![]() |
إمام مسجد وله هذا الطلب
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ............ وبعد .......... بصراحة جهد طيب ومواضيع عن رمضان قيمة جدا جدا أخوكم إمام مسجد وطلبي هو : إذا كان فيه أحد عنده ثلاثين موضوع مختصرة تقرأ على المصلين بعد صلاة العصر لايبخل علينا وله منا الدعاء الخالص كل بعد صلاة بدون إحراج إذا كان هذا موجود وإلا أنا على استعداد الجمع من مواضيعكم المطروحة بس المشاغل كثير ة الله يعين عليها الله لايهينكم ويجزاكم كل خير |
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ماشاء الله .. بارك الله فيك جزيت خيراً ووفقك الله لكل خير لي عودة إن شاء الله .... ببعض المواضيع سواء كانت من الملتقى أم من خارجه ولك حرية إختيار مايناسبك منها |
إن لله سبحانه في أرضه نفحات وعلى الإنسان المؤمن أن يتزود منها حيث أمر الله سبحانه قائلاً :" وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولى الألباب) [البقرة197]
وإن شهر رمضان المبارك هو أعظم مواسم الخير وأفضل مراتع البر والإحسان شَرفه الله باختياره لنزول القرآن : كتاب الله الخالد ودستوره الدائم يقول الله سبحانه وتعالى : " شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان" [البقرة 185] إن الله سبحانه وتعالى قد أكرم أمة محمد صلى الله عليه وسلم بإعطائها منحة رمضان فتقوم بصيام نهاره وقيام ليله يقول الله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون " [ البقرة الآية 183] . ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : " من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " .( رواه البخاري ) . إن شهر رمضان شهر الخير وشهر البر والتقوى تزيد فيه مظاهر الخير وتجف خلاله منابع الشر ومرتع السوء يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : " إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين ". (رواه البخاري ومسلم). " وينادي منادياً يا باغي الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقصر ". تنزل الرحمات في شهر رمضان وتعم البركات وتزيد فيه الطاعات وتقل المعاصي والمنكرات ويضاعف أجر الحسنات ويكون الصيام مكفرا للسيئات. إن الحسنات تضاعف في شهر رمضان وتأتي أيامها مكفرات للسيئات . وعن دور الصوم في إصلاح النفوس يقول الإمام ابن القيم : للصوم تأثير عجيب في حفظ الجوارح الظاهرة ، والقوى الباطنة وحميتها من التخليط الجالب لها المواد الفاسدة التي إذا استولت عليها أفسدتها واستفراغ المواد الرديئة المانعة لها من صحتها ، فالصوم يحفظ على القلب والجوارح صحتها ، ويعيد إليها ما استلبته منها أيدي الشهوات فهو من أكبر العون على التقوى كما قال تعالى : " يا أيها الذي آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون "[ البقرة 185] وقال النبي صلى الله عليه وسلم :" الصوم جنة . وأمر من اشتدت عليه شهوة النكاح ولا قدرة له عليه بالصيام ، وجعله وجاء هذه الشهوة . والمقصود : أن مصالح الصوم لما كانت مشهودة بالعقول السليمة والفطر المستقيمة ، شرعه الله لعباده رحمة بهم وإحسانا إليهم وحمية لهم وجنة |
وهذه خطبة للشيخ بن عثيمين رحمة الله ......
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، واشهد ألا لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،واشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله واصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليما . أما بعد أيها المؤمنون اتقوا الله تعالى واشكروه على ما أنعم به عليكم من مواسم الخير والبركات ، وما حباكم به من الفضائل والكرامات ، وعظموا هذه المواسم وقدروها قدرها في الطاعات والقربات فإنها ما جعلت إلا لتكفير سيئاتكم وزيادة حسناتكم ورفعة درجاتكم ، أيها المسلمون لقد حل بكم شهر كريم وموسم رابح عظيم شهر تضاعف فيه الحسنات وتعظم فيه السيئات ، شهر أوله رحمةُ وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار ، (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) شهر جعل الله صيام نهاره فريضةُ وقيام ليله تطوعاً، من صامه أيماناً بالله واحتسابا لثواب الله غفر الله له ما تقدم من ذنبه، ومن قامه أيماناً واحتسابا غفر الله له ما تقدم من ذنبه، ومن أدى فيه عمرةً كان اجرها كأجر حجة ، وفيه تفتح أبواب الجنة وتكثر أعمال الخير وتغلق أبواب النار وتقل أعمال الشر من أهل الإيمان، روي البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(قال الله عز وجل كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا اجزي به ) وفي رواية يترك طعامه وشرابه وشهوته من اجلي والصوم جنة يعني وقايةً من الإثم ومن النار فإذا كان صوم يوم أحدكم فلا يرفث ولا يسخط فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم ، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ، للصائم فرحتان يفرحهما فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ، أما فرحه عند فطره فيفرح بما أنعم الله عليه من إكمال صوم يومه ومما أباح الله له من تناول ما كان ممنوعاً منه في الصيام ، وأما فرحه عند لقاء ربه فيفرح بما أعده الله له من الثواب الجليل والفوز بدار السلام النعيم المقيم ، وفي صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(إن في الجنة باب يقال له الريان يدخل منه الصائمون لا يدخله غيرهم فإذا دخلوا اغلق ولم يفتح لغيرهم ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لا ترد دعوتهم الصائم حتى يفطر و دعوة الإمام العادل ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام وتفتح لها أبواب السماء ويقول الرب وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين ) أيها المسلمون اغتنموا شهر رمضان بكثرة العبادة والصلاة والقراءة والذكر والإحسان إلى الخلق بالمال والبدن والعفو عنهم فإن الله عفوا يحب العفو واستكثروا فيه من أربع خصال اثنتان ترضون بهما ربكم واثنتان لا غنى لكم عنهما فأما اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة أن لا إله إلا الله والاستغفار وأما اللتان لا غنى لكما عنهما فتسألون الله الجنة وتستعيذون به من النار ، اللهم إنا نشهد انك أنت الله لا إله إلا أنت ونستغفرك من ذنوبنا وسيئات أعمالنا ونسألك اللهم الجنة ونستعيذ بك من النار ، أيها المسلمون احفظوا صيامكم من النواقص والنواقض و احفظوه من قول الزور و العمل به فمن لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه احفظوا صيامكم عن كل قول محرم من السب والشتم والكذب والغيبة والنميمة واللغو والفحش وليكن عليكم الوقار ولا تجعلوا يوم صومكم ويوم فطركم سواء احفظوا صيامكم عن كل عمل محرم من الغش والخيانة في البيع والشراء والربا تحيلاً عليه أو صراحةً احفظوا صيامكم عن كل عمل محرم احفظوا صيامكم عن استماع المعازف والأغاني المحرمة قوموا بما أوجب الله عليكم من الصلاة في أوقاتها مع جماعة المسلمين في المساجد لا تتهاونوا في الصلاة لا تفرطوا فيها بالنوم فإنها عمود الدين ولا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة فقد خاب من يصوم ويضيع الصلاة لقد خاب من يتأخر وينام عن صلاة الفجر مع الجماعة وربما نام ولم يصلى الفجر إلا بعد طلوع الشمس لقد خاب وخسر كيف ينام عن صلاة الفريضة ولا يؤديها مع الجماعة أم كيف ينام عن صلاة الفريضة ولا يؤديها في وقتها إن من أخر الصلاة عن وقتها متعمدا بلا عذر فلم تقبل منه وإن صلي ألف مرة إن الله حد للصلاة وقتا معينا في أوله وآخره فكما لا تقبل الصلاة قبل وقتها فلا تقبل بعده إلا من عذر شرعي فاتقوا الله عباد الله وأعرفوا الحكمة من فريضة الصيام على العباد فإن الحكمة تقوى الله عز وجل بفعل أوامره واجتناب نواهيه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) آيها المسلمون إن الصيام فريضة فرضه الله على عباده فهو أحد أركان الإسلام من أنكر وجوبه فهو كافر بالله مكذب لله ورسوله خارج عن جماعة المسلمين فهو فرض على كل مسلم بالغ عاقل قادر مقيم فأما الصغير الذي لم يبلغ فلا صيام عليه لكن يؤمر به إذا كان يستطيعه ليعتاد عليه فقد كان الصحابة رضي الله عنهم يصومون أولادهم الصغار حتى إن الصبي ليبكي من الجوع فيعطونه لعبةً يتلهى بها إلى الغروب ويحصل البلوغ إذا يتم للإنسان خمسة عشرة سنة أو نبتت عانته أو أنزل منياً باحتلام أو غيره وتزيد الأنثى بالحيض فمن حصل له واحد من هذه فهو بالغ تلزمه فرائض الله وأما فاقد العقل فلا صيام عليه سواء فقده بجنون أو كبر أو آفة أو لحادث وعلى هذا فالكبير المُهذري ليس عليه صيام ولا صلاة لأنه لا عقل له ، وأما الكبير العاقل فإن كان يطيق الصوم وجب عليه وإن كان لا يطيقه لضعف جسمه من الكبر فإنه يطعم عنه بعدد الأيام عن كل يوم مسكين لكل مسكين خمس صاع من الرز والأولي يجعل مع الطعام شيئاً يأدمه من لحم أو دهن ومن عجز عن الصوم بمرض لا يرجى زواله فحكمه حكم الكبير في الإطعام عنه فإن كان المرض يرجي زواله فإنه يلزمه حتى يبرا ويقضي الصوم لقوله تعالى:( فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) وأما المريض الذي يستطيع الصوم بدون مشقة ولا ضرر فلا يجوز له الفطر إلا أن يكون في صومه تجدد للمرض أو تأخر لبرئه أو زيادة فيه فإنه يفطر و الحامل التي يشق عليها الصوم لضعفها أو ثقلها يجوز لها الفطر و تقضى والمرضع إذا شق عليها الصوم بواسطة الرضاع أو خافت أن ينقص لبنها نقصاً يقل على الولد يجوز لها أن تفطر أيضا وتقضي والمسافر الذي لم يقصد بسفره التحيل على الفطر يجوز له الفطر فيخير بين الصوم والفطر والأفضل له فعل الأسهل عليه فإن تساوى الصوم والفطر فالصوم أفضل لأنه فعل النبي صلى الله عليه وسلم ولأنه أخف عليه من القضاء غالباً وأسرع في إبراء ذمته وإذا كان الصوم يشق عليه مشقة عظيمةً في السفر فإن الصوم حرام عليه لأن أناسا من الصحابة رضي الله عنهم صاموا وقد شق عليهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أولئك العصاة أولئك العصاة ) ولا فرق بين المسافرين في جواز الفطر فيجوز لمن كان سفره دائماً كأصحاب سيارات الأجرة التكاسي أن يفطروا وكذلك يجوز لأصحاب سيارات التحميل الكبيرة أن يفطروا ما داموا في سفرهم ويقضوا في أيام الشتاء لأنهم مسافرون مفارقون لبلادهم واهلهم وهذه حقيقة السفر و الحائض والنفساء لا صيام عليها ولا يصح منهما الصوم إلا أن تطهرا قبل الفجر ولو بلحظة فيلزمهما الصوم وإن لم تغتسلا إلا بعد طلوع الفجر فيجب عليهما أي على الحائض و النفساء قضاء ما أفطرتاه من الأيام أيها المسلمون استمعوا إلى قول الله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ*أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ*شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) ، اللهم إنا نسألك أن تبارك لنا في شهرنا هذا وفي بقية عمرنا وأن تجعلنا ممن يستعمل أيامه وأوقاته في الطاعات والكف عن المحرمات يا رب العالمين اللهم أجعلنا ممن صام رمضان وقامه إيماناً واحتسابا اللهم يسرنا للهدي ويسر الهدي لنا يا رب العامين ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالأيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم . الحمد لله الذي من على عباده بمواسم الخيرات ليغفر لهم بذلك الذنوب ويكفر عنهم السيئات وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأرض والسماوات وأشهد أن محمداً عبده ورسوله اشرف المخلوقات صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين له بإحسان مدي الأوقات وسلم تسليما . أما بعد أيها الناس اتقوا الله تعالى وقوموا رمضان فإن من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه وأعلموا أيها الناس اعلموا إن صلاة التراويح من قيام رمضان ولكنها سميت تراويح لأن الناس في السلف الصالح كانوا كلما صلوا أربع ركعات استراحوا قليلاً فصلوا صلاة التراويح بطمأنينة وخشوع وخضوع قلب أيها المسلمون إن صلاة التراويح صلاة وعبادة ليس مجرد حركات وعمل لا يدري الإنسان ما يقول فيه وما يفعل والمقصود بصلاة التراويح التعبد لله بها لا لكثرة الركعات وإن كثير من الناس يتهاونون بها الأئمة وغير الأئمة أما الأئمة فكثير منهم يسرع بها إسراعاً مخلاً بكثير من السنن بل ربما يخل بالأركان وأما غير الأئمة فكثير من الناس يفرط فيها فلا يصليها ومنهم من يصلى بعضها وينصرف قبل إمامه وهذا حرمان لفضيلتها قال النبي صلى الله عليه وسلم:( من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ) يكتب لك قيام ليلة وأنت نائم على فراشك وأنت تبيع وتشتري في دكانك إذا قمت مع الإمام حتى ينصرف فأصبر يا اخي المسلم وأكمل الصلاة مع الإمام و أوتر معه يكتب لك قيام ليلة وأنت نائم على فراشك وأنت تبيع وتشتري في دكانك إذا قمت مع الإمام حتى ينصرف فأصبر يا اخي المسلم وأكمل الصلاة مع الإمام واوصل معه ، وأعلموا أيها المسلمون أن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم كما كان صلى الله عليه وسلم يعلن ذلك في خطبة الجمعه ولقد صدق نبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن خير الهدي هدي محمد عليه الصلاة والسلام وكان صلى الله عليه وسلم لا يزيد في رمضان ولا في غير على إحدى عشرة ركعة وربما صلي ثلاثة عشر ركعة ولهذا لما سئلت عائشة رضي الله عنها كيف كانت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان فقالت: (ما كان لا يزيد في رمضان ولا في غير على إحدى عشرة ركعة) وقال ابن عباس رضي الله عنهما قال: ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل ثلاثة عشر ركعة ) وصح عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه أمر أبي بن كعب وتميم الداري أن يقوما في الناس بإحدى عشرة ركعة رواه مالك في الموطأ عن محمد بن يوسف وهو ثقة ثبت عن السائب بن يزيد وهو صحابي فهذا العدد الإحدى عشرة أو الثلاثة عشرة هو ما جاءت به السنة أيها المسلمون وإن هذا العدد ليس بلازم فلو صلى الإنسان اكثر منه فلا حرج عليه في ذلك لأن الناس اختلفوا في هذا ولكن الأفضل ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم ولو صلى الإنسان ثلاث وعشرين أو صلى تسع وثلاثين أو صلى دون ذلك أو أكثر فإنه لا حرج عليه ولا ينكر عليه ولكن يقال أن الأفضل اتباع ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم أيها المسلمون إن مما انعم الله به على عباده في عصرنا هذا مكبرات الصوت التي تسمع صوت الإمام لمن خلفه فيسمعه جميع أهل المسجد ولكن بعض الناس يستعمل هذه المكبرات استعمالاً يشوش به على من حوله من المصلين في البيوت أو في المساجد فيرفعه من على المنارة ولكن هذا أمر ينبغي للإنسان أن يعرف ما قال النبي صلى الله عليه وسلم في مثله حين خرج على أصحابه وهم يصلون ويجهرون بالقراءة فقال صلى الله عليه وسلم كلكم يناجي ربه فلا يجهر بعضكم على بعض في القرءان فالإمام في الحقيقة ليس يصلي لمن كان خارج المسجد وإنما يصلي لمن كان في المسجد في داخله ولهذا لا ينبغي أن يجعل صوته متعديا ً لمن كان في المسجد وبإمكانه إذا كان انشط له وانشط للمصلين أن يجعل مكبرات الصوت داخل المسجد فقط لا على المنارة وانتم تعلمون أيها الاخوة إن من الناس من يصلون في السرحة خارج البناء ولا ريب أن مثل هؤلاء يشوش عليهم الصوت إذا جاءهم من قبل المنارة فيا أيها الأخوة ارجوا من الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا وإياكم ممن يتعاونون على البر وعلى التقوى وأسأل الله سبحانه و تعالى أن يوفقنا في هذا الشهر وفي غيره لما يحب ويرضي ، ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل لنا في قلوبنا غلاً للذين أمنوا ربنا أنك رؤوف رحيم، عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الإيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون . |
وهذا سؤال وجه للشيخ بن باز رحمة الله ...
سماحة الشيخ ما نصيحتكم للمسلمين ونحن نستقبل هذا الشهر الفضيل؟ الجواب : نصيحتي للمسلمين جميعاً أن يتقوا الله جل وعلا، وأن يستقبلوا شهرهم العظيم بتوبة صادقة من جميع الذنوب، وان يتفقهوا في دينهم وأن يتعلموا أحكام صومهم وأحكام قيامهم؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين))[1]، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وسلسلت الشياطين))[2] ولقوله صلى الله عليه وسلم: ((إذا كان أول ليلة من رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم وصفدت الشياطين ويناد منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة))[3]. وكان يقول صلى الله عليه وسلم للصحابة: ((أتاكم شهر رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب الدعاء فأروا الله من أنفسكم خيراً فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله))[4]. ومعنى: ((أروا الله من أنفسكم خيراً)): يعني سارعوا إلى الخيرات وبادروا إلى الطاعات وابتعدوا عن السيئات. ويقول صلى الله عليه وسلم: ((من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه))[5]. ويقول صلى الله عليه وسلم: يقول الله جل وعلا: ((كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، ترك شهوته وطعامه وشرابه من اجلي للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك))[6]. ويقول صلى الله عليه وسلم: ((إذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم))[7]. ويقول صلى الله عليه وسلم: ((من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه))[8] رواه البخاري في الصحيح. فالوصية لجميع المسلمين أن يتقوا الله وان يحفظوا صومهم وأن يصونوه من جميع المعاصي، ويشرع لهم الاجتهاد في الخيرات والمسابقة إلى الطاعات من الصدقات والإكثار من قراءة القرآن والتسبيح والتهليل والتحميد والتكبير والاستغفار؛ لأن هذا شهر القرآن: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ}[9]. فيشرع للمؤمنين الاجتهاد في قراءة القرآن، فيستحب للرجال والنساء الإكثار من قراءة القرآن ليلاً ونهاراً، وكل حرف بحسنة والحسنة بعشر أمثالها كما جاء ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، مع الحذر من جميع السيئات والمعاصي، مع التواصي بالحق والتناصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. فهو شهر عظيم تضاعف فيه الأعمال، وتعظم فيه السيئات، فالواجب على المؤمن أن يجتهد في أداء ما فرض الله عليه وأن يحذر ما حرم الله عليه، وأن تكون عنايته في رمضان أكثر واعظم، كما يشرع له الاجتهاد في أعمال الخير من الصدقات وعيادة المريض واتباع الجنائز وصلة الرحم، وكثرة القراءة وكثرة الذكر والتسبيح والتهليل والاستغفار والدعاء، إلى غير هذا من وجوه الخير، يرجو ثواب الله ويخشى عقابه، نسأل الله أن يوفق المسلمين لما يرضيه، ونسأل الله أن يبلغنا وجميع المسلمين صيامه وقيامه إيماناً واحتساباً، نسأل الله أن يمنحنا وجميع المسلمين في كل مكان الفقه في الدين والاستقامة عليه، والسلامة من أسباب غضب الله وعقابه، كما أسأله سبحانه أن يوفق جميع ولاة أمر المسلمين وجميع أمراء المسلمين، وأن يهديهم وأن يصلح أحوالهم، وأن يوفقهم لتحكيم شريعة الله في جميع أمورهم، في عبادتهم وأعمالهم وجميع شئونهم، نسأل الله أن يوفقهم لذلك، عملاً بقوله جل وعلا: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ}[10]، وعملاً بقوله جل وعلا: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}[11]، وعملاً بقوله سبحانه: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً}[12]، وعملاً بقوله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}[13]، وعملاً بقول الله سبحانه: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ}[14]، وقوله سبحانه: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}[15]. هذا هو الواجب على جميع المسلمين وعلى أمرائهم، يجب على أمراء المسلمين وعلى علمائهم وعلى عامتهم أن يتقوا الله وأن ينقادوا لشرع الله، وأن يحكموا شرع الله فيما بينهم ؛ لأنه الشرع الذي به الصلاح والهداية والعاقبة الحميدة وبه رضا الله وبه الوصول إلى الحق الذي شرعه الله وبه الحذر من الظلم. نسأل الله للجميع التوفيق والهداية وصلاح النية والعمل، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه. |
المواضيع التي وضعتها والتي سأضعها إن شاء الله ....... طويلة ولكن ممكن تقسيمها إلى عدة كلمات مختصرة تناسب مع الوقت المتاح
|
ماذا يجب ان نفعل في رمضان ؟ :
للشيخ : محمد بن صالح العثيمين رحمة الله ما الذي ينبغي أن نفعله في شهر رمضان؟.. الذي نفعله في هذا الشهر المبارك إما واجب وإما مندوب، فالواجب هو الصيام، والمندوب هو القيام. والصيام كلنا يعرف هو الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس تعبداً لله، دليله قوله تعالى: {فَالانَ بَـاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّيْلِ} [البقرة: 187]. والغرض من الصيام ليس ترويض البدن على تحمل العطش وتحمل الجوع والمشقة، ولكن هو ترويض النفس على ترك المحبوب لرضا المحبوب. والمحبوب المتروك هو الأكل والشرب والجِماع، هذه هي شهوات النفس. أما المحبوب المطلوب رضاه فهو الله عز وجل، فلابد أن نستحضر هذه النيَّة أننا نترك هذه المفطرات طلباً لرضا الله عز وجل. والحكمة من فرض الصيام على هذه الأمة قد بيَّنها الله سبحانه وتعالى في قوله: {يأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [البقرة: 183]، ولعلَّ هنا للتعليل، أي لأجل أن تتقوا الله، فتتركوا ما حرَّم الله، وتقوموا بما أوجب الله. وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه قال: «مَن لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه»(4). أي أن الله لا يريد أن ندع الطعام والشراب، إنما يريد منا أن ندع قول الزور والعمل به والجهل، ولهذا يندب للصائم إذا سبَّه أحدٌ وهو صائم أو قاتله فليقل: إني صائم، ولا يرد عليه؛ لأنه لو ردَّ عليه لردَّ عليه الأول ثم ردَّ عليه ثانياً، فيرد الأول، ثم هكذا يكون الصيام كله سباً ومقاتلة، وإذا قال : إني صائم، أعلم الذي سبَّه أو قاتله بأنه ليس عاجزاً عن مقابلته ولكن الذي منعه من ذلك الصوم، وحينئذٍ يكفُّ الأول ويخجل، ولا يستمر في السبِّ والمقاتلة. هذه هي الحكمة من إيجاب الصيام، وإذا كان كذلك فينبغي لنا في الصوم أن نحرص على فعل الطاعات من الذكر، وقراءة القرآن، والصلاة، والصدقة، والإحسان إلى الخلق، وبسط الوجه، وشرح الصدر، وحسن الخلق، كل ما نستطيع أن نهذِّب أنفسنا به فإننا نعمله. فإذا ظلَّ المسلم على هذه الحالة طوال الشهر، فلابد أن يتأثر ولن يخرج الشهر إلا وهو قد تغيَّر حاله، ولهذا شُرع في آخر الشهر أن يُخْرِج الإنسان زكاة الفطر تكميلاً لتزكية النفس؛ لأن النفس تزكو بفعل الطاعات وترك المحرمات، وتزكوا أيضاً ببذل المال، ولهذا سُمِّي بذل المال زكاة. |
فضائل شهر رمضان :
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى من يراه من المسلمين ، وفقني الله وإياهم لاغتنام الخيرات ، وجعلني وإياهم من المسارعين إلى الأعمال الصالحات آمين . سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد : أيها المسلمون إنكم في شهر عظيم مبارك ألا وهو شهر رمضان ، شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن ، شهر العتق والغفران ، شهر الصدقات والإحسان ، شهر تفتح فيه أبواب الجنات ، وتضاعف فيه الحسنات ، وتقال فيه العثرات ، شهر تجاب فيه الدعوات ، وترفع فيه الدرجات ، وتغفر فيه السيئات ، شهر يجود الله فيه سبحانه على عباده بأنواع الكرامات ، ويجزل فيه لأوليائه العطايات ، شهر جعل الله صيامه أحد أركان الإسلام ، فصامه المصطفى صلى الله عليه وسلم وأمر الناس بصيامه ، وأخبر عليه الصلاة والسلام أن من صامه إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه ، ومن قامه إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه ، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر ، من حرم خيرها فقد حرم ، فعظموه رحمكم الله بالنية الصالحة والاجتهاد في حفظ صيامه وقيامه والمسابقة فيه إلى الخيرات ، والمبادرة فيه إلى التوبة النصوح من جميع الذنوب والسيئات ، واجتهدوا في التناصح بينكم ، والتعاون على البر والتقوى ، والتواصي بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى كل خير لتفوزوا بالكرامة والأجر العظيم . وفي الصيام فوائد كثيرة وحكم عظيمة منها : تطهير النفس وتهذيبها وتزكيتها من الخلاق السيئة والصفات الذميمة ، كالأشر والبطر والبخل ، وتعويدها الأخلاق الكريمة كالصبر والحلم والجود والكرم ومجاهدة النفس فيما يرضي الله ويقرب لديه . ومن فوائد الصوم: أنه يعرف العبد نفسه وحاجته وضعفه وفقره لربه ، ويذكره بعظيم نعم الله عليه ، ويذكره أيضاً بحاجة إخوانه الفقراء فيوجب له ذلك شكر الله سبحانه ، والاستعانة بنعمه على طاعته ، ومواساة إخوانه الفقراء والإحسان إليهم ، وقد أشار الله سبحانه وتعالى إلى هذه الفوائد في قوله عز وجل : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }[1] ، فأوضح سبحانه أنه كتب علينا الصيام لنتقيه سبحانه ، فدل ذلك على أن الصيام وسيلة للتقوى ، والتقوى هي : طاعة الله ورسوله بفعل ما أمر وترك ما نهى عنه عن إخلاص لله عز وجل ، ومحبة ورغبة ورهبة ، وبذلك يتقي العبد عذاب الله وغضبه ، فالصيام شعبة عظيمة من شعب التقوى ، وقربى إلى المولى عز وجل ، ووسيلة قوية إلى التقوى في بقية شئون الدين والدنيا ، وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى بعض فوائد الصوم في قوله صلى الله عليه وسلم : (( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ))[2] . فبين النبي عليه الصلاة والسلام أن الصوم وجاء للصائم ، ووسيلة لطهارته وعفافه ، وما ذاك إلا لأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ، والصوم يضيق تلك المجاري ويذكر بالله وعظمته ، فيضعف سلطان الشيطان ويقوى سلطان الإيمان وتكثر بسببه الطاعات من المؤمنين ، وتقل به المعاصي . ومن فوائد الصوم أيضاً : أنه يطهر البدن من الأخلاط الرديئة ويكسبه صحة وقوة اعترف بذلك الكثير من الأطباء وعالجوا به كثيراً من الأمراض ، وقد أخبر الله سبحانه في كتابه العزيز أنه كتب علينا الصيام كما كتبه على من قبلنا ، وأوضح سبحانه أن المفروض علينا هو صيام شهر رمضان ، وأخبر نبينا عليه الصلاة والسلام أن صيامه هو أحد أركان الإسلام الخمسة ، قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ . أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ }[3] إلى أن قال عز وجل : { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }[4] . وفي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان وحج البيت ))[5] . أيها المسلمون : إن الصوم عمل صالح عظيم ، وثوابه جزيل ولاسيما صوم رمضان ،فإنه الصوم الذي فرضه الله على عباده ، وجعله من أسباب الفوز لديه ، وقد ثبت في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يقول الله تعالى : (( كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي ، للصائم فرحتان ، فرحة عند فطره ، وفرحة عند لقاء ربه ، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ))[6] . وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة ، وغلقت أبواب النار ، وسلسلت الشياطين ))[7] . وأخرج الترمذي وابن ماجة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن ، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب ، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب ، وينادي مناد يا باغي الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقصر ، ولله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة ))[8] . وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( أتاكم رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه ، فينزل الرحمة ، ويحط الخطايا ، ويستجيب فيه الدعاء ، ينظر الله تعالى إلى تنافسكم فيه ويباهي بكم ملائكته فأروا الله من أنفسكم خيراً فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله ))[9] رواه الطبراني . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن الله فرض عليكم صيام رمضان ، وسننت لكم قيامه ، من صامه وقامه إيماناً واحتساباً خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ))[10] . رواه النسائي . وليس في قيام رمضان حد محدود ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يوقت لأمته في ذلك شيئاً وإنما حثهم على قيام رمضان ولم يحدد ذلك بركعات معدودة ، ولما سئل عليه الصلاة والسلام عن قيام الليل قال : (( مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى ))[11] أخرجه البخاري ومسلم في الصحيحين ، فدل ذلك على التوسعة في هذا الأمر ، فمن أحب أن يصلي عشرين ركعة ويوتر بثلاث فلا بأس ، ومن أحب أن يصلي عشر ركعات ويوتر بثلاث فلا بأس ، ومن أحب أن يصلي ثمان ركعات ويوتر بثلاث فلا بأس ، ومن زاد على ذلك أو نقص عنه فلا حرج عليه ، والأفضل ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله غالباً وهو أن يقوم ثمان ركعات يسلم من كل ركعتين ويوتر بثلاث ، مع الخشوع والطمأنينة وترتيل القراءة ، لما ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت : (( ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشر ركعة ، يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ، ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ، ثم يصلي ثلاثاً ))[12] وفي الصحيحين عنها رضي الله عنها : (( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي من الليل عشر ركعات يسلم من كل اثنتين ويوتر بواحدة ))[13] وثبت عنه صلى الله عليه وسلم في أحاديث أخرى أنه كان يتهجد في بعض الليالي بأقل من ذلك ، وثبت عنه أيضاً صلى الله عليه وسلم أنه في بعض الليالي يصلي ثلاث عشرة ركعة يسلم من كل اثنتين ، فدلت هذه الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن الأمر في صلاة الليل موسع فيه بحمد الله ، وليس فيه حد محدود لا يجوز غيره ، وهو من فضل الله ورحمته وتيسيره على عباده حتى يفعل كل مسلم ما يستطيع من ذلك ، وهذا يعم رمضان وغيره ، وينبغي أن يعلم أن المشروع للمسلم في قيام رمضان وفي سائر الصلوات هو الإقبال على صلاته ، والخشوع فيها ، والطمأنينة في القيام والقعود والركوع والسجود ، وترتيل التلاوة وعدم العجلة ؛ لأن روح الصلاة هو الإقبال عليها بالقلب والقالب والخشوع فيها ، وأداؤها كما شرع الله بإخلاص وصدق ورغبة ورهبة وحضور قلب . كما قال سبحانه : { قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ . الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ }[14] . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( وجعلت قرة عيني في الصلاة ))[15] ، وقال للذي أساء في صلاته : (( إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فكبر ، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ، ثم اركع حتى تطمئن راكعاً ، ثم ارفع حتى تعتدل قائماً ، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً ، ثم ارفع حتى تطمئن جالساً ، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً ، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها ))[16] . وكثير من الناس يصلي في قيام رمضان صلاة لا يعقلها ولا يطمئن فيها بل ينقرها نقراً وذلك لا يجوز بل هو منكر لا تصح معه الصلاة ، لأن الطمأنينة ركن في الصلاة لابد منه كما دل عليه الحديث المذكور آنفاً ، فالواجب الحذر من ذلك ، وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( أسوأ الناس سرقة الذي يسرق صلاته )) قالوا يا رسول الله : كيف يسرق صلاته ؟ ، قال : (( لا يتم ركوعها ولا سجودها ))[17] وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه أمر الذي نقر صلاته أن يعيدها ، فيا معشر المسلمين عظموا الصلاة وأدوها كما شرع الله واغتنموا هذا الشهر العظيم وعظموه رحمكم الله بأنواع العبادات والقربات وسارعوا فيه إلى الطاعات ، فهو شهر عظيم جعله الله ميداناً لعباده يتسابقون إليه فيه بالطاعات ويتنافسون فيه بأنواع الخيرات . فأكثروا فيه – رحمكم الله – من الصلاة والصدقات وقراءة القرآن الكريم ، بالتدبر والتعقل والتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والاستغفار ، والإكثار من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والإحسان إلى الفقراء والمساكين والأيتام ، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان ، فاقتدوا به رحمكم الله في مضاعفة الجود والإحسان في شهر رمضان ، وأعينوا إخوانكم الفقراء على الصيام والقيام ، واحتسبوا أجر ذلك عند الملك العلام ، واحفظوا صيامكم عما حرمه الله عليكم من الأوزار والآثام فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ))[18] . وقال عليه الصلاة والسلام : (( الصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن امرؤ سابه أحد فليقل : إني امرؤ صائم ))[19] . وجاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( ليس الصيام عن الطعام والشراب وإنما الصيام من اللغو والرفث ))[20] . وخرج ابن حبان في صحيحه عن أبي سعيد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من صام رمضان وعرف حدوده وتحفظ مما ينبغي أن يتحفظ منه كفَّر ما قبله ))[21] . وقال جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما : (( إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم ودع أذى الجار وليكن عليك وقار وسكينة ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء ))[22] . ومن أهم الأمور التي يجب على المسلم العناية بها والمحافظة عليها في رمضان وفي غيره الصلوات الخمس في أوقاتها ، فإنها عمود الإسلام واعظم الفرائض بعد الشهادتين ، وقد عظم الله شانها وأكثر من ذكرها في كتابه العظيم فقال تعالى : { حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ}[23] ، وقال تعالى: { وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }[24] . والآيات في هذا المعنى كثيرة . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر )) [25] . وصح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : (( من حافظ على الصلاة كانت له نوراً وبرهاناً ونجاة يوم القيامة ، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة ، وكان يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف ))[26] . ومن أهم واجباتها في حق الرجال أداؤها في الجماعة كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر ))[27] وجاءه صلى الله عليه وسلم رجل أعمى فقال يا رسول الله إني رجل شاسع الدار عن المسجد وليس لي قائد يلائمني فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : (( هل تسمع النداء بالصلاة )) قال : نعم . قال : (( فأجب ))[28] أخرجه مسلم في صحيحه . وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : (( لقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق ))[29] . فاتقوا الله – عباد الله – في صلاتكم وحافظوا عليها في الجماعة وتواصوا بذلك في رمضان وغيره تفوزوا بالمغفرة ومضاعفة الأجر وتسلموا من غضب الله وعقابه ومشابهة أعدائه من المنافقين . وأهم الأمور بعد الصلاة الزكاة : فهي الركن الثالث من أركان الإسلام ، وهي قرينة الصلاة في كتاب الله عز وجل ، وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فعظموها كما عظمها الله ، وسارعوا على إخراجها وقت وجوبها وصرفها على مستحقيها عن إخلاص لله عز وجل وطيب نفس وشكر للمنعم سبحانه ، واعلموا أنها زكاة وطهرة لكم ولموالكم وشكر للذي أنعم عليكم بالمال ومواساة لإخوانكم الفقراء كما قال الله عز وجل : { خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا}[30] . وقال سبحانه : { اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ }[31] . وقال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه لما بعثه إلى اليمن : (( إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة ، فإن هم أطاعوك لذلك ، فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم ، فإن هم أطاعوك لذلك فإياك وكرائم أموالهم ، واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ))[32] متفق على صحته . وينبغي للمسلم في هذا الشهر الكريم الوسع في النفقة والعناية بالفقراء والمتعففين ، وإعانتهم على الصيام والقيام تأسياً برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وطلباً لمرضاة الله سبحانه ، وشكراً لإنعامه ، وقد وعد الله سبحانه عباده المنفقين بالأجر العظيم ، والخلف الجزيل ، فقال سبحانه : { وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً}[33] . وقال تعالى: { وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ }[34] . واحذروا – رحمكم الله – كل ما يجرح الصوم ، وينقص الأجر ، ويغضب الرب عز وجل ، من سائر المعاصي ، كالربا ، والزنا ، والسرقة ، وقتل النفس بغير حق ، وأكل أموال اليتامى ، وأنواع الظلم في النفس والمال والعرض ، والغش في المعاملات ، والخيانة للأمانات ، وعقوق الوالدين ، وقطيعة الرحم ، والشحناء ، والتهاجر في غير حق الله سبحانه ، وشرب المسكرات ، وأنواع المخدرات كالقات ، والدخان ، والغيبة والنميمة ، والكذب ، وشهادة الزور ، والدعاوى الباطلة ، والأيمان الكاذبة ، وحلق اللحى ، وتقصيرها ، وإطالة الشوارب ، والتكبر ، وإسبال الملابس ، واستماع الأغاني وآلات الملاهي ، وتبرج النساء ، وعدم تسترهن من الرجال ، والتشبه بنساء الكفرة في لبس الثياب القصيرة ، وغير ذلك مما نهى الله عنه ورسوله صلى الله عليه وسلم . وهذه المعاصي التي ذكرنا محرمة في كل زمان ومكان ، ولكنها في رمضان أشد تحريماً ، وأعظم إثماً لفضل الزمان وحرمته . فاتقوا الله – أيها المسلمون - ، واحذروا ما نهاكم الله عنه ورسوله ، واستقيموا على طاعته في رمضان وغيره ، وتواصوا بذلك ، وتعاونوا عليه ، وتآمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر ، لتفوزوا بالكرامة والسعادة والعزة والنجاة في الدنيا والآخرة ، والله المسئول أن يعيذنا وإياكم وسائر المسلمين من أسباب غضبه وأن يتقبل منا جميعاً صيامنا وقيامنا ، وأن يصلح ولاة أمر المسلمين ، وأن ينصر بهم دينه ، ويخذل بهم أعداه ، وأن يوفق الجميع للفقه في الدين والثبات عليه ، والحكم به والتحاكم إليه في كل شيء ، إنه على كل شيء قدير . وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . |
قال معالي الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ-حفظه الله-، تحت عنوان’’أخطاء في الصيام‘‘:
1- التلفظ بنيَّة الصيام: و قد تقدَّم[عند الكلام عن الأخطاء الخاصة بالطهارة و بالصلاة] أنَّ التلفظ بالنيَّة لم يكن يفعلُه النبيُّ-صلّى الله عليه و سلّم-، و لا صحابتُه، و لا التابعون، و لا أحدُ الأئمة الأربعةِ، و لا السلفُ، فهو محدَث و بدعة، و النيَّة محلُّها القلب، و هي قصد العبادة. و قد ثبت في الأحاديث أنَّ النبيَّ-صلّى الله عليه و سلّم-اشترط إجماع النية و تبييت الصيام قبل الفجر في الفريضة، و معنى ذلك قصد الصيام و نيَّته بقلبه أنَّه يصوم غداً، كما صحَّ عن أمِّ المؤمنين حفصةَ-رضي الله عنها- أنَّها قالت:قال النبيُّ-صلّى الله عليه و سلّم-((من لم يُبيِّتْ الصيامَ قبل الفجر فلا صيامَ له))، رواه أحمد، و أصحاب السنن. ففي الحديث تبييت الصيام، و معناه: قصد القلب، كما هو ظاهر معنى "التبييت"، و الله أعلم. 2- التَّساهل بوقت الإمساك: كما يفعله بعضُ الناس من الأكل و الشرب حتى ينتهيَ المؤذنُ من أذانه، و ربما تساهلوا فاستمروا في الأكل و الشرب حتى يَفرَغَ المؤذنون في المساجد التي يسمعونها، و هذا كلُّه غلطٌ ظاهر، و ربما أبطل الصيامَ، يقول-تعالى:((و كُلُوا و اشربُوا حتَّى يَتبيَّن لكم الخيطُ الأبيضُ من الخيطِ الأسودِ من الفجرِ)). و وقت التبيُّن المذكور هو أوَّل وقت الفجر، و هو وقت الأذان للفجر، و "حتى" تدلُّ على الغاية فإذا شرَعَ المؤذن في الأذان الثاني الذي بعد طلوع الفجر وجبَ الإمساك و الصوم، و هذا المعنى قد جاء في حديث عائشة و ابن عمر-رضي الله عنهم-أنَّ النبيَّ-صلّى الله عليه و سلّم-قال:((إنَّ بلالاً يؤذِّنُ بليلٍ فكلوا و اشربوا حتى يؤذِّنَ ابنُ أمِّ مكتوم))، متفق عليه، و للبخاري:((فإنَّه لا يؤذِّنُ حتى يطلعَ الفجرُ))، فقول الرَّسول-صلّى الله عليه و سلّم-:((كلوا و اشربوا حتى يؤذن...))؛ دليلٌ على وجوبِ الإمساك و بدءِ الصيام مع سماع الأذان الثاني الذي بعد طلوعِ الفجر. و لكن جاءت السنة بالترخيص لمن سَمِعَ الأذان و في يده أكلةٌ أو شَرْبَةٌ أن يقضيَ حاجته منها[رواه أبو داود و غيره من حديث أبي هريرة-رضي الله عنه-]، و الله الموفِّق. 3- التساهل بصلاة الجماعة و النوم عنها و جمع الصلوات: و هذا من المنكرات العظيمة في شهر الصيام، إذ الصلاةُ ركنُ الدين الأعظم بعد الشهادتين، و التساهل فيها لا يَحِلُّ أبداً، و قد تقدَّم في "الصلاة" أدلَّةُ وجوب صلاة الجماعة في المساجد، و حرمةُ التساهل في الصلاة بتركها مع الجماعات تفضيلاً للنوم و نحوه، و أمَّا جمعُ بعض الصلوات دون عذرٍ شرعيٍّ يُبيحُ الجمعَ فمنكرٌ آخرُ، و لا يَحلُّ. و المسلم مأمورٌ بأنْ يرتِّبَ أوقاتَه على أساس تقديم الصلوات على أيِّ أمرٍ آخرَ، و على المسلمين التعاونُ فيما بينهم و التناصحُ في هذا الأمر الذي يظهرُ في شهر الصيام، و قد قال-تعالى-:((و تعاونُوا على البرِّ و التَّقوى و لا تعاونُوا على الإِثم و العُدوان)). 4- قول الزُّور و العمل به و الجهل في الصيام و غيره: فقولُ الزور و العملُ به منكرٌ لا يَحلُّ، لما ثبت في "صحيح البخاري" عن أبي هريرة-رضي الله عنه- قال:قال النبيُّ-صلّى الله عليه و سلّم-:((من لم يَدَعْ قول الزُّور و العملَ به فليس لله حاجةٌ في أن يدعَ طعامَه و شرابَه)). و الجهلُ بقول الفُحش و المسابة و نحو ذلك سوءُ خلقٍ، و منكرٌ خاصةً للصائم: فقد ثبت في "الصحيحين" أنَّ رسول الله-صلّى الله عليه و سلّم- قال:((قال الله-تعالى-:كلُّ عمل ابن آدمَ له إلاّ الصيامَ فإنَّه لي و أنا اجزي به. و الصيامُ جُنَُّةٌ، فإذا كان يومُ صوم أحدِكم فلا يَرْفُثْ و لا يَصْخَبْ؛ فإن سابَّه أحدٌ أو قاتله فليقلْ:إنِّي صائمٌ إنِّي صائمٌ)). و حديث أبي هريرة المتقدِّم أوَّلاً رواه البخاري في "الأدب" من "صحيحه" بلفظ:((من لم يدعْ قولَ الزور و العمل به و الجهلَ))، و يدخل في الجهل كل ما كان فحشاً أو سِبَاباً أو غيبةً أو نميمةً أو كذباً أو زوراً و نحوَ ذلك من آفات اللسان و الجوارح، فيجب على الصائم أن يُنزِّهَ نفسَه عن الكذب و الغيبة و الجهل و السباب، و كذلك يجب على غير الصائم، و لكنَّه في حق الصائم أشدُّ لحرمةِ الشهر و الصيام، و الله الموفِّق لتجنُّبها. 5- إطلاق البصر و السمع على وجهٍ محرَّمٍ: قال-تعالى-:((إنَّ السَّمع و البَصر و الفُؤاد كلُّ أُولئك كان عنه مسؤولاً))؛ فالجوارحُ التي ائتمنَ عليها العبادُ هم مسؤولون عنها و فيم استعملوها، و قد اعتاد بعضُ الناس رؤيةَ المنكرات أو سماعها كرؤية المتبرجات داعياتِ الفتنة، أو سماعِ الملاهي بأنواعها، و هذا كلُّه واجبُ الاجتناب في شهر الصيام و غيره، و تأَكُّدُه في شهر الصيام ظاهرٌ، لحُرمةِ و مكانةِ شهر الطاعة و الغُفران، و ما أجملَ أن يتخذَ المسلم من شهر الصيام وسيلةً لقطع العلائق و الصلةِ بالمحرَّمات المرئيَّة أو المسموعة، و سائر الشهوات، و في الحديث القدسي:((يَدَعُ طعامَه و شرابَه و شهوتَه من أجلي)). 6- استماع آلات اللهو في شهر الصيام و غيره: و ذلك أنَّه قد دلَّت الأدلَّة من الكتاب و السنة على تحريم سماع المعازف و ما يصاحبُها، قال-تعالى-:((و منَ الناس من يشترِي لهوَ الحديث ليُضِلَّ عن سبيل الله))، قال ابن مسعود و غيره:هو الغناءُ، و لا شكَّ أنَّ المعازفَ و الغناء داخلةٌ في لهو الحديث الذي يُضِلُّ عن سبيل الله. و في "صحيح البخاري" تعليقاً بصِيغة الجزم-و قال بعض العلماء إنَّه مُتَّصِلٌ-:((ليَكُونَنَّ من أمَّتي أقوامٌ يَستحلُّونَ الحِرَ و الحرير و الخمر و المعازف..))الحديث. و هذا ظاهرٌ في التحريم، و ذلك لأنَّ الاستحلال لا يكون إلاّ للمحرَّم، و صدَقَ رسول الله-صلّى الله عليه و سلّم- فقد استعمل الناس من أمَّة محمَّدٍ المعازفَ و الغناءَ على وجهٍ فيه التهاون و عدمُ المُبالاة، و الواجبُ على المسلم اتِّباعُ ما جاء في القرآن و السنة، و تركُ المحرَّمات في شهر الصيام-و هو آكدٌ بالمنع لفضيلة الشهر-و في غيره. 7- التساهل بمعرفة أحكام الصيام: فالواجبُ على المسلم معرفةُ أحكام الصيام الظاهرةِ الواجبة عليه، كوقتِ الفطر و الإمساك، و كأنواع المُفطرات، و كالذي يَجبُ الامتناعُ عنه، و شروطُ الصيام و نحو ذلك حتَّى تقعَ العبادة موقِعَها، و يكونَ مأجوراً عليها لفضيلةِ العلم. |
نصــــــائح رمضـــانية ..........
1- احرص على أن يكون هذا الشهر المبارك نقطة محاسبة وتقوم لأعمالك ومراجعة وتصحيح لحياتك. 2- احرص على المحافظة على صلاة التراويح جماعة فقد قال صلى الله عليه وسلم من صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة 3- احذر من الإسراف في المال وغيره فالإسراف محرم ويقلل من حظك في الصدقات التي تؤجر عليها. 4- اعقد العزم على الاستمرار بعد رمضان على ما اعتدت عليه فيه. 5- اعتبر بمضي الزمان وتتابع الأحوال على انقضاء العمر. 6- إن هذا الشهر هو شهر عبادة وعمل وليس نوم وكسل . 7- عود لسانك على دوام الذكر ولا تكن من الذين لا يذكرون الله إلا قليلا. 8- عند شعورك بالجوع تذكر أنك ضعيف ولا تستغني عن الطعام وغيره من نعم الله. 9- انتهز فرصة هذا الشهر للامتناع الدائم عن تعاطي مالا ينفعك بل يضرك. 10- اعلم أن العمل أمانة فحاسب نفسك هل أداءه كما ينبغي. 11- سارع إلى طلب العفو ممن ظلمته قبل أن يأخذ من حسناتك. 12- احرص على أن تفطر صائما فيصير لك مثل أجره. 13- اعلم أن الله أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين ويقبل التوبة من التائبين وهو سبحانه شديد العقاب يمهل ولا يهمل. 14- إذا فعلت معصية وسترك الله سبحانه وتعالى فأعلم أنه إنذار لك لتتوب فسارع للتوبة واعقد العزم على عدم العودة لتلك المعصية. 15- اعلم أن الله سبحانه تعالى أباح لنا الترويح عن النفس بغير الحرام ولكن التمادي وجعل الوقت كله ترويحا يفوت فرصة الاستزادة من الخير . 16- احرص على الاستزادة من معرفة تفسير القرآن - وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم - والسيرة العطرة - وعلوم الدين . فطلب العلم عبادة. 17- ابتعد عن جلساء السوء واحرص على مصاحبة الأخيار الصالحين. 18- إن الاعتياد على التبكير إلى المساجد يدل على عظيم الشوق والأنس بالعبادة ومناجاة الخالق. 19- احرص على توجيه من تحت إدارتك إلى ما ينفعهم في دينهم فإنهم يقبلون منك أكثر من غيرك. 20- لا تكثر من أصناف الطعام في وجبة الإفطار فهذا يشغل أهل البيت عن الاستفادة من نهار رمضان في قراءة القرآن وغيره من العبادات. 21- قلل من الذهاب إلى الأسواق في ليالي رمضان وخصوصا في آخر الشهر لئلا تضيع عليك تلك الأوقات الثمينة. 22- اعلم أن هذا الشهر المبارك ضيف راحل فأحسن ضيافته فما أسرع ما تذكره إذا ولى. 23- احرص على قيام ليالي العشر الأواخر فهي ليالي فاضلة وفيها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر. 24- اعلم أن يوم العيد يوم شكر للرب فلا تجعله يوم انطلاق مما حبست عنه نفسك في هذا الشهر. 25- احذر من الفطر دون عذر فإن من أفطر يوما من رمضان لم يقضه صوم الدهر كله ولو صامه. 26- اجعل لنفسك نصيبا ولو يسيرا من الاعتكاف. 27-اجعل لنفسك نصيبا من صوم التطوع ولا يكن عهدك بالصيام في رمضان فقط. 28- حاسب نفسك في جميع أمورك ومنها : المحافظة على الصلاة جماعة - الزكاة - صلة الأرحام - بر الو الدين - تفقد الجيران - الصفح عمن بينك وبينه شحناء - عدم الإسراف - تربية من تحت يديك - الاهتمام بأمور إخوانك المسلمين - عدم صرف شيء مما وليت عليه لفائدة نفسك - استجابتك وفرحك بالنصح - الحذر من الرياء - حبك لأخيك ما تحب لنفسك - سعيك بالإصلاح - عدم غيبة إخوانك - تلاوة القرآن وتدبر معانيه - الخشوع عند سماعه. |
شهر رمضان شهر خير و بركة، و قد خصَّه الله-عز و جل-بفضائل كثيرة، منها: 1-أنَّه شهر القرآن؛ ’’شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن‘‘. 2-فيه تُصفَّد الشياطين، و تُغلَّق أبواب النيران، و تُفتَّح أبواب الجنان. 3-فيه ليلة القدر التي هي خيرٌ من ألف شهرٍ. 4-تُضاعف فيه الدرجات، و تُقال فيه العثرات. 5-رمضان شهر الجهاد؛ فمُعظم فتوحات المسلمين كانت في رمضان، كبدر و عين جالوت و غيرها)) وهذا رابط لموضوع للأخ المحايد ......... http://www.alhroob.com/vb/showthread.php?t=19047 |
قد قال الله تعالى: {يا أيها الذين أمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون}
فإن الله ما فترض رمضان ولا أوجبه على الناس إلا لغاية سامية، وهدف نبيل ألا وهو تقوى الله عز وجل ،كما بينه تعالى بقوله: { لعلكم تتقون } ففي تقوى الله تُزكى الأعمال وتصلح القلوب وتتهذب النفوس ويتحصل المؤمن على رضى الرب سبحانه وتعالى من الانقياد والمحبة والخشية والإخلاص والطاعة لله جل شأنه ، وهذا شأن رمضان، فإن الصوم عبادة خفيَّة، ينطوي عليها صاحبها ولا يعلمها إلا الله، ولأن الصوم في الشريعة ليس بالإمساك عن الطعام والشراب فاحسب ، وكل ممسك عن الطعام والشراب إذا لم ينو بذلك وجه الله ، فليس بصائم في الشريعة ، والأعمال التي يراد بها وجه الله كلها له وهو يجزي بها ، فلهذا قال صلى الله عليه وسلم : (قال الله تبارك وتعالى : كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، إلا الصيام فهو لي وأنا أجزي به ؛ يترك الطعام لشهوته من أجلي ، هو لي وأنا أجزي به ، ويترك الشراب لشهوته من أجلي ، وهو لي وأنا أجزي به ) أي أجازي عليه جزاء كثيرا من غير تعيين لمقداره ، وهذا كقوله تعالى : {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} والصابرون الصائمون في أكثر الأقوال .انظر فتح الباري (4/ 131) ويجب على المسلم أن يجتنب جميع ما يكدر عليه صيامه من اللغو والرفث و الفسوق والعصيان فقد قال صلى الله عليه وسلم:(قال ربُّنا عز وجل : الصيام جنة يستجير بها العبد من النار وهو لي ، وأنا أجزي به ) أخرجه أحمد (3/ 341) من حديث جابر بن عبد الله. وقال صلى الله عليه وسلم : (الصيام جُنَّةٌ ،فلا يَرفُثْ ولا يجهل ، وإن امرُؤٌ قاتله أو شاتمه فليقل : إني صائم –مرتين – والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ، يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي ،الصيام لي وأنا أجزي به و الحسنة بعشر أمثالها ) أخرجه البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه . @ . . وهذه جزئية من موضوع للأخ بندر الحربي ...... اقتباس:
|
@ . . هذه جزئية من موضوع للأخ بندر الحربي ......
اقتباس:
|
بارك الله فيك اختي الفاضلة
|
يعطيك العافية و بــــارك الله فيك
|
بارك الله فيك
اخوك الحب الباقي دمت بخير |
جهد عظيم جدا تقوم به أختنا الغرابية لاحرمها الله الأجر |
اخي في الله الحر الابيض جزاك الله خير ووفقك الله في ماسعيت به من مجهود مبارك باٍذن الله وجعله الله لك صدقة تستظل بها في يوم لاظل الا ظله وابشر اخوي لي عوده باٍذن الله , , , شكرا لك |
أشكر الأخت : همس الورود وجزاك الله الف الف خير وانهجي منهج الأخت الغرابية وننتظر عودتك |
اخي الحر الابيض
بارك الله فيك وزادك من فضله وجزاك الله خير واجزل لك المثوبه وجزا الله الاخت الغرابيه خيرا بما تقدمه وحقيقه انها اتت بمواضيع قيمه ومفيه بارك الله فيها _____________ هناك ايضا مطويات في المكتبات الاسلاميه بها مواضيع مفيده ومختصره قد تناسب الوقت المتاح يمكن ان تستفيد منها كثير ونتمنى لك التوفيق |
هذي مجموعه من دروس اتمني
انها تعجبك والسموحه علي القصور الدرس الاول .................... الصدقة المتعثرة د. عمر بن عبد الله المقبل الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد : فحينما يقلب المسلم سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- لا ينقضي عجبه من جوانب العظمة والكمال في شخصيته العظيمة صلوات ربي وسلامه عليه. ومن جوانب تلك العظمة ذلك التوازن، والتكامل في أحواله كلها، واستعماله لكل وسائل تأليف القلوب وفي جميع الظروف. ومن أكبر تلك الوسائل التي استعملها -صلى الله عليه وسلم- في دعوته، هي تلكم الحركة التي لا تكلف شيئاً، ولا تستغرق أكثر من لمحة بصر، تنطلق من الشفتين، لتصل إلى القلوب، عبر بوابة العين، فلا تسل عن أثرها في سلب العقول، وذهاب الأحزان، وتصفية النفوس، وكسر الحواجز مع بني الإنسان ! تلكم هي الصدقة التي كانت تجري على شفتيه الطاهرتين : إنها الابتسامة ! الابتسامة التي أثبتها القرآن الكريم عن نبي من أنبيائه، وهو سليمان –عليه السلام- حينما قالت النملة ما قالت! إنها الابتسامة التي لم تكن تفارق محيا رسولنا -صلى الله عليه وسلم- في جميع أحواله، فلقد كان يتبسم حينما يلاقي أصحابه، ويتبسم في مقام إن كتم الإنسان فيه غيظه فهو ممدوح فكيف به إذا تبسم ؟! وإن وقع من بعضهم خطأ يستحق التأديب، بل ويبتسم -صلى الله عليه وسلم- حتى في مقام القضاء ! فهذا جرير-رضي الله عنه- يقول ـ كما في الصحيحين ـ : ما حَجَبني رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- منذُ أسملتُ، ولا رآني إلا تَبَسَّم في وجهي. ويأتي إليه الأعرابي بكل جفاء وغلظة، ويجذبه جذبة أثرت في صفحة عنقه، ويقول : يَا مُحَمَّدُ مُرْ لِى مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِى عِنْدَكَ ! فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَضَحِكَ ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ. ومع شدة عتابه -صلى الله عليه وسلم- للذين تخلفوا عن غزوة تبوك، لم تغب هذه الابتسامة عنه وهو يسمع منهم، يقول كعب -رضي الله عنه- بعد أن ذكر اعتذار المنافقين وحلفهم الكاذب ـ : فَجِئْتُهُ فَلَمَّا سَلَّمْتُ عَلَيْهِ تَبَسَّمَ تَبَسُّمَ الْمُغْضَبِ، ثُمَّ قَالَ « تَعَالَ » . فَجِئْتُ أَمْشِى حَتَّى جَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ . ويسمع أصحابه يتحدثون في أمور الجاهلية ـ وهم في المسجد ـ فيمر بهم ويبتسم ! بل لم تنطفئ هذه الابتسامة عن محياه الشريف، وثغره الطاهر حتى في آخر لحظات حياته، وهو يودع الدنيا -صلى الله عليه وسلم- يقول أنس ـ كما في الصحيحين ـ : بينما الْمُسْلِمُونَ في صَلاَةِ الْفَجْرِ مِنْ يَوْمِ الاِثْنَيْنِ وَأَبُو بَكْرٍ يُصَلِّى لَهُمْ لَمْ يَفْجَأْهُمْ إِلاَّ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَدْ كَشَفَ سِتْرَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ، فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ وَهُمْ فِى صُفُوفِ الصَّلاَةِ . ثُمَّ تَبَسَّمَ يَضْحَكُ! ولهذا لم يكن عجيباً أن يملك قلوب أصحابه، وزوجاته، ومن لقيه من الناس! لقد شقّ النبي -صلى الله عليه وسلم- طريقه إلى القلوب بالابتسامة، فأذاب جليدها، وبث الأمل فيها، وأزال الوحشة منها، بل سنّ لأمته وشرع لها هذا الخلق الجميل، وجعله من ميادين التنافس في الخير، فقال: (وتبسمك في وجه أخيك صدقة) رواه الترمذي وصححه ابن حبان. ومع وضوح هذا الهدي النبوي ونصاعته، إلا أنك ترى بعض الناس يجلب إلى نفسه وإلى أهل بيته ومن حوله الشقاء بحبس هذه الابتسامة في فمه ونفسه. إنك تشعر أن بعض الناس ـ من شدة عبوسه وتقطيبه ـ وكأنه يظن أن أسنانه عورةٌ من قلة ما يتبسم! فأين هؤلاء عن هذا الهدي النبوي العظيم ! نعم .. قد تمر بالإنسان ساعات يحزن فيها، أو يكون مشغول البال، أو تمر به ظروف خاصة تجعله مهتماً، لكن أن تكون الغالب على حياة الإنسان التكشير، والانقباض، وحبس هذه الصدقة العظيمة، فهذا ـ والله ـ من الشقاء المعجّل لصاحبه ـ عياذاً بالله ـ . إن بعض الناس حينما يتحدث عن الابتسامة يربط ذلك ببعض الآثار النفسية الجيدة على المبتسم، وهذا حسن، وهو قدر يشترك فيه بنو آدم، إلا أن المسلم يحدوه في ذلك أمرٌ آخر، وهو التأسي به -صلى الله عليه وسلم- والاقتداء به،وستأتيه الآثار النفسية والصحية التي تذكر في هذا المجال . لقد أدرك العقلاء من الكفار والمسلمين أهمية هذه الابتسامة، وعظيم أثرها في الحياة ! يقول ديل كارنيجي ـ في كتابه المشهور (كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس): "إن قسمات الوجه خير معبر عن مشاعر صاحبه، فالوجه الصبوح ذو الابتسامة الطبيعية الصادقة خير وسيلة لكسب الصداقة والتعاون مع الآخرين، إنها أفضل من منحة يقدمها الرجل، ومن أرطال كثيرة من المساحيق على وجه المرأة، فهي رمز المحبة الخالصة والوداد الصافي. ويقول : لقد طلبت من تلاميذي أن يبتسم كل منهم لشخص معين كل يوم في أسبوع واحد. فجاءه أحد التلاميذ من التجار، وقال له: اخترت زوجتي للابتسامة، ولم تكن تعرفها مني قط، فكانت النتيجة أنني اكتشفت سعادة جديدة لم أذق مثلها طوال الأعوام الأخيرة ! فحفزني ذلك إلى الابتسام لكل من يتصل بي، فصار الناس يبادلونني التحية ويسارعون إلى خدمتي وشعرت بأن الحياة صارت أكثر إشراقاً وأيسر منالاً، وقد زادت أرباحي الحقيقية بفضل تلك الابتسامة ... إلى أن قال : تذكر أن الابتسامة لا تكلف شيئاً، ولكنها تعود بخير كثير، وهي لا تفقر من يمنحها مع أنها تغني آخذيها، ولا تنس أنها لا تستغرق لحظة، ولكنها تبقى ذكرى حلوة إلى آخر العمر. وليس أحد فقير لا يملكها، ولا أحد غني مستغن عنها) انتهى كلامه. كم نحتاج إلى إشاعة هذا الهدي النبوي الشريف، والتعبد لله به : في ذواتنا، وبيوتنا، مع أزواجنا، وأولادنا، وزملائنا في العمل، فلن نخسر شيئاً ! بل إننا سنخسر خيراً كثيراً ـ دينياً ودنيوياً ـ حينما نحبس هذه الصدقة عن الخروج إلى واقعنا المليء بضغوط الحياة. إن التجارب تثبت الأثر الحسن والفعّال لهذه الابتسامة حينما تسبق تصحيح الخطأ، وإنكار المنكر . جاء في ترجمة الموفق ابن قدامة رحمه الله ـ صاحب كتاب "المغني" ـ أنه كان لا يناظر أحداً إلا وهو يتبسم، حتى قال بعض الناس: هذا الشيخ يقتل خصمه بتبسمه. وبعد : فإن العابس لا يؤذي إلا نفسه، وهو ـ بعبوسه ـ يحرمها من الاستمتاع بهذه الحياة، بينما ترى صاحب الابتسامة دائماً في ربح وفرح. اطيب الاماني |
( 2 )
لله در الهدية!! محمد مسعد ياقوت * لله در الهدية! تلك الوسيلة التي تطفئ نيران الضغائن، وتحل أعقد الأزمات والمشكلات والنزاعات، فللهدية عظيم الأثر، وجسيم الخبر في استجلاب المحبة وإثبات المودة وإذهاب الضغائن وتأليف القلوب. وهي دليل على الحب، وبريد إلى القلب، وهي شعار التقدير، وعنوان التكريم، ولذلك فقد قبل النبي -صلى الله عليه وسلم- الهدية، ومنحها، وأقرها، وأخذها من المسلم والكافر، وقبلها من المرأة كما قبلها من الرجل، وحث النبي -صلى الله عليه وسلم- على التهادي، فبها تطيب القلوب وتذهب وحر الخصومة. الهدية سبيل الحب : نعم، الهدية سبيل الحب، وبساط الود، وأكسير الألفة، لقول نبي الرحمة -صلى الله عليه وسلم-: "تهادوا تحابوا" (البخاري). قال القرطبي : "فقد ثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم-كان يقبل الهدية، وفيه الأسوة الحسنة، ومن فضل الهدية -مع اتباع السنة- أنها تزيل حزازات النفوس، وتكسب المهدي والمهدى إليه رنة في اللقاء والجلوس". وانظر إلى صنيع بلقيس! فقد كانت -بحق- عبقرية؛ عندما استخدمت سلاح الهدية؛ وأثره في تغيير النفوس، محاولة منها لاستقطاب أعظم ملوك الدنيا آنذاك، فقالت: (وَإِنّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ) [النمل - 35]. قال قتادة: "يرحمها الله! أن كانت لعاقلة في إسلامها وشركها؛ قد علمت أن الهداية تقع موقعا من الناس!". ولهذا أُثر عن النبي -صلى الله عليه وسلم-أنه قال: "إن الهدية تأخذ بالسمع والبصر والقلب" (ابن أبي الدنيا: مكارم الأخلاق 110). وقال: " تَهَادَواْ تَحَابُّوْا نِعْمَ مِفْتَاحُ الحَاجَةِ الهَديةُ" ( حسن) (الأمثال في الحديث 288). الصحابة والتابعون وهداياهم: وانظر وتأمل كيف كانت هدايا الصحابة والتابعين، كيف كانوا أذكياء عندما عاشوا معاني وقيم "الهدية" في حياتهم اليومية، وكيف أصبحنا أغبياء -عفواً- عندما ماتت فينا ومن بيننا ومن حولنا أخلاق "التهادي". * وأقبل سعيد بن العاص يوما يمشي وحده في المسجد، فقام إليه رجل من قريش، فمشى عن يمينه، فلما بلغا دار سعيد، التفت إليه سعيد؛ فقال: ما حاجتك قال: لا حاجة لي؛ رأيتك تمشي وحدك فوصلتك. فقال سعيد لجاريته: ماذا لنا عندك؟ قالت: ثلاثون ألفا. قال ادفعيها إليه * كان شريح إذا أهديت له هدية لم يرد الطبق إلا وعليه شيء. * وأهديت إلى إبراهيم بن أدهم هدية، فلم يكن عنده شيء يكافئه، فنزع فروه؛ فجعله في الطبق وبعث به إليه! ولا تَرد الهدية .. مهما كانت حقيرة: وإياك، إياك أن تستصغر الهدية مهما ضعفت، وتحتقر المنحة مهما صغرت، وتتكبر على الأعطية مهما حقًرت.. لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لو أهدي إلي كراع لقبلت ولو دعيت عليه لأجبت". (صحيح) و الكراع: من الدابة ما دون الكعب. يعني شيىء هين لا يذكر. وإذا رددت الهدية.. فبين سبب ردها فلوا أهدي إليك ما حُرم، أو ما لك فيه عذر لرده، فبين ذلك لصاحب الهدية، ووضح له الأمر بسماحة ولطافة مرفقة بابتسامة، جبرًا للخاطر. ففي الصحيحين من حديث الصعب بن جثامة -رضي الله عنه- أنه أهدى لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- حمارا وحشيًا، وهو بالأبواء أو بودان، فرده عليه فلما رأى ما في وجهه قال: "أما إنا لم نرده عليك إلا أنا حرم". واظفر قلوب هؤلاء .. بالهدية: 1- الأقربون أولى بالمعروف، وعلى رأسهم الآباء والأمهات. 2- من يختلف معك في الفكر أو المذهب.. 3- من يحرص على الإساءة إليك، أو التجريح فيك، أو النيل من عرضك. 4- من ترغب في هدايته إلى طريق الالتزام والتدين. 5- من ترغب في ضمه إلى العمل الجماعي الخيري أو التطوعي. كان هذا هو مجال الكلم، فبقي ميدان العمل، فقم، وانهض وطبق هذه السنة الميتة، فاحرص على الهدية و لوكانت رمزية، ولو سمحت بعد فراغك من قراءة هذه الصفحة .. قم بتوزيع شيء من الهدايا قدر استطاعتك على الأحباب والفقراء. |
( 3 )
كنت صفراً فكن ذا قيمة علي بن أحمد الشيخي هناك صفران يشغلان أول خانة في بعض الأعداد ، أحدهما يضاعف العدد إلى أضعاف كثيرة مثل الصفر الذي يأتي قبل العدد ( 1000 ) فعند إضافة الصفر يصبح هذا العدد ( 10000 ) إذ يتحول العدد من ألف إلى عشرة آلاف ، وهنا نجده قد تضاعف عشرة أضعاف ، وذا أضفنا صفراً آخر تحول العدد إلى ( 100000 ) مئة ألف ، وهنا تضاعف بالتالي أضعافاً كثيرة أيضاً . أما الصفر الآخر الذي لا يؤثر في زيادة قيمة العدد فوجوده مثل عدمه مثل الصفر الذي يأتي أمام الكسر العشري ( 0,1 ) ليصبح العدد ( 0,10 ) فهنا تحول مسماه من واحد من عشرة إلى عشرة من مئة لكن القيمة بقيت ثابتة لم تتغير ، ومثله لو أضفنا صفراً آخر لذلك الكسر لأصبح العدد ( 0,100 ) فهو يقرأ مئة من ألف لكن القيمة تبقى ثابتة كما كانت أولاً لم تتغير أيضاً . وأنت أيها العزيز هل تريد لو قدر لك أن كنت صفراً أن تكون صفراً مؤثراً في هذه الحياة بمعنى أن يكون لك أثر في الحياة ، فيدخل في رصيدك سمعة تفوح أريجاً وأجور كثيرة لم تعمل فيها ظاهرياً شيئاً ، لكنها في الحقيقة قد جاءتك من جراء تأثر في الآخرين بأقوالك الصائبة وسلوكك الحميد أو حتى بعمل من قام بتقليد من عمل بعملك حتى ولو بعد حين ، وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء ولمن ضحى بإخلاص وسخاء في هذه الحياة ، فمثل هذا الصنف هو ممن يأمر بالمعروف على قدر استطاعته غير مبال بنقد الناقدين أو شماتة الشامتين ، وهو أيضاً لمن يقدم في مجال عمله عطاء مثمراً حتى ولو تخاذل المتخاذلون بل وحتى في حالة عدم تقدير جهوده من قبل رؤسائه ، لأن رسالتنا في هذه الحياة عمارة هذه الأرض ، ولأن الإنسان كما قيل : إذا لم يضف شيئاً على هذه الحياة فإنه زائد عليها . أما لو كنت من أصحاب الصفر غير المؤثر ممن لا يبالي بتأثيره الإيجابي في الحياة وممن لا يؤدي الواجب المناط به على الوجه المطلوب ولا يهتم بأن تكون أعماله في رضا الله سبحانه وتعالى ومن ثم رضا ضميره من منطلق أداء الواجب المناط به على أكمل وجه ، فهو كما يقال ( مع الخيل يا شقرا ) ، ومن أصحاب ( عليّ وعلى أعدائي ) فهو هنا مثل ذلك الصفر غير المؤثر ، بل وسيجني وبالاً في الدنيا يتمثل في هزيمة نفسية وعدم رضا عن الذات وقلة تقدير لقيمة نفسه في هذه الحياة وفي يوم القيامة سيجني ثمرة شر أعماله خيبة وحسرة وندامة. وإنني أعرف أشخاصاً كونوا لأنفسهم أمجاداً خالدة دون مجد مؤثل سابق ، حتى أصبحوا نجوماً لامعة في سماء الحياة ، ونعرف جميعاً إلى جانب ذلك أناساً كثيرين يمثلون أصفاراً في هذه الحياة سودت أوراق الحياة دون أن يكون لهم أدنى قيمة فيها. فاحرص يا رعاك الله لو قدر لك أن كنت صفراً في هذه الحياة أن تكون ذا قيمة . علي بن أحمد الشيخي مشرف المقررات المدرسية بتعليم القنفذة وطالب دكتوراه في علم النفس التربوي |
( 4 ) الثقة بالنفس مطلب محمد بن سعد ال عوشن يصاب البعض أحيانا ببلوى فقد الثقة في أنفسهم والشعور بالنقص، فيظن المرء بنفسه سوءا، ويشعر أنه بقدراته ومعلوماته وخبرته غير مؤهل لتحمل المسؤوليات المهمة والأعمال ذات الجدوى والنفع الكبيرين . وقد يأتي هذا الشعور للمرء بعد البدء في مشاريعه ورؤية بوارق النجاح، فإذا به يلتفت إلى نفسه متسائلاً : ( هل أنا قادر على ما أنا مقبل عليه؟) وهو يسأل نفسه هذا السؤال الممزوج بالشك وعدم الثقة .. فإذا بالسؤال يرمي به في أول الطريق، ويعيده إلى نقطة الصفر ويكون كمن نقض غزله من بعد قوة أنكاثاً .. والحقيقة أن النفس إنما تتكون خبرتها وتتقد عزيمتها ويصلب عودها من ممارسة الأمور الهامة والصعبة، وتكتسب من ممارسة المشاريع الضخمة، والأعمال الكبيرة أضعاف ما تكتسبه من مهارات في الأعمال المعتادة التي يقوم بها الكثير من الناس دون مشقة أو اهتمام يذكر. ولذا فإن من كان ذا همة وطموح عاليين يستشعر موقف أولي العزم من الرسل ومن تبعهم من أصحابهم في إقدامهم على المهام الكبيرة دون وجل، ودون محادثة النفس بأنها عاجزة أو غير مؤهلة .. ولعل من المسببات لفقد الثقة هذا ما تربى عليه الواحد منا في صغره من تربية مجتمعية شاملة تحذر من المغامرة، وتوصيه بلزوم طريق الأمان، والابتعاد عن المخاطرة، ولزوم طريق الأباء والأجداد دون محاولة إضافة الجديد .. ومن مسبباتها : مشاورة الجبناء الذين يحثون المرء دائما على لزوم الدعة والسكينة والخمول ! ومن مسبباتها : الخوف من النقد، وإعطاءه حجماً اكبر مما هو عليه . وهذه المسببات أوجدت لنا جيلاً مقلدا يصلح أن يكون متبوعا لا أن يكون تابعاً، في الوقت الذي تشتكي فيه الأمة من بلوى كثرة الغثاء، وانتظار الرجل الذي يعدل ألفاً . والناس ألف منهم كواحد * وواحد كالألف إن أمر عنا أما المترددون الذين يقدمون رجلا ويؤخرون أخرى فهم ليسوا رجال النصر وقادته .. فالأمل فيهم - كما يقول عنهم صاحب المسؤولية - ضعيف، لأن المهام العظيمة تحتاج إلى رجال (الفطرة) وليس إلى رجال (القلة) والذين اعتاد الواحد منهم أن يشعر في مضمار العمل بالخوف والتهيب، والذي يصعب عليه جداً الإقدام على أمر عظيم، ذاك إنسان قد تعود أسوأ العادات، وقيد بأردأ القيود التي تحول بينه وبين الاستفادة مما وهبه الله من قوى وطاقات. آمل أن نكون من أصحاب الهمم العالية والأعمال والمشاريع الكبيرة .. وما ذلك على الله بعزيز . وإلى لقاء محمد بن سعد بن عوشن رئيس قسم إنتاج الوسائط التربوية بالإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة الرياض |
( 5 ) تخلص من إخفاقات الماضي مبارك عامر بقنه قد يتخذ المرء في الماضي قرارات واختيارات خاطئة ويبقى أثرها ملازم له ترافقه في دربه. وقد لا يشعر بخطأ هذه القرارات والاختيارات إلا بعد مضي فترة من الزمن. فما موقفنا من هذه الاختيارات الخاطئة، هل نظل نندب حظنا العاثر ونعيش في حالة ندم وهم وشتم للظروف التي أحاطت بنا أم إننا نتجاوز ذلك ولا نبالي؟ وأيّاً ما كان الأمر، فطبيعي جداً إن الإنسان يتخذ قرارات خاطئة وخصوصاً في بداية حياته، وأسباب ذلك كثيرة فصغر السن وقلة التجربة والعلم والبيئة التي عاش فيها والصحبة التي رافقها كلها تؤثر سلباً أو إيجاباً في اتخاذ القرار. ولهذا يتأخر اكتشاف معرفتنا لهذا القرار هل كان القرار يتناسب مع طموحاتنا وآمالنا أم لا. وليس من الطبيعي أن يعيش المرء في حالة إحباط وضيق بسبب هذه الاختيارات الماضية، فالله قدر لك أن تختار هذا الأمر وأن تسلك هذا الطريق وقد جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف . وفي كل خير . احرص على ما ينفعك واستعن بالله . ولا تعجز . وإن أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت كان كذا وكذا . ولكن قل : قدر الله . وما شاء فعل . فإن لو تفتح عمل الشيطان" فاللوم لا ينفع في أمر قد مضى وانقضى. ومهما يكن من شيء، فالمرء قد يجعل من إخفاقات الماضي وأخطائه نقطة انطلاقة لتحقيق النجاح، فالنجاح لا يعرف عمراً معيناً، والإنسان لا يتوقف عند مرحلة عمرية معينة؛ بل هو في حالة عطاء وعمل وكفاح مادام يملك أدوات العمل والعطاء، والمرء قد يحقق نجاحات في بداية حياته ثم تقف هذه النجاحات عند نقطة والعكس فقد يخفق المرء في بداية حياته ثم ما يلبث إلا وينهض وينجز نجاحات متتالية. ولتجاوز حالات إحباط الماضي وقلقه يمكن للمرء أن ينظر لذلك وفق التالي: أولاً: ابتعد عن العاطفة وكن موضوعياً: نعلم أن الخطأ طبيعة بشرية لا يمكن التخلص منه مطلقاً؛ فالنقص من الصفات اللازمة لنا والكمال المطلق من صفات الله عز وجل، وفق هذه النظرة يجب أن تكون نظرتنا للخطأ والفشل بإنها دروس نكتسب منها تجارب وخبرات تقربنا إلى أهدافنا. ومعظم الناس لا ينظرون إلى الخطأ بطريقة مجردة أو بمعنى آخر بطريقة تحليلية، فلو أخطاء شخص في جزئية معينة، فإنه يعمم الخطأ والإخفاق على بقية الأجزاء. والأشد من ذلك أن يتجه الخطأ إلى الشخصية، فيأخذ الإخفاق على أنه نقص في الشخصية، ولهذا مهم جداً أن تنظر إلى الخطأ بصورة موضوعية (كسبب ونتيجة) فإذا أخطاءنا في مسألة لا يعني نقص في شخصيتنا أو أن حظنا عاثر؛ بل إننا لم نسلك الطريق الصحيح، ولم نتبع السبب المناسب كما قال الله تعالى :"فاتبع سببا" فالأمور لا تؤخذ غلابا وإنما تؤخذ بإتباع الطرق الصحيحة. وأحياناً يستحوذ علينا التفكير العاطفي ونبتعد عن الموضوعية في تعاملنا مع ماضينا؛ فنعيش في حالة كئيبة وندم مقلق. فالتفكير العاطفي ينسينا أن هذا أمر مقدر علينا، والتفكير العاطفي يمنعنا أن نتخذ خطوات إيجابية ندفع القدر بقدر فننظر إلى سبب ذلك ونتجه إلى عمل آخر يقودنا إلى تحقيق نجاح جديد، والتفكير العاطفي يقودنا إلى الضجر والصخب ونفقد حالة التوازن الفكري والنفسي وننسحب عن الواقع ونعيش في خيالات وأوهام. لنكن أكثر واقعية ونعيش مع واقعنا ولا نجعل ماضينا حاضرنا فنخسر الحاضر كما خسرنا بعض ماضينا. ثانياً: انظر إلى الجانب المضيء: علينا التخلص من النظرة الجزئية كي نتصور الأشياء كما هي أو قريب من ذلك. فكل إخفاق أو فشل يحمل في طياته جانب مضيء، ولكن علينا أن ننظر ما تحت السطح لنرى ذلك الجانب، لنبتعد عن تحطيم ذواتنا ولومها وتوبيخها ولنبحث عن الجوانب الإيجابية في عملنا السابق، لا شك أننا حققنا إيجابيات كثيرة ولكننا لا ندرك هذه الإيجابيات أو إننا حصرنا الإيجابيات في قضايا معينة، ولهذا لابد أن ندرك أن كل عمل صالح هو عمل مضيء. وكل محاولة للنجاح والتقدم هو عمل مضيء، فلا نجعل الإشراقات والإضاءات عند نقطة معينة . النظر إلى الجانب الإيجابي يمنحك نوعاً من التفاؤل وتندفع النفس إلى مزيد من العمل والعطاء وتكون قادراً على إيجاد نظرة متوازنة تستطيع أن تقيم فيها أعمالك. انظر مثلاً لحاطب بن بلتعة عندما كتب بسر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين من أهل مكة، يخبرهم بشأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومسيره لجهادهم، ليتخذ بذلك يداً عندهم، تحمي أهله، وماله بمكة، فنزل الوحي بخبره، وعمل حاطب رضي الله عنه خطير حتى وصفه عمر رضي الله عنه بالنفاق فقال لرسول الله:" دعني أضرب عنق هذا المنافق " ولكن رسول الله نظر إلى الجانب المضيء في حياة الصحابي الكريم فهو قد هاجر إلى الله ورسوله، وجاهد في سبيله، فسأله رسول الله :"ما هذا؟" فقال : يا رسول الله، إني لم أكفر بعد إيماني، ولم أفعل هذا رغبة عن الإسلام، وإنما أردت أن تكون لي عند القوم يد، أحمي بها أهلي، ومالي، فقال صلى الله عليه وسلم : " صدقكم، خلوا سبيله " وقال لعمر: "وما يدريك، أن الله اطلع على أهل بدر، فقال : اعملوا ما شئتم، فقد غفرت لكم " وأنزل الله في ذلك، صدر سورة الممتحنة. فهناك في أعمالنا مهما بلغت من السوء جوانب فيها إشراق تمدنا بأمل وتخفف عنا وطئة الإخفاق فلا ننس هذه الجوانب المشرقة في ماضينا وهي لا شك كثيرة ولكنها تحتاج منا قليل من التأمل. ثالثاً: عش لحظاتك الآنية: الماضي ذهب وما فيه من آلام وأحزان فهل نذهب بقية عمرنا حزناً وحسرة حاملين مشاعر سلبية أم إننا نستبدل الحزن بفرح والهم بسعادة ؟ إننا لكي ننجز ونستأنف حياة سعيدة نستطيع نحقق فيها طموحاتنا فعلينا أن نتخلص من سلبيات الماضي ونقذف آثاره السيئة خارج حياتنا، فالعمر قصير ومن المؤسف ـ حقاً ـ أن نجعله ينحصر في مآسي الماضي وإخفاقاته. لنعش لحظاتنا ـ وكأننا ولدنا الساعة ـ كلها تفاؤل وأمل بأن نبني مستقبلاً مشرقاً مليء بالنجاحات والإنجازات، فالنجاح لا يمكن أن نحصره في شكل معين بل هو متعدد الوجوه والأشكال فكل خير تفعله في حياتك هو إنجاز رائع يستحق أن تفتخر وتشيد به. لا تجعل الماضي يأسرك، ولا المستقبل يقلقلك ويخوفك واستمتع بلحظات حياتك التي تعيشها الآن فأنت ابن اللحظة، وصدق الشاعر في قوله: ما مضى فات والمؤمل غيبُ *** ولك الساعة التي أنت فيها وقول الآخر: تمتع بالصبح ما دمت فيه *** ولا تخف أن يزول حتى يزول لا تدع اليأس ينفذ إلى قلبك فنحن أحيانا نصنع معاناتنا بأيدينا وندمر أنفسنا بجهالتنا وضعف إيماننا. ولنطوي صفحة الماضي فالعيش فيه ـ كثيراً ـ لا يجدي شيئا، فما كان فيه من آثام نستغفر الله منها وما كان فيه من خير فنرجو أن يتقبل الله ذلك الخير ولنعش لحظتنا فإننا لا ندري قد لا ندرك الساعة التي بعدها. والله المستعان. |
س .. سئل الشيخ ابن تيميه رحمه الله - هل يتناسل أهل الجنة ؟ . " والولدان " هل هم ولدان أهل الجنة ؟ وما حكم الأولاد وأرواح أهل الجنة والنار إذا خرجت من الجسد هل تكون في الجنة تنعم ؟ أم تكون في مكان مخصوص إلى حيث يبعث الله الجسد ؟ وما حكم ولد الزنا إذا مات يكون من أهل الأعراف أو في الجنة ؟ وما الصحيح في أولاد المشركين هل هم من أهل النار أو من أهل الجنة ؟ وهل تسمى الأيام في الآخرة كما تسمى في الدنيا مثل السبت والأحد . ج .. فأجاب : - " الولدان " الذين يطوفون على أهل الجنة خلق من خلق الجنة ; ليسوا بأبناء أهل الدنيا بل أبناء أهل الدنيا إذا دخلوا الجنة يكمل خلقهم كأهل الجنة على صورة آدم أبناء ثلاث وثلاثين سنة في طول ستين ذراعا . وقد روي أيضا أن العرض سبعة أذرع . وأرواح المؤمنين في الجنة وأرواح الكافرين في النار ; تنعم أرواح المؤمنين وتعذب أرواح الكافرين إلى أن تعاد إلى الأبدان . [ ص: 312 ] و " ولد الزنا " إن آمن وعمل صالحا دخل الجنة وإلا جوزي بعمله كما يجازى غيره والجزاء على الأعمال ; لا على النسب وإنما يذم ولد الزنا لأنه مظنة أن يعمل عملا خبيثا كما يقع كثيرا . كما تحمد الأنساب الفاضلة لأنها مظنة عمل الخير ; فأما إذا ظهر العمل فالجزاء عليه وأكرم الخلق عند الله أتقاهم . وأما " أولاد المشركين " فأصح الأجوبة فيهم جواب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين " { ما من مولود إلا يولد على الفطرة } " الحديث { قيل يا رسول الله أرأيت من يموت من أطفال المشركين وهو صغير ؟ قال : الله أعلم بما كانوا عاملين } " فلا يحكم على معين منهم لا بجنة ولا بنار . ويروى " { أنهم يوم القيامة يمتحنون في عرصات القيامة فمن أطاع الله حينئذ دخل الجنة ومن عصى دخل النار } " . ودلت الأحاديث الصحيحة أن بعضهم في الجنة وبعضهم في النار . والجنة ليس فيها شمس ولا قمر ولا ليل ولا نهار لكن تعرف البكرة والعشية بنور يظهر من قبل العرش والله أعلم . |
(6 ) الأخلاق وصلتها بالعبادات الحمد الله عالمِ كلِّ نجوى وكاشفِ كلِّ بلوى ، له الحمد في الآخرة الأولى وإليه المرجِعُ والمآل ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد المصطفى المختار وعلى آله وصحابته الأطهار ، أما بعد .... سلام الله تعالى ورحمته وبركاته عليكم .. للإنسان أيا كان جنسه أو لونه رغبة شديدة في نيلِ السّعادة والعيش في أكنافها ، ومِن المعلوم جَزمًا أنّ السعادة لا تُدرك بالمنصِب والجاه ، ولا تُنال بالشّهوات ومُتَع الحياة ، ولا بِجمال المظهَر ورقيق اللّباس ، نعم .. لا تُنال السّعادة إلا بلباسِ التّقوى ورِداء الخُلُق الحسن ، وما من أمّة نهضت وحضارة ازدَهرت إلا بفضل الله ثم بفضل أبنائِها الذين ملكوا نفوسًا قويّة وعزائمَ مضّاءة وهِممًا عالية وأخلاقًا زاكية وسِيَرًا فاضلة ، وما سُمع عن أمة من الأمم في يوم من الأيام أنها سعُدت بكثرةِ أموالها وجمَال بنيانها .. أبدا ، إنما كانت سعادتها وعزها في رجالها الذين تثقّفت عقولهم وحسُنت أخلاقهم وصحّت عقائدُهم واستقامت تربيّتهم واستنارت بصائرُهم ، فكانوا بحق رجالَ الأخلاقِ والقوّة ومصدرَ العزّة والكرامة للأمة.. أيها الأحبة الكرام : الأخلاق حُلَّة تقصُر دونها الحُلَل ، وسِتر لا يُغني عنه سِتر ، وهل افترق الإنسان عن حيوان الغابِ وسِباع الدواب إلا بالأخلاق ؟! نعم .. تلك هي الأخلاقُ التي تمتزِج بتصرّفات الإنسان كلِّها ، في سلوكه جميعِه وأحواله كلِّها ، في جدِّه وهزلهِ ، في فرَحه وحزنِه ، في خطئِه وصوابِه ، في سفره وحضره ، في سَخَطه ورضاه ، والإيمان والتقوى والصلاحُ والأخلاق عناصرُ متلازمةٌ متماسِكة لا يمكِن الفصل بينها ، ولذلك فلا يتمارى اثنان ولا يتجادل عاقلان في كيفية هذا التلازم والتلاحُم بين السّلوك والأخلاق من جهة والاعتقاد والإيمَان والتقوى من جهة أخرى ، لمه ..؟ لأن السّلوك الظّاهر مرتبطٌ بالاعتقاد الباطِن ، والانحراف الواقع في السّلوك والأخلاق ناشئٌ عن نقصٍ وخلل في الإيمان والباطن ، وكثيرا ما يرد في الكتاب والسنة الجمع بين تقوى الله عز وجل والإيمان وبين السلوك حسن الخلق ، فتقوى الله والإيمان شجرة وحسن الخلق ثمرة ، وهما أساس وهو بناء ، وهما سر وهو علانية ، وحيث انتفى حسن الخلق انتفت التقوى ونقص الإيمان ، يقول شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله مقررا هذا المبدأ " إذا نقصَت الأعمال الظاهرةُ والباطنة كان ذلك لنقصِ ما في القلب من الإيمان ، فلا يُتصوَّر مع كمال الإيمانِ الواجبِ الذي في القلب أن تُعدَم الأعمال الظاهرة الواجبة ، بل يلزم من وجودِ هذا كاملاً وجودُ هذا كاملاً ، كما يلزم من نقصِ هذا نقصُ هذا " وقال رحمه الله " فما يظهَر على البدنِ من الأقوالِ والأعمالِ هو موجَب ما في القلبِ ولازمُه " وكثيرا ما يذكر الله تعالى المتقين في كتابه فيصفهم بأحسن الأخلاق وأنهم أهل البر والإحسان ، ويبرئ ساحتهم من النفاق وسيء الأخلاق ، وكان كثيراً ما يجمع بينهما في وصاياه وهاهو يوصى معاذاً رضي الله عنه فيقول " اعبد الله ولا تشرك به شيئا " قال : زدني يا رسول الله ، قال " استقم ولتحسّن خلقك " وقال لأبي ذر " أوصيك بتقوى الله في سرك وعلانيتك ، وإذا أسأت فأحسن " وسئل ما أكثر ما يدخل الناس الجنة ؟ قال " تقوى الله وحسن الخلق " وقال لأبي ذر " اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن " وسئل عن أكرم الناس فقال " أتقاهم للرب وأوصلهم للرحم وآمرُهم بالمعروف ، وأنهاهم عن المنكر " وقال " أحسنُ الناسِ إسلامًا وإيمانًا أحسنُهم خلقًا " أيها الأخوة الكرام .. أيتها الأخوات العفيفات .. وإذا تأملنا في عبادات الإسلام الكبرى وأركانه العظمى ، عجبنا من تلك الأواصِر العظيمة التي تجمع الخلُق والدّين والعبادةِ والأدب ، فالصّلاة مثلا تنهى عن الفحشاءِ والمنكر ، والزّكاة صدقةٌ تطهِّر المسلمَ وتزكّيه وفي الصيام " من لم يدع قولَ الزور والعمل به والجهلَ فليس لله حاجةٌ في أن يدَع طعامه وشرابَه " والحجّ أشهر معلومات " فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ " وفي حق الجار " والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن مَن لا يأمَن جاره بوائقَه " " ومَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرِم ضيفَه ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقُل خيرًا أو ليصمت " " والحياء شعبة من الإيمان " وأخيرا .. إذا لم يكن لك من عبادتِك ما يزكّي قلبك ويطهِّر نفسَك ويهذّب سلوكك ويُحسِّن خلقك وينظّم صلتَك بالله وبالنّاس فلتحاسِب نفسَك حتى لا تكونَ من المفلسين ، ولتتعرف على أخلاقك بالنّظر في أحولك ، في غضبِك وإذا خلوت وإذا احتاجت وإذا استغنيت وإذا قَدُرَت وإذا عجزت ، حتى تأخذ من الأخلاق أحسنها ، وتلتمس أكرمها ، فتنال فضلها وخيرها . . |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() الساعة الآن 07:23 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir