر وينشغل بالعبادة والطاعة وذلك لتصفو نفسه عن الأكدار والمشتهيات فتكون أقرب لسمو القلب إلى معارج القبول وأزكى للنفس لمعانقة الأجواء الملائكية وهذا ما ينبغي فعله للسالك بلا ارتياب. 4 ـ ومما ينبغي الحرص الشديد عليه في هذه العشر : الإعتكاف في المساجد التي تصلي فيها فقد كان هدى النبي صلى الله علية وسلم المستمر الإعتكاف في العشر الأواخر حتى توفاه الله كما في الصحيحين عن عائشة وإنما كان يعتكف في هذه العشر التي تطلب فيها ليلة القدر قطعاً لانشغاله وتفريغاً للياليه وتخلياً لمناجاة ربه وذكره ودعائه ,وكان يحتجز حصيراً يتخلى فيه عن الناس فلا يخالطهم ولا ينشغل بهم . وقد روى البخاري أنه عليه الصلاة والسلام اعتكف في العام الذي قبض فيه عشرين يوما. قال الإمام الزهري رحمة الله عليه : { عجباً للمسلمين تركوا الإعتكاف مع أن النبي صلى الله عليه وسلم ما تركه منذ قدم المدينة حتى قبضه الله عز وجل } . ومن أسرار الإعتكاف صفاء القلب والروح إذ أن مدار الأعمال على القلب كما في الحديث « ألا و أن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب » فلما كان الصيام وقاية للقلب من مغبة الصوارف الشهوانية من فضول الطعام و الشراب و النكاح فكذلك الإعتكاف ينطوي على سر عظيم وهو حماية العبد من أثار فضول الصحبة وفضول الكلام وفضول النوم وغير ذلك من الصوارف التي نفرق أمر القلب ونفسدُ اجتماعه على طاعة الله . ومما يجدر التنبه عليه هنا أن كثيراً من الناس يعتقد أنه لا يصح له الإعتكاف إلا إذا اعتكف كل أيام العشر ولياليها , وبعضهم يعتقد أنه لابد من لزوم المسجد طيلة النهار والليل وآلا م يصح اعتكافه , وهذا ليس صواباً إذ أن الإعتكاف وإن كانت السنة فيه اعتكاف جميع العشر إلا أنه يصح اعتكاف بعض العشر سواءً نهاراً أو ليلها كما يصح أن يعتكف الإنسان جزءً من الوقت ليلاً أو نهاراً إن كان هناك ما يقطع اعتكافه من المشاغل فإذا ما خرج لا مر مهم أو لوظيفة مثلاً استأنف نية الإعتكاف عند عودته , لأن الإعتكاف في العشر مسنون أما إذا كان الإعتكاف واجباً كأن نذر الإعتكاف مثلاً فأنه يبطل بخروجه من المسجد لغير حاجة الإنسان من غائط وما كان في معناه كما هو مقرر في موضعه من كتب الفقه فلا تشتغل إلا بما يكسب العلا ولا ترض للنفس النفسية بالردى وفي خلوة الإنسان بالعلم أُنسه ويسلم دين المرء عند التوحد ويسلم من قال وقيل ومن أذى جليس ومن واش بغيظ وحسدِ وخير مقام قمت فيه وحلية تحليتها ذكر الإله بمسجد ومن أهم الأعمال في هذا الشهر وفي العشر الأواخر منة على وجه الخصوص تلاوة القرآن الكريم بتدبر وخشوع ,واعتبار معانية وأمره ونهيه قال تعالى . { شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان } فهذا شهر القرآن , وقد كان النبي صلى الله علية وسلم يدارسه جبريل في كل يوم من أيام رمضان حتى يتم ما أنزل علية من القرآن وفي السنة التي توفي فيها قرأ القرآن على جبريل مرتين وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى فضل القرآن وتلاوته فقال ( إقروا القرآن فان لكم بكل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها أما إني لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف)رواه الترمذي وإسناده صحيح واخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن القرآن يحاج عن صاحبه يوم العرض الأكبر فقال « يؤتي يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما » رواه مسلم ولقد كان السلف اشد حرصاً على تلاوة القرآن وخاصة في شهر رمضان فقد كان الأسود بن يزيد يختم المصحف في ست ليالي فإذا دخل رمضان ختمه في ثلاث ليال فإذا دخلت العشر ختمه في كل ليلة , وكان الشافعي رحمة الله عليه يختمه في العشر في كل ليلة بين المغرب والعشاء وكذا روي عن أبي حنيفة رحمه الله. وقد أفاد الحافظ بن رجب رحمه الله أن النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث إنما هو على الوجه المعتاد أما في الأماكن الفاضلة كمكة لمن دخلها أو في الأوقات الفاضلة كشهر رمضان والعشر منه فلا يكره وعليه عمل السلف . نسأل الله الكريم أن يوفقنا إلى طاعته ويستعملنا في مرضاته ويسلك لنا مسلك الصالحين ويحسن لنا الختام ويتقبل منا صالح الأعمال إنه جواد كريم |
آيات الصيام حكم وأحكام " دعوة للتأمل "
في هذا الشهر الكريم دعوة لأعضاء الملتقى لتدارس آيات الصيام واستنباط ما فيها من حكم وأحكام وسوف أذكرها تباعاً ان شاء الله , حيث سأذكر مقدمة مشتملة على بعض الفوائد المستنبطة من كل آية , وأدع المجال لإستنباط البقية : الآية الأولى : " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون " ذكر الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في تفسيره الفوائد المستنبطة من هذه الآية فقال : 1 ــــ من فوائد الآية: أهمية الصيام؛ لأن الله تعالى صدره بالنداء؛ وأنه من مقتضيات الإيمان؛ لأنه وجه الخطاب إلى المؤمنين؛ وأنّ تركه مخل بالإيمان. 2 ــــ ومنها: فرضية الصيام؛ لقوله تعالى: { كتب }. 3 ــــ ومنها: فرض الصيام على من قبلنا من الأمم؛ لقوله تعالى: { كما كتب على الذين من قبلكم }. 4 ــــ ومنها: تسلية الإنسان بما ألزم به غيره ليهون عليه القيام به؛ لقوله تعالى: { كما كتب على الذين من قبلكم 5 ــــ ومنها: استكمال هذه الأمة لفضائل من سبقها، حيث كتب الله عليها ما كتب على من قبلها لتترقى إلى درجة الكمال كما ترقى إليها من سبقها. 6 ــــ ومنها: الحكمة في إيجاب الصيام؛ وهي تقوى الله؛ لقوله تعالى: { لعلكم تتقون }. 7 ــــ ومنها: فضل التقوى، وأنه ينبغي سلوك الأسباب الموصلة إليها؛ لأن الله أوجب الصيام لهذه الغاية؛ إذاً هذه الغاية غاية عظيمة؛ ويدل على عظمها أنها وصية الله للأولين، والآخرين؛ لقوله تعالى: {ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله} [النساء: 131] . ويتفرع على هذه الفائدة اعتبار الذرائع؛ يعني ما كان ذريعة إلى الشيء فإن له حكم ذلك الشيء؛ فلما كانت التقوى واجبة كانت وسائلها واجبة؛ ولهذا يجب على الإنسان أن يبتعد عن مواطن الفتن: لا ينظر إلى المرأة الأجنبية؛ ولا يكلمها كلاماً يتمتع به معها؛ لأنه يؤدي إلى الفتنة، ويكون ذريعة إلى الفاحشة؛ فيجب اتقاء ذلك؛ حتى إن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر من سمع بالدجال أن يبتعد عنه حتى لا يقع في فتنته(1). 8- ومن فوائد الآية: حكمة الله سبحانه وتعالى بتنويع العبادات؛ لأننا إذا تدبرنا العبادات وجدنا أن العبادات متنوعة؛ منها ما هو مالي محض؛ ومنها ما هو بدني محض؛ ومنها ما هو مركب منهما: بدني، ومالي؛ ومنها ما هو كفّ ــــ ليتم اختبار المكلف؛ لأن من الناس من يهون عليه العمل البدني دون بذل المال؛ ومنهم من يكون بالعكس؛ ومن الناس من يهون عليه بذل المحبوب؛ ويشق عليه الكف عن المحبوب ومنهم من يكون بالعكس؛ فمن ثَم نوَّع الله سبحانه وتعالى بحكمته العبادات؛ فالصوم كف عن المحبوب قد يكون عند بعض الناس أشق من بذل المحبوب؛ ومن العجائب في زمننا هذا أن من الناس من يصبر على الصيام، ويعظمه؛ ولكن لا يصبر على الصلاة، ولا يكون في قلبه من تعظيم الصلاة ما في قلبه من تعظيم الصيام؛ تجده يصوم رمضان لكن الصلاة لا يصلي إلا من رمضان إلى رمضان ــــ إن صلى في رمضان؛ وهذا لا شك خطأ في التفكير؛ لكن الصلاة حيث إنها تتكرر كل يوم صار هيناً على هذا الإنسان تركها؛ والصوم يكون عنده تركه صعباً؛ ولهذا إذا أرادوا ذم إنسان قالوا: إنه لا يصوم، ولا يصلي ــــ يبدؤون بالصوم. الآية الثانية : {)أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (البقرة:184) ذكر الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في تفسيره الفوائد المستنبطة من هذه الآية فقال : 1 ــــ من فوائد الآية: أن الصوم أيامه قليلة؛ لقوله تعالى: { أياماً معدودات ]. 2 ــــ ومنها: التعبير بكلمات يكون بها تهوين الأمر على المخاطب؛ لقوله تعالى: { أياماً معدودات }. 3 ــــ ومنها: رحمة الله عز وجل بعباده؛ لقلة الأيام التي فرض عليهم صيامها. 4 ــــ ومنها: أن المشقة تجلب التيسير؛ لقوله تعالى: { فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر }؛ لأن المرض، والسفر مظنة المشقة. 5 ــــ ومنها: جواز الفطر للمرض؛ ولكن هل المراد مطلق المرض - وإن لم يكن في الصوم مشقة عليه؛ أو المراد المرض الذي يشق معه الصوم، أو يتأخر معه البرء؟ الظاهر الثاني؛ وهو مذهب الجمهور؛ لأنه لا وجه لإباحة الفطر بمرض لا يشق معه الصوم، أو لا يتأخر معه البرء؛ هذا وللمريض حالات: الأولى: أن لا يضره الصوم، ولا يشق عليه؛ فلا رخصة له في الفطر. الثانية: أن يشق عليه، ولا يضره؛ فالصوم في حقه مكروه؛ لأنه لا ينبغي العدول عن رخصة الله. الثالثة: أن يضره الصوم؛ فالصوم في حقه محرم؛ لقوله تعالى: { ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً } [النساء: 29] . 6 ــــ ومن فوائد الآية: جواز الفطر في السفر؛ لقوله تعالى: { أو على سفر فعدة من أيام أخر }؛ وللمسافر باعتبار صومه في سفره حالات ثلاث: الأولى: أن لا يكون فيه مشقة إطلاقاً؛ يعني: ليس فيه مشقة تزيد على صوم الحضر؛ ففي هذه الحال الصوم أفضل؛ وإن أفطر فلا حرج؛ ودليله أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصوم في السفر، كما في حديث أبي الدرداء رضي الله عنه قال: «خرجنا مع رسول الله (ص) في بعض أسفاره في يوم حار حتى يضع الرجل يده على رأسه من شدة الحرّ؛ وما فينا صائم إلا ما كان من النبي صلى الله عليه وسلم وابن رواحة»(1)؛ ولأن الصوم في السفر أسرع في إبراء ذمته؛ ولأنه أسهل عليه غالباً لكون الناس مشاركين له، وثقلِ القضاء غالباً؛ ولأنه يصادف شهر الصوم - وهو رمضان. الحال الثانية: أن يشق عليه الصوم مشقة غير شديدة؛ فهنا الأفضل الفطر؛ والدليل عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في سفر، فرأى زحاماً، ورجلاً قد ظُلل عليه، فسأل عنه، فقالوا: صائم؛ فقال (ص): «ليس من البر الصيام في السفر»(1)؛ فنفى النبي صلى الله عليه وسلم البر عن الصوم في السفر. فإن قيل: إن من المتقرر في أصول الفقه أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب؛ وهذا يقتضي نفي البر عن الصوم في السفر مطلقاً؟. فالجواب: أن معنى قولنا: «العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب» يعني أن الحكم لا يختص بعين الذي ورد من أجله؛ وإنما يعم من كان مثل حاله؛ وقد نص على هذه القاعدة ابن دقيق العيد في شرح الحديث في العمدة؛ وهو واضح. الحال الثالثة: أن يشق الصوم على المسافر مشقة شديدة؛ فهنا يتعين الفطر؛ ودليله: ما ثبت في الصحيح أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان في سفر، فشُكي إليه أن الناس قد شق عليهم الصيام وإنهم ينتظرون ما يفعل؛ فدعا بماء بعد العصر، فشربه، والناس ينظرون؛ ثم جيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل له: إن بعض الناس قد صام فقال (ص): «أولئك العصاة! أولئك العصاة!»(2)؛ والمعصية لا تكون إلا في فعل محرم؛ أو ترك واجب. 7 ــــ ومن فوائد الآية: أن السفر الذي يباح فيه الفطر غير مقيد بزمن، ولا مسافة؛ لإطلاق السفر في الآية؛ وعلى هذا يرجع فيه إلى العرف: فما عده الناس سفراً فهو سفر؛ وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية؛ لأن تحديده بزمن، أو مسافة يحتاج إلى دليل. 8 ــــ ومنها: أن المتهيئ للسفر كالخارج فيه ــــ وإن كان في بلده؛ فإنه يجوز أن يفطر؛ وكان أنس بن مالك يفعل ذلك، ويقول: «السنة»(3)؛ لكن هذا الحديث فيه مقال؛ على ذلك. 9 ــــ ومن فوائد الآية: أن الظاهرية استدلوا بها على أن من صام في السفر لم يجزئه؛ لقوله تعالى: { فعدة من أيام أخر }، فأوجب الله سبحانه وتعالى على المريض، والمسافر عدة من أيام أخر؛ فمن صام وهو مريض، أو مسافر صار كمن صام قبل دخول رمضان، وقالوا: «إن الآية ليست فيها شيء محذوف»؛ وهذا القول لولا أن السنة بينت جواز الصوم لكان له وجه قوي؛ لأن الأصل عدم الحذف؛ لكن أجاب الجمهور عن هذا بأن الحذف متعين، وتقدير الكلام: فمن كان مريضاً، أو على سفر فأفطر فعليه عدة من أيام أخر؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم صام في رمضان في السفر والصحابة معه منهم الصائم، ومنهم المفطر، ولم يعب أحد على أحد(4)؛ ولو كان الصوم حراماً ما صامه النبي صلى الله عليه وسلم، ولأنكر المفطر على الصائم. 10 ــــ ومن فوائد الآية: أنه لو صام عن أيام الصيف أيام الشتاء فإنه يجزئ؛ لقوله تعالى: { فعدة من أيام أخر وجهه: أن { أيام } نكرة. 11 ــــ ومنها: حكمة الله سبحانه وتعالى في التدرج بالتشريع، حيث كان الصيام أول الأمر يخير فيه الإنسان بين أن يصوم، ويطعم؛ ثم تعين الصيام كما يدل على ذلك حديث سلمة بن الأكوع رضي الله عنه. 12 ــــ ومنها: أن من عجز عن الصيام عجزاً لا يرجى زواله فإنه يطعم عن كل يوم مسكيناً؛ ووجه الدلالة أن الله سبحانه وتعالى جعل الإطعام عديلاً للصيام حين التخيير بينهما؛ فإذا تعذر الصيام وجب عديله؛ ولهذا ذكر ابن عباس رضي الله عنهما أن هذه الآية في الشيخ الكبير، والمرأة الكبيرة لا يطيقان الصيام، فيطعمان عن كل يوم مسكيناً(1). 13 ــــ ومنها: أنه يرجع في الإطعام في كيفيته ونوعه إلى العرف؛ لأن الله تعالى أطلق ذلك؛ والحكم المطلق إذا لم يكن له حقيقة شرعية يرجع فيه إلى العرف. 14 ــــ ومنها: أنه لا فرق بين أن يملّك الفقير ما يطعمه، أو يجعله غداءً، أو عشاءً؛ لأن الكل إطعام؛ وكان أنس بن مالك حين كبر يطعم أدُماً، وخبزاً(2). 15 ــــ ومنها: أن ظاهر الآية لا يشترط تمليك الفقير ما يطعم؛ وهو القول الراجح؛ وقال بعض أهل العلم: إنه يشترط تمليكه؛ فيعطى مداً من البر؛ أو نصف صاع من غيره؛ وقيل: يعطى نصف صاع من البر، وغيره؛ واستدل القائلون بالفرق بين البر وغيره بما قاله معاوية في زكاة الفطر: «أرى المد من هذه - يعني البر - يعدل مدين من الشعير»(3) فعدل به الناس، وجعلوا الفطرة من البر نصف صاع(4)؛ واستدل القائلون بوجوب نصف صاع من البر، وغيره بحديث كعب بن عجرة رضي الله عنه حين أذن له النبي صلى الله عليه وسلم بحلق رأسه وهو محرم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له مبيناً المجمل في قوله تعالى: {ففدية من صيام أو صدقة أو نسك} [البقرة: 196] ، فقال في الصدقة: «أطعم ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع»(5)؛ ولم يفرق النبي صلى الله عليه وسلم بين طعام وآخر. 16 ــــ ومن فوائد الآية: أن طاعة الله ــــ تبارك وتعالى ــــ كلها خير؛ لقوله تعالى: { فمن تطوع خيراً فهو خير له }. 17 ــــ ومنها: ثبوت تفاضل الأعمال؛ لقوله تعالى: { وأن تصوموا خير لكم }؛ وتفاضل الأعمال يستلزم تفاضل العامل؛ فينبني على ذلك أن الناس يتفاضلون في الأعمال؛ وهو ما دل عليه الكتاب، والسنة، وإجماع السلف، والواقع؛ قال الله تعالى: {لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلًّا وعد الله الحسنى} [الحديد: 10] ، وقال تعالى: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضَّل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلًّا وعد الله الحسنى وفضَّل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً * درجات منه ومغفرة ورحمة} [النساء: 95، 96] ؛ والنصوص في هذا كثيرة. 18 ــــ ومن فوائد الآية: التنبيه على فضل العلم؛ لقوله تعالى: { إن كنتم تعلمون }. الآية الثالثة : "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (البقرة:185) ذكر الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في تفسيره الفوائد المستنبطة من هذه الآية فقال : 1 ــــ من فوائد الآية: بيان الأيام المعدودات التي أبهمها الله عز وجل في الآيات السابقة؛ بأنها شهر رمضان. 2 ــــ ومنها: فضيلة هذا الشهر، حيث إن الله سبحانه وتعالى فرض على عباده صومه. 3 ــــ ومنها: أن الله تعالى أنزل القرآن في هذا الشهر؛ وقد سبق في التفسير هل هو ابتداء إنزاله؛ أو أنه نزل كاملاً؛ والظاهر أن المراد ابتداء إنزاله؛ لأن الله ــــ تبارك وتعالى ــــ يتكلم بالقرآن حين إنزاله؛ وقد أنزله جل وعلا مفرقاً؛ فيلزم من ذلك أن لا يكون القرآن كله نزل في هذا الشهر. 4 ــــ ومنها: أن القرآن كلام الله عز وجل؛ لأن الذي أنزله هو الله، كما في آيات كثيرة أضاف الله سبحانه وتعالى إنزال القرآن إلى نفسه؛ والقرآن كلام لا يمكن أن يكون إلا بمتكلم؛ وعليه يكون القرآن كلام الله عز وجل؛ وهو كلامه سبحانه وتعالى لفظه، ومعناه. 5 ــــ ومنها: ما تضمنه القرآن من الهداية لجميع الناس؛ لقوله تعالى: { هدًى للناس }. 6 ــــ ومنها: أن القرآن الكريم متضمن لآيات بينات واضحة لا تخفى على أحد إلا على من طمس الله قلبه فلا فائدة في الآيات، كما قال عز وجل: { وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون } [يونس: 101] . 7 ــــ ومنها: أن القرآن الكريم فرقان يفرق بين الحق، والباطل؛ وبين النافع، والضار؛ وبين أولياء الله، وأعداء الله؛ وغير ذلك من الفرقان فيما تقتضي حكمته التفريق فيه. 8 ــــ ومنها: وجوب الصوم متى ثبت دخول شهر رمضان؛ وشهر رمضان يثبت دخوله إما بإكمال شعبان ثلاثين يوماً، أو برؤية هلاله؛ وقد جاءت السنة بثبوت دخوله إذا رآه واحد يوثق بقوله(1). 9 ــــ ومنها: لا يجب الصوم قبل ثبوت دخول رمضان. ويتفرع على هذا أنه لو كان في ليلة الثلاثين من شعبان غيم، أو قتر يمنع من رؤية الهلال فإنه لا يصام ذلك اليوم؛ لأنه لم يثبت دخول شهر رمضان؛ وهذا هو القول الراجح من أقوال أهل العلم؛ بل ظاهر حديث عمار بن ياسر رضي الله عنهما أن من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم (ص)(2): أي أن صيامه إثم. 10 ــــ ومن فوائد الآية: التعبير بـ { شهر رمضان }؛ قال أهل العلم: «وهذا أولى»؛ ويجوز التعبير بـ «رمضان» - بإسقاط «شهر» ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان إيماناً واحتساباً... ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً»(3)، وقوله (ص): «إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة»(4)؛ ولا عبرة بقول من كره ذلك. 11 ــــ ومن فوائد الآية: تيسير الله - تبارك وتعالى - على عباده، حيث رخص للمريض الذي يشق عليه الصوم، وللمسافر مطلقاً أن يفطرا، ويقضيا أياماً أخر. 12 ــــ ومنها: إثبات الإرادة لله عز وجل؛ وإرادة الله تعالى تنقسم إلى قسمين: إرادة كونية: وهي التي بمعنى المشيئة؛ ويلزم منها وقوع المراد سواء كان مما يحبه الله، أو مما لا يحبه الله؛ ومنها قوله تعالى: {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء} [الأنعام: 125] ؛ وهذه الآية، كقوله تعالى: {من يشأ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم} [الأنعام: 39] . وإرادة شرعية: بمعنى المحبة؛ ولا يلزم منها وقوع المراد؛ ولا تتعلق إلا فيما يحبه الله عز وجل؛ ومنها قول الله تبارك وتعالى: {والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً * يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفاً} [النساء: 27، 28] . 13 ــــ ومن فوائد الآية: أن شريعة الله سبحانه وتعالى مبنية على اليسر، والسهولة؛ لأن ذلك مراد الله عز وجل في قوله تعالى: { يريد الله بكم اليسر }؛ وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه»(1)؛ وكان (ص) يبعث البعوث، ويقول: «يسروا ولا تعسروا؛ وبشروا ولا تنفروا»(2)؛ «فإنما بعثتم ميسرين؛ ولم تبعثوا معسرين»(3). 14 ــــ ومنها: انتفاء الحرج والمشقة والعسر في الشريعة؛ لقوله عز وجل: { ولا يريد بكم العسر }. 15 ــــ ومنها: أنه إذا دار الأمر بين التحليل، والتحريم فيما ليس الأصل فيه التحريم فإنه يغلب جانب التحليل؛ لأنه الأيسر، والأحب إلى الله. 16 ــــ ومنها: الأمر بإكمال العدة؛ أي بالإتيان بعدة أيام الصيام كاملاً. 17 ــــ ومنها: مشروعية التكبير عند تكميل العدة؛ لقوله الله تعالى: { ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم }؛ والمشروع في هذا التكبير أن يقول الإنسان: «الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد» ؛ وإن شاء أوتر فقال: «الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد» ؛ وإن شاء أوتر باعتبار الجميع فقال: «الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد» ؛ فالأمر في هذا واسع - ولله الحمد. 18 ــــ من فوائد الآية: أن الله يشرع الشرائع لحكمة، وغاية حميدة؛ لقوله تعالى: { لعلكم تشكرون }. 19 ــــ ومنها: الإشارة إلى أن القيام بطاعة الله من الشكر؛ ويدل لهذا قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ، فقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا الله} ؛ وقال تعالى: {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً}»(4)؛ وهذا يدل على أن الشكر هو العمل الصالح. 20 ــــ ومنها: أن من عصى الله عز وجل فإنه لم يقم بالشكر، ثم قد يكون الإخلال كبيراً؛ وقد يكون الإخلال صغيراً - حسب المعصية التي قام بها العبد. تــنــبــيــه: استنبط بعض الناس أن من كانوا في الأماكن التي ليس عندهم فيها شهور، مثل الذين في الدوائر القطبية، يصومون في وقت رمضان عند غيرهم عدة شهر؛ لأن الشهر غير موجود؛ وقال: إن هذا من آيات القرآن؛ فقد جاء التعبير صالحاً حتى لهذه الحال التي لم تكن معلومة عند الناس حين نزول القرآن؛ لقوله تعالى: { ولتكملوا العدة }. |
((نصائح رمضانية))
1 - احرص على أن يكون هذا الشهر المبارك نقطة محاسبة وتقوم لأعمالك ومراجعة وتصحيح لحياتك. 2 - احرص على المحافظة على صلاة التراويح جماعة فقد قال صلى الله عليه وسلم من صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة 3- احذر من الإسراف في المال وغيره فالإسراف محرم ويقلل من حظك في الصدقات التي تؤجر عليها. 4 - اعقد العزم على الاستمرار بعد رمضان على ما اعتدت عليه فيه. 5 - اعتبر بمضي الزمان وتتابع الأحوال على انقضاء العمر. 6 - إن هذا الشهر هو شهر عبادة وعمل وليس نوم وكسل . 7 - عوّد لسانك على دوام الذكر ولا تكن من الذين لا يذكرون الله إلا قليلا. 8 - عند شعورك بالجوع تذكر أنك ضعيف ولا تستغني عن الطعام وغيره من نعم الله. 9 - انتهز فرصة هذا الشهر للامتناع الدائم عن تعاطي مالا ينفعك بل يضرك. 10 - اعلم أن العمل أمانة فحاسب نفسك هل أداءه كما ينبغي. 11 - سارع إلى طلب العفو ممن ظلمته قبل أن يأخذ من حسناتك. 12 - احرص على أن تفطر صائما فيصير لك مثل أجره. 13 - اعلم أن الله أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين ويقبل التوبة من التائبين وهو سبحانه شديد العقاب يمهل ولا يهمل. 14 - إذا فعلت معصية وسترك الله سبحانه وتعالى فأعلم أنه إنذار لك لتتوب فسارع للتوبة واعقد العزم على عدم العودة لتلك المعصية. 15 - اعلم أن الله سبحانه تعالى أباح لنا الترويح عن النفس بغير الحرام ولكن التمادي وجعل الوقت كله ترويحا يفوت فرصة الاستزادة من الخير . 16 - احرص على الاستزادة من معرفة تفسير القرآن - وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم - والسيرة العطرة - وعلوم الدين . فطلب العلم عبادة. 17 - ابتعد عن جلساء السوء واحرص على مصاحبة الأخيار الصالحين. 18 - إن الاعتياد على التبكير إلى المساجد يدل على عظيم الشوق والأنس بالعبادة ومناجاة الخالق. 19 - احرص على توجيه من تحت إدارتك إلى ما ينفعهم في دينهم فإنهم يقبلون منك أكثر من غيرك. 20 - لا تكثر من أصناف الطعام في وجبة الإفطار فهذا يشغل أهل البيت عن الاستفادة من نهار رمضان في قراءة القرآن وغيره من العبادات. 21 - قلل من الذهاب إلى الأسواق في ليالي رمضان وخصوصا في آخر الشهر لئلا تضيع عليك تلك الأوقات الثمينة. 22 - اعلم أن هذا الشهر المبارك ضيف راحل فأحسن ضيافته فما أسرع ما تذكره إذا ولى. 23 - احرص على قيام ليالي العشر الأواخر فهي ليالي فاضلة وفيها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر. 24 - اعلم أن يوم العيد يوم شكر للرب فلا تجعله يوم انطلاق مما حبست عنه نفسك في هذا الشهر. 25 - تذكر وأنت فرح مسرور بيوم العيد إخوانك اليتامى والثكالى والمعدمين واعلم أن من فضلك عليهم قادر على أن يبدل هذا الحال فسارع إلى شكر النعم ومواساتهم. 26 - احذر من الفطر دون عذر فإن من أفطر يوما من رمضان لم يقضه صوم الدهر كله ولو صامه. 27 - اجعل لنفسك نصيبا ولو يسيرا من الاعتكاف. 28 - يحسن الجهر بالتكبير ليلة العيد ويومه إلى أداء الصلاة. 29 - اجعل لنفسك نصيبا من صوم التطوع ولا يكن عهدك بالصيام في رمضان فقط. 30 - حاسب نفسك في جميع أمورك ومنها : المحافظة على الصلاة جماعة - الزكاة - صلة الأرحام - بر الو الدين - تفقد الجيران - الصفح عمن بينك وبينه شحناء - عدم الإسراف - تربية من تحت يديك - الاهتمام بأمور إخوانك المسلمين - عدم صرف شيء مما وليت عليه لفائدة نفسك - استجابتك وفرحك بالنصح - الحذر من الرياء - حبك لأخيك ما تحب لنفسك - سعيك بالإصلاح - عدم غيبة إخوانك - تلاوة القرآن وتدبر معانيه - الخشوع عند سماعه. هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين |
((علمنة رمضان ))
د. خالد بن محمد الغيث عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى لقد اختص الله سبحانه وتعالى شهر رمضان دون سائر الشهور بنزول القرآن الكريم، قال تعالى { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ } . كما اختصه سبحانه وتعالى بليلة عظيمة الشأن، شريفة القدر، ألا وهي ليلة القدر، قال تعالى { لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ } . وفي هذا الشهر الكريم، وفي السنة الثانية من الهجرة النبوية المباركة انتصر الله سبحانه وتعالى لعباده الموحّدين بقيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم على المشركين المعاندين في معركة من معارك العقيدة، ألا وهي غزوة بدر الكبرى التي فرق الله فيها بين الحق والباطل. كذلك فقد شهد هذا الشهر تحرير قبلة المسلمين من براثن الشرك، بعد أن أذِن رب العزة والجلال لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم بفتح أم القرى في السنة الثامنة من الهجرة النبوية. هذه المنزلة العظيمة لشهر رمضان جعلت رسول الله صلى الله عليه وسلم في شوق دائم إليه، فكان يدعو الله في كل عام أن يبلغه إياه ويقول: « اللهم بارك لنا في رجب وشعبان، وبلِّغنا رمضان ». وعلى هذا النهج من الشوق والتوقير لشهر رمضان سار صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن جاء بعدهم من التابعين وسلف الأمة الصالح. لقد ارتبط شهر رمضان في ذاكرة الأمة المسلمة بالعزة والكرامة، ابتداءً من غزوة بدر الكبرى، التي أرادها الله سبحانه وتعالى أن تكون في أول رمضان يصومه المسلمون، لذا فقد حرص أعداء الأمة المسلمة في هذا العصر على تفتيت هذا الارتباط الحيوي الذي يجمع المسلمين بهذا الشهر الكريم، وراحوا يعملون من أجل ذلك على محورين: الأول: العمل على جعل شهر رمضان بالنسبة للأمة المسلمة شهراً للمآسي والنكبات، وهذا مشاهد في البلدان الإسلامية مثل: فلسطين، والعراق، وأفغانستان، والشيشان، وغيرها. الثاني: السير بخطوات حثيثة نحو علمنة شهر رمضان، وذلك من خلال تفريغ هذا الشهر الكريم من محتواه الذي أراده الله سبحانه وتعالى، فبدلاً من أن يكون رمضان محطة إيمانية، ووقفة للمحاسبة والمراجعة، نجده تحول بفعل وسائل الإعلام إلى شهر من شهور ألف ليلة وليلة، ليس على مستوى الطعام والشراب فقط، بل على مستوى العـفة والفضيلة التي تنحر من الوريد إلى الوريد في القنوات الفضائية العربية، حيث تحول معظمها إلى أندية ليلية، راحت تتفنن في محاربة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، تحت مسمى السهرات الرمضانية، والخيام الرمضانية، ولسان حالها يقول: يا باغي الشر أقبل، ويا باغي الخير أقصر. ومهما يكن من أمر فإن المحزن في هذه القضية أن علمنة رمضان، والمؤامرة عليه تتم بأموال رجال الأعمال المسلمين، الذين يملكون معظم تلك القنوات الفضائية، فهل هذا هو جزاء إحسان الله إليهم؟! أم يريدون أن يكونوا مثل قارون الذي كفر بأنعم الله؟! قال تعالى { وَابْتَغِ فِيمَآ آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَآ أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلاَ تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ }. وختاماً أيها القارئ الكريم فإنه ينبغي علينا أن نحمي صيامنا وقيامنا من قراصنة الأجر والثواب، في تلك القنوات الفضائية، الذين يترصّدون للأسرة المسلمة في كل ليلة من ليالي رمضان، وليكن شعارنا جميعاً: حييت يا شهر العبادة والتقى حييت يا شهر البطولة والفدى حييت يا شهر المكارم والندى هذا والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم |
((أسباب تُعين المسلم على قيام الليل)) بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة على أشرف الأنبياء والمرسلين أود أطرح 104 طريقة تحمس الإنسان المسلم لقيام الليل بين يدي ربه .. العبادة التي غفل عنها الكثير وجهلتها الأغلبية .. وقد نقلته بتصرف من كتاب (كيف تتحمس لقيام الليل؟ أكثر من 100 طريقة للتحمس لقيام الليل) .. بقلم (أبي القعقاع محمد بن صالح آل عبدالله) .. ونسأل الله عز وجل القبول 1- الإخلاص لله تعالى في القيام:عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من تعلم علماً مما يُبْتغى به وجه الله, لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضاً من الدنيا, لم يجد عَرْفَ (أي رائحة) الجنة يوم القيامة" 2- استشعار أن الله الجليل يدعوك للقيام:عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يتنزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فاستجيب له؟ من يسألني فاعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟" 3- الحبيب صلى الله عليه وسلم يدعوك إلى القيام:عن عبدالله بن سلام رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أفشوا السلام, وأطعموا الطعام, وصلوا الأرحام, وصلّوا بالليل والناس نيام تدخوا الجنة بسلام" 4- تلذذ السلف رضي الله عنهم وأرضاهم بالقيام:قال بعض الصالحين رحمه الله تعالى: "قيام الليل والتملق للحبيب (أي الله تعالى) والمناجاة للقريب في الدنيا, ليس من الدنيا, هو من الجنة, أُظهر لأهل الله تعالى في الدنيا لا يعرفه إلا هُم, لا يجدون سواه رَوْحاً (أي راحة) لقلوبهم 5- النوم على الجانب الأيمن:عن سيدنا البراء بن عازب رضوان الله عنهما وأرضاهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: "إذا أخذت مضجعك, فتوضأ وضوءك للصلاة, ثو اضطجع على شقك الأيمن 6- إدراك أن القيام سبب لطرد الغفلة عن القلب:عن عبدالله بن عمرو رضوان الله عنهما وأرضاهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: "من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين, ومن قام بمئة آية كتب من القانتين, ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين" 7- استشعار أن الله عز وجل يرى ويسمع صلاتك له بالليل: عن عبدالله بن مسعود رضوان الله عنه وأرضاه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: "عجب ربنا من رجلين: رجل ثار (أي قام) عن وطائه (أي فراشه) ولحافه, من بين أهله وحِبّه (أي أهله) إلى صلاته (أي القيام), فيقول الله جل وعلا: أيا ملائكتي:انظروا إلى عبدي ثار عن فراشه ووطائه من حِبّه وأهله إلى صلاته رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي" 8- معرفة مدى اجتهاده الحبيب صلى الله عليه وسلم في القيام:عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي من الليل حتى تنزلع (أي تتشقق) قدماه" –سلمت قدماه- 9- التأمل في وصف المتهجدين بالليل:قال الإمام علي ين أبي طالب كرم الله وجهه وهو يصف أهل قيام الليل: "ألا إن للع باداً كمن رأى أهل الجنة في الجنة مخلدين, وأهل النار في النار معذبين, شرورهم مأمونة, وقلوبهم محزونة, وأنفسهم عفيفة, صبروا أياماً قليلة, لعقبى راحة طويلة, أما الليل فصافون أقدامهم تجري دموعهم على خدودهم, بجأرون إلى الله في فكاك رقابهم, وأما النهار فعلماء حلماء, بررة أتقياء, كأنهم القداح, ينظ إليهم الناظر ويقول:مرضى! وما بالقوم من مرض, أو خولطوا ولقد خالط القوم من ذكر الآخرة أمر عظيم" 10- دعاء الله تعالى لك القيام:عن همام بن الحارث النخعي رحمه الله تعالى يدعو فيقول: "اللهم اشفني من النوم باليسير, وارزقني سهراً في طاعتك" --- فكان لا ينام إلا هنيهة وهو قاعد. 11- النوم على الطهارة:عن عبدالله بن عباس رضوان الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "طهروا هذه الأجساد طهركم الله, فإنه ليس عبد يبيت طاهراً إلا بات معه في شعاره (وهو الثوب الذي يلي الجسد مباشرة) ملك, لا يتقلب ساعة من الليل إلا قال (أي ملك): اللهم اغفر لعبدك, فإنه بات طاهراً" 12- معرفة أن الله تالى يضحك لمن يقوم الليل:عن أبي الدرداء رضوان الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة يحبهم الله ويضحك إليهم ويستبشر بهم ......... والذي له امرأة حسنة وفراش لين حسن, فيقوم الليل (أي يصلي), فيقول (أي الله تعالى): يذر (أي يترك) شهوته ويذكرني, ولو شاء رقد . 13- معرفة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يترك القيام في المرض:عن عبدالله بن أبي قبيس رضي الله عنه قال: "قالت لي عائشة رضي الله عنها: لا تدع قيام الليل, فأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يدعه (أي لا يتركه), وكان إذا مرض أو كسِل صلى قاعداً" 14- معرفة مدى اجتهاد الصحابة رضوان الله عنهم في قيام الليل:كان أبو هريرة رضي الله عنه وأرضاه يقوم ثلث الليل, وتقوم امرأته رضي الله عنها ثلث الليل, ويقوم ابنه رضي الله عنه ثلث الليل, إذا نام هذا قام هذا. يتبع |
15- عدم السهر بعد العشاء:عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يجدب لنا (أي يكره ويعيب) السمر بعد العشاء"
16- إدراك أن القيام سبب للفوز بالحور الحسان:قال أزهر بن ثابت التغلبي رحمهما الله تعالى: "كان أبي من القوامين لله في سواد الليل, فقال أبي ذات مرة: رأيت في منامي امرأة لا تشبه نساء الدنيا, فقلت لها: من أنت؟ فقالت: حوراء, أمة الله. فقلت لها: زوجيني نفسك. فقالت: اخطبني إلى سيدي وأمهرني. فقلت لها: وما مهرك؟ فقالت: طول التهجد" 17- النوم على نية القيام للصلاة:عن أبي ذر أو أبي الدرداء رضي الله عنهم –شك في الراوي- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من عبد يحدث نفسه بقيام ساعة من الليل فينام عنها, إلا كان نومه صدقة تصدق الله بها عليه, وكتب له أجر ما نوى" 18- معرفة أن الله تعالى يباهي بقائم الليل الملائكة:قال الإمام الحسن البصري رضي الله عنه: "إذا نام العبد ساجداً (أي في القيام) باهى الله به الملائكة, يقول: انظروا إلى عبدي, بعبدني وروحه عندي وهو ساجد" 19- معرفة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يترك القيام في أرض الجهاد:عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عام غزوة تبوك, قام من الليل يصلي فاجتمع وراءه رجال من أصحابه يحرسونه, حتى صلى وانصرف إليهم 20- معرفة مدى إجتهاد السلف رضي الله عنهم في قيام الليل:عن أم سعيد بن علقمة رحمها الله تعالى قالت: "كان داود الطائي رحمه الله, جاراً لنا, فكنت أسمع بكاءه عامة الليل لا يهدأ, ولربما ترنم في السَحَرْ بشيء من القرآن فأرى أن جميع نعيم الدنيا في ترنيمه تلك الساعة" 21- اجتناب الذنوب والمعاصي:قال الرجل لإبراهيم بن أدهم رضي الله عنه: "إني لا أقدر على قيام الليل فصف لي دواء؟" فقال: "لا تعصه بالنهار, وهو يقيمك بين يديه في الليل, فإن وقوفك بين يديه في الليل من أعظم الشرف, والعاصي لا يستحق ذلك الشرف" 22- المحافظة على الأذكار الشرعية قبل النوم:الأذكار الشرعية قبل النوم عن الحبيب صلى الله عليه وسلم معروفة ومتواجدة. 23- معرفة الثواب العظيم الذي أعده الله تعالى لأهل القيام:عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قال الله عز وجل: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر, ثم قرأء هذه الآية: ((تتجافى جنوبهم عن المضاجع .....)) إلى قوله (( ... جزاء بما كانوا يعملون))" 24- معرفة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يترك القيام حتى في السفر:عن عامر بن ربيعة رضي الله عنه أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم صلى السبحة (أي النافلة) بالليل في السفر على ظهر راحلته حيث توجهت به" 25- معرفة مدى إجتهاد نساء السلف رضي الله عنهن في قيام الليل:كانت السيدة هجيمة الأوصابية زوجة سيدنا أبو الدرداء رضي الله عنهم, فقد كانت تقوم الليل ويأتيها نساء متعبدات, فيقمن الليل كلها معها, حتى إن أقدامهن قد انتفخت من طول القيام. 26- إدراك مدى وغربة من يقوم الليل:مب أبي مسلم رضي الله عنه قال: "قلت لأب ذر رضي الله عنه وأرضاه: أي قيام الليل أفضل؟ فقال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سألتني فقال: جوف الليل (أي ثلثه) الغابر (أي الثلث الأخير من الليل) أو نصف الليل, وقليلٌ فاعله (أي قليل من يصلي لله في تلك الساعة)" 27- إدراك أن القيام سبب لانشراح الصدر وسعادة القلب:عن أبي هريرة رضي الله عنهقال: "قال الرسول صلى الله عليه و سلم: يعقد الشيطان على قافية (أي مؤخرة) رأس أحكدم إذا هو نام ثلاث عُقَدْ, يضرب على كل عقدة: عليك ليل طويل فارقد!! فإن استيقظ فذكر الله تعالى انحلت عقدة, فإن توضأ انحلت عقدة, فإن صلى (أي قام الليل) انحلت عقدة كلها, فأصبح نشيطاً طيب النفس, وإلا (أي لم يقم الليل) أصبح خبيث النفس كسلان!!" 28- اجتناب كثرة الأكل والشرب عند وجبة العشاء:كان بعض تالصالحين رحمه الله تعالى يقف على على مجموعة من الشباب العباد, إذا وضع طعامهم ويقول لهم: "لا تأكلوا كثيراً, فتشربوا كثيراً, فتناموا كثيراً, فتخسروا كثيراً !!" 29- اختيار الفراش المناسب للقيام:عن أمنا أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها: "كانت وسادة النبي صلى الله عليه وسلم التي ينام عليها بالليل من أَدَمْ (أي من جلد) حشوها ليف !!" 30- معرفة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يربي زوجاته رضي الله عنهن على القيام:عن أمنا أم المؤمنين السيدة أم سلمة هند رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم استيقظ ذات ليلة فقال: "سبحان الله, ماذا انزل الليلة من الفتنة؟ ماذا أنزل من الخزائن؟ من يوقظ صواحب الحجرات, يا رُبَّ كاسية في الدنيا عارية في الآخرة" 31- ادراك مدى حرص الخلفاء رضي الله عنهم وأرضاهم على القيام:قال ضرار بن ضمرة الكناني رضي الله عنه واصفا الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه لأمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما: "كان يستوحش من الدنيا وزهرتها, ويستأنس بالليل وظلمته, وأشهد بالله لقد رأيته في بعض مواقفه, وقد أرخى الليل سدوله, وغارت نجومه, يميل في محرابه قابضاً على لحيته, يتململ تململ السليم (أي المريض), ويبكي بكاء الحزين, فكأنه أسمعه الآن وهو يقول: يا ربنا يا ربنا. ثم يقول للدنيا: أليَ تعرَّضتِ؟ أليَ تشوَّفت؟ هيهات هيهات!! غُرّي غيري!! قد بتتك (أي طلقتك) ثلاثاً!! فعمرك قصير, ومجلسك حقير, وخطرك يسير, آهٍ آهٍِ من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق!! فسالت دموع معاوية رضي الله عنه على لحيته ما يملكها, فجعل ينشفها بكمّه, وقد اختنق القوم بالبكاء" 32- استشعار أن الشيطان لعنه الله يحاول أن يمنعك من القيام:فعن عبدالله بن مسعود رضوان الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ذُكِرَ له رجل نام ليلة حتى أصبح, فقال صلى الله عليه وسلم: "ذاك رجل بال الشيطان في أذنه أو قال: في أذنيه" 33- إدراك أن قيام الليل من أسباب النصر على الأعداء في الجهاد:لما هزم الروم في إحدى المعارك أمام المسلمين, قال هرقل ملك الروم في الشام مخاطباً جنوده: "ما بالكم تنهزمون؟!!" فقال شيخ من عظماء الروم: "من أجل أنهم يقومون الليل ويصومون النهار". 34- عدم التلفف بأغطية كثيرة عند النوم:كان كانت معاذة العدوية رحمها الله تعالى إذا جاء البرد نامت في ثياب رقاق حتى يمنعها البرد من النوم. 35- معرفة كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يربي بناته رضوان الله عنهن على القيام:عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أن الرسول صلى الله عليه وسلم طرق والسيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها (أي طرق باب بيتهما), ذات ليلة فقال لهما: "ألا تصليان؟" (أي ألا تقومان الليل). فقلت (أي الإمام علي): "يا رسول الله أنفسنا بيد الله, فإذا شاء أن يبعثنا (أي يوقظنا) بعثنا. فانصرف النبي صلى الله عليه وسلم حين قلت ذل ولم يرجع إليّ شيئاً (أي لم يرد عليَّ), ثم سنعته وهو مُوَلٍ (أي مدبر) يضرب فخذه (أي إنكاراً عليه) وهو تقول: ((وكان الإنسان أكثر شيئاً جدلاً))". 36- التأمل في مناجاة أهل القيام لربهم عز وجل وعلا وتقدس:كان بعض الصالحين رحمه الله تعالى يقول في مناجاته لربه ليلاً: "يا سيدي بك تفرّد المتفردون في الخلوات, ولعظمتكك سبحت الحيتان في البحار الزاخرات, ولجلال قدسك اصطفقت الأمواج المتلاطمات, أنت الذي سجد لك سواد الليل وضوء النهار, والفلك الزخار, والقمر النوار, وكل شيء عندك بمقدار" 37- إدراك أن القيام سبب من النجاة من النار والعياذ بالله منها:عن عبد الله بن عمر رضوان الله عنها قال: "كان الرجل في حياة النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى رؤيا قصّها على الرسول عليه الصلاة والسلام, فتمنيت أن أرى رؤيا أقصها على الني صلى الله عليه وسلم, قال: وكنت غلاماً شاباً عزباً, وكنت أنام في المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم, فرأيت في النوم ملكين أخذاني فذهبا بي إلى النار (أي وقفت عليها ولم أدخلها), فإذا هي مطوية كطي البئر (أي مبنية كالبئر), وإذا لها قرنان كقرني البئر (قطعتا الخشب اللتان على البئر), وإذا فيها ناس قد عرفتهم, فجعلت أقول: أعوذ بالله من النار, أعوذ بالله من النار, أعوذ بالله من النار. قال: فلقيهما (أي الملكان) ملك فقال لي: لم ترع (أي لا تخف), فقَصَصْتُها على حفصة فقصَصَتها حفصة على النبي صلى الله عليه وسلم, فقال: عنم الرجل عبدالله لو كان يصلي الليل" قال سالم مولى عبدالله بن عمر رضي الله عنهم وأرضاهم: "فكان عبدالله بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلاً". 38- عدم الإفراط في النوم:عن جابر بن عبد الله رضوان الله عنهما قال: "قال رسول الله صلى عليه وسلم: قالت أم سليمان بن داود لسليمان: يا بني لا تكثر النوم بالليل, فإن كثرة النوم بالليل تترك الرجل فقيراً (أي من الحسنات) يوم القيامة" 39- معرفة وصايا السلف رضوان الله عنهم وأرضاهم في الحث على القيام:عن أبي ذر الغفاري رضوان الله عنه قال: "يا أيها الناس إني لكم ناصح, وإني عليكم شفيق, صلوا في ظلمة الليل لوحشة القبور, وصوموا في الدنيا لحر يوم النشور, وتصدقوا مخافة يوم عسير, يا أيها الناس إني لكم ناصح, إني عليكم شفيق" 40- محاسبة النفس وتوبيخها على التخلف عن القيام:وكان عون بن عبدالله بن عتبة رحمهم الله يقول محاسباً نفسه: "يا نفس مالك لا تستفيقين مما أنت فيه, إن سقمت تندمين, وإن صححت تأثمين, مالك إن اقترفت تحزنين, وإن استغنيت تفتنين, مالك إن نشطت تزهدين, فلم إن دعيت تكسلين, أراك ترغبين قبل أن تنصبي, فلم لا تنصبين فيما ترغبين" 41- الحبيب صلى الله عليه وسلم يدعونا للتنافس في القيام:عن يزيد بن الأخنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تنافس بينكم إلا في اثنتين: رجل أعطاه الله قرآناً فهو يقوم به آناء الليل والنهار, ويتبع ما فيه, فيقول رجل: لو أن الله أعطاني ما أعطى فلاناً فأقوم به كما يقوم..." يتبع |
42- السلف رضوان الله عنهم وأرضاهم يقومن الليل حتى في أرض الجهاد:في أحد الغزوات نزل الحبيب صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عنهم شِعْباً من الشِعاب ليناموا, فتولى الحراسة سيدنا عمار بن ياسر رضوان الله عنهما وهو من الهاجرين, ومن الأنصار سيدنا عباد بن بشر رضوان الله عنه. فنام السيدنا عمار وبقي سيدنا عباد يحرس ويصلي لربه, فأتى كافرٌ فرأى سيدنا عباد قائما فضربه بسهم فدخل فيه, فنزعه سيدنا عباد من بطنه, حتى رُمِيَ بثلاثة أسهم, ثم ركع وسجد بعدها أيقظ سيدنا عمار, فلما رأى سيدنا عمار الدماء والجروح قال: "سبحان الله, ألا أيقظتني أول ما رمى؟" فقال سيدنا عباد: "لقد كنت في سورة أقرأها فلم أحب أن أقطعها".
43- إدراك أن القيام سبب للفوز بالجنة أدخلنا الله إياها:وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن غي الجتة غُرفاً يُرى ظاهرها من باطنها, وباطنها من ظاهرها, أعدها الله لمن أطعم الطعام, وألان الكلام, وتابع الصيام, وصلى بالليل والناس نيام". 44- مجاهدة النفس وإكرامها على القيام:كان لسيدنا عبد الله بن عمر رضوان الله عنهما وأرضاهما كان عنده مهراش (أي إناء), فكان يصلي من أول الليل ما قدر له, ثم يصير إلى الفراش فيغفي إغفاءة الطائر, ثم يقوم فيتوضأ ثم يصلي فيرجع إلى فراشه فيغفي إغفاءة الطائر, ثم يتوضأ ثم يصلي, يفعل ذلك في الليل أربع أو خمس مرات". 45- المحافظة على الأذكار الشرعية عند الاستيقاظ من النوم:الأذكار الشرعية بعد النوم عن الحبيب صلى الله عليه وسلم معروفة ومتواجدة. 46- إدراك أن القيام يخفف طول الوقوف يوم القيامة:قال عبدالله بن العباس رضوان الله عنهما: "من أحب أن يهوّن الله عليه طول الوقوف يوم القيامة, فليره في ظلمة الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة" 47- معرفة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتفقد أصحابه رضوان الله عنهم ويوقظهم للقيام:عن سيدنا قُبَيْصَة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ذهب ثلث الليل, قام فقال: "يا أيها الناس اذكروا الله (أي قوموا الليل), جاءت الراجفة, من خاف أدلج (أي صلى بالليل) ومن أدلج بلغ المنزل, ألا إن سلعة الله غالية , ألا إن سلعة الله الجنة, جاءت الراجفة تتبعها الرادفة, جاء الموت بما فيه" 48- إدراك مدى حسرة وبكاء السلف رضوان الله عنهم على فوات القيام:قال بعضهم: "دلت على العبد الصالح كرز بن وبرة رحمه الله تعالى وهو يبكي. فقلت له: مالك؟ هل أتاك نعي (أي خبر موت) بعض أهلك. فقال: بل أشد من ذلك. فقلت: أوجعٌ يؤلمك؟ فقال: بل أشد من ذلك. فقلت: وما ذاك؟ فقال: بابي مغلق وستري مسبل, ولم أقرأ حزبي البارحة (أي لم أقم ليلة البارحة), وما ذاك إلا لذنب أحدثته, وهذا لأن الخير يدعو إلى الخير, والشر يدعو إلى الشر, والقليل من كل واحد منهما يُجر إلى الكثير" 49- إدراك أن القيام سبب لتكفير السيئات:قالت أمنا أم المؤمنين السيدة عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما وأرضاهما: "بلغني قوم يقولون: إن أدّيْنا الفرائض لم نُبالِ ألا تزداد (أي لا نحتاج أن نصلى النوافل), ولعمري لا يسألهم الله إلا عما افترض عليهم. ولكنهم قو يخطئون بالليل والنهار, وما أنتم إلى من نبيكم, وما نبيكم صلى الله عليه وسلم إلا منكم, والله ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم قيام الليل, ثم استشهدت بكل آية فيها ذكر قيام الليل" 50- الحرص على أكل الحلال:قال سهل بن عبدالله التستري رحمهما الله تعالى: "من أكل الحلال, أطاع الله شاء أم أبي. ومن أكل الحرام عصى الله شاء الله أم أبى". 51- التواصي فيما بيننا بقيام الليل:جعل لنا الفقير إلى ربه أبي القعقاع محمد بن صالح آل عبدالله وفقه الله (مؤلف الكتاب) طرق متعددة لذلك: أ) إهداء الأشرطة والكتب الإسلامية عن القيام للأهل والأصحاب وغيرهم ب) الحرص على إثارة موضوع القيام في الجلسات واللقاءات والولائم وغيرها .. 52- معرفة أن السلف رضوان الله عنهم يتواصون فيما بينهم بالقيام:وكانت عمرة زوجة حبيب العجمي رحمهما الله تعالى قد قامت ذات ليلة تصلي من الليل, وزوجها نائم, فلما دنا السَحَرْ ولم يزل زوجها نائماً, أيقظته وقالت له: قم يا سيدي, فقد ذهب الليل وجاء النهار, وبين يديك طريق بعيد وزاد قليل, وقوافل الصالحين قد سارت قدَّامنا (أي أمامنا) ونحن قد بقينا" 53- إدراك أن القيام هو الشرف الحقيقي للمؤمن:عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتاني جبريل فقال: يا محمد: عِشّ ما شئت فإنك ميت, وأحبب من شئت فإنك مفارقه, واعمل ما شئت فإنك مجزيٌّ به, واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل وعزه استغناؤه عن الناس" 54- معرفة مدى اجتهاد العلماء رحمهم الله رحمةً واسعة في القيام:وكان أمير المؤمنين في الحديث الإمام البخاري رضي الله عنه كان يقوم فيتهجد من الليل عند السَحَر فيقرأ في السَحَر ما بين النصف إلى الثلث من القرأن فيختم عند السحر في كل ثلاث ليالٍ 55- تربية النفس على علو الهمة والتعلق بالمعالي:كان أبو مسلم الخولاني رحمه الله رحمة واسة يصلي من الليل فإذا أصابه فتور أو كسل, قال لنفسه: "أيظن أن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن يسبقونا عليه, والله لأزاحمنّهم عليه, حتى يعلموا أنهم خلفوا بعدهم رجالاً" ثم يصلي إلى الفجر. 56- إدراك أن القيام صلة بالله عز وجل وعلا وتقدس وتجبر:قال الأستاذ سيد قطب رحمه الله عن القيام: "هنا تبدو قيمة الصلاة: إنها الصلة المباشرة بين الإنسان الفاني ومولاه الباقي, إنها الموعد المختار للإلتقاء بالنبع الذي لا يغيض, إنها مفتاح الكنز الذي يُغني ويُقني ويفيض, إنها الإنطلاقة من حدود الواقع الأرضي الصغير إلى مجال الواقع الكوني الكبير, إنها اللمسة الحانية للقلب المتعب المكدود, إنها زاد الطريق ومدد الروح وجلاء القلب". 57- استحضار الجنة أدخلنا الله إياها مع نبيه ونعيمها:كان عبدالعزيز بن أبي روّاد رحمهما الله تعالى يُفْرَش له الفراش لينام عليه ليلاً, فكان يضع يده على الفراش فيتحسسه ثم يقول: "ما ألينك, ولكن فراش الجنة ألين منك, ثم يقوم يصلي". 58- نضح الماء على الوجه عند الاستيقاظ من النوم:عن سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "رجم الله رجلاً قام من الليل فصلى, وأيقظ امرأته فصلت, فإن أبت بضح (أي رشّ) في وجهها الماء, ورحم الله امرأةً قامت من الليل فصلت, وأيقظت زوجها فصلى, فإن أبى نضحت في وجهه الماء". 59- إدراك إن القيام سبب لحُسْنِ الخاتمة:لما احتضرت الصوامة القوّامة (أي كثيرة القيام بالليل) معاذة العدوية رحمها الله, بكت ثم ضحكت. فقيل لها: "مم بكيت ومم ضحكت؟" فقالت: "أما البكاء الذي رأيتم فإني ذكرت مفارقة الصيام والصلاة والذكر فكان البكاء لذلك, وأما الذي رأيتم من تبسمي وضحكي فإني نظرت (أي رأيت في المنام) إلى أبي الصهباء (أي زوجها رحمه الله) قد أقبل في صحن الدار (أي الساحة الإمامية للمنزل) وعليه حِلّتان خضراوتان في نفر (أي ملائكة) والله ما رأيت لهم في الدنيا شبهاً, فضحكت إليه (أي له). ولا أراني أدرك بعد ذلك فرضاً". قال الراوي: "فماتت قبل أن يدخل وقت الصلاة". يتبع |
60- معرفة كيف كان السلف رضي الله عنهم يؤثرون القيام على مجالسة النسوان والولدان مع الموازنة:لما أُهديت معاذة العدوية إلى زوجها صِلة بن أشيم العدوي رحمهما الله تعالى أدخله ابن أخيه (وهو أخو معاذة لأمها) الحمام (للإغتسال), ثم أدخله غرفة النوم المطيبة المنعمة, فلما دخل صلة على معاذة قام يصلي الليل, وقامت الزوجة الصالحة وراءه تصلي إلى أن طلع الفجر, فلما أصبح الصباح سأله أخوها: "كيف وجدت أهلك البارحة؟" فأخبره أنه ظل هو وزوجته طوال الليل في صلاة. فعاتبه أخو معاذة على ذلك, فقال له صلة: "إنك أدخلنتي بيتاً أذكرتني به النار (يعني الحمّام), ثم أدخلتني بيتاً أذكرتني به الجنة, فما زلت طوال الليل بين رغبة ورهبة, وما زالت فكرتي فيهما حتى أصبحتْ".
61- اتهام النفس بالتقصير في القيام:كان محمد الباقر بن على رين العابدين بن الحسين السبط بن علي أمير المؤمنين بن أبي طالب رضوان الله عنهم كان يقول في جوف الليل: "إلهي أمرتني فلم أئمتر, وزجرتني فلم أزدجر, إلهي هذا عبدك بين يديك ولا أعتذر" 62- استحضار النار وعذابها وأنكالها وهولها وجحيمها:كان شداد بن أوس رضي الله عنه وأرضاه إذا دخل في فراشه يتقلب عليه بمنزلة القمحة في المقلاة على النار ويقول: "اللهم إن النار قد أذهبت مني النوم". ثم يقوم يصلي إلى الفجر. 63- معرفة أن القيام سبب لإجابة الدعاء:عن عمرو بن عنبسة رضي اللهم عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر, فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن". 64- استعمال السواك عند الإستيقاظ من النوم:عن سيدنا حذيفة بن اليمان رضوان الله عنهما وأرضاهما قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يشوص (أي ينظف) فاهُ (أي فمه) بالسواك". 65- أدراك أن المواظبة على القيام سبب لترك الذنوب:وكان الحبيب صلى الله عليه وسلم يقول: "عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم, ....... , ومنهاة عن الإثم". 66- معرفة كيف كان نساء السلف يوقظن أزواجهن رضوان الله عنهم أجمعين للقيام:قال الهيثم بن جماز رحمهما الله يقول: "كانت لي امرأة لا تنام بالليل (أي تقوم الليل بطوله), وكنت لا أصبر معها على السهر (أي القيام), فكنت إذا نعستُ تَرُشُّ عليَّ الماء وأنا في أثقل ما أكون من النوم وتنبهني برجلها وتقول لي: أما تستحي من الله؟ إلى كم هذا الغطيط؟ فوالله إنْ كنت لأستحي مما تصنع (أي من اجتهادها وتكاسلي)". 67- معاقبة النفس عاى ترك القيام:نام سيدنا تميم الداري رضي الله عنه ذات ليلة فلم يقم يتهجد. فقام سنةً لم ينم فيها (أي بالليل) عقوبة للذي صنع. 68- أدراك أن القيام سبب للإستقامة:قال الراشد رحمه الله: "وأي دعوة تريد أن تستقيم إلى الله فعليها أن تدلف (أي تدخل) من باب الإستقامة, وبابها المحراب". 69- الزهد في الدنيا:خرج نوف البكالي رحمه الله مع الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ذات ليلة, فنظر الإمام علي في النجوم ثم قال: "يا نوف أراقدٌ أنت أم رامق؟" فقال: "بل رامق يا أمير المؤمنين". فقال الإمام علي: "يا نوف طوبى للزاهدين في الدنيا, الراغبين في الآخرة, أولئك قومٌ اتخذوا الأرض بساطاً, وترابها فراشاً, ومائها طيباً, والقرآن والدعاء دثاراً (أي غطائاً) وشعاراً (أي لباساً 70- قيام الليل جماعة أحيانأً:عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضوان الله عنهم وأرضاهم أن الحبيب صلى الله عليه وسلم قال: "من اسيقظ من الليل وأيقظ امرأته فصليا ركعتين جميعاً, كتبا ليلتئذٍ (أي تلك الليلة) من الذاكرين لله كثيراً والذاكرات". 71- معرفة أن القيام سبب للفوز بمحبة الله الجليل عز وجل وعلا:أخذ الفضيل بن عياض بيد الحسين بن زياد رحمهم الله أجعين رحمةً تامة فقال له: "يا حسين ينزل الله تعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا, فيقول الرب: كذب من ادعى محبتي فإذا جنَّه الليل نام عني, أليس كل حبيب يخلو بحبيبه, ها أنا ذا مطلعٌ على أحبائي إذا جنَّهم الليل ..... غداً أقر عيون أحبائي في جناتي". 72- اجتناب كثرة الضحك واللغو:عن سيدنا معاذ بن جبل رضي الله عنه وأرضاه قال: "ثلاث من فعلهن فقد تعرض للمقت: الضحك من غير عجب, والنوم من غير سهر (أي من غير حاجة للنوم), والأكل من غير جوع". 73- السلف رضوان الله عنهم وأرضاهم لا يريدون الحياة إلا لأجل القيام:قال أمير المؤمنين سيدنا الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه حق الرضى: "لولا ثلاث لما أحببت البقاء (أي الحياة): لولا أن أحمل على جياد الجيل في سبيل الله, وكابدة الليل (أي القيام), ومجالسة أقوام ينتقون أطايب الكلام كما يُنْتقى أطايب الثمر". 74- التعلق بالدار الآخرة:قالت الأمة الصالحة رابعة زوجة أحمد بن أبي الحواري رحمهم الله: "ما سمعت الأذان إلأا ذكرت منادي يوم القيامة, ولا الثلخ إلا ذكرت تطاير الصُحُف, ولا رأيت جراداً إلا ذكرت الحشر". 75- معرفة أن القيام يجعل للوجه بهاءاً وإشراقةً:قيل للإمام الحسن البصري رحمه الله: "ما بال المتهجدين بالليل من أحسن الناس وجوهاً؟" فقال: "لأنهم خلوا بالرحمن (أي قاموا له ليلاً) فألبسهم نوراً من نوره". 76- قصر الأمل والإكثار من ذكر الموت:قيل لعجردة العمية رحمها الله وكانت تقوم الليل كله: "لو نمت من الليل شيئاً؟" فبكت وقالت: "ذكر الموت لا يدعني أموت". 77- إدراك أن القيام يعين على مواجهة المشاق والأمور العظام: 78- إيقاظ الزوجة والأهل للقيام:عن إبراهيم بن وكيع بن الجراح قال: "كان أبي وكيع بن الجراح رجمه الله يصلي الليل, فلا يبقى في دارنا أحد إلا صلى, حتى إن جارية لنا سوداء كانت تقوم فتصلي". 79- إدراك أن القيام يشفع لصاحبه يوم القيامة:عن عبدالله بم عرو رضي الله عنهما أن الحبيب صلى الله عليه وسلم قال: "الصيام والقرأن يشفعان للعبد يوم القيامة, يقول الصيام: أيْ ربِّ إني منعته الطعام والضهوات بالنهار فشفعني فيه, ويقول القرأن: ربِّ منعته النوم بالليل فشفعني فيه, فَيُشَفَّعان". 80- السلف رضوان الله عنهم يتحسرون على فوات القيام وهم في السكرات:لما احتضر حسان بن أبي سنان رحمهما الله قيل له: " مات تشتهي؟" فقال: "ليلة بعيدة الطرفين (أي طويلة) أحيي ما بين طرفيها (أي أقوم تلك اللية)". 81- تربية النفس على المسابقة إلى الطاعات:عن سيدنا أنس بن مالك رضوان الله عنهما أن الحبيب صلى الله عليه وسلم: "افعلوا الخير دهركم, وتعرضوا لنفحات رحمة الله, فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده". 82- إدراك أن قائم الليل يؤثر في الناس أكثرمن غيره:لما فُتِحَتْ مكة المكرمة, بات تلك الليلة الحبيب صلى الله عليه وسلم وأصحابه الأخيار رضوان الله عنهم في صلاة لله شكراً وحمداً في بيت الله العتيق, فكانت السيدة هند بنت عتبة قبل أن تسلم فكانت تنظر إليهم, فمس ذلك المشهد العظيم فؤادها, فلما أصبحت قالت لأبي سفيان وهو لم يسلم بعد: "إني أريد أن أبايع محمداً (أي أن تسلم)" فقال سيدنا أبو سفيان: "قد رأيتك تكفرين (أي بدين الجاهلية)" فقالت: "إي والله, والله ما رأيت ما الله تعالى عُبِدَ حقَ عبادته في هذا المسجد قبل الليلة (أي قبل البارحة), والله إن باتوا (أي الصحابة رضي الله عنهم) إلا مصلين قياماً وركوعاً وسجوداً" 83- تذكر القبور وأهوالها:قال عمر بن ذد رحمهما الله: "كم من قائم لله في هذا الليل قد اغتبط (أي فرح) بقيامه في ظلمة حفرته, وكم من نائم في هذا الليل قد ندم على طول نومه عندما يرى من كرامة الله للعابدين غداً, فاغتنموا ممر الساعات والأيام رحمكم الله". 84- تكليف من يوقظك للقيام:يمكن ذلك بالإستعانة من: الوالدين – الأخوة – الأصحاب – الديك – المنبه – أو أن يأتيك آتٍ في المنام. 85- إدراك أن القيام سبب للفوز برحمة الله عز وجل وعلا وتقدس شأنه:لما مات العبد الصالح لبجنيد بن محمد رحمه الله رآه بعض الناس في المنام, فقال الرجل للجنيد: "ما فعل الله بك؟" فقال الجنيد: "طاحت تلك اإشارات, وغابت تلك العبارات, وفنيت تلك العلوم, ونفدت تلك الرسوم, وما نفعنا إلا ركيعات كنا نركعها في الأسحار". 86- السلف رضوان الله عنهم وأرضاهم يفرحون بقدوم الليل ويحزنون لفراقه:قال الفضيل بن عياض رحمهما الله: "إني لأقوم الليل فيطلع الفجر فيرجف قلبي, وأقول: جاء النهار بما فيه من الآفات". 87- المواظبة على القيام:وعن أمن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أن الحبيب صلى الله عليه وسلم قال: "أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلّ". وكانت أمنا السيدة عائشة رضي الله عنها إذا عملت العمل لزمته. 88- استحضار القيامة وأهوالها:بكى العبد المؤمن مسعر بن كدام رحمهما الله, فبكت أمه, فقال لها مسعر: "ما أبكاك يا أماه؟" فقالت: "يا بنيّ رأيتك تبكي فبكيت" فقال: "يا أماه لمثل ما نهجم عليه غداً فلنُطِل البكاء" فقالت: "وما ذاك؟" فانتحب ثم قال: "القيامة وما فيها". ثم غلبه البكاء فبكي. 89- افتتاح القيام بركعتين خفيفتين:عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه أن الحبيب صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قام أحدكم من صلاة الليل فليستفتح صلاته بركعتين خفبفتين". 90- السلف رضي الله عنهم يتقاسمون القيام فيما بينهم:كان سيدنا الحسن السبط بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما يأخذ بنصيبه من القيام في أول الليل, وكان سيدنا الحسين السبط بن علي ين أبي طالب رضي الله عنهما يأخذ بنصيبه من آخر الليل". 91- إدراك أهمية دقائق الليل والسَحَرْ:قال الإمام الأوزاعي رحمه الله: "كان السلف إذا صدع الفجر أو قبله بشيء (أي وقت السَحَرْ) كأنما على رأوسهم الطير مقبلين على أنفسهم (أي في القيام), حتى لو أن حميماً (أي صاحباً حميماً) لأحدهم قد غلب عنه حيناً ثم قدم ما التفت إليه". 92- إدراك أن القيام سبب لطرد الأمراض عن البدن:عن سيدنا أبي أُمامة الباهلي رضي الله عنه أنه قال: "قال الرسول صلى الله عليه وسلم: عليكم يقيام الليل, فإنه دأب الصالحين قبلكم, وقُربة إلى الله تعالى, ونهاة عن الإثم, وتكفيرٌ للسيئات, ومطردة للداء عن الجسد". 93- التردج في طول القيام وعدد ركعاته:عن سيدنا حبر الأمة عبدالله بن العباس رضي الله عنهما قال: "ذكرتُ القيام, فقال بعضهم: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: نصفه, ثلثه, ربعه, فواق حلب (أي الوق المستغرق للحلب) ناقة, فواق حلب شاة". 94- السلف رضوان الله عنهم وأرضاهم يحافظون على القيام وهم مرضى:كان سيدنا عروة بن الزبير رضي الله عنهما وأرضاهما لا يترك قيام الليل حتى في اليلة التي بترت فيها ساقه بسبب مرض أصابه. 95- إدراك أن الملائكة عليهم السلام يستمعون لقائم الليل:عن سيدنا عبادة بن الصامت رضي الله عنه وأرضاه قال: "إذا قام أحدكم من الليل فليجهر بقرائته فإنه يطرد بجهر قرائته الشياطين وفسّاق الجن, وإن الملائكة الذين هم في الهواء وسكان الدار (أي مسلمي الجن) يستمعون لقرائته, فإذا مضت هذه الليلة أو الليلة المستأنفة, فتقول: نبهيه لساعته وكوني عليه خفيفة". 96- إدراك أن القيام تربية للنفس على الإخلاص:قال قتادة بن دعامة السدوسي رحمهما الله: "قلّما سهر الليل (أي قام لله عز وجل) منافق". 97- إدراك أن السلف رضي الله عنهم كانوا يربون نسائهم على القيام: قال الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني وهو يترجم للإمام نور الدين الهيثمي رحمهم الله أجمعين: "وكان (أي الإمام الهيثمي) قد تزوخ ابنة الشيخ (أي ابنة الحافظ العراقي) ورزق منها بأولاد, وقد عاشرتهما مدة, فلم أرهما يتركان قيام الليل". 98- إدراك أن القيام كان مشروعاً في الأمم السابقة:عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أحب الصلاو إلى الله صلاة داود, وأحب الصيام إلى الله صيام داود, كان ينام نصف الليل, ويقوم ثلثه, وينام سدسه, ويصوم يوماً ويفطر يوماً". 99- استعمال ما يطرد النوم عن المرء في الصلاة:كان الحكم بن أبان رحمهما الله يصلي ما شاء الله من الليل, فإذا غلبه النوم ألقى بنفسه في البحر, وقال: "أسَبِّحُ الله مع الحيتان". 100- معرفة أن الحيوانات تذكر الله عز وجل وأنت نائم:قال لقمان الحكيم عليه السلام لابنه: "يا بني لا يكون الديك أكيس (أي أذكى) منك, ينادي بالأسحار وأنت نائم 101- تنويع هيئة الصلاة بين القيام والقعود:عن أمنا أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "لما بدّن رسول الله صلى الله عليه وسلم وثَقُلْ (أي كبرت سنه) كان أكثرهم صلاته (أي بالليل) جالساً". 102- السلف رضوان الله عنهم وأرضاهم يربون تلاميذهم على القيام:قال عبدالصمد بن أبي المطر رحمه الله: "بِتُّ ذات ليلة عند الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله, فلما كان وقت النوم وضع عندي ماءاً, ثم تركني وانصرف, فلما جاء ليوقظني للفجر وجدني لم أستعمل الماء, فقال لي مستنكراً: صاحب حديث لا يكون له ورد من الليل. فقالت: أنا مسافر. فقال: وإن كنت مسافراً, حج مسروق بن الأجدع رحمه الله فما نام إلا ساجداً (أي من شدة تعب السفر نام في صلاته 103- قضاء التهجد بالنهار إذا فاته لعذر:عن أمير المؤمنين الفاروق سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: "قال الرسول صلى الله عليه وسلم: من نام عن حزبه (أي عن ورده في قيام الليل) أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كُتب له كأمنا قرأه من اللبل". 104- الحرص على القيلولة بالنهار:عن سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنهما وأرضاهما أن الحبيب صلى الله عليه وسلم قال: "قيلوا (أي مانوا بالقيلولة), فإن الشاطين لا تقيل". |
(((تدبّر القرآن)))
قالوا في تدبّر القرآن v "من لم يكن له علم وفهم وتقوى وتدبّر، لم يُدرك من لذّة القرآن شيئاً" (الزركشي، البرهان، 2/171) v "إني لأعجب ممن يقرأ القرآن ولم يعلم تأويله كيف يلتذّ بقراءته!" (ابن جرير الطبري، معجم الأدباء، 18/63) v "المطلوب من القرآن هو فهم معانيه والعمل به، فإن لم تكن هذه همّة حافظه لم يكن من أهل العلم والدين" (شيخ الاسلام ابن تيمية، الفتاوى، 23/54) v " يا ابن آدم، كيف يرقّ قلبك وإنما همّتك في آخر السورة؟!" (الحسن البصري، مختصر قيام الليل للمروزي، ص 150) v " إذا مرّ – متدبر القرآن – بآية وهو محتاج إليها في شفاء قلبه كررها ولو مائة مرة ولو ليلة، فقراءة آية بتفكّر وتفهّم خير من قراءة ختمة بغير تدبّر وتفهم، وأنفع للقلب، وأدعى إلى حصول الإيمان وذوق حلاوة القرآن" (ابن القيّم، مفتاح دار السعادة، ص 221) معنى التدبر في اللغة: هو النظر في عاقبة الأمر والتفكّر فيه. وتدبر الكلام: النظر في أوله وآخره ثم إعادة النظر مرة بعد مرة ولهذا جاء على وزن التفعّل كالتجرّع والتفهّم والتبيّن، ولذلك قيل إنه مشتق من النظر في أدبار الأمور وهي أواخرها وعواقبها. ومنه تدبر القول كما في قوله تعالى (أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آَبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ (68) المؤمنون). معنى تدبّر القرآن: هو تفهّم معاني ألفاظه والتفكر فيما تدل عليه آياته مطابقة، وما دخل في ضمنها وما لا تتم تلك المعاني إلا به، مما لم يعرج اللفظ على ذكره من الإشارات والتنبيهات وانتفاع القلب بذلك بخشوعه عند مواعظه وخضوعه لأوامره وأخذ العبرة منه. قال الطبري رحمه الله في قوله تعالى (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29) ص) ليتدبروا حجج الله التي فيه وما شرع الله فيم من الشرائع فيتعظوا ويعملوا به. وقال أبو بكر ابن طاهر: تدبر في لطائف خطابه وطالب نفسك بالقيام بأحكامه وقلبك بفهم معانيه وسرك بالاقبال عليه. ويقول الهروي رحمه الله : أبنية الذكر ثلاثة: الانتفاع بالعِظة والاستبصار بالعبرة والظفر بثمرة الفكرة. ويُستفاد من كلام العلماء في معنى التدبر أن التدبر في القرآن يشمل الأمور التالية: معرفة معاني الألفاظ وما يُراد بها. تأمل ما تدل عليه الآية أو الآيات مما يفهم من السياق أو تركيب الجمل. اعتبار العقل بحججه وتحرك القلب ببشائره وزواجره. الخضوع لأوامره واليقين بأخباره. معاني المفردات المتعلقة بالتدبر: وهي معان متقاربة تجتمع في شيء وتفترق في آخر منها المفردات التالية: الفهم: هو العلم بمعنى الكلام. الفقه: هو العلم بمقتضى الكلام على تأمله ولهذا تقول: تفقّه ما أقول أي تأمله لتعرفه. البصيرة: تكامل العلم. الفكر: هو إحضار معرفتين في القلب ليستثمر منهما معرفة ثالثة. التفكّر: استعمال الفكرة في ذلك وإحضارها عنده. التذّكر: من الذكر وهو ضد النسيان وهو حضور صورة المذكور العلمية في القلب واختير له بناء (التفعّل) لحصوله بعد مهلة وتدرج كالتبصّر والتفهّم والتعلّم وهو إحضار العلم الذي يجب مراعاته بعد ذهوله وغيبته عنه، ومنه قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ (201) الأعراف). فالتذكر يفيد تكرار القلب على ما علمه وعرفه ليرسخ فيه ويثبت ولا ينمحي فيذهب أثره من القلب، والتفكّر يفيد تكثير العلم واستجلاب ما ليس حاصلاً عند القلب فالتفكّر يحصله والتذكر يحفظه وكل من التذكر والتفكر له فائدة غير فائدة الآخر. التأمل: مراجعة للنظر كرة بعد كرة حتى يتجلى له وينكشف لقلبه وتحديق ناظر القلب إلى معانيه وجمع الفكر على تدبره وتعقله. الاعتبار: وهو من العبور لأنه يعبر منه إلى غيره فيعبر من ذلك الذي فكر فيه إلى معرفة ثالثة ولهذا يسمّى (عِبرة): وهي على بناء الحالات كالجِلسة والقِتلة إيذاناً بأن هذا العمل قد صار حالاً لصاحبه يعبر منه إلى المقصود به. قال تعالى (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى (26) النازعات) وقال تعالى (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ (13) آل عمران). الاستبصار: وهو استفعال من التبصّر وهو تبيّن الأمر وانكشافه وتجلّيه للبصيرة. فهرس الموضوعات v أهمية تدبر القرآن: 1. بركة القرآن 2. حاجة القلب إلى تدبر القرآن 3. الثناء على من تدبر القرآن وتأثر به 4. ذم من ترك القرآن ولم يتأثر به 5. التدبر من النصح لكتاب الله v أمور شرعت من أجل تدبر القرآن والتأثر به: 1. إنزال القرآن والتعبد بقراءته 2. الترتيل والتغني بالقراءة وتحسينها 3. صلاة الليل والقراءة فيه 4. سلامة التلاوة وإتقان التجويد 5. الاستعاذة 6. الانصات عند سماع القرآن 7. الجهر بالتلاوة 8. حسن الابتداء والوقف v أمور متوقفة على تدبر القرآن وفهم معانيه: 1. عظم أجر التلاوة 2. حصول بركة القرآن وانتفاع القلب به 3. التفضيل بين القراءة من المصحف والقراءة عن ظهر قلب 4. التفضيل بين القراءة في الصلاة والقراءة خارجها 5. التفضيل بين الجهر بالقراءة والإسرار بها 6. ترتيب أولويات طلب العلوم 7. قصر المدة التي يختم فيها القرآن v صوارف تحول دون التدبّر: 1. أمراض القلوب والإصرار على الذنوب 2. انشغال القلب وشرود الذهن 3. قصر الخشوع على أحوال أو آيات ميعنة 4. ترك التدبر تورعاً عن القول في كلام الله بغير علم 5. قصر الهمة على كثرة القراءة فقط 6. قصر الهمة على تحقيق القراءة وحسن التلاوة مع هجر تدبره وضعف الهمة عن العمل به 7. تقديم ما دون التدبر من العلم والعمل والاشتغال به عن التدبر 8. قصر معاني الآيات على قوم مضوا أو أحوال خاصة قد انتهت 9. الانشغال بالمبهمات 10. النظر في القرآن من خلال مفهومات قاصرة 11. قصر قراءة القرآن على أحوال خاصة. v من درجات التدبر: 1. التفكر والنظر والاعتبار 2. التأثر وخشوع القلب 3. الاستجابة والخضوع 4. استخراج الحكم واستنباط الأحكام v علاقة القارئ بالقرآن 1. بُعد المعايشة 2. بُعد اللغة 3. لماذا نحتاح إلى التفسير؟ v من سُبُل تدبر القرآن: 1. معايشة معاني الآيات 2. تصور حال معاني الدعوة عند نزول الآيات 3. فهم المعاني ودلائل الألفاظ 4. الوقوف عند الآيات : v الوقوف اللفظي وترتيل القراءة: 1. صفة الترتيل والحثّ عليه 2. التغني بالقرآن 3. الترسل بالقراءة والنهي عن العجلة 4. مدة ختم القرآن v الوقوف عند المعاني 1. صفة الوقوف عند المعاني والحثّ عليه 2. نماذج من وقوف السلف على المعاني 3. تكرار الآية 4. الطريق إلى الوقوف على المعاني 5. معرفة أساليب القرآن 6. تدارس القرآن v صور من تدبر القرآن (من كتاب تدبر القرآن تأليف: سلمان بن عمر السنيدي (سلسلة تصدر عن المنتدى الإسلامي) |
((وقفة مراجعة بعد رمضان))
فنسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال ، وأن يعيد علينا رمضان أعواماً عدة ، وأزمنة متعاقبة ، ونحن وإياك نرفل في ثوب الإيمان والصحة في حياة سعيدة ونفوس مطمئنة . أخي المسلم : هذه ثمان وقفات نقفها نحن وإياك في العيد مع نفوسنا ، لعلنا أن نستلهم منها روحاً تبقى ريانة بالإيمان بعد رمضان . المراجعة الأولى : وقفة محاسبة : أخي الكريم : جدير بكل مسلم يخاف الله تعالى أن يقف مع نفسه بعد هذا الشهر الكريم ليحاسبها ، فمحاسبة النفس من أنجع الأدوية بإذن الله لإصلاح القلوب وحثها على الخير ، وها نحن قد ودعنا رمضان المبارك بأيامه الجميلة ولياليه العطرة الفواحة بالروحانية ، ودعناه ومضى ، ولا ندري هل سندركه في عام قادم أم ستنتهي آجالنا دونه ؟ ودعناه ومضى وصرنا مرتهنين بما أودعناه من خير أو شر . - فهل تخرجنا من هذا الشهر العظيم بوسام التقوى ؟ - هل عودنا أنفسنا على الصبر والمصابرة ، ومجاهدة النفس على فعل الطاعة وترك المعصية ابتغاء رضوان الله فانتصرنا عليها ، وكبحنا جماحها فصارت نفوساً مستسلمة لله رب العالمين ؟ - هل رحمنا الفقير فواسيناه بعدما ذقنا شيئاً مما يذوقه من الجوع والعطش ؟ - هل ربينا فيه أنفسنا علىالجهاد بأنواعه وهل جاهدنا أنفسنا وشهواتنا وانتصرنا عليها ؟ أم غلبتنا العادات والتقاليد السيئة ؟ هل سعينا إلى العمل بأسباب الرحمة والمغفرة والعتق من النار ؟ - هل نقينا قلوبنا من الغل والحسد والبغضاء والشحناء لإخواننا المسلمين وفتحنا معهم صفحات بيضاء ملؤها المحبة والتواصل والرأفة والمواساة ؟ - هل وهل وهل ... أسئلة كثيرة تحتاج منا إلى جواب ( عملي ) . المراجعة الثانية : واعبد ربك حتى يأتيك اليقين : يجب أن يكون العبد مستمراً على طاعة الله ، ثابتاً على شرعه ، مستقيماً على دينه لا يروغ روغان الثعالب يعبد الله في شهر دون شهر .. أو في مكان دون آخر .. أو مع قوم دون آخرين .. لا .. وألف لا !! بل يعلم أن رب رمضان هو رب بقية الشهور والأيام ، وأنه رب الأزمنة والأماكن كلها ، فيستقيم على شرع الله حتى يلقى ربه وهو عنه راض . قال تعالى { فاستقم كما أمرت ومن تاب معك } [هود:112] وقال عز وجل { فاستقيموا إليه واستغفروه } [فصلت:6] وقال صلى الله عليه وسلم « قل آمنت بالله ثم استقم » رواه مسلم - فلئن انتهى صيام رمضان فهناك صيام النوافل كالست من شوال والإثنين والخميس والأيام البيض وعاشوراء وعرفة وغيرها . - ولئن انتهى قيام رمضان فقيام الليل مشروع في كل ليلة { كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون } [الذاريات:17] - ولئن انتهت صدقة وزكاة الفطر ، فهناك الزكاة المفروضة ، وهناك أبواب للصدقة والتطوع والجهاد كثيرة ومفتوحة . - وقراءة القرآن وتدبره ليست خاصة برمضان بل هي في كل وقت . - وهكذا فالأعمال الصالحة في كل وقت وكل زمان فاجتهد أخي في الطاعات .. وإياك والكسل والفتور ، فإن لم تستطع العمل بالنوافل فلا يجوز لك أبداً أن تترك الواجبات وتضيعها كالصلوات الخمس في أوقاتها ومع الجماعة وغيرها . ولا أن تقع في المحرمات من قول الحرام ، أو أكله ، أو شربه ، أو النظر إليه واستماعه . فالله الله بالإستقامة والثبات على الدين في كل حين فلا تدري متى يلقاك ملك الموت فاحذر أن يأتيك وأنت على معصية فاللهم يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك . المراجعة الثالثة : إياك إياك : - إياك أخي أن تنقض غزلك وتنكث توبتك وتخلف عهدك مع الله تعالى ، وتهدم بناء التقوى الذي بنيته بلبنات الطاعة في هذا الشهر الكريم بمعول المعصية والذنب . - إياك أن تستبدك تلاوة القرآن الكريم وسماعه بسماع صوت الشيطان ( الغناء ) ومشاهدة الأفلام والمسلسلات الساقطة . - إياك وهجر القرآن بعد أن جعلته صاحباً لك في هذا الشهر العظيم وأنعم به من صاحب . - إياك ونسيان ربك بعد أن فتح لك أبواب رحمته في هذا الشهر الكريم . المراجعة الرابعة : علامة القبول : - اعلم يرعاك الله أن من علامة قبول الطاعة : الطاعة بعدها ومن علامة ردها : المعصية والإعراض بعدما فسل نفسك ! وانظر في حالك { وما يلقاها إلا ذو حظ ٍ عظيم } المراجعة الخامسة : أنت لديك القدرة : شهر رمضان قد بين لك أن لديك القدرة على الإلتزام والإستقامة وترك المنكرات والمحافظة على الصلوات كلها مع الجماعة ، وعلى أنك تستطيع ترك التدخين إن كنت من المدخنين .. فهل ستستفيد من رمضان ؟ المراجعة السادسة : منكرات منتشرة وبخاصة في العيد : - اختلاط النساء بالرجال الأجانب في الأسواق والمنازل والحدائق والإستراحات والشواطئ . - مصافحة النساء رجالاً من غير المحارم ، فقد كان صلى الله عليه وسلم يبايع النساء ولايصافحهن ، وقال عليه الصلاة والسلام « لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له » صححه الألباني – صحيح الجامع 5045 وقال أيضا صلى الله عليه وسلم « إني لست أصافح النساء » - التفريط في أداء الصلوات في أوقاتها أو مع جماعة المسلمين في المساجد وخاصة صلاتي الفجر والعصر . - قضاء كثير من الأوقات باللهو المحرم والغفلة عن ذكر الله تبارك وتعالى - السفر إلى بعض بلاد الكفر أو بلاد ينتشر فيها الفساد ويذبح فيها الحياء وتقتل فيها الفضيلة بمدية الرذيلة . - انتشار صور من الإسراف كالإسراف في الولائم والملبوسات والهدايا وإضاعة الأموال بالألعاب النارية للأطفال . - إهمال كثير من الناس لنسائهم وأطفالهم ، وتركهم يخرجون إلى أي مكان شاؤوا مع السائقين بلا رقابة ولا متابعة مما يكون له أبلغ الأثر في انتشار الفساد والوقوع في مالا تحمد عاقبته . وما هكذا تشكر النعم .. وما هكذا نختم الشهر ونشكر الله على بلوغ الصيام والقيام .. وما هذه علامة القبول بل هذا جحود للنعمة وعدم شكر لها وهذا من علامات عدم قبول العمل والعياذ بالله لأن الصائم حقيقة .. يفرح يوم العيد بفطره ، ويحمد ويشكر ربه على إتمام الصيام ، ومع ذلك يبكي خوفاً أن لايتقبل الله منه صيامه كما كان السلف يبكون ستة أشهر بعد رمضان يسألون الله القبول . فمن علامات قبول العمل أن ترى العبد في حال أحسن من حاله السابق وأن ترى فيه إقبالاً على الطاعة { وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم } [إبراهيم:7] أي زيادة في الخير الحسي والمعنوي ،، فيشمل الزيادة في الإيمان والعمل الصالح ،، فلو شكر العبد ربه حق الشكر لرأيته يزيد في الخير والطاعة ، ويبعد عن المعصية والشكر ترك المعاصي كما قال السلف المراجعة السابعة : المسلمون والعيد : تذكر أخي الكريم وأنت بين أهلك وأولادك في رغد من العيش وأمن وعافية ، تذكر إخوة لك مسلمين في أصقاع شتى من العالم ، حيث يعود عليهم هذا العيد ليجدد لهم الهموم وليزيد جراحاً لم تندمل ، فهم في بأساء وضراء لا يعلم مداها إلا الله تعالى بعضهم قد نسي شيئاً اسمه الأمان ، والبعض الآخر يسقط صريع الجوع والمرض ، وآخر يعيش ولكن كسقط المتاع لا تراعى له كرامة و لا يحفظ له عهد ولا يرى له حق ،،،،، فأين أنت منهم ؟ وهل من شكر لنعمة الله عليك ؟؟ المراجعة الثامنة : من الذي يفرح بالعيد ؟ نرى الجميع يفرح بالعيد ويبتهج بقدومه ، ولكن من الذي يفرح حقيقة بالعيد ؟ إن العيد أيها المبارك ليس لمن لبس الجديد ، ولا لمن جمع من الأموال المزيد ولكن العيد إنما هو لمن أطاع ربه فأم يوم الوعيد ، ولمن فاز برضا الولي الحميد فنال لذة النظر لوجهه الكريم يوم المزيد .. ثانيا : وسائل للمداومة على العمل الصالح بعد رمضان وماذا بعد رمضان ؟ كنت في رمضان في إقبال على الله ..أُكثر من النوافل ..أشعر بلذة العبادة . وأكثر من قراءة القرآن الكريم .. لا أُفرط في صلاة الجماعة .. منُقطعا عن مشاهدة ما حرم الله .. ولكن بعد رمضان فقدت لذة العبادة التي أجدها في رمضان ولا أجد في ذلك الحرص على العبادة .. فكثيرا ما تفوتني صلاة الفجر مع الجماعة ... وانقطعت عن كثير من النوافل وقراءة القرآن .. وووووووو .... فهل لهذه المشكلة من حل أو علاج ؟! إليك أخي "10" وسائل للمداومة على العمل الصالح بعد رمضان 1- أولاً وقبل كل شي طلب العون من الله – عز وجل - على الهداية والثبات وقد أثنى الله على دعاء الراسخين في العلم { رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ } 2- الإكثار من مُجالسة الصالحين والحرص على مجالس الذكر العامة كالمحاضرات والخاصة كالزيارات . 3- التعرف على سير الصالحين من خلال القراءة للكتب أو استماع الأشرطة وخاصة الاهتمام بسير الصحابة فإنها تبعث في النفس الهمة والعزيمة . 4- الإكثار من سماع الأشرطة الإسلامية المؤثرة كالخطب والمواعظ وزيارة التسجيلات الإسلامية بين وقت وآخر . 5- الحرص على الفرائض كالصلوات الخمس وقضاء رمضان فان في الفرائض خير عظيم . 6- الحرص على النوافل ولو القليل المُحبب للنفس فان أحب الأعمال إلى الله « أدومه وإن قل » كما قال صلى الله عليه وسلم . 7- البدء بحفظ كتاب الله والمداومة على تلاوته وأن تقرأ ما تحفظ في الصلوات والنوافل . 8- الإكثار من ذكر الله والاستغفار فإنه عمل يسير ونفعه كبير يزيد الإيمان ويُقوي القلب . 9- البعد كل البعد عن مفسدات القلب من أصحاب السوء و أجهزة التلفاز والدش والاستماع للغناء والطرب والنظر في المجلات الخليعة . 10- وأخيرا أوصيك أخي الحبيب بالتوبة العاجلة .. التوبة النصوح التي ليس فيها رجوع بإذن الله فإن الله يفرح بعبده إذا تاب أشد الفرح . أخي المبارك لا تكن من أولئك القوم الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان لقد قال فيهم السلف " بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان " وداعاً أيها الحبيب إلى رمضان آخر وأنت في صحة وعافية واستقامة على دين الله إن شاء الله . نسأل الله تعالى أن يجعله عيداً سعيداً محفوفاً بالقبول منه سبحانه وبالرياض والعتق من النار .. آمين وختاماً : ينبغي أن تحرص على أعمال البر والخير ، وأن تكون يوم العيد بين الخوف والرجاء ،، تخاف عدم القبول ، وترجو من الله القبول ونتذكر يوم عيدنا يوم الوقوف بين يدي الله عز وجل فمنا السعيد ومنا غير ذلك وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه |
((كيفية حساب منتصف الليل والثلث الأخير من الليل:))
نحدد وقت غروب الشمس ووقت طلوع الفجر ثم نطرح الوقتين من بعضهما ونقسم الناتج على اثنين ثم نضيف حاصل القسمة على وقت غروب الشمس فنحصل على وقت منتصف الليل مثلاً إذا كان وقت غروب الشمس الساعة السادسة وطلوع الفجر التالي في الساعة الخامسة نحسب الفرق بينهما ويكون 11 ساعة، نقسم 11 ساعة على اثنين فيكون لدينا خمس ساعات ونصف نجمعها على وقت المغرب وهو السادسة فيكون وقت منتصف الليل هو الساعة 11،30مساءً. ولحساب ثلث الليل الأخير نقسم الفرق بين ساعة غروب الشمس وساعة طلوع الفجر كما فعلنا سابقاً ثم نقسم الناتج على 3 فنحصل على (11/3 = 3 ساعات و40 دقيقة) تُطرح هذه من وقت طلوع الفجر (الساعة الخامسة - 4 ساعات وأربعين دقيقة) فيكون بداية وقت الثلث الأخير من الليل هو الساعة الثانية عشرة وعشرون دقيقة. وهذا الوقت يتغير من الصيف إلى الشتاء بحسب تغير وقت طلوع الفجر وغروب الشمس. |
((الثبات بعد رمضان))
أخوتى و أخواتى فى الله السلام عليكم و رحمة الله و بركاته المسلمين ينتظروا شهر رمضان من السنة إلى السنة طمعا فى الرحمة و المغفرة و العتق من النار و تبدأ العبادات بحماس شديد, و تُنزع الاتربة من فوق المصاحف المتروكة طوال السنة, لنبدأ فى قراءة يوميه و يتنافس المسلمون منهم من يقوم بختمة القرأن 3 مرات و منهم مرتان و منهم مرة , و منهم أكثر من ذلك. و نصلى التراويح و التهجد و نجد المساجد مملوءة بالمصلين فى كل الأوقات حتى أنهم يصلون على الأرصفة, و نرى الأخلاق الحميدة التى لا تظهر إلا فى رمضان, و موائد الرحمن, و العطف على الفقراء, فهذا و الله الجو الإسلامى الحقيقى و يجب أن يستمر طوال السنة. ولكن .... هل سنستمر هكذا حتى بعد رمضان؟ لقد رحمنا الله و أكرمنا بأنه جعلنا نعبده طوال الشهر الكريم, و لكن ماذا بعد رمضان؟ و الله إنى أقول هذه الكلمات و أنا خائف على نفسى و عليكم, هل سنترك المصاحف لرمضان القادم؟, هل سنترك صلاة الجماعه فى المسجد و يكون الصف الأول هو الصف الأخير؟ , هل سنخاصم قيام الليل؟ أسئله رد عليها الأن و لكن النتيجه ستظهر بعد رمضان بشهر أو شهرين على حسب ثبات كل منا, و أخاف أن يكون فشلك من ليله العيد. فلكل من عبد الله و شعر بلذة العبادة, لكل من سجد فى قيام الليل و بكت عيناة من خشية الله, لكل من ترك معصيه و تاب عنها و بُدلت سيئاتة حسنات, ماذا ستفعل بعد رمضان؟؟؟؟؟ إن رمضان هذا فرصة من ربنا عز و جل حتى نعبده و نكون فى أعلى مستويات الإيمان, حتى نكمل لرمضان القادم بنفس المستوى, ثم ندخل رمضان التالى ليزيد إيماننا أكثر و أكثر. فلا تكن رمضانيا و كن ربانيا, لا تكون عبدا لرمضان و كن عبدا لرب رمضان, فرب رمضان هو رب باقى الشهور, فلا تترك القرأن و لو حتى قرأت صفحتين فى اليوم, و لا تترك القيام و لو حتى صليت ثلاث ركعات يوميا, و لا تترك الذكر و لو حتى أذكار الصباح و المساء, و لا تترك الصيام و لو حتى الثلاث البيض من كل شهر, و إياك أن تترك صلاة الفروض فى المسجد, بعد أن داومت عليها طوال رمضان, فهذه الأعمال أقل ما تفعله, و لكنى أحسبك على خير و أحسبك أنك تريد الفردوس الأعلى فأجتهد أكثر, ولا تأخذ بالقليل. أخى فى الله أنتهز الفرصه التى أعطاها لك ربك فقوة إيمانك و عبادتك هى أكرم النعم و أهم الفرص فلا تضيعها لعلها تكن الفرصة الأخيرة, و لا يأتى عليك رمضان القادم أو تكون عاص لله, فلا تفرط فى إيمانك الذى هو نعمة من الله و رحمته عليك. لكن ما حال الغافلين فى رمضان؟؟؟؟ سأقول لهم كلمه واحدة "البقاء لله" "البقاء لله يا من لم تعبد الله فى رمضان, البقاء لله يا من لم تنتهز الفرصة الكبرى, البقاء لله يا من لم تلحق بليلة القدر". و لكن لا تحزن فرصتك موجوده فرُب ساعه من إخلاص قلبك و خشوعك و دمعه من عينك تسبق كل القائمين و الصائمين, فحاول أن تتقرب الى الله, فالله الكريم الذى يضاعف الحسنات للمخلصين العابدين بنية صادقة, فإبدا من الأن فى الصلاة فى المسجد, و القيام و قراءة القرأن كأنك فى رمضان. و أخيرا يا من عبد الله بكل جوارحه مخلص له القلب, بنيه صادقة, يا من ترك المعاصى إبتغاء مرضاة الله, هل عبادتك هذة من عندك؟؟؟ لا والله فهى كرم و فضل من الله, فأقل ما تفعله أن تصلى لتشكرة و تحمد فضله على أنه خلقك مسلما و جعلك تعبده طوال الشهر الكريم حتى يثبتك و يزيدك إيمانا. قال تعالى: ﴿ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ ﴾ , كما قال عز و جل :﴿ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ ﴾ . أدعو الله أن يثبتك على إيمانك, أدعو الله أن يهديك و يعفو عنك و يرحمك, أدعو الله لك و لا تنسانى من صالح دعائك. اللهم أهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت، اللهم انك عفو كريم تحب العفو فأعفو عنى اللهم هل بلغت اللهم فاشهد ﴿ هَـذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ ﴾ إذا أردت الثبات بعد رمضان ادعو الله أن يثبتك و ويثبتك أخوتك فى الإسلام و أستمع لهذا الدرس فهو قيم جدا ومهم جدا فى أخر رمضان و أرجو و أوصيكم أن تنشروه بين أصدقائكم الثبات بعد رمضان للأستاذ عمرو خالد |
الأخت الفاضلـه / ريــم السـلام عليـكـم بارك الله فيك على جهودك الرائعه والمميزه.... وجزاك المولى خير الجزاء .... ولاحرمك المولى أجر ما كتبت .. وغفر الله لك ولوالديك .. حفظك الله |
بارك الله فيك وجعل ماكتبتي في موازين حسناتك
اللهم بلغنا رمظان اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك |
.. ريــــــــم بآرك الله فيك وجعل هالموضوع في ميزآن حسناتك ودي .. |
جزااااااااك الله الف خييييييييير
|
جزاك الله خير وجعله في موازين حسناتك اختي الفاضله
|
بارك الله فيك وجعل ماكتبت في موازين حسناتك
وكل عام وانتم بخير |
الأخت ريم
مشكوره على جهودك الرائعه والمفيده بارك الله فيك وجزاك الله خير تقبلي اجمل التحايا وكل عام وانتم بخير |
جزااااااااااااك الله خييييييييييير
|
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() الساعة الآن 09:54 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir