سقى الله ربعا كان لي فيه مربعا= ومغنى به غصن الشبيبة أينعا
وحيّا مقاما كان لي فيه جيرة= بهم كان كأسي بالفضائل مترعا
ألا و رعا دهرا تقضىّ بأنسهم=ولولا الهوى ما قلت يوما له: رعا
خليلي ما لي كلما لاح بارق= تكاد حصاة القلب أن تتصدعا
وإن نسمت ريح الصبا من ديارهم= بكت أعيني دمعا يساجل أدمعا
إنَّ القلوب لأجناد مجندة= لله في الأرض بالأهواء تعترف
فما تناكر منها فهو مختلف= وما تعارف منها فهو مؤتلف
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى= ما الحب إلا للحبيب الأول
وافي كتابك وهو الروض مبتسماً=عن ثغر درطغي من بحرك الطامي
وما مثل هذا الشوق يحمل بعضه= ولكن قلبي في الهوى يتقلّب
جوابك في قول بمختصر نمى=إلى زاهر عما حكا فيه قائله
إِن الأساسَ لكلِّ بانٍ مصلحٍ=هدمُ الفسادِ ودَقُّ رأسِ المفسدِ
سقى المطيرة ذات الظل والشجر= ودير عبدون هطال من المطر
فآليت لا تنفك نفسي حزينة=عليك ولا ينفك جلدي أغبرا
إنْ تُرِدْ حَرْبي، تُلاقِ فَتىً=غيرَ مَمْلوكٍ ولا بَرَمَهْ
يحسدني قومي على صنعتي=لأنني في صنعتي فارس
أرانا على حال تفرق بيننا=نوى غربة إن الفراق عنود
غَدوْنَ مِن الوادي الذي بيْنَ مِشْعَلٍ=وبَيْنَ الحَشا، هيْهاتَ أَنْسَأَتُ سُربَتِي
تَجْتَنِي ثامرَ جُدَّادِهِ= بين فُرادَى بَرَمٍ أَو تُؤَامْ